سيئول = إسراء محمد، هونغ أن-جي
الصور = مركز التعليم الدولي بجامعة كيونغهي
اجتمع الأجانب المقيمين في كوريا الجنوبية معا في مكان واحد ليتنافسوا حول مهاراتهم في الخطابة باللغة الكورية.
أقيمت الجولة النهائية من الدورة الخامسة والعشرين من مسابقة الخطابة الكورية للأجانب في قاعة التاج الملكي بجامعة كيونغهي في حي دونغ ديمون مساء يوم 19 أكتوبر. وشارك فيها 16 متسابقا من 13 دولة حول العالم منهم فيتنام، الهند، روسيا وإثيوبيا بعدما تم اختيارهم من بين 64 متسابقا ترشحوا للتصفيات قبل النهائية من إجمالي 1023 متقدما من 36 دولة هذا العام.
وعقدت مسابقة هذا العام حول موضوعي ’التعبيرات الكورية التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها‘ و’أسرار التأقلم على المعيشة في كوريا الجنوبية‘.
ومن بين المتأهلين للجولة النهائية، حازت المتسابقة ’كي جينسو‘ من ميانمار على انتباه الجمهور حيث صورت نفسها كمترجم ذكاء اصطناعي وعبرت عن صعوبات الترجمة الكورية وقالت إنه على الرغم من كون اللغة الكورية لغة جميلة إلا أنها ليست سهلة على الإطلاق وبها قواعد ومفردات ليست هينة وأثارت ضحك الجمهور قائلة "ولكن الملك سيجونغ لم يقصد صنعها معقدة إلى هذا الحد".
وعلى الجانب الآخر، ذكرت المتسابقة داريافينا يانا (روسيا) التي تدرس في جامعة سولبريدج الدولية للأعمال، أن سحر اللغة الكورية لا يستطيع الذكاء الاصطناعي التعبير عنه مستدلة في حديثها بقصيدة الشاعر الكوري كيم سو-وول ’زهرة الأزاليا‘. وأوضحت قائلة "أنا استمتع بسحر اللغة الكورية بنفسي بعيدا عن الترجمة الآلية التي يمنحها الذكاء الاصطناعي"، و"أعتقد أن الفردية والمشاعر الجميلة التي تتميز بها اللغة الكورية لا يستطيع الذكاء الاصطناعي التعبير عنها".
وتحدثت كرلوفا أليشا (بيلاروسيا) التي قدمت نفسها كطالبة دكتوراه في قسم ترجمة اللغة الكورية بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية، عن أصدقائها الأجانب الذين واجهوا صعوبة في التكيف مع المجتمع الكوري وقالت "منذ اللحظة التي قررت فيها الاعتراف بكوني أجنبية أصبحت الحياة في كوريا أسهل كثيرا"، و"أنا أعتقد أن الإجابة الصحيحة هي الاستمتاع بالحياة دون الحاجة إلى إخفاء أو التهرب من كونك أجنبي".
وفاز بالجائزة الكبرى في مسابقة ذلك اليوم، دام سيو سيونغ من الصين الذي تحدث عن التعبيرات مزدوجة المعنى والعناصر الثقافية في اللغة الكورية التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي فهمها وترجمتها.
وسألنا دام المقيم في كوريا منذ 8 سنوات، حول سر براعته في اللغة الكورية وأجابنا قائلا "استمعت إلى الأخبار الكورية ونطق المذيعين وقمت بالترديد معهم تكرارا"، و"أعتقد أن هذه الطريقة كانت الأكثر منفعة بالنسبة لي".
وبدوره، قال دانييل ليندمان (ألمانيا) الذي شارك في مسابقة ذلك اليوم كعضو بلجنة التحكيم "الشغف حول ما نفعله والعثور على طريقة الدراسة الخاصة بي أمران ضروران جدا"، و"أنا شخصيا كنت أتدرب كثيرا من خلال كتب اللغة أثناء التنزه وتسلق الجبال وكنت أتحدث إلى نفسي بالكورية أثناء القيادة".
بدأت مسابقة الخطابة باللغة الكورية للأجانب لأول مرة عام 1998 إحياءا للذكرى الـ600 لميلاد الملك سيجونغ. ويبلغ العدد التراكمي للمشاركين بها 15 ألف متسابقا من 70 دولة حول العالم مما يجعلها أكبر مسابقة للتحدث باللغة الكورية على مستوى العالم. ويمكن الحصول على المزيد من المعلومات والتفاصيل حول المسابقة من الموقع الرسمي للمسابقة*.
*(http://speechinkorean.iie.ac.kr)
ess8@korea.kr