تشارلز أودين، جونغ جو-ري
الصور = معهد الملك سيجونغ في فرنسا
"يتزايد عدد الطلاب في كل فصل دراسي جديد. في النصف الثاني من العام الماضي، حضر دروس اللغة الكورية ٢٠٩ طالبا فرنسيا، أما النصف الأول من هذا العام، وصل عدد الطلاب إلى ٢٩٢ طالبا وفي النصف الثاني من العام تجاوز العدد حاجز ٤٠٠ طالبا."
هذا ما صرحت به شين يون-جي مديرة معهد الملك سيجونغ في فرنسا الذي يوفر دروس تعليم اللغة الكورية إلى سكان فرنسا بالإضافة إلى دعم ٥٧ معهد سيجونغ آخر في ٢٧ دولة في أوروبا. وتم افتتاح المعهد بالعاصمة الفرنسية باريس عام ٢٠٢٢ وبدأ في تنفيذ ٣ فصول دراسية في العام الواحد ابتداءا من النصف الثاني من نفس عام افتتاحه.
تعتبر فرنسا دولة رئيسية لإظهار شعبية الثقافة الكورية والحماس تجاه تعلم اللغة الكورية بأوروبا. ووفقا لاحصاءات مركز اختبارات إجادة اللغة الكورية (توبيك) ومعهد التعليم الكوري بفرنسا، زاد عدد المتقدمين لاختبار توبيك بفرنسا من ٢٩٢ في عام ٢٠١٨ إلى ٧٨٠ متقدما في عام ٢٠٢٢. واحتلت فرنسا من بين ١٦ دولة أوروبية المرتبة الأولى في عدد المتقدمين للاختبار متفوقة بذلك على ألمانيا (٦٢٦ متقدما) والمملكة المتحدة (٥٠٦ متقدما). وتأتي فرنسا في الترتيب الثاني بعد الولايات المتحدة الأمريكية من حيث الطلب المرتفع على تعلم اللغة الكورية حول العالم باستثناء دول آسيا.
وقالت المديرة شين في مقابلة مكتوبة مع مراسلي كوريا نت تم إعدادها بمناسبة يوم الهانغول "هناك العديد من الطلاب الذين تخطوا فكرة تعلم اللغة الكورية لكونهم معجبين بالهاليو، ويريدون ممارسة اللغة بشكل طبيعي من أجل التعلم على كوريا الجنوبية بشكل عام". ونشارك معكم من خلال مقال اليوم بعض من محتوى المقابلة.
- نود أن نتعرف أكثر على النظام الدراسي الخاص بمعهد الملك سيجونغ في فرنسا.
نستخدم في المحاضرات الكتب الدراسية، دليل المعلم، كتب التدريبات وتطبيقات الهاتف المحمول وغيرها من المواد التعليمية المطورة من قبل مؤسسة الملك سيجونغ لتعليم اللغة الكورية. ونقدم فصولا متعددة ابتداءا من تمهيدي اللغة الكورية لمن لا يعرفونها مطلقا حتى المرحلة الرابعة في فصل المبتدئين، وينقسم فصل المستوى المتوسط إلى ٣ مراحل. وبناءا على استطلاعات الرأي التي يجيب عنها الطلاب وتظهر اهتمام باللغة والثقافة الكورية من أجل السفر إلى كوريا، قمنا بفتح فصول خاصة مثل فصول اللغة الكورية بغرض السفر، فصول مكثفة لنطق اللغة الكورية. كما أننا نقدم برامج تجربة ثقافية متنوعة مثل الخط الكوري وارتداء الهانبوك وتذوق الطعام الكوري.
- ما الذي يميز معهد الملك سيجونغ عن غيره من المؤسسات المختلفة التي تقدم دروسا لتعليم اللغة الكورية؟
يوجد في فرنسا منظمة أليانس فرانسيز وهي علامة تجارية لتعليم اللغة الفرنسية حول العالم معتمدة من الحكومة الفرنسية. وفي المقابل، معهد الملك سيجونغ هو علامة تجارية لتعليم اللغة الكورية معتمدة من الحكومة الكورية. ويتميز المعهد بالمواد التعليمية الممتازة والمخصصة لمتعلميه تم إعدادها من قبل متخصصين ويقوم بتدريسها معلمين مجهزين. وجميع المعلمين بالمعهد إما حاصلون على شهادات تعليمية لتدريس اللغة الكورية للأجانب أو أكملوا الدورة المتخصصة في تدريب معلمي اللغة الكورية للأجانب. ويتم تدريس ’هانغول سيجونغ‘ في المعهد وهي سلسلة تعليم الكورية الأكثر استخداما في هذا المجال حول العالم. وأعتقد أن كون المعهد معتمدا من الحكومة الكورية هو نقطة قوة تمنح المتعلمين الثقة في الجدارة فيما يتعلق بالشهادات الممنوحة أو المواد الدراسية وغيرها. وليس فقط دروس اللغة الكورية، بل أيضا يوفر المعهد دروسا وتجارب حول الثقافة الكورية مما يمنح الطلاب فرصة في فهم كوريا الجنوبية بعمق أكثر من خلال اللغة والثقافة.
