الشعب

2023.11.02

تحظى الموجة الكورية بشعبية كبيرة حول العالم. ليس فقط الكيبوب ولكن أيضا في العديد من المجالات مثل الطعام، الموضة، الأعمال، تجذب كوريا الجنوبية أنظار العالم. ويساهم في تحقيق ذلك الجيل الجديد من الكوريين المقيمين بالخارج فهم جيلا ولد وترعرع وسط الثقافة الأجنبية وعلى دراية جيدة بها وفي نفس الوقت لديهم الحمض النووي الكوري لذلك يحرصون دائما على تقديم وطنهم الأم كوريا الجنوبية للعالم. قمنا –كوريا نت- بعمل سلسلة مشتركة مع وكالة يونهاب للأنباء حول اكتشاف وتقديم الجيل الجديد الناشط من الكوريين المقيمين بالخارج، الذين يعملون على رفع مكانة كوريا الجنوبية بين البلدان ويعملون كجسر يربط كوريا الجنوبية بالدول الأخرى.


الصورة تظهر أستاذ الغوغاك المتخصص مين يونغ-تشي الكوري المقيم باليابان. (الصورة من لي جون-يونغ)

الصورة تظهر أستاذ الغوغاك المتخصص مين يونغ-تشي الكوري المقيم باليابان. (الصورة من لي جون-يونغ)



كو هيون-جيونغ، كانغ سيونغ-تشيول (يونهاب)

"الموسيقى الكورية التقليدية ’غوغاك‘ هي الأروع. أنا أعزف الموسيقى المدمجة من أجل الترويج للموسيقى التقليدية".

هذا ما قاله الأستاذ مين يونغ-تشي في المقابلة المشتركة التي أجريت يوم 1 نوفمبر، وهو متخصص الموسيقى التقليدية الكورية من الجيل الثالث للجالية الكورية في اليابان، وظل يتردد على كوريا واليابان على مدار الثلاثين عاما الماضية لتقديم العروض الفنية والأنشطة الموسيقية.

ولد الأستاذ مين في أوساكا وانتقل إلى كوريا الجنوبية بعد تخرجه من المدرسة الإعدادية ودرس في مدرسة الغوغاك الثانوية الوطنية وتخرج من كلية الموسيقى بجامعة سيئول الوطنية. وفاز خلال المرحلة الجامعية بالجائزة الذهبية عن آلة الجانغو في مسابقة ’الدورة الثانية من مسابقة السامولنوري العالمية‘، وفي العام الذي تلاه، حصل على المركز الثالث عن آلة ديغوم في مسابقة العزف التقليدي التي أقامتها مجموعة شركات دونغ-آه إلبو. وبعدما حاز على الاعتراف بقدراته الفائقة في الموسيقى والعزف، كان لديه الكثير من الفرص للدخول إلى أوركسترا الموسيقى التقليدية الوطنية بعد التخرج من الجامعة ولكنه اختار طريقا آخر.

اختار الأستاذ مين طريق العزف المنفرد لرغبته في تجربة المدن الجديدة والأنشطة الموسيقية الحرة وحاليا هو يروج حاليا لعزف ’شينهان آك‘. ويرمز مصطلح شينهان آك لدمج الموسيقى التقليدية الكورية وموسيقى الجاز.

التقينا بالأستاذ مين متخصص الموسيقى التقليدية الكورية الذي يروج لها وللموسيقى الكوري المدمجة التي تعكس اتجاهات العصر، وأخبرنا أنه يتمنى تظل الموسيقى التقليدية باقية من خلال ذلك.

مين يونغ-تشي (الثالث على اليسار) الأستاذ المتخصص في الغوغاك، يلتقط صورة تذكارية بعد الانتهاء من عرض ’شينهان آك مع تريسونيك‘ الذي أقيم في طوكيو يوم 2 ديسمبر عام 2015. (الصورة من مين يونغ-تشي)

مين يونغ-تشي (الثالث على اليسار) الأستاذ المتخصص في الغوغاك، يلتقط صورة تذكارية بعد الانتهاء من عرض ’شينهان آك مع تريسونيك‘ الذي أقيم في طوكيو يوم 2 ديسمبر عام 2015. (الصورة من مين يونغ-تشي)


