مراسل فخري

2021.05.24

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian


حينما وصلت إلى كاتدرائية ميونغ دونغ، وجدت الكثير من الصحفيين والإعلاميين الذين جاءوا ليغطون جنازة الكاردينال ’جونغ جين-سوك‘. (الصورة بعدسة  سها سعيد)


بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية سها سعيد 


تتعدد الديانات في كوريا الجنوبية، فهناك البوذيون والمسيحيون والمسلمون وأيضاً الملحدون. ولكن ما يميز كوريا عن غيرها من الدول هو تعايش آلاف الكوريون معاً في حالة من التسامح الديني، فلا يوجد تعصب أو تطرف ديني، كما أنهم يتعاملون معاً دون أي عنصرية.

سوقي المفضل في كوريا هو ميونغدونغ، فأنا أذهب للتبضع من ميونغدونغ كثيراً، ولكنني عند ذهابي في كل مرة أرى كاتدرائية جميلة وجذابة. لقد زرت العديد من المعابد البوذية في كوريا وكذلك المسجد الإسلامي، ولكني لم يسبق لي أن أدخل كاتدرائية في كوريا من قبل ولذلك انتابني الفضول حتى أعرف المزيد عنها، فقرأت عنها على الإنترنت وأثارني الفضول كي أدخل وأكتشف ما بداخلها. ولذلك شددت العزم على زيارتها في يوم الأربعاء 28 أبريل عام 2021.

حينما وصلت إلى كاتدرائية ميونغ دونغ، وجدت الكثير من الصحفيين والإعلاميين الذين جاءوا ليغطون حدثاً ما، كما وجدت حشد كبير من الكوريين الذين ذهبوا لزيارة الكاتدرائية، ولكنهم كانوا متألقين كما لو إنهم يذهبون لحضور حفلة ما، ولكن ما لفت نظري أكثر هو أن جميعهم كانوا يرتدون اللون الأسود، لذلك انتابني الفضول كي أعرف ماذا يحدث، فسألت أحد الكوريين المنظمين للحدث، وفوجئت بأن الكاردينال ’جونغ جين- سوك‘ قد انتقل للأمجاد السماوية، حيث توفى عن عمر يناهز الـ89، ولقد قضى حياته في خدمة الكنيسة والأعمال الخيرية، كما إنه قام بتسجيل استمارة تبرع بالأعضاء في حالة وفاته، ولذلك تصادف أن ذلك اليوم هو يوم الجنازة، واكتشفت بأن كل هؤلاء الكوريون قد أتوا إلى الكاتدرائية بكامل أناقتهم لرؤية الكردينال مرةٌ أخيرة وتوديعه حيث يعني لهم الكثير. لقد كان حدثاً هاماً للكوريين المسيحيين، حيث تناقلت وسائل الإعلام المختلفة ذلك الحدث.

لقد بدت الكاتدرائية كقصور أوروبا، حيث كانت على الطراز الأوروبي الكلاسيكي وكأنها كاتدرائية في روما، فخمة وكبيرة ومليئة بالنحت ذات الطابع الديني، وحينما دخلت القاعة الرئيسة، وجدت بالداخل القبب العالية المليئة بالنقوش الجذابة والنوافذ الزجاجية الملونة، كما رأيت جثمان البابا في صندوق زجاجي شفاف، يرتدي جميع ملابسه الأنيقة ووجهه يبدو بحالة جيدة، وهنا وجدت الكوريون يصطفون لرؤيته وتوديعه والصلاة مرة أخيرة في حضوره. لقد كانت حقاً التجربة الأولى لي لحضور مثل ذلك النوع من الجنازات. أتمنى أن تنتقل روحه إلى السماء في سلام.

تعتبر الكاتدرائية مقصد سياحي ديني للسياح الأجانب في كوريا، حيث إنها الكاتدرائية الرئيسة لطائفة الكاثوليك الرومان في كوريا والتي تم افتتاحها في عام 1898، وكانت أكبر مبنى في كوريا في ذلك الوقت. تقف الكاتدرائية كرمز لاستشهاد ومعاناة الجهود الكاثوليكية المبكرة في كوريا. في الوقت الذي تم فيه بناء الكاتدرائية من عام 1892 إلى عام 1898، عانت كوريا من قرن من الاستشهاد. حيث تم دفن رفات تسعة من هؤلاء الشهداء في سرداب كاتدرائية ميونغدونغ، الواقعة تحت المذبح الرئيسي للحرم المقدس.

ويوجد بالكنيسة مكتبة دينية كبيرة، وقاعة مناسبات ضخمة، يمكنكم الدخول إلى الكنيسة لتصويرها أو للصلاة فيها مجاناً، كما يمكنكم الوصول إليها من خلال محطة مترو ميونغدونجغ أو من خلال الأتوبيس حيث إنها تقع في قلب العاصمة سيئول.


sarahoqelee@korea.kr


هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.