لي كيونغ-مي، والمراسلة المتدربة سون ييه-رين
الفيديو = كيم سون-جو، لي جون-يونغ
جاءت كلمة أرتيه من كلمة البراعة والتميز في اللغة اليونانية القديمة. وهناك بعض الموسيقيين الذين اتخذوا كلمة أرتيه بكل ما تحمله من معنى كاسم لهم. نقدم لكم اليوم فريق الألحان الوترية الرباعي ’رباعي أرتيه‘.
"لنجرب مرة أخرى ابتداءا من النغمة رقم 177"
"اللحن هكذا ممل للغاية...ما رأيكم أن نجعل النهاية بنغمة أعلى"
"درجة الصوت تستمر في الارتفاع. لنعيدها مرة أخرى؟"
قابل مراسلا كوريا نت فرقة رباعي أرتيه الوترية بأحد استوديوهات العزف في حي سيوتشو، مدينة سيئول يوم 19 أبريل الماضي. كان مشهد الفرقة وهي تتدرب وتنسق العزف معا بدون توقف حتى أثناء تثبيت الكاميرات وتجهيز موقع التصوير كان مشهدا مثيرا للإعجاب.
وتكون رباعي أرتيه لأول مرة في عام 2019 من عازفة الكمان (الأول) جون تشيه-أن، وعازفة الكمان (الثانية، عضو متغير) سون جي-إون، وعازفة الفيولا جانغ يون-سيون، وعازف التشيلو بارك سيونغ-هيون. وبدأ هؤلاء العازفين الذين جمعهم اهتمامهم بموسيقى الحجرة، في عمل مجموعة موسيقية ودرسوا سويا. وفي مأدبة عشاء بعد حفلة موسيقية أقيمت في اليابان، تحدثوا عن الخطط المستقبلية بجدية واتفقوا على إنشاء رباعي وتري سويا بناءا على اقتراح عازف التشيلو بارك سونغ-هيون.
وعلى الرغم من أن فترة نشاط الرباعي لم تتعدى 4 سنوات بعد، إلا أنهم أثبتوا قدراتهم على الساحة العالمية بالفعل. وفازوا بالدورة الخامسة عشر من مسابقة موزارت الدولية التي عقدت في فبراير هذا العام، كما نالوا جائزة موتزارت لأفضل تفسير رباعي وتري، بالإضافة إلى الجائزة الخاصة في مسابقة أي آر دي الموسيقية الدولية الأكبر من نوعها على مستوى العالم التي أقيمت العام الماضي. كما احتل الرباعي المرتبة الأولى في فئة الرباعيات الوترية بمسابقة ربيع براغ الموسيقية الدولية وهي المرة الأولى التي تصعد فيها فرقة كورية إلى تلك المرتبة، فضلا عن حصد الفرقة لجميع الجوائز الخاصة في المسابقة والتي يبلغ عددها 5 جوائز. والجدير بالذكر أنهم حققوا نجاحا ساحقا بفوزهم بتلك المراكز الأولى بعد تشكيل الفريق بدون المرور على المركز الثاني.
وحاليا، يتابع الرباعي أنشطة العزف أثناء دراستهم لتخصص موسيقى الغرفة في مرحلة الدراسات العليا بجامعة ميونخ للموسيقى في ألمانيا.
وقال العازف بارك ردا على سؤالنا عن سر نجاحهم "لا يوجد طريقة سرية للفوز بالجوائز سوى المحاولة الدائمة للمحافظة على الاتجاه المرغوب، والتدريب المستمر". وأضاف "أعتقد أن المؤهلات والقدرات مهمة بالطبع ولكن بقدر ذلك حالفنا الحظ أيضا".
ويتقابل أعضاء رباعي أرتيه يوميا منذ الصباح حتى المساء إذا لم يكن لديهم مواعيد خاصة وقالوا لنا أن هذا هو الحال أيضا قبل المسابقات والحفلات الموسيقية فلا يوجد شيء مختلف. والسبب في ذلك يرجع إلى أنه على الرغم من أنه لكل منهم خبرات وقدرات فردية متميزة إلا أن نجاح الفرق الرباعية لا يعتمد على المهارات الفردية فقط.
واتفق الأربعة قائلين إن الكلام السابق ينطبق على جميع أنواع العزف بالطبع ولكن بصفة خاصة الرباعيات الوترية تحتاج إلى الكثير من المحادثات والنقاشات. واستخدموا مصطلح ’حياة الرباعيات‘ في التعبير عن الحياة اليومية الصعبة المليئة بالنقاش والتدريب بدون انقطاع للرباعيات الوترية.
وقال العازف بارك "أهم شيء أن يفهم كل فرد دوره جيدا ويعزف على أساسه. فالتدريب الفردي والجماعي يصبحان بلا معنى بدون ذلك. أنا أعتقد أن فهم الدور يليه فهم الأغنية، ومقدار فهم الأغنية يحدد مقدار جودة العزف. لذلك نجتمع سويا ونحاول أن نحظى بالكثير من النقاش بقدر التدريب على العزف".
وحاليا، تتألق كوريا الجنوبية على الساحة العالمية للموسيقى الكلاسيكية فيما يعرف بـ’ذروة كلاسيكيات-كي‘. ويرجع الفضل في ذلك إلى فوز العديد من الموسيقيين الكوريين الشباب بجوائز المراكز الأولى عالميا مثل عازف البيانو ليم يون-تشان (مسابقة فان كليبورن الدولية)، عازف البيانو يانغ إين-مو (مسابقة سيبيليوس)، عازفة الكمان تشوى ها-يونغ (مسابقة إليزابيث) فضلا عن رباعي أرتيه.
وعلق الرباعي حول إضافة حرف ’كي (كوريا)‘ إلى الموسيقى الكلاسيكية ذات الجذور الأوروبية، قائلا "أمر ممتع ومدهش". وأعرب العازف بارك عن أمله في ألا يتوقف اهتمام الناس عند الفوز بالمسابقات فقط بل يصل إلى الحصول على اهتمام أكبر، قائلا "هناك الكثير من العازفين الموهوبين والمتميزين في كوريا الجنوبية".
وعلق الكاتب الألماني الشهير جوته على رباعي أرتيه قائلا "حوار بين أربعة مثقفين". ويسعى رباعي أرتيه إلى مواصلة هذا ’الحوار‘ بلا كلل ولا ملل. وأعربت العازفة جون تشيه-أن عن أمنيتها قائلة "أريد أن أعرض موسيقانا على المزيد من المسارح وأمام المزيد من جماهير الدول المختلفة".
km137426@korea.kr