- نشعر بالفضول حول الخلفية التي جعلت تختار طريق الموسيقى التقليدية الكورية.
والدي كان أبا لأربعة أطفالا، كان يربينا لنصبح فنانين ونحقق حلمه الذي لم يستطع تحقيقه بنفسه. أنا الطفل الثالث، ونشأت في بيئة كنت أتعرض فيها للموسيقى بشكل طبيعي دون دراية. كان منزلنا صغيرا ولكنه مليئا بمكبرات الصوت التي يجمعها والدي، وأختي الكبرى تخصصت في آلة الغاياغم، وأخي الأكبر متخصص في الفلوت، وأختي الصغرى تخصصت في الرقص الكوري. لو كان منزلنا أكبر قليلا لكنت أنشئت معرضا لنغمات حياتي اليومية المتعددة. الجالية الكورية في اليابان تنتمى للعائلات متعددة الثقافات، وأنا أعتقد أن ذلك يمنحنا إمكانية وميزة تنافسية. أنا أقوم بالتدريس للطلاب الكوريين في جامعة إيهوا للفتيات، وجامعة تشوغيه للفنون، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة يوما ما لجلب الكوريين المقيمين في اليابان إلى كوريا الجنوبية وتعليمهم ليصبحوا ’هجين‘ يجيد الثقافة الكورية واليابانية معا في وقتا واحدا.

- لماذا بدأت موسيقى شينهان آك التي تعد موسيقى مدمجة؟
أنا تخرجت من مدرسة غوغاك الوطنية وكلية الموسيقى بجامعة سيئول للفنون، لكنني أيضا عزفت على الطبول النحاسية خلال المرحلة الابتدائية والإعدادية لذلك يجتمع في عقلي الموسيقى الكورية التقليدية والغربية معا في آن واحد. كان من الممكن أن انضم إلى أوركسترا الموسيقى التقليدية بعد تخرجي من الجامعة، ولكنني اخترت أن أصبح مستقلا لأنني أردت أن أجرب الدمج بين الموسيقى الشرقية والغربية. والموسيقى التقليدية الكورية يدمنها من يتعرض لها، لكنها أيضا بطيئة ويصعب على المبتدئين الوقوع في حب سحرها سريعا. لذلك حاول العديد من الموسيقيين الجدد أن يجدوا طريقة سهلة للوقوع في حب الموسيقى التقليدية الكورية. وقام العديد من كبار عازفي الموسيقى التقليدية مثل جيونغ ميونغ-هون، جيونغ ميونغ-هوا، تشو سو-مي، يانغ بانغ-أون بتقديم موسيقى مدمجة مع فنانين كبار مثل ساي، شين هيه-تشيول، لي مون-سيه، كانغ سان-إيه، دي جي دوك، لولا، بانيك وغيرهم.

- هل سبق لك أن واجهت صعوبات لكونك كوريا يمارس الموسيقى التقليدية الكورية في اليابان؟
في الحقيقة، أنا عشت حياة شخص على الحدود مع هويتين. فأنا أعتقد أن التبادلات مع موسيقى الدول الأخرى كانت أكثر حرية بفضل هوية الكوريين في اليابان الذين يجدون صعوبة في الانتماء الكامل إلى كوريا الجنوبية أو اليابان. وكانت المحاولة التي تبدو طبيعية بالنسبة لي يبدو أنها كانت تبدو أكثر حداثة بالنسبة للأخرين فلاقت استحسانا.

الأستاذ مين يونغ-تشي متخصص الموسيقى التقليدية الكورية يعزف على آلة الجانغو في فعالية ’عالم الموسيقى والرقص‘ التي أقيمت ابتداءا من يوم 9 مارس حتى 12 من نفس الشهر عام 2012 في نيو بلايموث، نيوزيلندا. (الصورة من مين يونغ-تشي)

الأستاذ مين يونغ-تشي متخصص الموسيقى التقليدية الكورية يعزف على آلة الجانغو في فعالية ’عالم الموسيقى والرقص‘ التي أقيمت ابتداءا من يوم 9 مارس حتى 12 من نفس الشهر عام 2012 في نيو بلايموث، نيوزيلندا. (الصورة من مين يونغ-تشي)


- لقد قدمت العديد من العروض على المسارح الأجنبية. ما هي أكثر العروض التي نالت اعجاب الحضور؟
في الواقع، يرغب الأجانب في رؤية الموسيقى التقليدية الأصلية وليس الموسيقى المدمجة. يتحمسون للغاية عند سماع الموسيقى التقليدية بنغماتها القديمة خاصة موسيقى الطقوس الجنائزية ’جونغميو‘ والأعياد وغيرها، ويصفقون بحفاوة بالغة. وعلى غير المتوقع، لا يشعرون أنها بطيئة أو مملة ولا يشعرون بالنعاس وذلك لأنها ملكنا وليست ملكهم لأنها تقاليد دولة أخرى مختلفة عن تقاليدهم. وعلى سبيل المثال، العروض التقليدية اليابانية مثل عرض ’نو‘ يلقى رد فعل إيجابي بالغ في الخارج وينتهى حجز تذاكره بالكامل قبل موعد العرض بأشهر. ويفضل في الخارج العروض التي تحتوي على الرقص والعزف أكثر من الغناء. ففي حالة الغناء، يحتاج العرض إلى ترجمة مكتوبة في الخلفية ومهما كانت الترجمة محترفة فهناك حدودا لتوصيل معاني الأغاني وذلك يقلل درجة التفاعل مع المسرح.

