بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية إسراء الزيني
الفيديو= من مركز ترجمة الأدب الكوري
تحتل الترجمة الأدبية منزلة رفيعة بين أنواع التراجم قاطبة لما تلعبه من دور في نقل الثقافة والحضارة والفكر بين الشعوب والمجتمعات ومن هنا تأتي صعوبة تلك الترجمة فهي ليست ترجمة حرفية فقط إنما ترجمة لشعور وإحساس الكاتب ليصل للقارئ وكأنها بلغته الأصلية.
تطور الأدب الكوري على مر العصور ومر بعدة مراحل فارقة ساهمت في النهوض به ففي البداية كانت اللغة الكورية تكتب بأحرف صينية مما جعل الأدب في تلك الفترة مقتصرا على النبلاء والطبقة الراقية وبعد اختراع الأحرف الكورية وانتشار التعليم في كوريا بشكل أكبر بدء الكثير من العامة والنساء في المشاركة وبدأت الموضوعات في التطور والتعمق بعد أن كانت أغلبها متأثرة بالمعتقدات البوذية والكونفشيوسية وأستمر الأدب الكوري على هذا النحو حتى وقوع كوريا تحت الاحتلال الياباني وهنا بدأت مرحلة جديدة وهي مرحلة التنوير بالتزامن مع بداية حركة الاستقلال والتي أظهر فيها الشعب الكوري اهتماما أكبر بالأدب لتعزيز مشاعر الوطنية وبدأ الأدب في تلك الفترة في إظهار الاهتمام بموضوعات اكتشاف الذات والتعبير عن النفس.
وبعد التحرر من اليابانيين في عام 1945، تورطت كوريا في المناورات السياسية لقوى العالم، وأصبح الانقسام إلى الجنوب والشمال أمرًا لا مفر منه. كان لهذا الانقسام في الفكر السياسي أيضًا تأثير كبير على الأدب وهنا دخل الأدب الكوري منعطفا صعبا فكان لخروج المجتمع الكوري بعد الحرب من جروح وفوضى تلك الحرب تأثير كبير على تطور الأدب الكوري، كانت نضالات الشعب الكوري ملهمة للكثير من الكتاب والشعراء.وخلال السبعينيات بدء الأدب الكوري في تكوين الهوية الخاصة به متأثرا بالتطور الصناعي والأحوال الاقتصادية والاجتماعية للشعب الكوري.
وحتى فترة الثمانينيات لم يكن الأدب الكوري معروفا للعالم، عندما بدأت ترجمة الأعمال الأدبية الكورية في الظهور في البلدان الأجنبية، بدأت الترجمة إلى اللغة الإنجليزية فقط. ومن هنا بدأ انفتاح الأدب الكوري على العالم بشكل أوسع وأصبحت هناك حاجة ماسة لمترجمين في مختلف اللغات لترجمة ذلك التراث الثقافي.
يعمل معهد ترجمة الأدب الكوري التابع لوزارة الثقافة والرياضة والسياحة الكورية والذي تم إنشاؤه عام 2001 على نشر الأدب الكوري وترجمته للعالم ليصل بصورته الحقيقة كما أحبها عشاقه في كوريا ولذلك استضافت كوريا.نت الأستاذة "إي جونغ-جو" المسؤولة عن مشاريع اللغة العربية بقسم الشؤون الدولية بمعهد ترجمة الأدب الكوري لتحدثنا أكثر عن معهد ترجمة الأدب الكوري وتوضح الكثير لقرائنا العرب.
مسؤولة القسم العربي بمعهد ترجة الأدب الكوري ’إي جونغ-جو‘ على اليسار، وبجانبها الشاعر السوري ’نوري الجراح‘ في الوسط، ومدير قسم الترويجي الأدبي ’يون بو-هان‘ على اليمين. (الصورة من مسؤولة القسم العربي بمعهد ترجمة الأدب الكوري)
إسراء: في البداية أحب أن أرحب بك أستاذة إي جونغ-جو، هل لك أن تحدثينا عن حياتك ودراستك؟
إي جونغ-جو :تشرفت بلقائكم. اسمي إي جونغ-جو وأعمل حاليا في معهد ترجمة الأدب الكوري. واسمي العربي هو ندى. بدأت سيرتي المهنية في المعهد كمسؤول عن مشاريع اللغة العربية ومنذ هذه السنة أصبحت أنظّم برنامج "منح الترجمة والنشر للناشرين الأجانب".
