الشعب

2016.02.16

   حواف صخرية مدببة من العصر الحجري، ورؤوس أسهم صخرية من العصر البرونزي، وملاعق من صلب الستانليس، وبطاقات مقامرة "هواتو"، وحتى سروايل جينز زرقاء من التي يرتديها الناس هذه الأيام.

كل هذه كانت أجزاء من المواد التي يمتلكها المتحف الوطني الفولكلوري الكوري، ويمكن العثور على كل هذه الأصول التاريخية في أرشيفات المتحف الإليكترونية على الإنترنت.

وفي نوفمبر الماضي، أصدر المتحف للجمهور بيانات عبر الإنترنت عن 99% من أعماله اليدوية تقريبا، والتي يبلغ عددها 68 ألف قطعة.

وحصل المتحف مؤخرا على عرض بالتعاون بموجب مذكرة تفاهم من برنامج جوجل للفنون الجميلة.

وكانت جوجل قد ركزت تحديدا على هذا المتحف لأنه كان أول متحف على الإطلاق ينشر هذه الكمية الكبيرة من معلوماته إلى الجمهور، بين مختلف متاحف العالم.

ويعود معظم ذلك إلى أفكار تشون جينجي مدير عام المتحف.

ويقول تشون : "العصور التي كانت فيه المتاحف قادرة على التباهي بحجم الأعمال الفنية الموجودة لديها انتهت، فالمتاحف الآن يتعين عليها أن تفتح مواردها كلها أمام الجمهور لكي يستطيع المستخدمون أنفسهم البحث فيها والاستفادة منها، سواء لأغراض عامة أو تجارية".

وإيمانه بالانفتاح لم يتضح فقط في التحول المعلوماتي للمتحف، ولكن يمكن الإحساس به أيضا في المعارض والأدوار التي قام بها المتحف.

ولهذا، التقى موقع كوريا دوت نت مع تشون للحديث معه عن أفكاره بشأن التوجه المستقبلي للمتاحف بشكل عام، وآرائه عن الحياة الفولكورية والثقافة والتاريخ :


National Folk Museum of Korea Director General Cheon Jingi says that, ‘Museums should be an easy place for all of us, so that anyone can freely visit.' He also emphasizes the point that people should not only learn about exhibits, but also 'feel' it with their hearts.

تشون جينجي المدير العام للمتحف الوطني الفولكلوري الكوري يقول إن "المتاحف يجب أن تكون مكانا سهلا لكل منا، بحيث يشعر كل واحد بالحرية لدى زيارتها"، ويشدد أيضا على أن الناس لا يجب أن يتعرفوا عن المعارض، ولكن يجب عليهم أيضا أن "يشعروا" بها بقلوبهم.



سؤال : زاد حجم المعارض في المتحف الوطني الفولكلوري الكوري، وهي الآن تتراوح ما بين المواد المنزلية اليومية وبين إقامة العلاقات الدبلوماسية، وهذا يبعد بشكل عام عن المفهوم العام لـ"الفولكلور"، فما هو السبب وراء ذلك؟

أقمنا من قبل معرضا بعنوان "الجينز الأزرق"، والآن نقدم معرض "تبادل ثقافة الطعام على المائدة"، وفي العامين المقبلين، نخطط لاستضافة معرض عن الخردة، ومن الممكن لنا إقامة مثل هذه المعارض لأن "الفولكلور" له معنى واسع، وأنا شخصيا أؤمن بأن المتحف الوطني الفولكلوري الكوري يجب أن يوجه رسالة قوية للعالم كل ثلاث سنوات أو على هذا النحو.

وجئت بفكرة معرض "الجينز الأزرق" بعد أن قرأت ورقة بحثية عن قماش الدنيم من عالم إنسانيات في المملكة المتحدة، وبعد ذلك، أمضينا ثلاث سنوات لكي نجعل المعرض حقيقة، ولكي نقدم أفكارا أخرى مبتكرة، وذلك عبر زيارة متحف ليفي شتراوس في الولايات المتحدة، وعبر تعلم المزيد عن تاريخ الجينز الأزرق في كوريا، والتعرف على ماركات مثل بانج بانج أو جورداتشي.

