مراسل فخري

2023.01.12

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
الصورة من المراسلة الفخرية إيران تافيرا من المكسيك - الصورة من تصميمها لـ كيم سو وول وتم استخدامها بعد الحصول على إذن منها

الصورة من المراسلة الفخرية إيران تافيرا من المكسيك - الصورة من تصميمها لـ كيم سو وول وتم استخدامها بعد الحصول على إذن منها



بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية آلاء عبد العاطي الحسيني

أنا معجبة بالشاعر كيم سو وول لأنه ألهمني لتعلم اللغة الكورية بجدية في معهد الملك سيجونغ بمصر. لقد قرأت اَلنُّسْخَة المترجَمة للمجموعة الشعرية "جندرلية" والمشهورة ب "زهور الأزاليا" لكيم سو وول عام 2014 واستمتعت بها كثيرًا وذلك شجعني للاشتراك في المسابقة التي أقامتها السِّفَارة الكورية بمصر للتعليق على المجموعة الشعرية ذاتها في نوفمبر من العام نفسه وفزت بالجائزة الذهبية.

وهنا يجدر الإشارة إلى أن "زهور الأزاليا" هو أول ديوان يتم تسجيله في تاريخ الأدب الكوري الحديث حين تم تسجيله من قبل المجلس الكوري للملكية الثقافية كملكية ثقافية حديثة عام 2011.

دفعني ذلك الديوان لكتابة تلك السطور التي حازت على إعجاب لجنة تحكيم المسابقة والتي وبكل الأحوال كانت انطباعًا أوليًا دفعني إلى المضي قدمًا في السعي لطريقة تمكنني من القراءة المتأنية باللغة الكورية لاكتشاف المزيد من هذا العالم الإبداعي الذي أنتجه سو وول.

جائزتي في هذه المسابقة هي الأقرب لقلبي حيث إنها كانت أول جائزة لي تقديرًا لاهتمامي بالثقافة الكورية والتي كانت لا تحظى بشعبية كبيرة في مصر آنذاك، لذلك قررت دراسة اللغة الكورية بشكل أكاديمي مُنظم حتى أتمكن من قراءة كل المجموعات الشعرية لهذا الشاعر العظيم الذي ألهم اهتمامي بالشعر حيث إنني مؤمنة أن على الرغم من جهود المترجمين وامتناني لهم إلا أن عملية التَّرْجَمَةً ذاتها لا تستطيع إيصال المشاعر الحقيقة المصاحبة للأبيات الشعرية.

الجائزة الذهبية لمسابقة التعليق على ’زهور الأزاليا‘ لكيم سو وول - الصورة من آلاء عبد العاطي والتصميم من المراسلة آلاء عاطف عبادة من مصر

الجائزة الذهبية لمسابقة التعليق على ’زهور الأزاليا‘ لكيم سو وول - الصورة من آلاء عبد العاطي والتصميم من المراسلة آلاء عاطف عبادة من مصر


لقد كانت الذكرى الثامنة والثمانون لوفاة هذا الشاعر العظيم منذ عدة أسابيع، لذلك قررت مشاركة بعض من سطور أطروحتي الفائزة مع قُراء كوريا نت ولكن في البداية دعوني أعرفكم بهذا الشاعر.


الأيقونة الكورية كيم سو وول هو شاعر بارز اشتهر بأنه شاعر الأغنية الشعبية ويمكن اعتباره شاعر الحب والطبيعة. ولد كيم سو وول عام 1902، ونشأ في بلدة صغيرة في أقصى شمال كوريا الشِّمالية، خلال الأزمة الكورية والاحتلال الياباني واسمه الحقيقي كيم جونغ شيك. والتحق بمدرسة أوسان المتوسطة الشهيرة عام 1919 في سن الخامسة عشرة، وأصبح تلميذًا للشاعر كيم أوك، الذي لم يكن معلمه فحسب، بل كان أيضًا من لاحظ عبقريته الشعرية.

كان لقاء أستاذه كيم أوك أهم حادثًا أدبيًا في حياته؛ حيث التفت كيم أوك إلي موهبة تلميذه الشعرية وشجعه على قراءة الشعر الرومانسي، ولا سيما قصائد الشاعر الأيرلندي الإنجليزي (ويليام بتلر ييتس)، مما أسفر عنه كتابة كيم سو وول لأجمل قصيدة في شعره، وربما في الشعر الكوري الحديث كله ألا وهي (زهور الأزاليا).


