الصورة تظهر رسم الملك سيجونغ، مع إضافة حروف اللغة الكورية كأنها تتساقط من الريشة للعالم (الصورة من صنع المراسلة اية فهمي الحديدي لرسم ايه عبيد، وحقوق الصور محفوظة)
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية اية فهمي الحديدي
احتفالاً بيوم الهانجول سعدت لمقابلة وتقديم أشخاص حقًا يحبون اللغة الكورية ليس فقط بتعلمها والتحدث بها لكن كتابتها وأيضًا إدخالها في اهتماماتهم والاستعانة بها في فنهم، الحروف الكورية تتقارب أكثر للأشكال الهندسية بشكل يتيح للفنانين الإبداع بشكل لا مثيل له، وأيضًا توسع من خيالهم فيتم استعمالها وإدخالها بطرق متنوعة في العديد من الفنون خصوصًا فن الكاليجرافي.
أسمي ايه عبيد محمد أبلغ 22 عام، تخصصت وتخرجت من كلية الزراعة، أحب كثيرًا رسم تصميمات للمناسبات المميزة وكمثال على ذلك يوم الهانغول. تعرفت على كوريا عن طريق الدراما الكورية واستمتعت أكثر شيء بنصوص الدراما فكانت محفزة وتشجيعية وساعدتني كثيرًا، بدأت أحب الثقافة والعادات والتقاليد الكورية، ولأني أحب الرسم قررت الاستعانة بها في أشياء أحبها مثل رسم تصميمات لمناسبات وطنية مثل يوم الهانغول وأشارك برسمتي فيه للمرة الثانية على التوالي بعد التطوير المستمر في أعمالي من العام الماضي.
أكثر شيء جذبني في اللغة الكورية هي قصة اختراع الهانغول، لم يقبل الملك لشعبه العيش في حياة الخداع والظلم، وقام باختراع لغة سهل تعلمها والتعامل بها خصوصًا لأجل الطبقة الفقيرة فكانت اللغة الكورية هي اللغة الوحيدة التي تم اختراعها طلبًا ورَغبة لراحة الشعب، وبسبب اختراعها ازدهرت حضارة كوريا ووصلت للشكل الذي نراها به الآن وهو ما استوحيت منه عملي الذي يمتزج فيها الماضي بالحاضر في تسلسل واضح خلال فترة زمنية، حيث أن الرسمة يتبين بها في المنتصف الملك سيجونغ مخترع اللغة الكورية وهو مركز وأصل اللغة، وعلى اليمين الحياة التقليدية لكوريا في عصر اختراع اللغة، وبعد ذلك استمرارها ومساعدتها على نهضة وتطور البلد إلى أن وصلت للشكل على يسار الرسمة من المباني الشاهقة، والانفتاح والثقافة.
الصورة تظهر الملك سيجونج في المنتصف وعلى يمين الصورة كوريا قديمًا مع المباني التقليدية، وعلى اليسار كوريا في العصر الحديث مع المباني شاهدة الارتفاع (الصورة من رسم ايه عبيد، وحقوق الصورة محفوظة ولا يسمح باستخدامها بدون الحصول على إذن)
أنا اسمي رحاب الاسلام زكريني من الجزائر عمري 21 عام، متحصلة على ليسانس لسانيات في الأدب العربي وهذه السنة سأحصل على ماستر تعليمية اللغات. رسامة وخطاطة وعاشقة لكوريا وثقافتها منذ الطفولة، دخلت عالم الدراما في عامي 12، لم يمر يوم دون أن أشاهد الدراما الكورية، أشعر أنها ملاذي الآمن بعد يوم متعب أو منطقة راحة لي ألجأ إليها كل ليلة وأشعر بالفراغ بدونها، لقد شاهدت الكثير من الدرامات التي لا تعد ولا تحصى بسبب حبي الكبير لها، والتي من خلالها أخذت التحدث باللغة الكورية ونطقها بشكل عفوي دون التفكير، فقط كان يسترسل معي الكلام من كثرة مشاهدتي للدرامات وانتبهت لنفسي أنني عندما أفكر أجد معظم الكلمات أفكر فيها بالكورية، ثم في سن 14 بحثت وتعلمت الحروف وكتابتها بمفردي، لكن بعد ذلك يأست نوعا ما من البحث بمفردي عن القواعد فيما يخص الكتابة ومللت من التعلم وحدي دون شيئ مشجع فكنت أكتب جمل وتعابير بسيطة بالكورية كي لا أنسى مكتسباتي وواصلت مشاهدة الكيدراما بشكل مكثف فقط، استرجعت شغفي و قُبلت في معهد سيجونغ في المركز الثقافي الكوري وأنا حاليا طالبة فيه في المستوى الثاني و أطور مهاراتي في اللغة أكثر، فرحت كثيرا لتعرفي على أشخاص يتشاركون معي نفس الشغف كـ سلوى صديقتي الجميلة، و الأستاذة ميادة و ابتهال اللتان أود توجيه الشكر لهما في يوم الهانغول.