وهناك أمريكي عمره 80 عاما يرى الجينز به إثارة جنسية وتبرع ببنطلون لنا، وفي اليابان يمكن للبنطلون أن يكلف أكثر من خمسة ملايين وون كوري، وأدركت بأنه حتى وإن كان الجميع يعرفون ما هو الجينز الأزرق، فإن كل ثقافة لديها معان مختلفة عن هذه البنطلونات.

وفي حالة معرض "تبادل ثقافة الطعام على المائدة"، فقد شارك فيه مبدعون ومنتجون من مجالات فنية مختلفة، مثل فنانو المساحات والفنون الفيديوية والمؤثرات الصوتية، حيث تبادلوا عصارة أفكارهم من أجل المعرض، وبهذا خرجنا بمحاولة لإنتاج مجموعة شاشات فيديوية دائرية بدرجة 360 درجة.


Visitors to the National Folk Museum of Korea look around the 'Exchange of Food Culture on the Table' exhibit on Feb. 7. The exhibit is designed to introduce the food cultures and cuisines of both Korea and Japan in order to mark the 50-year anniversary of the two nations' diplomatic relationship.

الزائرون للمتحف الوطني الفولكلوري الكوري يتفقدون معرض "تبادل ثقافات الطعام على المائدة" يوم 7 فبراير، والمعرض يقام من أجل تقديم ثقافات الغذاء والمطبخ في كل من كوريا واليابان بمناسبة مرور خمسين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.


سؤال : كوريا موطن لعدد متزايد من المبدعين في مجال المحتوى، وتحديدا المحتوى الثقافي، ولكن استهلاكنا للثقافة يمكن أن يكون متراجعا، فهل لديك أي أفكار أو حلول حول هذا الموضوع؟

الأمر يبدو مثل الناس الذين يذهبون إلى المتحف فقط لكي يدرسوا فيه، وذلك لأنهم لا يعرفون كيف يمكن أن تكون الأصول الأخرى بالمتحف، ومن الممكن أن يكون الناس هذه الأيام على غير علم بكيفية استخدام الثقافة التي ننتجها، وبخاصة عند المقارنة بالحجم الإجمالي للمحتوى الثقافي الذي تبتكره كوريا اليوم، لأن مبدعي ومنتجي المحتوى الثقافي يحتاجون إلى بحث جانب المستهلك قبل ابتكارهم للمحتوى الذي سيقدمونه.

وفي حالة معرضنا "القرد الأحمر يجلب الحظ السعيد"، انظر إلى تمثال "نافورة مياه من السيلادون تشبه أما وطفلها"، فلا يجب أن ننظر إليه على أنه مجرد تمثال من بورسلين السيلادون، أو على أنه نافورة أو أم وطفلها، بل علينا أن نبكي عندما نشاهده.

فالآباء الذين فقدوا أطفالهم، أو الناس الذين فقدوا أحد الأبوين، سيشاهدون التمثال بهذه الطريقة، وسيشعرون بالارتياح لأن التمثال أو العمل الفني عرض لهم حب الأسرة وحب الأم، وعندما يبكون يشعرون بالارتياح، ولذلك يشعرون بشعور أفضل، وبعد ذلك يشاهدون القرود ولون البورسلين نفسه، وأخيرا، سيكونون قادرين على المشاهدة بقلوبهم.

ولتحقيق كل هذا، يجب على المتاحف أن تصبح أماكن مريحة، ولا يجب أن يأتي المرء إلى المتحف فقط للتعرف على شيء، ولكن يجب عليهم أن يأتوا إلى هنا لتناول الطعام أو للتسلية، وأتمنى أن يتمكن الناس من تغيير وجهات نظرهم تجاه التاريخ والثقافة، ووجهة نظرهم أيضا عن المتحف.
 
