الشعب

2023.11.30

تحظى الموجة الكورية بشعبية كبيرة حول العالم. ليس فقط الكيبوب ولكن أيضا في العديد من المجالات مثل الطعام، الموضة، الأعمال، تجذب كوريا الجنوبية أنظار العالم. ويساهم في تحقيق ذلك الجيل الجديد من الكوريين المقيمين بالخارج فهم جيل ولد وترعرع وسط الثقافة الأجنبية وعلى دراية جيدة بها وفي نفس الوقت لديهم الحمض النووي الكوري لذلك يحرصون دائما على تقديم وطنهم الأم كوريا الجنوبية للعالم. قمنا –كوريا نت- بعمل سلسلة مشتركة مع وكالة يونهاب للأنباء حول اكتشاف وتقديم الجيل الجديد الناشط من الكوريين المقيمين بالخارج، الذين يعملون على رفع مكانة كوريا الجنوبية بين البلدان ويعملون كجسر يربط كوريا الجنوبية بالدول الأخرى.

الصورة تظهر كيم جونغ-يون رئيس ومؤسس مركز إيلدو للتايكوندو في سنغافورة يستعرض بومزات التايكوندو في ’كأس كوريا 2015‘ الذي أقيم بنادي بولو في سنغافورة خلال أكتوبر عام 2015.

الصورة تظهر كيم جونغ-يون رئيس ومؤسس مركز إيلدو للتايكوندو في سنغافورة يستعرض بومزات التايكوندو في ’كأس كوريا 2015‘ الذي أقيم بنادي بولو في سنغافورة خلال أكتوبر عام 2015.



تساو ثي ها، كانغ سيونغ-تشيول (يونهاب)
الصور = كيم جونغ-يون

"فضلا عن تنمية المهارات القتالية أو رعاية الرياضيين الذين يحصدون الميداليات الأولمبية، أود أن أعلم التايكوندو لزيادة الأشخاص الذين يعملون على تحسين صحتهم البدنية والعقلية عبر تنمية شخصياتهم."

قال كيم جونغ-يون رئيس مركز إيلدو للتايكوندو الذي يضم أكثر من 1000 طالب في سنغافورة، خلال مقابلته مع كوريا نت ووكالة يونهاب للأنباء يوم 29 نوفمبر "التايكوندو قدم الثقافة الكورية للعالم قبل الكيبوب والكي دراما والكي فود"، و"التعليم الذهني مثل الآداب الاجتماعية والصبر والتحكم في الذات يأتي أولا في التايكوندو قبل تعليم البومزات الأساسية".

يحلم الرئيس كيم بإنشاء 100 مركز تايكوندو في سنغافورة وفيتنام. ودرس كيم في اليابان ثم حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة سيونغكيونغوان ثم انتقل إلى سنغافورة في عام 2004 لنشر التايكوندو.

ويشغل الرئيس كيم أيضا منصب مدرب فريق عروض التايكوندو في المنتخب الوطني السنغافوري كما أنه يدير 3 مراكز للتايكوندو حاليا في بوكيت تيماه، الساحل الغربي، بيدوك في سنغافورة.

وجدير بالذكر أن من بين طلاب الرئيس كيم، يوجد السيدة لين سو البالغة من العمر 79 عاما وكانت غير قادرة على المشي بسبب مشاكل صحية ولكنها استعادت صحتها بالكامل بفضل التايكوندو لدرجة تجعلها تستطيع إتمام بومزات التايكوندو بدقة.

نشارك معكم في مقال اليوم جزء من حديثنا مع كيم جونغ-يون الذي وهب حياته لنشر ثقافة التايكوندو وروحها.

كيم جونغ-يون رئيس مركز إيلدو للتايكوندو في سنغافورة يقدم اتجاه وهدف منهج تايكوندو الكبار لعام 2023 في مركز بوكيت تيماه للتايكوندو بسنغافورة في شهر أغسطس هذا العام.

كيم جونغ-يون رئيس مركز إيلدو للتايكوندو في سنغافورة يقدم اتجاه وهدف منهج تايكوندو الكبار لعام 2023 في مركز بوكيت تيماه للتايكوندو بسنغافورة في شهر أغسطس هذا العام.


