الصورة تظهر ثلاثة أطباق كورية من تحضير داليا حواش وهم الكيمباب، حساء الكيمتشي والبيبيمباب. (الصورة من داليا حواش)
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية غدير محمد الرفاعي
يُعد المطبخ الكوري عنصرًا مهمًا من عناصر الثقافة الكورية، وتعمل كوريا بجهد كبير على تعزيز ونشر ثقافة المطبخ الكوري وتوصيله إلى العالم وذلك من خلال الدراما، البرامج الترفيهية، المهرجانات والفعاليات، بالإضافة إلى السفارات والمراكز الثقافية الكورية في أنحاء العالم لتشجيع الكثير على تجربة الأكل الكوري.
يولي الكوريون اهتمامًا كبيرًا لتقديم الطعام بشكل مميز وجذاب. حيث ستشعر بالرغبة الشديدة في تجربته فور رؤيته، نظرًا لتنوع ألوانه وشكله الجذاب وتزيين الأطباق وتقديمها بشكل فريد ومميز.
ومن الجدير بالذكر أن تنوع الألوان في الأطعمة يدل على تنوع القيمة الغذائية، فالمطبخ الكوري معروف بأنه صحي وذو قيمة غذائية عالية بجانب كونه شهيًا.
في هذا المقال سأنقل لكم تجربة داليا حواش، وهي صناعة محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي متخصصة في الأكلات الكورية.
وقد تواصلت معها يوم 12 يونيو عبر الواتساب. لنتعرف على اهتمامها بالمطبخ الكوري.
مرحبا بكِ، من فضلك عرفينا عن نفسك.
اسمي داليا عيد حواش، عمري 26 عامًا تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة العبرية. صانعة محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي حول الأكلات الآسيوية، وبالأخص الأكل الكوري، بسبب حبي للثقافة الكورية.
متى بدأ اهتمامك بالمطبخ الكوري وما السبب وراء شغفك واهتمامك به؟
كنتُ أشاهد الكثير من الطعام الكوري في الدراما وجذبني شكل طعامهم الرائع ورغبت في تجربته، ولكن لم تتح لي الفرصة حينها. وبمرور الوقت بدأتُ بتجربة الأكل في المطاعم التي تُقدم الأكل الكوري في مصر، وأصبح لديَّ الرغبة في إعداد الوصفات الكورية بنفسي في المنزل وتقديمها بالوصفة الأصلية كما تُقدم في كوريا.
وفي عمر 18، بدأتُ بإعداد الأكل الكوري. وفي بداية الأمر كنتُ أطهو الأكل الكوري للعائلة والأصدقاء فقط.
خلال فترة جائحة كورونا، شجعتني عائلتي وأصدقائي لإنشاء قناة على اليوتيوب، ومن ثم بدأت بنشر وصفاتي للأكل من مختلف الثقافات، وبعد ذلك ركزتُ أكثر على الوصفات الكورية بسبب حبي لها ورغبة المتابعون في رؤية المزيد من الوصفات الكورية.
من وجهة نظرك، ما السبب وراء حب وانجذاب الكثير من المصريين للأكل الكوري على الرغم من اختلافه عن المطبخ المصري؟
مع انتشار الثقافة الكورية وتركيز كوريا واهتمامها على نشر ثقافة المطبخ الكوري من خلال الدراما والبرامج الترفيهية استطاعت أن تجعل الكثير ينجذب ويحب الأكل الكوري وخاصة رؤيته بألوانه المختلفة وتقديمه بطريقة جذابة. أيضًا بسبب انتشار الثقافة الكورية في مصر بدأ تتزايد أعداد المطاعم الكورية هنا فأصبح متاحًا بسهولة تجربة الأكل الكوري. بالإضافة إلى وجود متابعون لي ليس لهم علاقة بالثقافة الكورية ويرغبون بتجربته كونه مختلف وجديد عن مطبخنا المصري.
هل تواجهين صعوبة في الحصول على مكونات الأكل الكوري في مصر؟ وهل حاولتِ من قبل استبدال مكونا غير متوفر بآخر؟
في البداية كان يوجد صعوبة في الحصول على بعض المكونات لعدم توافرها كما أن الحصول على المكونات الحلال ليس سهلًا. ولكن حاليًا، إلى حد كبير بات الأمر سهلاً وأصبحت المكونات متوفرة مثل النودلز الكورية، كرنب الكيمتشي المستخدم لعمل الكيمتشي والفجل الكوري وغيرهم على صفحات ومواقع عبر الإنترنت والمحال التجارية الكبيرة. ومؤخرًا اكتشفت محالًا تجارية صغيرة في مصر يُديرها أشخاص غير مصريين ومتخصصة في بيع ما يخص الأكل الكوري.