- ما هي الخصائص المميزة لطلاب معهد الملك سيجونغ في فرنسا؟
أرى أن تنوع الفئة العمرية للطلاب من المراهقين إلى السبعينات من الخصائص المميزة للمعهد. وترتفع نسبة الطلاب الذين يتعلمون اللغة الكورية بسبب حبهم واهتمامهم بالثقافة واللغة الكورية بدلا من تعلم اللغة لأغراض محددة مثل العمل أو الدراسة في الخارج. وبناءا على نتائج استطلاعات الرأي التي أجريت على المتقدمين لدروس اللغة الكورية في المعهد، فإن فهم الثقافة الكورية كان الأعلى بنسبة تزيد عن ٢٠٪ من بين الإجابات الأخرى. وعلى أرض الواقع، فعلا الكثيرين يتعلمون الكورية فقط للاستمتاع بالثقافة الكورية بشكل أفضل مثل فهم الدراما الكورية بدون ترجمة أو القدرة على غناء أغاني الكيبوب.
- في رأيك، ما هو أكثر ما يثير اهتمام الطلاب الفرنسيين عند تعلم اللغة الكورية؟ وما هو الجزء الأصعب؟
سبق أن قال أحد طلاب فصل المبتدئين إن اللغة الكورية هي الأجمل بين اللغات الأجنبية الأخرى وهي لغة ناعمة ودافئة. ويقال أيضا إن أكثر ما يثير الاهتمام عند تعلمها هو التعبيرات غير المألوفة التي لا توجد في لغات أخرى. وعلى الجانب الآخر، عند تعلم اللغات الأجنبية أصعب ما يواجه الطلاب هو التعبير بها لفظيا بنفس قدر الاستماع والفهم. ويحتاج جزء التعبير اللفظي للكثير من التدريب لذلك يقوم الطلاب بعمل تجمعات لتدريبات المحادثات والتدرب معا أو تجمعات لتبادل اللغة مع الطلاب الكوريين في فرنسا.
- هل هناك طالب لا تستطيعين نسيانه؟
هناك طالبا متخصص في العلاقات الدولية وتعرف على التاريخ الكوري في إحدى محاضراته ومنذ ذلك الحين بدأ في تعلم اللغة الكورية بانتظام لاهتمامه بكوريا وتاريخها. وقال إن هدفه هو أن يصبح دبلوماسيا لاحقا ويعمل في السفارة الفرنسية بجمهورية كوريا. وأيضا يوجد طالبا يبلغ من العمر ٧١ عاما، متفوقا ويحصل على درجات عالية في تقييمات نهاية الفصل الدراسي التي كان الطلاب الأصغر سننا يشعرون بصعوبة نحوها.
- كيف يتغير الوعي باللغة والثقافة الكورية في أوروبا؟
حاليا بدأ الاهتمام بالثقافة الكورية في أوروبا بالتوسع أكثر بفضل موسيقى الكيبوب والأفلام الكورية والدراما مثل ’الطفيلي‘، ’لعبة الحبار‘ و’المحامية الاستثنائية وو يونغ-وو‘. ويوجد الكثيرين الذين تخطوا كونهم مجرد محبين للهاليو وأصبحوا مهتمين بتعلم اللغة الكورية للتعرف أكثر على كوريا الجنوبية".
- في النهاية، حدثينا عن الأهداف والخطط المستقبلية لمعهد الملك سيجونغ بفرنسا.
يسعى المعهد لزيادة النمو الكمي ليس فقط في فرنسا بل في جميع أنحاء أوروبا من خلال دعم مؤسسات تعليم اللغة الكورية وتوسيع نطاق استضافة المعلمين الكوريين. بالإضافة إلى النمو النوعي من خلال تعزيز خبرات المعلمين المحليين وتطوير المواد التعليمية لتعليم اللغة الكورية في أوروبا. ونتمنى أن نحصل على الاهتمام والدعم اللازم ليتمكن المعهد من لعب دور مركزي في قيادة التبادلات الثقافية النشطة بين كوريا الجنوبية ودول أوروبا مع نشر اللغة والثقافة الكورية في جميع أنحاء أوروبا.
caudouin@korea.kr