التاريخ


unifiedsillamap_500.jpg




بفضل توحيد الممالك الثلاث، اتسعت أراضي شيلا وزاد عدد سكانها بشكل ملحوظ ونما الاقتصاد بشكل كبير. واستعادت شيلا وتانغ علاقات الصداقة بينهما، وذلك بعد الحروب التي خاضاها ضد بعضهما البعض خلال مراحل توحيد الممالك الثلاث، حيث تبادل التجار والرهبان والطلاب الدارسون بالخارج في البلدين الزيارات بنشاط. كما نشطت التجارة أيضًا، حيث قامت شيلا بتصدير المشغولات الذهبية والفضية اليدوية والجينسنغ إلى تانغ، واستوردت منها الكتب والأواني الخزفية والحرير والملابس والمشغولات اليدوية. بالإضافة إلى ذلك، كان يأتي إلى شيلا التجار والبضائع من المناطق الغربية عبر طريق الحرير والطرق البحرية.



sacredbell_500_1.jpg



sacredbell_500_2.jpg

الجرس المقدس للملك سونغدوك العظيم (شيلا الموحدة٬ القرن الثامن)


أكبر جرس في كوريا حيث يبلغ وزنه ١٨٫٩ طناً. ويسمى أيضاً بـ «جرس إيميلي». وفي الصورة اليمنى، يمكن ملاحظة مهارة الزخرفة في عهد شيلا.



كانت الموانئ الرئيسية في مملكة شيلا هي: ميناء «أولسان» وميناء «دانغ هانغ سونغ» (هواسونغ في مقاطعة غيونغي-دو حاليًا)٬ حيث تم إدخال البضائع عبرهما من المناطق الغربية وجنوب شرق آسيا. وفي أوائل القرن التاسع٬ قام جنرال مملكة شيلا «جانغ بوغو» بإنشاء - القاعدة العسكرية لمكافحة القرصنة والتي أصبحت لاحقاً قاعدة رئيسية للتجارة البحرية - «تشونغ هاي جين» (واندو في مقاطعة جولا-دو حالياً)، بالإضافة إلى إرساء القاعدة للتبادل التجاري مع الصين واليابان.



بعد انهيار مملكة كوكوريو واصل المشردون من المملكة مقاومتهم ضد مملكة تانغ الصينية. وفي عام ٦٩٨، قامت مجموعة منهم مثل «داي جو يونغ» وغيره بالاشتراك مع قبيلة «مالغال / موهي»، بتأسيس مملكة «بال هيه» في المناطق القريبة من جبل «دونغموسان» في مقاطعة «جيلين» في منشوريا. وبتأسيس مملكة بال هيه، أصبح الصراع في شبه الجزيرة الكورية ومنشوريا بين مملكة شيلا في الجنوب وبال هيه في الشمال.



عملت بال هيه على توسيع أراضيها، واستعادت السيطرة على معظم أراضي كوكوريو السابقة. وسيطر الملك «مو» على المنطقة بأكملها في شمال منشوريا، ثم قام بعده الملك «مون» بترتيب نظام الحكم ونقل العاصمة إلى «سانغ غيونغ» (منطقة يونغ آن هيون بمقاطعة هيلونغ جيانغ حاليًا) في عام ٧٥٥ تقريباً. وكان شعب بال هيه يفخرون بأنهم ورثة مملكة كوكوريو. وأظهرت الوثائق التي أرسلها ملوك بال هيه إلى اليابان أنهم أشاروا إلى أنفسهم باسم «ملوك كوريو». وقد ازدهرت بال هيه لدرجة أنها أُطلق عليها اسم «هاي دونغ سونغ غوك» (أي البلد المزدهر في الشرق)، ولكنها انهارت في نهاية المطاف عام ٩٢٦ نتيجة للدمار الذي سببته الكارثة الطبيعية الناتجة عن الانفجارات البركانية في جبل «بيكدوسان» بالإضافة إلى تعرضها لغزو شعوب الخيتان.