لي دا-سوم، كانغ سيونغ-تشيول (يونهاب)
الصور = كيم يون-هي
"القدر جعلني أتقابل أنا والكمان. الموسيقى والكمان هما بالطبع شغفي وحبي."
ولدت عازفة الكمان كيم يون-هي في جزيرة جيجو، وتعلمت العزف لأول مرة في سن الثالثة وأظهرت أداءا مبهرا وأثبتت عبقريتها في العزف على الكمان. وفي العام التالي لبداية تعلمها، حققت معجزة بنجاحها في القبول للدراسة بالمدرسة الإعدادية لجامعة فيينا الموسيقية الوطنية لتحصل على لقب ’أصغر طالب‘.
وبدأت حياتها الموسيقية بأول عزف تعاوني مع أوركسترا سافاريا المجرية عندما كانت في الخامسة من عمرها. وعزفت أيضا مع أوركسترا تروندهايم السيمفونية في النرويج (في سن 13 عاما)، وأوركسترا الإذاعة الوطنية الإسبانية (في سن 14 عاما)، وأوركسترا شتوتغارت الفيلهارمونية (في سن 15 عاما)، وأوركسترا مونتي كارلو (في سن 16 عاما) والأوركسترا الإذاعية التعاونية بين إذاعة مدريد الوطنية وكي بي إس (في سن 17 عاما) وحققت بذلك أرقاما قياسية كأصغر عازف موسيقى.
وتعد أصغر شخصا تخرج من جامعة فيينا الموسيقية في سن 19 عاما وحصلت على الثناء من عدة وكالات إذاعية مثل لقب ’عازفة الكمان المعجزة‘ (من وكالة سي إن إن) ولقب ’لغز في الثلاثينيات على مستوى العالم‘ (من قناة تي إف 1 الفرنسية)، وجذبت الأنظار باعتبارها عازفة من الجيل الحديث على مستوى العالم.
وهي كورية مقيمة بالخارج تعيش في النمسا وتقدم عروضا موسيقية في أوروبا وأمريكا وكوريا الجنوبية وغيرها. هي تعشق الموسيقى ومهووسة بالتدريب مرارا وتكرارا على الرغم من براعتها. كانت تتدرب لمدة 10 ساعات يوميا منذ بدأت العزف على الكمان في الصغر حتى وصلت للعشرينات من عمرها، وحاليا قلصت وقت التدريب إلى 7~8 ساعات يوميا. وفي المقابل تستغل الوقت المتبقي في ممارسة الرياضة.
قامت كوريا نت بالتعاون مع وكالة يونهاب للأنباء بعمل مقابلة مع عازفة الكمان كيم يون-هي يوم 8 نوفمبر أثناء زيارتها للبلاد من أجل عرضها المشترك مع أوركسترا جيونجو الفيلهارمونية الذي أقيم في الشهر الماضي. نوافيكم بجزء من المقابلة في السطور القادمة.
- حدثينا قليلا عن بداية عزفك على الكمان.
كان البيانو أول آلة موسيقية تعلمتها ولأنني أتمتع بشخصية نشيطة، وجدت الجلوس أمام البيانو والنقر على المفاتيح أمرا مملا. وكان ذلك عندما بلغت الثالثة من عمري تعرفت على الكمان من خلال أحد معارف والدتي. وجذبتني الآلة حيث يجب أن يعزف عليها الشخص دائما وهو واقف. أردت أن أتعلمها وبذلك انتقلت من البيانو إلى الكمان. ولا أستطيع إنكار أن عروض الأوركسترا المتكررة التي أرتني إياها والدتي منذ صغري، كان لها تأثيرا على اختياراتي. وعلى الرغم من صغري في ذلك الوقت، إلا أنني أتذكر روعة صوت الكمان الذي لفت نظر طفلة تبلغ ثلاثة سنوات فقط.
- نحن نعرف أنك أصغر من التحق بالمدرسة الإعدادية لجامعة فيينا الموسيقية الوطنية، كيف بدأت قصتك مع النمسا؟
استقراري في النمسا جاء بمحض الصدفة. عندما مر عاما على تعلمي العزف على الكمان، ذهبت إلى منزل عمتي في فيينا كإجازة صيفية قصيرة. وأوصتني عمتي بالحصول حينها على دروس خصوصية على يد أستاذ مشهور جدا بتعليم الطلاب الموهوبين. اعتبرته اختبارا لقدراتي وعزفت بدون تفكير طويل، ولكن عندما انتهيت من العزف فاجئني الأستاذ بطلبه من عمتي أن أصبح تلميذة تتعلم على يده. في ذلك الحين، لم يكن السبب أن عزفي رائعا، فقط شعر الأستاذ في ذلك الوقت أنني ’التلميذ المختار‘ له. وهكذا ذهبت إلى فيينا بالنمسا وبقيت هناك حتى الآن حيث قابلت أستاذي الأول بمحض الصدفة خلال إجازة صيفية عابرة.
- هل شعرت بالضغط تجاه حصولك على لقب ’الأصغر‘ في كل مرة تعزفين فيها مع أوركسترا؟
لم أعط كوني الأصغر سنا هذا القدر من الأهمية لذلك لم أشعر بالضغط. بالطبع صعود طفلة صغيرة على مسرحا كبيرا كان أمرا هائلا. ولكن أعتقد أنها كانت وسيلة لتقديم نفسي إلى الأخرين ولكن الأهم هو أن أجيد العزف أكثر من كوني الأصغر. وكنت أفكر دائما في كيفية تقديم موسيقى أفضل.