تخرجتُ في قسم اللغة العربية بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية ثم التحقت بقسم اللغتين الكورية – العربية في كلية الدراسات العليا للترجمة التابعة لنفس الجامعة وتخصصت في الترجمة الفورية فيها. وبعد الحصول على الماجستير، بدأت سيرتي المهنية في معهد ترجمة الأدب الكوري عام ٢٠١٨ وأعمل فيه منذ حوالي سنتين وأربعة أشهر. كنت آمل بأن أعمل في مجال الأدب لأنني أحب الكتب والأدب كثيرا. لذلك، أنا مسرورة جدا بأن أعمل في المعهد الآن وأساهم في نقل جمال الأدب الكوري إلى القراء العرب. مع الأسف لا أترجم أعمال الأدب الكوري إلى اللغة العربية بنفسي حاليا إلا أنني أجد سعادة في أن أقدم دعما للمترجمين والناشرين في ترجمة أعمال الأدب الكوري لكي يتمتع المزيد من القراء الأجانب بجمالها.
إسراء: هل لك أن تحدثينا عن تاريخ تأسيس معهد ترجمة الأدب الكوري والهدف من تأسيسه؟
إي جونغ-جو : معهد ترجمة الأدب الكوري هو منظمة حكومية تابعة لوزارة الثقافة والرياضة والسياحة الكورية وتم تأسيسه عام ٢٠٠١ لينظّم مشاريع ترجمة الأدب الكوري ونشره في الدول الأجنبية، والتي كانت تحت إشراف المؤسسة الكورية للفنون والثقافة وصندوق ترجمة الأدب الكوري الذي تم إنشاؤه عام 1996 أصلا، وذلك كان ضمن أهداف الحكومة الكورية التي تسعى إلى المساهمة في ازدهار الثقافة العالمية وتنوعها عن طريق نشر الأدب الكوري والثقافة الكورية في خارج البلاد. يهدف معهد ترجمة الأدب الكوري إلى تحقيق ازدهار الأدب الكوري ونشر جماله في العالم والارتقاء بمكانته عالميا وتعزيز التواصل مع القراء في العالم. ولتحقيق هذه الأهداف، يعتمد المعهد على طرق متنوعة، ومنها تقديم الدعم لترجمة الأدب الكوري ونشره في الدول الأجنبية وتعزيز أنشطة التبادل والترويج وتعليم المترجمين الجدد. وبخاصة، يخطّط المعهد لإقامة فعاليات متنوعة في هذه السنة احتفالا بالذكرى الخامسة والعشرين منذ تأسيسه، فأرجو منكم الاهتمام الكبير.
إسراء: هل يوجد قسم خاص باللغة العربية وكيف يتم التواصل مع القراء العرب؟
إي جونغ-جو : لا يوجد قسم خاص باللغة العربية في المعهد رسميا، لكن أعمل في قسم الشؤون الدولية حيث يتخصص الكثير من زملائي في اللغات الأجنبية أو التي يستطيعون أن يتكلموها. وقد تولى كل موظف مسؤولية مشاريع ترجمة الأدب الكوري ونشره أو مشاريع التبادل وفقا للغة المخصصة له. التحقتُ بالمعهد كأول موظف متخصص في اللغة العربية. ومنذ عام ٢٠١٨ حتى السنة الماضية، كنت أتولى مسؤولية مشاريع اللغة العربية.
