الشعب

2022.11.11

أسال التال السفيرة الأردنية لدى سيئول تحدث في مقابلة حصرية مع كوريا نت عقدت في مقر السفيرة الأردني في سيئول يوم 13 سبتمبر الماضي عن العلاقة بين كوريا الجنوبية والأردن، والتي تصادف الذكرى الستين للعلاقات الدبلوماسية هذا العام، قائلة

أسل التل السفيرة الأردنية لدى سيئول تتحدث في مقابلة حصرية مع كوريا نت عقدت في مقر السفيرة الأردنية بسيئول يوم 13 سبتمبر الماضي عن العلاقة بين كوريا الجنوبية والأردن، والتي تصادف الذكرى الستين للعلاقات الدبلوماسية هذا العام، قائلة "نأمل في تعزيز التعاون الثنائي في مجالات واعدة ومجالات مستقبلية مثل السياحة والاستثمار والتكنولوجيا الزراعية المتقدمة والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والصحة والرعاية". (الصورة من كيم سون-جو)



يو يون-كيونغ، إسراء محمد

"أكثر ما أعجبني أن الثقافة الكورية تجمع ما بين الحداثة والعراقة في نفس الوقت"

وقالت أسل التل سفيرة المملكة الأردنية الهاشمية لدى سيئول في مقابلة مع كوريا نت عقدت في مقر السفيرة بحي يونغسان، سيئول يوم 13 سبتمبر الماضي "تتمتع كوريا بتاريخ عريق وتطور تكنولوجي هائل في نفس الوقت".

كما أخبرتنا السفيرة التل التي تريد دائما التعرف على الثقافة الكورية ذات العراقة والحداثة أكثر، قائلة "في الحقيقة أكثر ما نال إعجابي خلال عامين من إقامتي في كوريا هو الهانوك ستاي، وهي تجربة الحياة في البيوت الكورية التقليدية في أحضان الطبيعة. كانت تجربة فريدة من نوعها واستمتعت بها وكانت أول مرة أجرب مثل هذه التجربة".

وقدمت السفيرة التل أوراق اعتمادها للحكومة الكورية في أبريل الماضي وأصبحت ثالث سفيرة أردنية لدى جمهورية كوريا. وشغلت عدة مناصب رفيعة المستوى في وزارة الخارجية. وبدأت عملها في الوزارة عام 1999، ثم عملت في السفارات الأردنية لدى الولايات المتحدة وسويسرا وبلجيكا. وتم نقلها إلى السفارة الأردنية لدى جمهورية كوريا في سبتمبر 2020. وكانت القائمة بالأعمال منذ أغسطس العام الماضي. والجدير بالذكر أنها أول سفيرة عربية في تاريخ البعثات العربية المعتمدة في كوريا.

وأجرت كوريا نت مقابلة مع السفيرة أسل التل للاحتفال بالذكرى الستين للعلاقات الدبلوماسية بين كوريا الجنوبية والأردن. وفيما يلي مقتطفات من المقابلة.

يوافق هذا العام ذكرى مرور 60 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين كوريا والأردن. في رأي سعادتك ما هي أكبر إنجازات العلاقات الثنائية بين البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1962؟

نحن فخورون بالعلاقات المتميزة والتي توصلت لمستوى الشراكة بين الأردن وجمهورية كوريا. وهي علاقة هامة جدا. والآن ونحن نحتفل بالذكرى الستين إذا نظرنا للستة عقود الماضية نرى الإنجازات الكبيرة التي حققناها. وفقد زار جلالة الملك عبد الله الثاني كوريا خمس مرات. ووقعنا خلال العقود الست الماضية أكثر من ثلاثون اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج في مختلف المجالات. وهذا أيضا يعكس مدى متانة العلاقة وأهميتها. وحققنا الكثير من الإنجازات ووسعنا سبل التعاون على الصعد السياسية الاقتصادية التجارية، وأيضا في المجال الأكاديمي والتعليمي والثقافي وطبعا الرياضة وأيضا حققنا إنجازات في مجال الدبلوماسية البرلمانية.

هل هناك مجالات معينة تأمل الأردن أن تعزز التعاون فيها مع كوريا في المستقبل؟

نحن نعمل معا لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات واعدة ومجالات مستقبلية مثل السياحة والاستثمار والتكنولوجيا الزراعية المتقدمة والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والصحة. وأنا فخورة جدا إننا نعمل حاليا ونستكشف الكثير من المجالات معا وكما قولت هناك مجالات واعدة ومجالات مستقبلية ذات إمكانيات كثيرة للتعاون، وإن شاء الله في السنوات القادمة سنحقق المزيد من الإنجازات على الصعيد العلاقات الثنائية.

