جانغ هيه-تشون
مديرة معهد أبحاث الكيمتشي العالمي
أصبح الكيمتشي معروفا للجميع حول العالم بالطعام المفيد للصحة.
اعترفت هيئة التشريع الغذائي الدولي (كوديكس) بالكيمتشي كمعيار دولي في عام 2001، واختير أيضا ضمن قائمة أفضل 5 أطعمة صحية في العالم التي أصدرتها مجلة الصحة الأمريكية ’مجلة الصحة‘ في عام 2006. ودخلت ثقافة صنع الكيمتشي ومشاركته مع الآخرين ’كيمجانغ‘ ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية التابعة لليونسكو مما ساهم في حصول الكيمتشي على الكثير من الاهتمام حول العالم.
وازداد الاعتراف بالكيمتشي كغذاء صحي يعزز المناعة مع انتشار فيروس كورونا بالإضافة إلى زيادة الاهتمام بالطعام الكوري وسط شعبية محتويات الهاليو مثل الكيبوب والدراما مما جعل الكيمتشي طعاما رئيسيا يمثل الأطعمة الكورية في الخارج.
وتظهر الشعبية العالمية المتزايدة للكيمتشي من خلال ارتفاع عدد وجهات تصديره في العام الماضي لتصل إلى 93 دولة وهو العدد الأكبر على الإطلاق. وبشكل خاص، تظهر صادرات الكيمتشي نموا سريعا في أمريكا الشمالية وأوروبا بفضل صورته كغذاء ’صحي‘ و’نباتي‘.
ويعد الكيمتشي ذروة علم التخمير. وهو طعام صحي يظهر طعما ونكهة فريدة من نوعها بواسطة خلط وتخمير الخضروات الرئيسية الداخلة في تكوينه مثل ملفوف الكيمتشي، الفجل والخيار وغيرها من المكونات الفرعية المختلفة مثل مسحوق الفلفل الأحمر والثوم والزنجبيل والسمك المملح، وفي نفس الوقت يمنح المستهلك فرصة لاستهلاك عناصر غذائية جديدة لم تكن موجودة في المكونات الأساسية وغيرها من البكتيريا الحية النافعة مثل بكتيريا حمص اللاكتيك التي لم تكن موجودة في المكونات الخام قبل خلطها.
نحتفل بيوم الكيمتشي يوم 22 نوفمبر من كل عام. وتم اختيار هذا التاريخ ليعبر عن المكونات واحدة واحدة (شهر 11) التي تجتمع معا لإنتاج أكثر من 22 فائدة صحية (يوم 22). ويعد يوم الكيمتشي يوما تذكاريا رسميا في كوريا الجنوبية تم تأسيسه لتعزيز صناعة الكيمتشي وتوريثها وتطويرها بالإضافة إلى نشر قيمته الغذائية وأهميته بين المواطنين.
وقامت ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية بتحديد يوم الكيمتشي رسميا في عام 2021 لتصبح المرة الأولى للاعتراف بيوم الكيمتشي خارج البلاد. وتم تحديده كيوم وطني من خلال الحصول على بيانات متخصصة حول العلوم والتاريخ والثقافة المتعلقة بالكيمتشي من معهد أبحاث الكيمتشي العالمي الذي تم بناؤه على مدى سنوات عديدة بدعم وتمويل من الحكومة الكورية. وبعد كاليفورنيا، توالت الأماكن التي اعترفت بيوم الكيمتشي مثل نيويورك وواشنطن في الولايات المتحدة كما تحتفل أيضا الحكومة الفيدرالية بيوم 22 نوفمبر من كل عام. وحددته أيضا منطقة كينغستون في المملكة المتحدة وساو باولو في البرازيل والأرجنتين كعطلة وطنية.
ويعتبر الاعتراف بيوم الكيمتشي في الخارج نقطة محورية في إحداث تغييرات جديدة في عولمة الكيمتشي. وتم افتتاح متحف الكيمتشي في هاواي حيث تم الاعتراف أيضا بيومه رسميا. وزار الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة، منطقة نيو مالدن في كينغستون حيث يوجد الحي الكوري وحصل على الكيمتشي كهدية عيد ميلاده.
وعلى الرغم من أن الكيمتشي طعام ذو تاريخ حزين حيث اعتاد الكوريون على تناوله وهم يشتاقون إلى وطنهم في الخارج ولكنه أصبح أيضا وسيلة تربط الجالية الكورية بالسكان المحليين كمجتمع واحد وتغيرت صورة الكيمتشي الحزينة أيضا.
وبعدما كان الكيمتشي طعاما ’مستحق لتجربته مرة‘ في الماضي، حقق حاليا صورة إيجابية على مستوى العالم جعلته ’طعاما صحيا أثبت جدارته عالميا‘، و’طعاما استمتع بتناوله وأود تجربة صنعه‘.
وإذا كنا نتوقع أن يحب ويستمتع المزيد من الناس حول العالم بتناول الكيمتشي في المستقبل، فنحن بحاجة إلى تغيير طريقة تقديم وصفات صنع الكيمتشي لتصبح سهلة الفهم والتجربة للأجانب حتى يتمكنوا من صنع الكيمتشي وتناوله مع الأطعمة المحلية لديهم. ومن خلال ذلك نستطيع أن نتطلع إلى أن تصبح ثقافة الكيمتشي ليست فقط ثقافة مستقلة بعيدة عن ثقافة السكان المحليين، بل هي ثقافة مرنة تستطيع الاندماج مع ثقافة الطعام المحلي للعديد من الجنسيات ونتوقع أن تندمج وتزدهر كثقافة غذائية بين البلدان تتعدى الحدود.
تتولى المديرة جانغ هيه-تشون منصب مدير معهد أبحاث الكيمتشي العالمي منذ أغسطس عام 2021.
الصورة من آيكليك آرت (يحظر النسخ غير المصرح به وإعادة استخدام الصورة أعلاه بموجب قانون حقوق الطبع والنشر)