بالنسبة لي أُفضل استخدام المكونات الأصلية في الوصفة وعدم استبدالها بمكونات أخرى، لأنني أرغب في تجربة الأكل الكوري التقليدي بطعمه الأصلي، حتى وإذا كان المكون متوفرًا بشكل بسيط أو سعره مرتفع.
وفي حالة عدم توفر مكون نهائي فمن الممكن إلغاؤه من الوصفة إذا كان غيابه لا يؤثر على الطعم، أو استبداله بمكون آخر متوفر يعطينا نفس الطعم. ولكن أحرص دائمًا على ذكر كل المكونات الأصلية للمتابعين.
هل من أنشطة أُخرى شاركتِ فيها تخص الثقافة الكورية بجانب اهتمامك بالمطبخ الكوري؟
نعم، شاركت في أنشطة تابعة للسفارة الكورية والمركز الثقافي الكوري في مصر، وتم اختياري لدراسة اللغة الكورية، أنا حاليًا في المستوى الأول.
وتمت دعوتي أيضًا لحضور حفل توديع سيادة السفير هونغ جين-ووك سفير جمهورية كوريا السابق لدى مصر قبل سفره من مصر، كما تم اختياري كسفيرة لمشروع 'سلام سيول' المُقام تحت رعاية حكومة سيول عاصمة كوريا لإرشاد الكوريين المسلمين والأجانب المسلمين الذين يعيشون في كوريا للتعرف على الأطعمة الحلال وأماكن المطاعم والمساجد ومهمتي هي الترويج عبر الإنترنت نظرًا لعدم تواجُدي في كوريا.
الصورة تظهر داليا حواش مع شهادة تعينها كسفيرة لمشروع سلام سيول. (الصورة من داليا حواش)
كونك أحد المؤثرين المميزين في أكاديمية 'كي انفلونسر'، كيف كانت التجربة في الأكاديمية العام الماضي وما المهمة المفضلة لديك؟
كانت تجربة مفيدة وممتعة حقًا، وتعلمت الكثير منها. فأنا أحب التحديات، وحاولت جاهدة على الابتكار والإبداع في المهمات وحصلت على درجات عالية في جميع الفيديوهات. وطُلب مني تعاونًا مع مؤثرة تركية كوني مؤثرة مميزة، واستمتعت كثيرًا بهذه التجربة.
وتعلمت في الأكاديمية الكثير، فكانت ترسل لنا آراؤها وانطباعاتها عن محتوانا، وتُعِد ورش تعليمية عبر الإنترنت لنتعلم كيفية المونتاج، التصوير، ضبط الإضاءة وتطوير قناة اليوتيوب الخاصة بنا.
مهمات الأكاديمية غير محددة بموضوع معين هي الأفضل بالنسبة لي، لأنها تسمح لي بالإبداع أكثر، كما حدث في المهمة الأولى والأخيرة لنا، فالأولى كانت عبارة عن قدم موهبتك فيما يخص الثقافة الكورية والأخيرة تحدث عن أي شيء يخص كوريا وهي الأفضل لي، حيث قدمت فيديو يتضمن طريقة عمل 'لاتيه الكاكا'، ومن المعروف أن فاكهة الكاكا مفضلة لدى الكوريين منذ العصور القديمة. وتم عرض هذا الفيديو على الشاشة في مهرجان 'كي ويڤ' في كوريا، لم أكن أتخيل أنه سيحظى بإعجابهم وسعدت كثيرًا بعرضه ورؤية اسمي على الفيديو.
الصورة تظهر مشروب لاتيه الكاكا. (الصورة من داليا حواش)
في الختام، ما أهدافك التي ترغبين في تحقيقها خلال الفترة القادمة؟
أحب إعداد الأكل الكوري، ومن خلاله يمكنني إظهار موهبتي وهذا يجلب لي السعادة. وإذا أتيحت لي الفرصة لزيارة كوريا، فسأكون سعيدة جدًا لتجربة الأكل الكوري بطعمه الأصلي وزيارة الأماكن التاريخية والتقليدية التي أحبها. هدفي ورسالتي هي نشر الثقافة الكورية إلى عدد أكبر من الأشخاص وتقديم وصفاتي بالطريقة الأصلية كما تُقدم في كوريا، ليتمكنوا بالاستمتاع بالتجربة كاملة.
على يمين الصورة تظهر داليا حواش مع سيادة السفير هونغ جين-ووك سفير جمهورية كوريا السابق لدى مصر أثناء حفل توديعه وعلى يسار الصورة تظهر داليا حواش في مؤتمر لمبدعين التيك توك المؤثرين حيث تقوم بنشر فيديوهات تخص الثقافة الكورية من خلال التيك توك. (الصورة من داليا حواش)
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.