سؤال : منذ عام 2010، نفذ المتحف الوطني الفولكلوري في كوريا مشروع "كي كوريوم" المتعدد الثقافات الذي قدم فيه ملامح ثقافية معينة من فيتنام ومنجوليا والفلبين وأوزباكستان وكوريا والصين، ما الذي تحاول تحقيقه من وراء مثل هذه المشروعات البحثية؟

عندما يتعلق الأمر بالثقافة، علينا أن نتواصل بشتى الطرق، فيجب أن نقدم الثقافات والمجتمعات الأخرى، فضلا عن تقديم تاريخنا وتقاليدنا، وذلك من أجل توسيع نطاق التفاهم، وعلينا أن ندرك كيف يتعايش الإنسان مع غيره، وما هي سبل تحقيق التعايش المشترك المتناغم والرخاء المشترك لكافة فئات الجنس البشري، ويمكن أن يكون "التقارب الثقافي" واحدا من الوسائل الأساسية لتحقيق ذلك كله، وتمشيا مع ذلك، من بين المهام الرئيسية للمتحف الوطني الفولكلوري الكوري هي إدارة مشروع "كي كوريوم" للثقافات المتعددة والمصمم لتبادل ثقافات الدول الأخرى، ولتوسيع نطاق الفهم.

ويجب علينا أن نغير وجهات نظرنا عن التعددية الثقافية في واقع الأمر، فلا يجب أن نراها من وجهة نظر كوريا وحدها، ولكن يجب أن نراها من وجهة نظر المجتمعات الأخرى، ونعمل على تغيير عقولنا أولا، وبتحقيق ذلك، أعني على سبيل المثال، لا يجب علينا أن نجبر أبناء عمومتنا من فيتنام على تعلم كل شيء عن الثقافة الكورية، ولكن بدلا من ذلك، وإذا أردنا تعلم وفهم المزيد عن ثقافاتهم، فعلينا أن يكون الجميع سعداء.

وعلى سبيل المثال، كوريا وجيرانها القريبين مثل الصين واليابان يستعملون العصي الخشبية في تناول الطعام، ولكن كل دولة لها طريقة استخدام مختلفة لهذه العصي من حيث الشكل والمادة المستخدمة في صناعتها، وذلك يرجع إلى الاختلافات الموجودة في ثقافات الطعام الثلاث، ولا يجب علينا التعامل باستغراب مع هذه الاختلافات، ولكن علينا المساعدة في توسيع فهمنا.

ومتحفنا مستمر في تنفيذ هذه المشروعات والمعارض عن المقارنات الثقافية من أجل مساعدة الناس على أن يحبوا نمو مجتمعاتهم من خلال الفهم الثقافي.

Director General Cheon talks about various folklore symbols from around the globe. He says that we need to widen our understanding of other cultures, not just introduce our culture to others. By doing so, he says, we can contribute to the coexistence and co-prosperity of humankind.

المدير العام تشون يتحدث عن رموز فولكلورية متنوعة من مختلف أنحاء العالم، ويقول إننا نحتاج إلى توسيع نطاق فهمنا للثقافات الأخرى، ليس مجرد تقديم ثقافتنا للآخرين، وبالقيام بذلك، يمكننا أن نساهم في التعايش المشترك والرخاء المشترك للجنس البشري، بحسب قوله.


سؤال : عندما نتحدث عن الأعمال الفنية التي يملكها المتحف الوطني الفولكلوري الكوري، يمكننا أن نرى بعضا من المواد اليومية الصغيرة المهمة التي تجعلنا نقول : "واوووو .. هل يمكن أن يصبح هذا فعلا عملا فنيا"؟ ففي عالمنا الذي يتغير بسرعة، ما هي المعايير التي يجب أن نستخدمها في الحم على قيمة شيء ما بوصفه منتجا فنيا يستحق الاقتناء؟

نحن نعيش في عالم الإنتاج الضخم والاستهلاك الضخم، ونقول إن متوسط التعاملات البيعية يتراوح ما بين 30 ألفا إلى 40 ألف مادة، ومن بينها، لا تستحق قيمة الأشياء التي نقتنيها شيئا إذا تم تشاركها مع الآخرين، ومع مساحات أخرى، وأشياء أخرى، ولاقتناء أعمال فنية من العالم المعاصر، يمكن لهذا المتحف إجراء بحث في كم المواد اليومية الموجودة في المنزل المتوسط.

