مراسل فخري

2022.10.28

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
munhakthumb_1028

الصورة تظهر الكاتب الكوري كيم أون سو أثناء الندوة يناقش رواية المتآمرون. (الصورة من شيماء رشدي)



بقلم مراسلات كوريا نت الفخريات المصريات شيماء محمد رشدي وياسمين مدحت وغاده محمد

مقابلة كتاب الروايات هي بمثابة الدخول في قلب وعقل شخصيات الرواية في عالمهم الخفي، نعيش مع أبطال الروايات لذلك كنت حريصة جدا على حضور ندوة الكاتب الكوري 'كيم أون سو' والتي نظمها المركز الثقافي الكوري في مصر يوم الخميس الموافق 29 من سبتمبر الماضي في مكتبة مصر العامة ضمن فعاليات أسبوع الكتاب الكوري 'لنقرأ معا' وقد تناولت الندوة أخر رواياته 'المتآمرون' التي ترجمت للغة العربية حديثا وقام بترجمتها 'محمد نجيب' وقبل الندوة بأسبوع أعلن المركز الثقافي عن فتح باب التسجيل لحضور الندوة وأقبل الكثيرون بالفعل وذهبوا للمركز لإستلام الرواية المترجمة لكي يتمكنوا من مناقشة الكاتب أثناء الندوة، وبالحديث عن الكاتب، فقد بدأ مسيرته المهنية الأدبية بمجموعة قصص قصيرة باسم 'فن الكتابة السهلة'. ثم سرعان ما وصل إلى العالمية بروايته 'الدماء الساخنة' عام 2016 والتي تحولت إلى فيلم سينمائي هذا العام، ولد الكاتب عام 1972 في مدينة بوسان وهي مدينة معروفة بوجود الكثير من العصابات لذلك فهو يحب الكتابة عن أدب الجريمة.

الندوة كانت أكثر من رائعة لذلك حرصت أن أكتب لكم انطباعاتي وأسألتي للكاتب الكوري كيم أون-سو مع أصدقائي من كوريا.نت ياسمين وغادة والحصول على توقيع الكاتب على رواية المتآمرون.

هل تعاطفت سابقا مع قاتل؟ عند قراءة رواية المتآمرون وجدت نفسي أتعاطف مع القتله والمجرمين وظل هذا السؤال يدور في عقلي طوال قراءتي للرواية لماذا أختار الكاتب هذا العالم تحديدا؟ لماذا جعلك تشعر أن في داخلهم شئ جيد يرغمك على التعاطف معهم رغم وحشيتهم؟ ولماذا جعل القتل كما لو كان مجرد مهنة ليس لها علاقة بصلاح صاحبها؟ وفي الحقيقة عند مقابلتي للكاتب لم أنتظر كثيرا للحصول على الإجابة فقد أجاب الكاتب (كيم أون سو) بأنه من مدينة بوسان وأنه عاش أصلا في وسط هذا العالم وكان أصدقاءه أغلبهم من رجال العصابات ولكن على عكس الأفلام فهم ليسوا أناس سيئين بالشكل الذي يعتقده الناس فهم مخلصين لأصدقائهم ويعاملون أهلهم بشكل جيد كما أنه يراهم أشخاص صريحين جدا.

وعبر الكاتب عن دهشته كثيرا عندما كان يرى أصدقاءه من رجال العصابات في الأخبار وقال إنه كان يشعر بشعور غريب!!!

عندما قابلت الكاتب واستمعت إلى حديثة شعرت كم هو كاتب ذو فلسفة عميقة في الحياة كما أنه يملك روح السخرية والدعابة فهو كاتب خفيف الظل جدا، منذ كان صغيرا كان عنده إهتمام بمعرفة الفرق بين الجانب الداخلي للإنسان وتصرفاتة وتأثير الأحداث والصعوبات التي يمر بها في هذه التصرفات وكان يرى كم التناقض بين المظهرين الداخلي والخارجي للإنسان لذلك قرر أن يكتب عن الإنسان ومشاعرة منذ كان في السابعة عشر من عمره لذلك فهو يعد قضى حوالي 33 عاما يحاول فهم الإنسان.