- ما السبب وراء اختيارك تدريس التايكوندو كمهنة؟
تعلمت التايكوندو لأول مرة في الخامسة من عمري وفي ذلك الوقت كان اسم المركز الرياضي الذي أذهب إليه ’إيلدو تايكوندو‘ لذلك اخترت هذا الاسم ليكون اسم مركز التايكوندو الذي أديره في سنغافورة. درست التايكوندو إلى الصغار عندما كنت أدرس في اليابان وعندما كنت أعمل كمدرس في الكنيسة عرفت القيم والسعادة التي يمنحها لنا التعليم لذلك سلكت طريق المعلم.

- حدثنا قليلا عن سبب ترويجك للتايكوندو في سنغافورة وما هي ردة الفعل المحلية حوله؟
بصفتي مدرب للمستوى الخامس في التايكوندو أردت تعريف قيم ومبادئ رياضتنا الوطنية بشكل صحيح لذلك بدأت في تأسيس مراكز تعليم التايكوندو بالخارج. فكرت كثيرا في كيفية تقديم التايكوندو الذي يعد هبة منحتها كوريا الجنوبية للعالم، في سنغافورة وأردت أن أساهم في تغيير حياة الأطفال من خلال التعليم الأخلاقي الذي لا يدرس في المدارس.

سنغافورة دولة التجارة والتمويل والخدمات اللوجستية الدولية ويقيم مجموعة متنوعة من الأشخاص المختلفة من جميع أنحاء العالم. دولة تركز كثيرا على تعليم الأطفال بشكل أساسي ومستوى التعليم بها عالي لكن التعليم الأخلاقي مثل بر الوالدين، الآداب، الاعتزاز بالنفس، يكاد يكون منعدما لذلك قررت أن أساعد في هذه الناحية بواسطة التايكوندو. يبلغ عدد لاعبي التايكوندو في سنغافورة حاليا أكثر من 30 ألف شخص. وعند مقارنة هذا الرقم بكون الجالية الكورية في سنغافورة تبلغ 30 ألف شخصا، نجد أن شعبية التايكوندو في سنغافورة كبيرة نسبيا. ويوجد العديد من مراكز التايكوندو كما يوجد أيضا فصول تعليم تايكوندو في مكاتب المقاطعات والأحياء الحكومية المحلية أيضا.

- ما هي النقاط التي تركز عليها عند تدريس التايكوندو؟
هناك العديد من الشباب الذين يتعلمون التايكوندو لتحسين قوتهم البدنية والدفاع عن النفس أو الفوز بالميداليات في فئة كروكي أو بومزا. ولكن في مركز إيلدو للتايكوندو لا نركز منهجنا على الفوز بالمسابقات والميداليات بل على توفير تعليم شامل يغير موقف الطالب تجاه الحياة فنحن نقدم تعليما متخصصا وفقا للأعمار المتفاوتة والنوع أيضا.

نركز في منهجنا على تغيير المفهوم الخاطئ بأن التايكوندو رياضة قتالية تقتصر على الركل وتدريبات القوة. ولحسن الحظ أكثر من 90% من الطلاب يوافقون على طريقة تدريسنا ويتبعونها جيدا. نبدأ بتعليم حركات التايكوندو الأساسية وتأثيرها الإيجابي على الجسم فمن المهم فهم وإدراك الدور الذي تساعد به كل حركة في التعليم الذاتي. ولهذا السبب يتوافد الطلاب على فصول مركز إيلدو للطلاب كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 60 و70 عاما. وأنا أؤمن بأن التايكوندو لديه احتمالية عالية لأن يصبح رياضة فضية بفضل كونه رياضة يفهمها ويتجاوب معها أكثر من 70% من السنغافوريين ذوي الأصول الصينية الذين يحبون رياضة تاي تشي ورياضة ووشو.

- هل لديك تجارب لا تستطيع نسيانها مع طلابك؟
تعليمي التايكوندو للمدرب كيم ديه-وون أكثر تجربة باقية في ذاكرتي. هو لم يتخصص في التايكوندو في الجامعة ولكنه يعمل مدربا حاليا في الكلية الرياضية لذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة هوساننا. يبذل قصارى جهده في مكانا لا يعرفه أحدا ولا يحصل على تقدير كاف تجاه جهوده ولكنه يوفر تعليما لمن لا يستطيعون الحصول عليه بسهولة. هو شخصا يستحق دائما الاحترام والامتنان والتصفيق. ذوي الإعاقات الذهنية يعانون من مشاكل التواصل مع العالم وهو يساعدهم على التغلب على ذلك بواسطة التايكوندو. وهذا هو هدف ورؤية مركز إيلدو للتايكوندو.