وللقيام بذلك، ننشر سلسلة من الكتب اسمها "سالم ساري"، أو "سلع العناية بالمنزل" ثلاث مرات سنويا، ومن خلال هذه الدراسات، يمكننا تسجيل عدد المواد التي يشتريها الناس، وألوانها وأشكالها ومواقعها الجغرافية، مع التقاط صور تماما كما نفعل عندما نلتقط صورا لمزيد من الأعمال الفنية العادية بالمتحف، وخلال هذه العملية، نتلقى أيضا التبرعات.

وبفضل هذه الوثائق، سنستطيع مستقبلا تخزين منزل من نوع متوسط، وكل عمل فني دخل "موقفا ثقافيا" أو الأعمال الفنية التي يستخدمها الناس، وزمن الاستخدام، والبيانات، كلها أشياء تستحق الاقتناء، وقد لا تكون لها قيمة كبيرة الآن، ولكن بعد عشر سنوات، ربما تكون لها قيمة ثقافية.

ونحتاج إلى التفكير في كيفية قيامنا مستقبلا بتسجيل وجمع وتخزين أماكننا اليوم، فهذا نوع من الطريقة التي يجب أن نقوم فيها بافتراضات بشأن ثقافة الحياة لدى أجدادنا، فإذا لم نسجل مثل هذه الأشياء، عندما يعثر علماء الآثار بعد آلاف السنين على عثور علماء الآثار على حزمة من المكرونة الصلبة تحت الرض، ربما كانوا سيقولون إن "الناس في الماضي اعتادوا على تناول المكرونة الصلبة طبق يومي".

سؤال : نشأت في منزل كونفوشيوسي تقليدي في أندونج، وأظن أن لديك بعض الذكريات الخاصة التي يمكن للمرء أن يجربها في عائلة ممتدة، فهل توجد أي لحظات خاصة مرت بك من خلال عائلتك الممتدة ربما تكون قد ساعدتك على أن تصبح ما أنت عليه اليوم؟

كلمة واحدة سأقولها وهي "الحرية"، فلم أتعلم في جامعة مرموقة، ولم أنشأ في خلفية عائلية أرستقراطية، ولكنني ببساطة نشأت في أندونج، وهو ما ساعدني على أن أصبح على ما أنا عليه الآن حسبما أظن، وأفترض أنه ربما تكون لدي وجهة نظر مختلفة عن باقي الناس حول كيفية النظر إلى الثقافة التقليدية وأنا أنشأ في أندونج، ولهذا السبب، أشعر بالفخر تجاه "أرضيتي الثقافية"، أندونج، كما أن خلفيتي الأكاديمية في دراسة الفولكلور تعد من نقاط القوة التي ساعدتني على أن أصبح على ما أنا عليه الآن.

ودراسة الفولكلور مجال يتضمن مجالات مثل : المواقع المادية، والطريقة الوحيدة لاكتساب معرفة هو إجراء مقابلة مع كبار السن الذين يعيشون هناك، ولأنني نشأت في عائلة ممتدة، فقد كان يتعين علي دائما التعامل مع كبار السن بطريقة منتظمة، وربما شعرت بسهولة في الحديث معهم، واليوم، نعيش في عصر يحكم فيه الناس على الآخرين وفقا للجامعات التي تخرجوا منها، أو وفقا لاختيار دراساتهم، ولكن هذا لا ينطبق على حالتي، فلم أكن هذا الرجل، وكنت سأبقى محظوظا لو استطعت إلهام شخص آخر بهذا، وأنا أعتقد بأنني أقوم بدوري على أكمل وجه.

Director General Cheon highlights the fact that traditional Confucian values, such as consideration of others and humbleness, are worth sharing today.

المدير العام تشون يتحدث عن حقيقة أن القيم الكونفوشيوسية التقليدية مثل إعطاء اعتبار للآخرين ومثل التواضع، هي أمور تستحق المشاركة هذه الأيام.



يبدو أننا نقلل من قدر الكونفوشيوسية ونفسرها بشكل سلبي أكثر من اللازم، وهناك مقولة من الماضي تقول إنه إذا توفي شخص ما جوعا، فإن القرية التي يعيش فيها لا تستحق الحياة، وهذا مرجعه عقلية الاهتمام بالغير لدى الكونفوشيوسية التقليدية، وأعتقد بأن الكونفوشيوسية يمكن أن تكون وسيلة لتنشئة زعيم عالمي، وليست شيءا يجب علينا تجاهله.