مع الأسف لا يقدّم المعهد نشرة إخبارية عربية ولا يدير حسابا عربيا على مواقع التواصل الاجتماعي. ونظرا لأن الأدب الكوري لم يكن معروفا في العالم العربي، فكنت أسعى إلى تعريف القراء العرب على أعمال الأدب الكوري من خلال تنظيم الأحداث المتنوعة التي شارك فيها الكتّاب الكوريون وتقديم الدعم لنشر الأخبار عنها في وسائل الإعلام المتعددة. وفي إطار هذه الجهود، زارت الشاعرة "كيم سنغ هي" والشاعر "شين تشول كيو" مصر عام ٢٠١٩ ونشرت مجلة «الجديد» الثقافية مقابلة مع الشاعرة "كيم سنغ هي" في نفس العام. وأصدرت دار صفصافة للنشر المصرية ديوانها «الأمل وحيدا» عام ٢٠٢٠. كما أن جريدة «أخبار الأدب» أصدرت 3 أعداد خاصة عن الأدب الكوري ونشرت بعض أعمال الشاعر شين تشول كيو وقدّمت لقرائها بعض الكتّاب الكوريين الآخرين، "لي جانغ ووك" و"كيم سوم" و"كوون يو سون" و"كيم سون وو" و"هوانغ يو جونغ"، في ملفها الخاص لثلاثة أشهر. وفي نفس السياق، تم نشر النقد الأدبي عن الروايات الكورية «ملح» و«الشعير» و«رسائل إلى صديق شاب» فضلا عن مجموعة قصصية «ثلاث قصص كورية» في صحيفة اندبندنت عربية مؤخرا. ويمكن القول إن الأدب الكوري يحظى بشعبية إلى حد ما في الدول العربية حاليا، فنخطط لمشاريع أخرى يمكن للقراء العرب أن يشاركوا فيها، وأرجوكم إيلاء الاهتمام المستمر بذلك. من هذا العام، يخصّص المعهد المهام لموظفيه وفقا لنوعية المشاريع وليس وفقا للغة خلافا للسنوات الماضية، إلا أن القراء العرب الذين يقرؤون هذه المقابلة يمكنهم الاستفسار والتواصل معي إذا كان لديهم أي سؤال عن المعهد.
إسراء : هل بإمكانك أن تحدثينا عن طبيعة ونوعية الترجمة التي تقومون بها في معهد ترجمة الأدب الكوري؟
كيف يتم اختيار الأعمال التي يتم ترجمتها في معهد ترجمة الأدب الكوري؟
إي جونغ-جو : تنقسم مشاريع المعهد لتشجيع ترجمة الأدب الكوري ونشره إلى ثلاثة فروع، وهي برنامج "منحة الترجمة للمترجمين (Translation Grants)" وبرنامج "منح الترجمة والنشر للناشرين الأجانب (Translation and Publication Grants for Overseas Publishers)" وبرنامج "الترجمة الخاصة (Special Translation Program)"، وهي تختلف عن بعضها البعض في طبيعتها ومعاييرها.
أولا، فيما يتعلق ببرنامج "منحة الترجمة للمترجمين"، فإن المترجمين يختارون أعمالا يريدون ترجمتها ويقدمون طلب المنحة للمعهد، ثم يقرّر المعهد إما قبول الطلب أو رفضه بعد تقييم النصوص المترجمة التي يتقدم بها مقدمو الطلب. وإذا قرّر المعهد قبول طلب المنحة، فيمكن للمترجمين المختارين أن يبحثوا عن دور النشر بالتعاون مع المعهد. وصدر ديوان «الحياة داخل بيضة» للشاعرة "كيم سنغ هي" باللغة العربية من خلال هذا البرنامج. بعبارة أخرى، فإن هذا البرنامج يقدم فرصة جيدة للمترجمين الذين يريدون ترجمة أعمال الأدب الكوري ولا يعرفون دور النشر المناسبة لنشرها. ويمكنهم تقديم طلب المنحة من خلال هذا البرنامج.