- ما هو أكثر عرضا قدمته وباقي في ذاكرتك؟
شاركت 13 مرة في ’معسكر التبني الكوري‘ الذي أقيم في دنفر بالولايات المتحدة الأمريكية ابتداءا من عام 1996 حتى عام 2011. وفي كل مرة كنت أقدم أداءا لموسيقى السامولنوري. مازلت أتذكر بوضوح في أول عرض، الأطفال الذين بكوا وهم يتشبثون بأطراف بنطالي قائلين "أرجوك ضعنا في حقيبتك وخذنا معك إلى كوريا الجنوبية". أنا أظن أن الأطفال تأثروا لأنهم في ذلك الحين كانوا يعيشون وحدهم وسط مجتمع غربي مختلف الأشخاص فيه ذوي بشرة بيضاء، وفجأة ظهر لهم رجلا آسيويا يعزف الموسيقى التقليدية الكورية التي تعود إلى الأصول الكورية التي تجري في عروقهم. الموسيقى التقليدية الكورية غوغاك تحمل في نغماتها الجذور والهوية الكورية التي تجعل كل كوريا فخور بنفسه. وفي كل مرة كنت أرى فيها الأطفال مستمتعون بالعزف وبنغمات الموسيقى التقليدية كنت أشعر بالسعادة وبأنني أحسنت في عزف الموسيقى التقليدية الكورية.

- هل تود أن تطلب من جمهورك شيئا؟
أتمنى أن نقضي على التحيز وأن نتعامل مع الفن بعقل متفتح. الفنانون لا يتنافسون حتى لو كانت فنونهم مختلفة. نحن نعمل معا كشخص واحد من أجل صنع أعمالا جيدة تثري قلوب المستمعين.

- من فضلك أخبرنا قليلا عن خطط المستقبلية.
سأقدم أداءا في فعالية ’أريرانغ تتردد حول العالم‘ التي ستقام في سيئول خلال شهر ديسمبر المقبل، وساشارك بعزف مع الأوركسترا التقليدية الوطنية احتفالا بذكرى مرور 25 عاما على افتتاح المركز الثقافي الكوري في أوساكا وذلك خلال أبريل المقبل في اليابان بقاعة ذا سيمفوني في مدينة أوساكا. وأنا جربت أشياءا متعددة حتى الآن مثل الموسيقى المدمجة وغيرها، ولكن بعد أن تجاوزت الخمسين من عمري أعتقد أن الوقت قد حان لعزف الموسيقى التقليدية التي أردت ومازلت أريد الترويج لها. لذلك في شهر أكتوبر المقبل، سأدعو متخصص السامولنوري الفنان العظيم كيم ديوك-سو لتقديم عرض في طوكيو، وفي نوفمبر أخطط للقيام بجولة تجمع بين الغوغاك وعرض نو الياباني في أربع مدن هي فوكوكا وأوساكا وطوكيو وسيئول. وأخطط لأخذ زمام المبادرة في جعل الجمهور يقع في حب الموسيقى التقليدية الكورية ويعود للاستماع إليها مرة أخرى بالإضافة إلى تنشيط سوق الموسيقى وحقوق النشر لمساعدة فناني الموسيقى التقليدية على استعادة حقوقهم.

أستاذ الموسيقى الكورية التقليدية مين يونغ-تشي (في الوسط) يعزف على آلة ديغم خلال عرض ’مانغهانغا‘ الذي أقيم على مسرح نيونغ الوطني في حي شيبويا بمدينة طوكيو في اليابان يوم 20 أبريل في عام 2019. (الصورة من مين يونغ-تشي)

أستاذ الموسيقى الكورية التقليدية مين يونغ-تشي (في الوسط) يعزف على آلة ديغم خلال عرض ’مانغهانغا‘ الذي أقيم على مسرح نيونغ الوطني في حي شيبويا بمدينة طوكيو في اليابان يوم 20 أبريل في عام 2019. (الصورة من مين يونغ-تشي)


hjkoh@korea.kr

محتوى متعلق