ويمكن التعرف على هذا الأمر من خلال كتاب "مثل الباحث سيونبي، مثل توي كاي"، الذي كتبه كيم بيونج إيل رئيس مركز سيونبي للتدريب الثقافي، فهذا الكتاب يتحدث عن حالة جيم كيم يونج رئيس البنك الدولي، ويقول إنه مثال على روح سيونبي الكونفوشيوسية، فقد كان في واقع الأمر طبيبا درس العلوم الإنسانية، وكانت والدته باحثة درست أعمال باحث جوسون الشهير توي كاي يي هوانج (من 1501 إلى 1570(، وقد حاول خدمة الجنس البشري من خلال دراساته الطبية، وسبق له أن عمل كعميد في الجامعة، وبعد ذلك أصبح رئيسا للبنك الدولي.

ونحن في حاجة إلى تبادل قيم الخدمة الإنسانية في الكونفوشيوسية وعمل الخير لجميع الناس وكذلك الاحترام وإحساس دقيق بالإنسان، مع التعامل مع الآخرين بكرم.

سؤال : يركز المجتمع على أهمية دراسة العلوم الإنسانية، ولكن الكثير من الطلاب يتجنبون دراسة العلوم الإنسانية، باعتبار أنه يتعين عليهم الاستعداد للبحث عن وظيفة بعد التخرج مباشرة، كباحث، ما رأيك في ذلك؟

علينا دراسة العلوم الإنسانية ليس لتطوير أنفسنا مهنيا، ولكن كوسيلة لنعيش بها حياة كاملة، وقبل سنوات قليلة، أقام متحفنا معرضا خاصا عن "جونج كا"، أي زعماء كل قبيلة أو عائلة، وعند التحضير للمعرض، درسنا أسرارا ساعدتهم على النجاح على مدار مئات السنين، وكل ذلك مع الحفاظ في الوقت نفسه على تقدير المعنيين الآخرين.

فعائلة ريو على سبيل المثال، المقيمة في مون هوا، في كوراي، كان لديها سلة كبيرة خارج مقر الإقامة تمتليء بالأرز، وكانوا يسمحون للجوعى بأخذ بعض الأرز منها، وكان هذا يطلق عليه "روح السماح للآخرين بالأخذ"، وكل كبار عائلات "جونج كا"، ومن بينهم زعماء عائلة كيم في أندونج وعائلة تشوي في كيونج جو، كانوا يتبادلون مثل هذه الأشياء على نطاق واسع، وقد جربوا التعيش سويا، ولم يركزوا فحسب على أن يحيوا حياة طيبة.

وقد لا نكون قادرين على أن نقول إن دراسة العلوم الإنسانية يمكن أن تساعدنا على أكل العيش، ولكنها تقوم بدرو كبير للغاية في الحياة، وبدون روح العيش سويا، كما حدث في حكاية سلة الأرز، كان من الممكن أن يواجه زعماء عائلة جونج كا خطر الانقراض.

ولكن على النقيض، قام جيرانهم طواعية بحمايتهم في وقت كانوا يواجهون فيه خطر الاضطراب السياسي أو التاريخي، وحافظ أفراد عائلة جونج كا على أنفسهم بفضل أنماط حياتهم التي كانت تقوم على إعطاء اعتبار للآخرين، ويرجع هذا إلى تواضع واحترام الآخرين، وللشعارات العائلية التي كانت تعطي قدرا وأهمية للعيش المتناغم مع الآخرين، ونحن في حاجة إلى الحديث عن دراسة العلوم الإنسانية كوسيلة للحياة، وللعيش كبشر مهذبين، وعبر دراستها، علينا أن نتمكن من علاج حياتنا، وتعد العلوم الإنسانية اليوم وسيلة للتعلم عنهم من خلال العقل، ولكن هذه ليست وسيلة ملائمة لقبولها.