السفيرة أسل التل تتبادل في 26 يوليو، وهو يوم الذكرى الستين للعلاقات الكورية الأردنية، اللوحات التذكارية مع مدير متحف الثقافات المتعددة كيم يون-تيه في المعرض الخاص بالمتحف ’لمحة عن الثقافة الأردنية‘ في المتحف للثقافات المتعددة الواقع في حي أون-بيونغ، سيئول. (الصورة من السفارة الأردنية لدى سيئول)

السفيرة أسل التل تتبادل في 26 يوليو، وهو يوم الذكرى الستين للعلاقات الكورية الأردنية، اللوحات التذكارية مع مدير متحف الثقافات المتعددة كيم يون-تيه في المعرض الخاص بالمتحف ’لمحة عن الثقافة الأردنية‘ في متحف الثقافات المتعددة الواقع في حي أون-بيونغ، سيئول. (الصورة من السفارة الأردنية لدى سيئول)


في رأي سعادتكم، أثناء سعي الأردن إلى تنفيذ الخطة الوطنية للنمو الأخضر في الأردن 2021-2025، ما هي المجالات التي تود الأردن التعاون فيها مع كوريا الجنبوية؟

شارك جلالة الملك عبد الله الثاني افتراضيا في قمة بي فور جي التي عقدت في سيئول العام الماضي. وكان من أبرز نتائجها تشجيع خلق شراكات خضراء بين القطاعين العام والخاص في عدة مجالات تتيح فرص كبيرة للتعاون الثنائي أيضا. ومن ضمنها الغذاء والزراعة والمياه والطاقة والمدن والاقتصاد الدائري وكلها قضايا هامة لنا ولكوريا ولمختلف دول العالم. وكذلك تتعاون الأردن بشكل وثيق مع معهد النمو الأخضر جي جي جي أي ومقره في سيئول، وأيضا مع الصندوق الأخضر للمناخ ومقره في إنتشون وهو تعاون مستمر وهناك العديد من المشاريع المختلفة. كذلك فإن المساعدات الإنمائية التي تقدمها الحكومة الكورية للأردن تساعد كثيرا في مشاريع النمو الأخضر وفي استدامتها سواء من خلال كويكا أو الوكالات الأخرى.

في رأيك ما هي سبل تعزيز التعاون المتبادل بين البلدين في مجال الصحة والرعاية الاجتماعية وشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة؟

أود أن أشكر الحكومة الكورية على الدعم الذي تقدمه لذوي الاحتياجات الخاصة في الأردن من خلال الوكالة الكورية للتعاون الدولي كويكا. وقد دعمت الوكالة إنشاء مدرسة للصم في العاصمة عمان العام الماضي ونحن نقدر ذلك جدا. وكذلك فإن الأردن مهتمة بالاستفادة من التجربة الكورية الرائدة في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة ما يتعلق بالتجربة الكورية بإعادة إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع بعد خروجهم من مؤسسات الرعاية. وكذلك نحن نتعاون مع وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية الكورية والمعهد الكوري لتنمية المعاقين كودي في هذا المجال. وأنا أيضا سعيدة لأقول نحن نعمل حاليا على توقيع مذكرة تفاهم جديدة تحت العمل الآن. وستركز على تطوير التعاون على المستوى الثنائي بين الأردن وكوريا في المجال الصحي. وإن شاء الله نتمكن من توقيعها في وقت قريب.

تحظى المحتويات الكورية (الأفلام والدراما وغيرها) بشعبية واهتمام العالم مؤخرا، كما تشتهر الأردن بأنها موقع تصوير ساحر للأفلام عالميا. وما رأيك في هذا الصدد؟

أكثر من فيلم والعديد من الدراما الكورية أيضا تم تصويرها بالأردن. ونحن سعداء جدا بذلك. موجة الثقافة الكورية الهاليو تنتشر جدا في الأردن وهناك فضول كبير واهتمام بكل المحتوى الثقافي الكوري. وأعتقد تصوير الأفلام في الأردن سيلعب دورا كبيرا في ذلك خاصة وإنه على حسب علمي الأفلام الكورية صورت في عدة أماكن في الأردن، من ضمنها وادي رم والبترا وهذه من أبرز المعالم السياحية في الأردن. وأعتقد أن هذه فرصة جيدة لتعريف الشعب الكوري بالأماكن السياحية الرائعة في الأردن. والحمد لله الأن الحياة بدأت تعود لطبيعتها في مختلف أنحاء العالم ومع رفع القيود الأردن مستعدة لاستقبال السياح الكوريين لمختلف الأماكن. والآن في هذه المرحلة لدينا العديد من البرامج والتجارب التي تلائم مختلف الأذواق سواء السياحة الدينية والتاريخية والمغامرة والإكو (الخضراء) والاستشفائية. فهناك في الأردن تجارب تستطيع أن تستمتع بها جميع الفئات وجميع الفئات العمرية. وأتمنى أن يزورنا العديد من الكوريين للتعرف على المزيد من هذه الأماكن.