- ما هي روح التايكوندو؟
نستطيع تعريف التايكوندو بعبارة ’تدريب العقل والجسد لخلق جسم وعقل صحيحين‘ وبعبارة أخرى نستطيع أن نقول إن التايكوندو يقود المرء ليصبح شخصا ذو فائدة أكبر إلى عائلته والمجتمع والوطن. ونحن نهدف في مركز إيلدو إلى النجاح في إنشاء مجتمع ناجح بتجمع الأشخاص الأصحاء فيه.

ونظرا لوجود العديد من الأسر التي لديها طفلا واحدا في سنغافورة فنحن نحاول التمييز بوضوح بين دور الوالدين ودور الأطفال وتعليم كلاهم 5 أشياء هي الآداب، الصبر، الثقة بالذات، الانسجام، المشاركة، والتطوع. نحن لا ندرس فقط الفنون القتالية ولكن أيضا نسعى لتعليم الناس أهمية الأسرة والشعور بالانتماء إلى المجتمع من خلال أنشطة بسيطة.

 كيم جونغ-يون (على اليسار) يلتقط صورة تذكارية مع طالبته السيدة لين سو (الرابعة من اليسار) وغيرها من الطلاب احتفالا بترقية الطالبة لين سو إلى المستوى الثاني وذلك في فبراير الماضي داخل مقر إيلدو الموجود في منطقة بوكيت تيماه بسنغافورة.

كيم جونغ-يون (على اليسار) يلتقط صورة تذكارية مع طالبته السيدة لين سو (الرابعة من اليسار) وغيرها من الطلاب احتفالا بترقية الطالبة لين سو إلى المستوى الثاني وذلك في فبراير الماضي داخل مقر إيلدو الموجود في منطقة بوكيت تيماه بسنغافورة.


- سمعنا أنك تخطط لفتح مركز تايكوندو في مدينة هو تشي منه الفيتنامية، حدثنا عن ذلك قليلا.
فيتنام تتمتع بإمكامات نمو عالية جدا بين دول جنوب شرق آسيا كما أنها تحتوي على العديد من الجامعات التي لديها أقسام للغة الكورية أو تقدم دورات تعليم للغة الكورية لذلك أعتقد أن فتح مركز للتايكوندو هناك سيكون فرصة جيدة للغاية. ويتمتع لاعبو تايكوندو كروكي في المنتخب الفيتنامي بمستوى عال جدا لدرجة تؤهلهم للفوز بجوائز في بطولة العالم للتايكوندو. ولكن على الرغم من ذلك فإن الأساسيات مثل روح التايكوندو وغيرها ليست كافية بعد. أريد أن أضع حجر أساس إنشاء قسم للتايكوندو في الجامعات.

- هل تواجه صعوبات عند تعليم التايكوندو للأجانب؟
لم يكن سهلا أبدا نقل وتعريف الطلاب وأولياء أمورهم صبر وقيمة التايكوندو. ولأن الثقافة الأجنبية لا تركز على الدرجات على عكس الثقافة الكورية، فكان موقف الطلاب تجاه تقييمات التايكوندو أو مسابقات كروكي مختلفا أيضا. وخاصة عند تعليم جزء الهتاف ’هانا، دول، سيت (واحد، إثنان، ثلاثة باللغة الكورية)‘ استطاع الطلبة نطق اللغة الكورية ولكن كانت روحهم مختلفة وكان من الصعب تقليد الروح الكورية التي تظهر بقوة في الهتاف.

ولأن هذا اختلاف في الثقافة فيجب الاعتراف به وتقبله والتعليم على أساس ذلك فمهما حاولنا غرس العقل والروح الكورية لا نستطيع الحصول على نفس النتيجة. وعلى الرغم من ذلك، أشعر دائما بالرضا والفرحة لأن الطلاب يثقون بنسبة 100% بمعلميهم الكوريين ويتبعون منهجهم جيدا.

- ما هو هدفك النهائي؟
مركز إيلدو للتايكوندو يسعى للتواصل مع الناس حول العالم من خلال لغة التايكوندو. وقبل كل شيء أرغب في مساعدة طلابي على تقدير حب والديهم والشعور بأهمية العائلة، وزيادة تقديرهم لذاتهم من خلال الحصول على جسم صحي، وأن يصبحوا مواهب تساهم في بناء سنغافورة. ولتحقيق ذلك أرغب في تحقيق عولمة التايكوندو من خلال خلق نظام ممنهج للتعليم الرياضي.

shinn11@korea.kr

محتوى متعلق