سؤال : المتحف الوطني الفولكلوري الكوري ينظم برامج تعليمية متنوعة تستهدف الأطفال والمراهقين والشباب وغير الكوريين أيضا، لماذا كل هذا الجهد في تلك البرامج التعليمية؟ ما هو هدف هذه البرامج التعليمية في رأيك مستقبلا؟

المعرفة التي تتعلمها بالرأس تختلف عن المعرفة التي يتم تعلمها بالقلب وعن التجربة التي يقوم بها الجسد، فالمعرفة التي نتعلمها في المدرسة نتعلمها بالرأس، وبرامجنا التعليمية في المتحف تختلف، فيمكننا أن نشاهد الآثار الفعلية، ونبتكر شيئا بأيدينا، ونجربه بجسدنا، وهذه الخبرة التعليمية بها نقاط قوة، مثل التعليم البحثي، بحكم احتوائه على هذا الموقع، وهذا التعليم المتنوع يقوم على أساس مجموعة من الخبرات، وبالنظر إلى نقاط القوة هذه، أتمنى أن يستطيع المتحف التخطيط لبرامج تعليمية متنوعة يستطيع فيها الناس التعلم بقلوبهم ويكتسبوا الخبرات بأجسادهم ويتذكرونها لوقت طويل.

وكانت أهدافنا التعليمية تركز على المراهقين أو على تقوية الخبراء، ولكن لم تكن هناك فرص تعليمية كافية للكبار، ولذلك، فإن متحفنا سينظم الآن برامج تعليمية إضافية تركز على الكبار، مثل الطب الشرقي من أجل حياة صحية، ومثل برنامج عن الطعام الصحي، كما نخطط لإقامة معرض عن أنماط حياة المواطنين كبار السن، وسوف يشمل المعرض الأفكار والحكم التي يقولها الكبار، وبالقيام بذلك، أتمنى تحقيق تكامل بين كل فئات العمر.

سؤال : ما هي المعارض التي تتمنى إقامتها في المستقبل؟

أتمنى أن أستطيع استضافة معارض عن الخردة والسكر والعطور، فالسكر على وجه الخصوص يحمل معنى مهما في تاريخ الحضارة الإنسانية.

وكانت لدي فكرة عن معرض حول الخردة بعد أن شاهدت عرضا لمدير المتحف الوطني الفرنسي للفنون والتقاليد الفولكلورية في منتدى عقد العام الماضي، واقترحت عليه أن تفتتح كوريا وفرنسا معا معرضا عن الخردة، بحيث تركز فيه فرنسا بشكل أكبر على الخردة في منطقة المتوسط، بينما نركز نحن على الخردة في الجانب الكوري، ونستعد الآن لعقد منتدى أكاديمي مرتبط بذلك، كما نخطط لاستضافة المعرض في صيف عام 2017، أو نحو ذلك.

وفي الماضي، لم يكن الناس يحبون إلقاء الأشياء بعد استخدامها، فكانت الملابس بعد تمزقها يتم تقطيع قطعة جوجاكبو لإصلاح الجزء المقطوع، ولم يكن أي فرد يلقي بأي شيء حتى فرشاة الأسنان، ولكن اليوم، كم من الأشياء المهملة نلقيها في اليوم الواحد؟

ومعرضنا يوضح حجم الأشياء التي كان يلقيها الأفراد في اليوم الواحد، وسوف يتضمن فنون الخردة والناس الذين يأكلون بالخردة أيضا، وبإعادة التدوير، لأن قضية البيئة هي مستقبل الكوكب.

وبالنسبة لمعرض العطور، فكل ماركات الأزياء الفاخرة مثل "شانيل" لديها خطوط إنتاج العطور الخاصة بها التي تكمل بها خطوط منتجاتها الفاخرة، ولكن، ماذا عن كوريا؟ سألت نفسي هذا السؤال، فهل لدينا فقط بخور نشعلها في طقوس جيسا السنوية القديمة؟

سؤال : قد يكون هذا السؤال وكأنه لا صلة له بالموضوع، ولكن لماذا يزور الناس المتاحف في رأيك؟

يمكنك أن تأتي إلى المتحف فقط للمتعة، ولا حاجة لأن تتوقع أي خبرات خاصة، فقط عليك أن تأتي إلى المتحف طواعية، وأود أن أقول إنه توجد ثلاثة أنواع من الناس التي تأتي إلى المتحف، نوع يأتي للدراسة، والآخر لتناول الطعام، والباقون يأتون للمتعة.

