الثقافة

2016.06.29

   في التعبير المستخدم عادة "دعونا نلتقى على فنجان من القهوة المرة المقبلة"، ماذا تعني بالضبط عبارة "المرة المقبلة"؟

لماذا ترتدي كثير من الفتيات الهانبوك هذه الأيام في الشوارع؟

ما الذي يحدث في مركز رعاية ما بعد الولادة في كوريا للأمهات الجدد"؟

K-Style_Book_Publication_02.jpg

جهاز الثقافة والإعلام الكوري أصدر كتاب "كيه ستايل" الذي يصف بالتفصيل التقاليد والثقافات الكورية المتنوعة.


   أصدر جهاز الثقافة والإعلام الكوري كتاب "كيه ستايل" الذي يقدم نظرة تحليلية عن قرب للتقاليد والثقافة الكورية، مع تركيز خاص على أنماط حياة الشعب.

وهذا الكتاب من تأليف تشوي جونج وها، وهي مترجمة مشهورة عملت طيلة حياتها على زيادة الوعي العالمي بكوريا وبثقافتها.

وقالت تشوي : "وجدت أسئلة يرددها غير الكوريين، وبخاصة الذين تخصصوا في الثقافة، ووجدتها أسئلة مدهشة، وكانت أسئلتهم بدون استثناء تبدأ بعبارة : لماذا كوريا، أو : لماذا الكوريون".

وكتبت تشوي أن هذه الأسئلة غالبا ما تتعلق بالتقاليد والثقافة الكورية الفريدة من نوعها، وبأنماط الحياة بها وبعاداتها، وفي هذا الكتاب، حاولت الإجابة على كثير من هذه الأسئلة، وقدمت معلومات وخلفيات مفصلة لكثير من ملامح الثقافة الكورية.

وقال جاي سورمان الناقد الثقافي الفرنسي : "تشوي جونج وها تكشف الكابع العظيم والفريد لثقافات كوريا، فأخيرا يتم الكشف عن أسرار اللغة والمطبخ والحب والمشاهد الطبيعية، ليس فقط للكوريين، ولكن أيضا للغربيين للمرة الأولى، بما يسمح لهم بالتعرف على الجانب الاستثنائي لكوريا".

K-Style_Book_Publication_01.jpg

كتاب "كيه ستايل" يقسم تقاليد وثقافات كوريا إلى أربعة مواسم أو فصول : الربيع والصيف والخريف والشتاء.


وقسمت تشوي الكتاب وفقا لأسماء الفصل الأربعة من العام في كوريا وهي : الربيع والصيف والخريف والشتاء، فبدأت بالحديث عن أن مارس، وليس يناير، هو الذي يشير إلى البداية الحقيقية للعام، ليس لأن الطلاب يبدأون فيه السنة الدراسية الجديدة فحسب، وإنما لأن كثيرا من أصحاب الأعمال والمؤسسات تبدأ عملية هيكلة مؤسساتها في هذا الوقت من العام.

وشرحت تشوي كيف أن الناس يبدأون في الشعور بقدوم الربيع في مارس تقريبا بفضل بدء فترة التوظيف في الشركات بالتزامن مع السنة الدراسية.

وفي قسم الربيع، يركز الكتاب على الاتجاه التعليمي الاستثنائي بين الآباء والأمهات، ومضت لتفسر هذا الأمر في ضوء أحوال أخرى متعلقة بالحمل والولادة وعادات تدليل الأطفال أيضا.

ويروي قسم الصيف تفاصيل عن الطريقة التي يعيش بها الشعب الكوري في هذا الفصل، بداية من الأطباق التي يستمتع الكثير من الكوريين بتناولها لتنشيط طاقاتهم والتغلب على حر الصيف، ونهاية بالطريقة التي يحافظ بها الناس على مظهرهم، والمواقد المصنعة التقليدية التي تساعد على تلطيف الجو في ظل الطقس الحار.

ومن أبرز أجزاء الكتاب الجزء الخاص بالخريف، والذي يقدم معلومات تفصيلية عن عيد التشوزيوك، والذي يعد واحدا من أهم العطلات في البلاد، مثل الحديث عن الطريقة التي يقدم بها الناس التشاراي، وهي طقوس تقديم الهدايا إلى أجدادهم الراحلين في هذا التوقيت الحيوي من التقويم القمري.

والشتاء وفقا للكتاب، هو الفصل الذي يمكنك فيه أن تشاهد حلبة الثلج مليئة بالمتزلجين السعداء أمام قاعة مجلس مدينة سيول، والاحتفال المبهج بشجرة الكريسماس العملاقة، ومشهد الناس من جيش الإنقاذ وهم يحملون جرادل التبرعات الخيرية ويطوفون على المارة لجمع تبرعاتهم.

ومع ذلك، فالكتاب لا يتحدث عن الأشياء الجيدة عن كوريا فقط، فعلى سبيل المثال، يشير إلى الطريقة التي تزايدت بها أعداد المكتبات الكبيرة في أنحاء سيول، في حين تنخفض بثبات أعداد الأشخاص الذين يمضون وقتا في القراءة.

وتشير تشوي إلى أن هذه المكتبات الكبيرة تحظى بشعبية لأن معظمها يبيع ليس الكتب فحسب وإنما أيضا الأدوات المكتبية والألعاب، فضلا عن سلع الموضة والأزياء، وهو ما يجعل هذه المكتبات أقرب إلى المراكز التجارية للتسوق.

وتلقي تشوي أيضا الضوء على اهتمام الكوريين الكبير بالتعليم، وكيف أدى هذا الاهتمام إلى طفرة أكاديمية فائقة في المجتمع.

ولهذا، يكشف هذه النسخة النقاب عن الجوانب الإيجابية واسلبية للمجتمع الكوري المعاصر، وبالتأكيد، يرجع الأمر إلى القراء إذا ما أرادوا أو لا أن يتعاملوا مع هذه الدولة كبلد جميل، ولكن هذا الكتاب بالتأكيد سيساعدهم على فهم كوريا بصورة أفضل.

بقلم :

واي تاك وهان وسوهن جي آي

كوريا دوت نت

whan23@korea.kr