تقع زهور الأزاليا في طليعة قصائده الرومانسية، وأرى بها بوضوح تأثره بقصيدة ويليام بتلر ييتس الشهيرة (يرغب بحياكة كسوة السماء لها)، ولا سيما المقطعان الأخيران، حيث يقول ييتس لحبيبته:

لكني فقير لا أملك غير الأحلام... وقد مددت أحلامي تحت قدميكِ
فأرجوكِ أن تمشي برفق... لأنكِ تمشين على أحلامي

ويمكننا رؤية هذا التأثر في الأبيات التالية من زهور الأزاليا، حيث يقول سو وول:

ومن جبل ياك في يونغ بيون... سأقطف ملء ذراعي الأزاليات

وأنثرها في طريقكِ خطوة بعد خطوة... وأنتِ تمشين عليها بخفة

ولا يمتد هذا التأثر إلى الفكرة الشعرية فقط ولكن أيضًا إلى الصورة الفنية، ولكن عبقرية سو وول مكنته بذكاء من نقل الفكرة والصورة الفنية من مجتمع غربي إلى مجتمع شرقي، بحيث تتمتع القصيدة بروح كورية مميزة نظرًا لأنه لم يحلق في السماء أو يسبح في الأحلام، فقد ألبس القصيدة ثوبًا رائعًا من الواقعية. ولعل هذا هو السبب الذي جعل بعض النقاد يعتبرونها أول قصيدة واقعية في الشعر الكوري الحديث. ويجدر الإشارة هنا أن الفتيات الكوريات عادة ما يعطين الأزاليات لأحبائهن كدليل على الحب.

حديقة الأزاليا بـ بوتشون سي، جيونغ جي دو - التصميم من المراسلة الفخرية آلاء عاطف عبادة من مصر (الصورة من لي جونغ هي أحد أصدقاء المراسلة الفخرية آلاء عبد العاطي وتم استخدامها بعد الحصول على إذن منه)

حديقة الأزاليا بـ بوتشون سي، جيونغ جي دو - التصميم من المراسلة الفخرية آلاء عاطف عبادة من مصر (الصورة من لي جونغ هي أحد أصدقاء المراسلة الفخرية آلاء عبد العاطي وتم استخدامها بعد الحصول على إذن منه)


شعرت بأن أشعار كيم سو وول تُظهِر الاضطراب النفسي الذي عاناه الشعب الكوري إبان حِقْبَة الاحتلال الياباني، وكنت قادرة على تذوق مرارة تظهر في الكثير من قصائده، وربما ذلك يرجع إلى أنه تناول جرعات كثيرة من الحزن والأسى عندما ذهب للدراسة في اليابان. نُشرت معظم قصائده قبل أن يبلغ من العمر الخمس وعشرين عامًا حيث كُتبت جميع روائع سو وول الموجودة في مجموعته الشعرية الأولى والوحيدة التي نُشرت خلال حياته "زهور الأزاليا" في خمس سنوات بين عامي 1920 و 1925. نُشرت قصيدة (الأزاليات) عام 1922 وهو العام الأكثر خصوبة في حياة سو وول حيث نُشرت له أكثر من 20 قصيدة غنائية منهم على سبيل المثال وليس الحصر (عشب ذهبي- يا أختي وأختي- ريح وربيع- حلم).

رُوي عن كيم سو وول أنه كان يقضي الليل في قريته تحت بساط الغيوم يعزف على آلة الفلوت موسيقى حزينة وربما لذلك يتردد صداها الحزين في جميع قصائده. وربما كان شغفه بالموسيقى هو السبب في جعل كل قصائده تنبض بالموسيقى، فقد ابتكر عالمًا شِعريًا معتمدًا على لحن ومزاج الأغنية الشعبية، لذلك أُطلق عليه لقب "شاعر الأغنية الشعبية".

توفي كيم سو وول عام 1934 عن عمر يناهز الثانية وثلاثين عامًا لأسباب غير معروفة رُجحت في ذلك الوقت على أنه قد انتحر. بعد وفاته حظي سو وول بالتقدير الذي لم يحظ به في حياته وفي عام 1935 نشر أستاذه كيم أوك مجلدًا يحوي قصائد مختارة لسو وول ومذكراته ومقال نقدي أشار إلى أن عبقرية سو وول الحقيقية تكمن في تأليفه لسطور تتماشى مع إيقاع الأغنية الشعبية الكورية مما جعل قصائده تخاطب قلوب الكوريين مباشرة.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.