ومعظم زائري المتحف يأتون إلى هنا لاكتساب المعرفة، ولكنني أرى أنه ليس ممتعا بالدرجة المتصورة، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يأتون إلى المتحف لتناول الأكل والمتعة، أتمنى أن يتمكن المتحف من بيع مأكولات جيدة من محلات الطعام المشهورة أو من المطاعم، فإذا جعلنا المتحف مكانا لتناول طعام لذيذ، فأنا أراهن على أن مزيدا من الناس سيأتون إلى المتحف.

وفي حالة المتحف الوطني الفولكلوري الكوري، كان لدينا في عام 2014 نحو 3,5 مليون زائر، وكان غير الكوريين منهم 65% من العدد الإجمالي، وعلى الإنترنت، كان لدينا 2,5 مليون زائر.

كما اجتذب برنامج متحفنا "زيارة المتحف" 300 ألف شخص في الوقت نفسه، ونخطط الآن لابتكار أفكار أخرى حول كيفية اجتذاب مزيد من الناس بكل الطرق الممكنة.

سؤال : سبق أن قدمت تعريفا للمتحف من قبل على أنه "مرآة"، فالمرآة قادرة على أن تعكس كلا من التاريخ والذات، فما هي أفضل الطرق أمامنا لاستخدام المتحف كمرآة؟

لا يجب أن نعيد الأخطاء السابقة نفسها، فإذا كنا نرى جبهتنا وجوانبنا وخلفياتنا في المرآة سنستطيع رؤية الماضي من زوايا مختلفة من خلال المتحف، ومن خلال انعاكاساتنا على المرآة، يمكنني أن أرى ماضيا لم أكن أعرفه من قبل، ولن يكون معروفا في المستقبل.

وكانت تقاليد العرض المتحفية في الماضي تقوم على أساس الآثار، ولكن يجب علينا الانتقال من مجرد الحديث عن قصص الماضي، وعلينا بدلا من ذلك أن نتكلم عن الحاضر والمستقبل وعن قصة الجنس البشري، فالتاريخ والثقافة لا يقومان على النظر إلى الوراء، ولكن إلى الأمام.
 
مقال بقلم :

يون سوجونج

كوريا دوت نت

الصور من : جون هان
 
arete@korea.kr

The National Folk Museum of Korea is located next to Gyeongbokgung Palace in Seoul.

المتحف الوطني الفولكلوري الكوري يقع قبالة قصر كيونج بوك كونج في سيول.



On Feb. 7, a day ahead of Seollal Lunar New Year’s Day, visitors to the National Folk Museum of Korea enjoy playing the <i>yunnori</i> traditional four-stick board game.

يوم 7 فبراير، أي قبل يوم من رأس السنة القمرية الجديدة "السولال"، الزائرون للمتحف الوطني الفولكلوري الكوري يستمتعون بلعبة "يونوري" التقليدية باللوح والعصي الأربعة.



A <i>pungmul</i> percussion dance is held in front of the National Folk Museum of Korea.

رقصة بانج مول الإيقاعية أمام المتحف الوطني الفولكلوري الكوري.



Visitors to the National Folk Museum of Korea can see a model of an old street tram that used to run across Seoul in the 1940s, as well as a reproduction of an old Seoul neighborhood from those times.

الزائرون للمتحف الوطني الفولكلوري الكوري يمكنهم مشاهدة نموذج لترام قديم كان يستخدم في السير في أنحاء سيول في أربعينيات القرن الماضي، فضلا عن إعادة تقديم شكل لضاحية قديمة بسيول من الفترة نفسها.



<i>Jangseung</i> and <i>sotdae</i> totem poles welcome visitors to the National Folk Museum of Korea.

تمثالا جانج سيونج وسوت داي يرحبان بالزائرين إلى المتحف الوطني الفولكلوري الكوري.