وكان سؤالي الثاني للكاتب كيم أون-سو هو عن شعوره عند ترجمة رواية المتآمرون إلى اللغة العربية وهل استطاع المترجم نقل كل مشاعر أبطال الرواية؟ أجاب مازحا أنه لا يعرف العربية، ثم أكمل أنه كان سعيد جدا بترجمتها للغات آخرى فذلك يشعره بنجاح رواياته وأن العلاقة بين كاتب الرواية والمترجم فيها تواصل فيقوم المترجم بسؤال الكاتب إذا توقف عند معني كلمة أو جملة ما حتى تصل الرواية بشكل صحيح وطبعا يرى أن لمسة المترجم الخاصة وأسلوبة في الترجمة شئ لا بد منه وعمل جميل ذو قيمة لأن كل شخص يرى القصة من رؤيته الخاصة.


munhak_2

الصورة تظهر المراسلة شيماء رشدي مع الكاتب الكوري كيم أون سو وتوقيع رواية المتآمرون. (الصورة من شيماء رشدي)


وتخبرنا ياسمين عن إنطباعتها فتقول لقد سعدت كثيرا بحضور ندوة الكاتب الكوري كيم أون سو وانها قرأت رواية 'دماء ساخنة' وقد استمتعت شخصيا بقراءة تلك الرواية والتي تدور أحداثها أيضا في إطار إجرامي غامض مشوق عن عصابات غسيل الأموال في بوسان والتي تقوم بالكثير من الأعمال المشبوهة كتجارة المخدرات وغسيل الأموال ويتخذون من مغسلة ملابس ساترا لهذه الأعمال الممنوعة. وتدور أحداث الرواية حول مجموعة من القتلة المأجورين الذين ينفذون عمليات قتل ضد بعض الرموز السياسية. كما تتناول الرواية بعض الفضائح السياسية والفساد الحكومي. وبالحديث عن شخصية بطل الرواية فهو قاتل مأجور تربى على يد أحد زعماء العصابات الشهير والذي تبناه منذ الصغر، فاتبع البطل خطاه واحترف القتل كذلك. وبقراءتي لأعمال الكاتب كنت أشعر كم تغلغل بداخل هذا العالم الخيالي الملئ بالمجرمين ويكشف خبايا علاقاتهم وأسرار جرائمهم. وأثناء الندوة وضح الكاتب بالفعل أنه قد نشأ في (بوسان) في منطقة كان يسنها عدد من تجار المخدرات ورجال العصابات المعروفين. وبالفعل رآهم الكاتب وتعامل معهم واستدعى كل ذلك مع المزيج من الخيال ليصنع لنا عالما نرى فيه هؤلاء المجرمين بشكل حقيقي أي نرى جوانبهم الانسانية أيضا، وليس فقط الجانب الإجرامي. كما نغوص في علاقاتهم الانسانية ببعضهم وبالآخرين داخل هذا العالم الغامض.

أما أكثر ما أعجبني في شخصية الكاتب هو تمتعه بحس دعابة نلمسه من خلال رواياته وكذلك من خلال حديثه وحكاياته المتنوعة. بالإضافة إلى قدرته على قول الكثير من الكلام الفلسفي العميق بشكل بسيط وسلس. واعتقد أن هذا يقربه من شخصية المصريين كثيرا ولذا نال كتابه اعجاب جميع المصريين الذين قرأوه. وأحببت أيضا تواضعه وشغفه بالأدب والكتابة والسفر والدخول إلى العوالم المختلفة. ومن أبرز ما قاله إن الكاتب لابد أن يطلق العنان لشخصياته لتنطلق هي بداخل الرواية أي أنه يرى المنظور العام ويضع خط للشخصيات ثم يتخيل أنها شخصيات حقيقية ويترك لها المجال لتعبر عن نفسها ولذلك يضع نهايات مفتوحة أحيانا للروايات وليست النهاية التي يريدها القراء بالضرورة.