- هل كانت عملية التناغم بين حياة العازف المنفرد وحياة عازف الأوركسترا صعبة؟
قدمت أول عزف تعاوني مع أوركسترا عندما كنت في الخامسة من عمري. لم يكن سهلا على طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات أن تصعد على المسرح مع أوركسترا ولكنني أعتقد أن تلك المرة الأولى التي شعرت فيها بطعم الصعود على المسرح. أعجبت جدا بالتدرب مرات لا حصر لها قبل الأداء وبالعرض نفسه. أنا أؤمن أن العزف بشكل صحيح يأتي من خلال التجربة والشعور ليس فقط بالمشاهر الطيبة المشرقة بل أيضا الألم والصعوبات. وهذا هو السبب الذي يجعلني أتعامل مع هذا الأمر باستمتاع فأنا حقا أحب المسرح جدا.
- من بين العروض الدولية الكثيرة التي قدمتيها، ما هو أكثر العروض التي لا تنسى؟
لكل عرض معنى مختلف عن الآخر لذا من الصعب اختيار واحدا فقط. عندما كنت في الـ23 من عمري قدمت عرضا موسيقيا في قاعة كارنيغي وفي ذلك الوقت راودتني الكثير من الأفكار، ليس فقط حول الموسيقى ولكن حول جوانب عدة مما جعلني أرهقني. وعلى الرغم من ذلك، كان لا يوجد مفر من العزف فضغطت على نفسي وتدربت استعدادا للعرض. وبينما كنت أقف على المسرح فجأة راودني شعورا بالقوة وبأن هذا المكان ثمينا للغاية. عندما سمعت التصفيق الحار بعد عزفي، شعرت أن كل الصعوبات والجروح تداوت. وكانت تلك المرة الأولى التي أبكي فيها بعد عزف أقدمه. حينها أدركت سبب ضرورة أن يجرب الموسيقيين مشاعر عديدة مختلفة ومدى التأثير الإيجابي الذي تتركه تلك التجارب على الموسيقى وبفضل ذلك نضجت أكثر.
- تعملين في مجال الموسيقى منذ 30 عاما حين تعلمت العزف على الكمان في الثالثة من عمرك. أخبرينا السر حول عدم تعبك حتى الآن.
الموسيقى هي الأولوية القصوى في حياتي وهدفي كعازفة هو الجدارة لأطول فترة ممكنة. ولذلك أقول دائما أن الموسيقى والكمان هما شغفي وحبي. ولكن كيف تظل تلك الطاقة بنفس الحجم كل يوم؟ أستخدم التدريبات كوسيلة لتحفيزي مرة أخرى عندما تنفذ طاقتي. وعلى وجه الخصوص، أقوم بإعادة شحن شغفي وطاقتي من خلال التمارين الرياضية فالهوايات أمرا مهما للغاية بالنسبة للموسيقيين حيث يستعيدون طاقتهم من خلالها.
- هل هناك تقييما تلقيتيه على المسارح الدولية كعازفة كوريا يبقى في ذاكرتك لا تستطيعين نسيانه؟
عندما أعود بالتفكير في الماضي أشعر بالأسف لأنني أردت دائما الحصول على تقييمات جيدة فكنت أقوم بإعداد العروض على أمل أن تنال موسيقاي إعجاب الجميع. لكن هذا ليس هو الحال حاليا حيث أصنع الموسيقى لنفسي وليس للآخرين لذلك أحاول ألا أنخرط في التقييمات.
- تمتلك الثقافة الكورية شعبية هائلة، كيف هو الحال في مجال الموسيقى الكلاسيكية؟
كان من الصعب جدا أن يقف آسيوي على المسارح الدولية قبل 20 عاما. ولكن الآن أصبحت قدرات ومهارات فناني الموسيقى الكلاسيكية الكوريين هائلة لدرجة أن هذا الموضوع لم يعد محلا للنقاش من الأساس. ظهرت الفنانة تشو سو-مي لأول مرة عام 1991 في مهرجان سالزبورغ وهو الأكبر في عالم الموسيقى الكلاسيكية. وحتى الآن هي الآسيوية الوحيدة التي لعبت دور البطولة في الأوبرا الرئيسية للمهرجان. وأعتقد أن فناني الآن مثل ليم يون-تشان وتشو سيونغ-جين استطاعوا الوصول لمكانات عالية حاليا بفضل الأساسات التي وضعها الآخرين في الماضي.
- ماذا جهزت لحفلك هذه المرة على المسرح الكوري؟
قمت بأداء لمقطوعة من مقطوعات موزارت مع أوركسترا جيونجو الفيلهارمونية. وشعرت بمدى تفوق الأوركسترا الكورية بعدما عزفت مع أوركسترا تستطيع تنفيذ أسلوب موزارت بشكل جيد للغاية. وفي حفل يوم 10 نوفمبر الذي سيقام في دار كتب تشوى آن-نا بحي كانغنام في سيئول، سأتحدث عن الكتب التي أحبها ثم سنعزف مقطوعات تناسب تلك الكتب. وسأعزف هذه المرة مقطوعة سوناتا رقم 3 فئة دي على الكمان لبرامز وأنا سعيدة للغاية لعزفي مقطوعات لفنان أحبه كثيرا وأيضا أتطلع لكل عروضي لأنني أشعر بالقرب والتواصل أكثر مع الحضور من خلالها.
- ما هو نوع العازف الذي تريدي أن تبقي به في ذاكرة الآخرين؟
أريد أن أصبح عازفة تشبه الشجرة. الأشجار نباتات تصبح جذورها أعمق وأقوى مع تقدم العمر. وأريد أيضا أن أصبح عازفة تستطيع تقديم موسيقى أقوى وأعمق مع مرور الوقت.
dlektha0319@korea.kr