أما برنامج "منح الترجمة والنشر للناشرين الأجانب"، فإن دور النشر الأجنبية التي حصلت على حقوق النشر لأعمال الأدب الكوري (باستثناء كتب الأطفال المصورة) أو كتب العلوم الإنسانية والاجتماعية الكورية تستطيع أن تقدّم طلب المنحة للترجمة والنشر. بذلك، تختار دور النشر الأجنبية أعمالا ومترجمين وتتقدم بطلب المنحة للمعهد، ويقرر المعهد إما قبول الطلب أو رفضه. وتم إصدار «النباتية» و«أفعال بشرية» للكاتبة "هان كانغ" من خلال هذا البرنامج.
أخيرا، فيما يخص ببرنامج "الترجمة الخاصة"، فإن المعهد يختار أعمال الأدب الكوري والمترجمين ودور النشر ويقدم دعما للترجمة والنشر. ويجدر بالذكر أن المعهد يضع الأولية على الأعمال الأدبية الكورية الكلاسيكية بدلا من الأعمال الأدبية المعاصرة التي قد يختار نشرها الناشرون الأجانب بأنفسهم بسبب قابليتها للتسويق، سعيا لترجمة الأدب الكوري ونشره بشكل منظم. وتم ترجمة «رسائل إلى صديق شاب» للكاتب "لي غوانغ –سو" إلى اللغة العربية ونشرها في العالم العربي من خلال هذا البرنامج.
إسراء: كيف ساعد المعهد في نشر الأدب الكوري حول العالم؟
إي جونغ-جو : يدعم المعهد نشر أعمال الأدب الكوري منذ تأسيسه من خلال برنامج "منحة الترجمة للمترجمين" الذي يساعد متلقي المنحة على إيجاد دار النشر المناسبة ويدعم عملية النشر للأعمال المترجمة المختارة المميزة. كما أن المعهد دشّن برنامج "منح الترجمة والنشر للناشرين الأجانب" عام ٢٠١٤ لدعم ترجمة ونشر الأعمال الكورية التي حصل الناشرون الأجانب على عقد حقوق نشرها ويخططوا لطبعها. وبالتالي، أصبح المعهد يتعامل مع سوق النشر العالمية على نحو أكثر فعالية. وقد دعم المعهد ٤٢ مشروعا جديدا للنشر لإحدى عشرة لغة أجنبية عام ٢٠١٥، أي بعد سنة منذ تدشين البرنامج، إلا أن هذا العدد ارتفع إلى ١٠٦ مشروعا جديدا لـ٢٦ لغة أجنبية عام ٢٠٢٠ بالتزامن مع ازدياد الإقبال على الأدب الكوري في السوق العالمية.
لا تقتصر أنشطة المعهد على لغة معينة، بل إنها تهدف إلى تغطية جميع اللغات الأجنبية ويتعاون المعهد مع الناشرين والمترجمين من مختلف الدول. لذلك، يستطيع أي ناشر يريد نشر أعمال الأدب الكوري في السوق العالمية أن يشارك في برامج المعهد بغض النظر عن المنطقة أو الدولة. كما أن المعهد يدعم عملية التسويق والترويج للكتب بعد نشرها.
إسراء: هل يقوم المعهد بتوفير دورات وندوات تدريبية للمترجمين؟
إي جونغ-جو : يدير المعهد "أكاديمية الترجمة" ليوفّر دورات تدريبية متخصصة في ترجمة أعمال الأدب الكوري إلى لغات أجنبية أخرى. وتقدّم الأكاديمية دورات منتظمة ودورات خاصة وآتيليه الترجمة لسبع لغات أجنبية (الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والروسية والصينية واليابانية) ليساعد المتدربين أن يصبحوا مترجمين محترفين في ترجمة الأدب الكوري.