الصورة تظهر رسم المرأة الكورية التي ترتدي الهانبوك مع دمجه مع الحروف الكورية احتفالا بيوم الهانغول (الصورة من رسم رحاب الاسلام زكريني وحقوق الصورة محفوظة ولا يسمح باستخدامها بدون الحصول على إذن)
لطالما أحببت كوريا كثيرا و وظيفتها في رسوماتي ولوحاتي إذ أملك العديد من اللوحات لفنانين وممثلين كوريين وحتى أشخاص كوريين غير مشهورين لأنني أحب الملامح الكورية وجمالها بشكل عام، وكذا صنعت لوحات بالخط الكوري الذي جذبني وبدأته مؤخرا إذ أنّ طريقة تمايل الحروف والتقائها مع بعضها كي تصنع تناغما وانسجاما راقيا مع رسم طبيعة ساحرة وزهور والوان مزهرة وهادئة في نفس الوقت تريح النظر وتكاد تغرق العيون من التأمل فيها، هذا الفن شعرت أنه يستحق التجربة، وسأصنع العديد من اللوحات الجميلة مستقبلا أيضا، أتمنى أن تكون أحلامنا جميلة مثل هذه الزهور.
الصورة تظهر الكاليجراف ورسم زهرة دوار الشمس (الصورة من رحاب الاسلام زكريني وحقوق الصورة محفوظة ولا يسمح باستخدامها بدون الحصول على إذن)
والآن بينما أكتب هذا الكلام تذكرت أن الكثير قالو لي أن حبك لكوريا فترة وستمضي، أريد أن أقول لهم أنني مازلت أحبها بل أكثر من قبل وسأبذل جهدي لأجل هذا الحلم، لقد أخذت الخطوة الأولى بالفعل وسأحققه، أعرض بعض من أعمالي في الخط الكوري والرسم على الورق والكيك مستخدمة الحروف الكورية وبعض من الجمل التي تعملت بها اللغة الكورية.
الصورة تظهر لوحة مصنوعة من الكيك والرسم عليها بأزهار الكرز ورسالة بالحروف الكورية (الصورة من صنع رحاب الاسلام زكريني وحقوق الصورة محفوظة ولا يسمح باستخدامها بدون الحصول على إذن)
أنا سمية طارق، درست تخصص اخصائي نفسي اكلينيكي وأيضًا طالبة في معهد سيجونغ في المركز الثقافي الكوري بمصر. بدأت أتعلم اللغة الكورية بعد الالتحاق بمعهد سيجونغ، وحاليًا قاربت إكمال ثلاثة أعوام من الدراسة به، حبي للغة الكورية جعلني أرغب في البدء بالتدريب على فن الخط الكوري للكتابة بشكل أفضل لذلك بدأت في تعلم الكاليجرافي وممارسته منذ أكثر من عام، وجعلي ذلك اتجه للتدريب على الرسم الرقمي للتعبير عن كتاباتي بطريقه افضل ومنه أصبحت مهتمة بتعلم الرسم الكوري التقليدي وبدأت في التدرب عليه. كانت بدايتي مع الخط الكوري بمحض الصدفة ولكنها تحولت هواية امارسها كل يوم تقريباً.
أما عن أعمالي فأعرض عاملين أولهما يعبر عن الربيع حيث قمت بكتابة كلمات الشاعر الكوري هونج سو هوي التي تعبر عن الربيع، لذلك قمت برسم أزهار الكرز لأعبر عن هذا المفهوم.
قصيدة اليك يا من تنتظرين الربيع - هونج سو هوي
إذا جاء الربيع اللامع الي روحك
هذا بسبب الحب.
الصورة تظهر أزهار الكرز وبيت كوري تقليدي بجانبها قصيدة 'اليك يا من تنتظرين الربيع' (الصورة من رسم سمية طارق وحقوق الصورة محفوظة ولا يسمح باستخدامها بدون الحصول على إذن)
أما عن العمل الثاني فهي لوحة 'إي ول أو بونغدو' والتي تعني لوحة الشمس والقمر والقمم الخمس، تعرفت عليها بسبب كوريا نت بعد استخدامها كغلاف على مذكرة صغيرة هدية للمراسلين الفخريين عام 2021 وتكشف هذه اللوحة عن القوى الكونية المزدوجة (يين ويانغ)، والعناصر الخمسة من الطبيعة من 'المعدن، والخشب، والماء، والنار، والأرض' فالشمس ترمز للملك والقمر يرمز للملكة، تمثل قمم الجبال الخمسة خمسة جبال كارين الشهيرة، جبل جوم جانج، وميو هيانج، وجي جي، وبويك دو، وسامي كاك، وُضعت هذه اللوحة خلف كرسي الملك متمنياً للبلد النجاح الأبدي.
الصورة تظهر لوحة 'إي ول أو بونغدو' التي تعني النجاح الأبدي للبلاد وتتكون من الشمس والقمر والقمم الخمس (الصورة من سمية طارق وحقوق الصورة محفوظة ولا يسمح باستخدامها بدون الحصول على إذن)
في النهاية نتمنى أن يكون هذا العام عامًا ناجحًا، ونشهد تطور اللغة الكورية مع زيادة متعلمين اللغة وأن يكون النجاح أبدي مثل معنى هذه اللوحة.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون
شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.