وقد سألته ياسمين إذا كان يفضل الترجمة المباشرة أو ترجمة المعنى بما أن رواياته قد ترجمت لأكثر من لغة فأجاب أنه يرى أن المترجم مثل الكاتب لابد أن يظهر شخصيته في الرواية. وكذلك ثقافة اللغة المترجم لها وألا يتقيد بالترجمة الحرفية.

كما سألته عن نصيحته للكتاب الجدد أو من يحلمون بكتابة الروايات فأجاب أنهم لابد أن يداوموا على الكتابة والقراءة بشكل يومي وأن يتحلوا بالصبر لأن كتابة الرواية عملية صعبة قد تستغرق سنوات والعديد من المحاولات.


munhak_3

الصورة تظهر المراسلة ياسمين مدحت مع الكاتب كيم أون سو وتوقيع رواية المتآمرون. (الصورة من ياسمين مدحت)


وعن إنطباعات غادة فتقول إنها المرة الأولى التي أحظى بفرصة مقابلة كاتب من كتاب الأدب الكوري، فالكاتب 'كيم أون-سو'، مؤلف رواية 'المتآمرون' الذي جاء من كوريا خصيصاً لمقابلة محبي الأدب الكوري في مصر من خلال ندوة أدبية عن روايته ولقد كان شرفاً عظيماً أن أستطيع سؤال الكاتب شخصياً عما كان الفضول ينتابني بشأنه جهة رواية 'المتآمرون'. وقد كان السؤال عن طريقة إعداد الشخصيات، لكل رواية شخصياتها المتعددة سواء كانت شخصية رئيسية أو ثانوية، كان ينتابني الفضول حقاً عما إذا كان يتم إعداد الشخصيات كاملة قبل بدء كتابة الرواية أم أثناء كتابتها تظهر شخصيات جديدة، في هذه الأثناء ذكر الكاتب 'كيم أون-سو' أنه يتم تجهيز الشخصيات قبل بدء الكتابة كما يتم التجهيز إلى رحلة ما، فلا يوجد رحلة من غير إعداد خطة لها ولكن، ليس من الضروري اتباع الخطة فيمكن أن تختلف الرحلة عن الخطة المعدة لها. ومن جهة أخرى يمكن استكشاف أنه ليس بالضرورة كتابة خطة من الأساس، كما لو أن الكاتب أعد خطة لزيارة القاهرة وفور وصوله وجد أنه يستطيع الاستمتاع بزيارة معالم القاهرة دون خطة، هكذا الحال مع إعداد كتابة الرواية.

لقد استمتعنا كثيرا في لقاء دام ١٢٠ دقيقة لم نشعر بها أبدًا متمنين أن نشارك في لقاءات أدبية كثيرة وزيارة عمالقة الأدب الكوري إلي مصر لنتعمق أكثر في الأدب الكوري.


munhak_4

المراسلة غاده محمد مع الكاتب الكوري كيم أون سو وتوقيع رواية المتآمرون. (الصورة من غادة محمد)


مع تزايد عدد الكتب والروايات الكورية المترجمة للغة العربية، تزايد أيضا عدد محبي قراءة الأدب الكوري في مصر واتسع أفق القارئ ليرى عوالم وثقافات أخرى وبمقابلة الكاتب والتحدث معه أصبح هناك رؤية واسعة لكواليس التأليف وكيف ينتهي عمل متكامل بطريقة رائعة تجعل القارئ يتسائل، لماذا إنتهيت من قراءة الرواية الآن؟


munhak_5

بعض أعمال الكاتب الكوري كيم أون سو. (الصورة من ياسمين مدحت)




ess8@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون
شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.