بالنسبة للغة العربية، أقام المعهد ورشة قصيرة الأجل للترجمة في عامي ٢٠١٩ و٢٠٢٠ وأتاح فرصة ممارسة ترجمة الأدب الكوري لمن يرغب أن يترجم أعمال الأدب الكوري إلى اللغة العربية. وجدير بالذكر أن بعض المشاركين فيها الذين حصلوا على درجات مميزة شاركوا في برنامج "الترجمة الخاصة" ونجحوا في نشر أول عمل أدبي ترجموه إلى العربية. بالإضافة إلى ذلك، أضاف المعهد فئة اللغة العربية ضمن "جائزة معهد ترجمة الأدب الكوري للمترجمين الجدد (LTI Korea Translation Award for Aspiring Translators)" في العام الماضي وسيعقدها في هذه السنة أيضا، فأتمنى الاهتمام والمشاركة الكبيرة ممن يرغب في أن يصبح مترجما للأدب الكوري. وإذا أردتم أن تعرفوا مزيدا من البرامج التدريبية التي يجريها المعهد، أرجوكم زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي للمعهد.
إسراء: ما هي خطط المعهد لعام ٢٠٢١؟
إي جونغ-جو : يصادف هذا العام الذكرى الخامسة والعشرين منذ تأسيس المعهد فنخطط لعقد الأحداث المتعددة. في العام الماضي، اضطرنا لإلغاء العديد من الأحداث أو إجرائها على الإنترنت بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، كوفيد-١٩، وكنت أشعر بأسف شخصيا لأنني لم أستطع أن أزور الدول العربية للالتقاء بالقراء العرب. في هذا العام، يخطط المعهد لعقد بعض الأحداث عبر الإنترنت أيضا، ومنها برامج التبادل مثل اللقاء مع الكتّاب الكوريين و"مهرجان سيئول الدولي للكتّاب (Seoul International Writers' Festival)" الذي يعقده كل سنة، فأرجو الاهتمام والمشاركة من قرائنا للأدب الكوري في داخل كوريا وخارجها. كما أن المعهد يستمر في تقديم الدعم لترجمة الأدب الكوري ونشره ولا سيما يخطّط المعهد لعقد مسابقة الترجمة للغة العربية بالتعاون مع الناشرين الأجانب لإيجاد مترجمين جدد وسيتم نشر النصوص الفائزة، فأرجوكم الاهتمام الكبير والمشاركة فيها. فسوف أزودكم بمعلومات إضافية حول أحداث أو برامج أخرى للقراء العرب أو للمهتمين بترجمة الأدب الكوري إلى اللغة العربية.
إسراء: ما نوعية الأعمال الأدبية الكورية التي تستهوي دور النشر العربية؟
إي جونغ-جو : تهتم دور النشر العربية بالكتّاب الكوريين الذين حققوا نجاحا كبيرا في سوق النشر العالمية بشكل عام. ونشرت دار التنوير «النباتية» و«الكتاب الأبيض» و«أفعال بشرية» للكاتبة "هان كانغ" التي حصلت على جائزة مان بوكر الدولية لعام 2016. ومن المخطط أن تنشر دار التنوير رواية «أرجوك اعتنِ بأمي» للكاتبة "سين كيونغ سوك" التي فازت بجائزة مان آسيا الأدبية عام ٢٠١٢ بعد إعادة ترجمتها من اللغة الكورية إلى العربية بشكل مباشر فضلا عن «الفتاة التي كتبت الوحدة» لنفس الكاتبة. وجدير بالملاحظة أن أعمال الكاتب "هوانغ سوك يونغ" الذي حصل على جائزة إميل غويميت للأدب الآسيوي لعام ٢٠١٨ واُختيرت روايته ضمن القائمة الطويلة لجائزة مان بوكر الدولية لعام ٢٠١٩، بدأت تحظى بشعبية في العالم العربي. ومن المقرر أن يتم نشر «نجم المساء» و«السيّد هان» لنفس الكاتب في هذا العام. علاوة على ذلك، يتوقع إصدار الرواية المصورة «عشب» باللغة العربية قريبا والتي ألفتها الفنانة "كيم غوم سوك" وفازت بجائزة أفضل كتاب دولي في جائزة هارفي لكتب القصص المصورة لعام ٢٠٢٠، فضلا عن كتابها الثاني «الانتظار». وأتوقع أن يزداد اهتمام دور النشر العربية بالأدب الكوري نظرا لإنجازاته التي تشاهدها سوق النشر العالمية.