السفيرة أسل التل (الرابع من اليسار) تلتقط في 12 أكتوبر صورة تذكارية مع الكتاب والمسؤولين المعنيين في حفل افتتاح المعرض الخاص ’التضامن والضيافة‘ الذي أقيم في مركز آسيا الثقافي في حي دونغ-غو، مدينة غوانغجو للاحتفال بالذكرى الستين للعلاقات الدبلوماسية بين كوريا والأردن. (الصورة من السفارة الأردنية لدى سيئول)

السفيرة أسل التل (الرابعة من اليسار) تلتقط في 12 أكتوبر صورة تذكارية مع الكتاب والمسؤولين المعنيين في حفل افتتاح المعرض الخاص ’التضامن والضيافة‘ الذي أقيم في مركز آسيا الثقافي بحي دونغ-غو، مدينة غوانغجو للاحتفال بالذكرى الستين للعلاقات الدبلوماسية بين كوريا والأردن. (الصورة من السفارة الأردنية لدى سيئول)


على حد علمنا، قد افتتح قسم اللغة الكورية بجامعة عمان الأردن رسميا منذ عام 2007، ويأتي خريجي قسم اللغة الكورية إلى كوريا للعمل في مجال الترجمة وغيره. هل يمكنك أن تحدثينا عن الوضع الحالي لقسم اللغة الكورية بالأردن؟

كما علمت فهناك اهتمام متزايد من الطلبة الأردنيين على دراسة اللغة الكورية. وفي المتوسط هناك 160~180 طالب أردني يدرسون اللغة الكورية في العام، وهذا الرقم في تزايد وهو أمر ممتاز. وهذا ناتج عن الاهتمام الكبير بالهاليو والثقافة الكورية بشكل عام. وأظن اللغة الكورية تتيح المجال للعمل في الكثير من الأمور سواء الترجمة أو العمل في الشركات الكورية.

من فضلك حدثينا عن رأيك في حفل توزيع جوائز مسابقة الترجمة للكتب المصورة الكورية العربية على الإنترنت لهذا العام والتي أقيمت في 18 أغسطس؟

قد تقدم للمسابقة عدد كبير أكبر من المتوقع بصراحة سواء من الأردن أو من مختلف الدول العربية. وتم اختيار الفائزين من مختلف الدول العربية ليس فقط من الأردن. وفازت متسابقة من الأردن ترجمت رواية جيدة جدا بدأت بقرائتها وهي رواية للأطفال، وهي من القصص الكورية الفلكلورية التقليدية وأعتقد هذه بداية جديدة ويجب أن تستمر. الترجمة حضاريا وثقافيا على مر التاريخ كانت أبرز وسيلة لتبادل الثقافات والخبرات ولإغناء الحضارات وتعاونها معا. فاعتقد أن هذه خطوة متميزة وجيدة جدا على هذا الصعيد.

أوشكت سعادة السفيرة على إكمال عامين منذ وصلتي لكوريا في سبتمبر عام 2020. ما رأيك في الحياة بكوريا؟

أكثر شئ أعجبني بصراحة هي الطبيعة الخلابة في مختلف أنحاء كوريا. أعجبت جدا بالطبيعة الخلابة في مختلف الأماكن في كوريا. في الحقيقة أحب المشي كثيرا في سيئول لأنها مدينة جميلة. وأدرس اللغة الكورية وأحب الطعام الكوري جدا وأنا أجرب أنواع جديدة منه بشكل مستمر. وخاصة أحب الباربكيو الكوري جدا والدجاج المقلي الكوري. وهذه الأطباق لذيذة جدا بالنسبة لي.

أي جزء من الثقافة الكورية تريدين أن تقدميه للعرب؟

أحب التفاعل الذي ألمسه بين الشعبين الأردني والكوري وأنا سعيدة جدا به. وأعتقد من الهام جدا استمرار التعاون والتفاعل بين الشعبين. وكما تفضلتي هناك عروض ثقافية كورية زارت الأردن وفتحنا معرض ثقافي هنا في سيئول. وأعتقد هذا النوع من التبادل الثقافي سيخلق تجربة مميزة للطرفين للتعرف على بعضهما البعض. وتتقارب الحضارتين من بعضهما بهذا الشكل ويزداد التبادل.

نود أن نسمع من سعادتكم كلمة موجهة لقراء كوريا نت حول العالم كممثلة لسيدات العالم العربي.

الآن يوجد ثمان سفيرات بالأردن أنا أفتخر بكوني واحدة منهن. وأود أن أشكر القراء والمتابعين على اهتمامهم بهذه المقابلة والتعرف على ثقافة الأردن. وأيضا أشكر كوريا نت على هذه المقابلة ومشاركتنا الاحتفال بالذكرى الستين لإقامة العلاقات بين الأردن وكوريا.




dusrud21@korea.kr, ess8@korea.kr

محتوى متعلق