إسراء: ما رأيك في تهافت دور النشر العربية على ترجمة الأدب الكوري في الآونة الأخيرة؟
إي جونغ-جو : شهد عدد أعمال الأدب الكوري التي قدّم المعهد دعما لترجمتها إلى اللغة العربية ونشرها في العالم العربي ارتفاعا ملحوظا في السنوات الثلاث الأخيرة. فبلغ عدد الأعمال الكورية الجديدة التي نُشرت باللغة العربية بدعم المعهد كتابا واحدا فقط لفترة أربع سنوات من عام ٢٠١٥ إلى عام ٢٠١٨، إلا أن هذا العدد ارتفع إلى ٨ كتب عام ٢٠١٩ و٦ كتب عام ٢٠٢٠. أما في هذا العام، فإننا حصلنا على أربعة طلبات للدعم حتى الآن (وقت المقابلة) رغم أننا لا نزال في شهر يناير. كما أننا نخطط لتقديم الدعم إلى أربعة كتب جديدة من خلال برنامج "الترجمة الخاصة" لهذا العام. وأتوقع أن يزداد عدد أعمال الأدب الكوري التي يتم نشرها في الدول العربية ازديادا مستمرا في المستقبل.
هناك أسباب عدة وراء ذلك. أولا، ارتفع عدد الأعمال الكورية التي حصلت على دعم المعهد نظرا لظهور المترجمين الجدد للأدب الكوري الذين يعرّفون دور النشر العربية بأعمال الأدب الكوري المميزة ويقنعونها بشراء حقوق نشرها. والمترجم محمد محمد نجيب الذي ترجم الكتابين «الكتاب الأبيض» و«أفعال بشرية» للكاتبة "هان كانغ" خير مثال على ذلك. علاوة على ذلك، يزداد عدد أعمال الأدب الكوري التي تم ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية وتحقق إنجازات ملموسة في الآونة الأخيرة، مما يثير اهتمام دور النشر العربية بشراء حقوقها، ولا سيما تهتم بالأعمال الكورية التي فازت بجوائز عالمية أو سلطت الضوء عليها وسائل الإعلام المرموقة مثل مجلة تايم الأمريكية. ومن أمثلة ذلك، رواية «النباتية» التي نشرتها دار التنوير عام ٢٠١٧ ورواية «مولودة عام ١٩٨٢» التي من المقرر أن تنشرها دار صفصافة للنشر عام ٢٠٢١.
كما أن الوكالات الكورية والأجنبية تعمل بنشاط للتوسط في صفقة حقوق النشر وتلعب دورا مهما في الارتقاء بسمعة الأدب الكوري في السوق العالمية. وبالإضافة إلى الأعمال الكورية التي تثير اهتمام دور النشر العربية حاليا، يجري المعهد برنامج "الترجمة الخاصة" لإصدار "سلسلة مختارات الأدب الكوري" حيث يختار المعهد الأعمالَ الكورية التي تركت تأثيرا كبيرا على تاريخ الأدب الكوري وينظّم جميع مراحل عملية نشرها ابتداء من تحديد دور النشر المناسبة وترجمة الأعمال وحتى طبعها. وذلك من أسباب ازدياد عدد الأعمال الكورية التي تم نشرها بالدعم من المعهد أيضا.
يتطلب نشر كتابٍ واحد جهود الكثير من الجهات. وأود أن أعبر عن شكري العميق للمترجمين والناشرين والوكالات من داخل كوريا وخارجها على جهودهم الكبيرة لتحقيق هذه الإنجازات بمناسبة هذه المقابلة. وسيبذل المعهد كل ما في وسعه في لعب دور الرابط بينهم لكي يتمتع مزيد من القراء العرب بجمال أعمال الأدب الكوري.
sarahoqelee@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.