إي كيونغ-مي، سارة العقيلي km137426@korea.kr
الفيديو= كيم سون-جو، تشيه تيه-سون photosun@korea.kr
"اللغة الكورية تجعلنا نعبر عن أنفسنا تعبيرا دقيقا وذلك لتعدد النهايات الكلامية التي تحمل كل منها معنى مختلف يعبر عن نية المتحدث بشكل دقيق".
هذا ما أدلت به الفائزة الأولى بمسابقة معهد سيجونغ للتحدث باللغة الكورية 2020 "زهرة جعفر على الصافي" من البحرين، التي تم افتتاحها في أكتوبر الماضي، وذلك حين تم سؤالها عن جاذبية اللغة الكورية بالنسبة إليها.
وقد وصفت زهرة الكوريين في ثلاث كلمات بمنتهى الطلاقة اللغوية، "كثيري المدح، يتمتعون بالإدراك السريع، مخلصون" وذلك في مسابقة التحدث باللغة الكورية التي كان موضوعها "الكوريون الذين قابلتهم وسأقابلهم"، مع العلم أن زهرة بدأت دراسة اللغة الكورية منذ 4 سنوات.
ومن أجل التعرف على سر إتقان فتاة لغتها الأم اللغة العربية التي تختلف عن اللغة الكورية في الحروف وتكوين الجملة وحتى اتجاه الكتابة قام فريق عمل كوريا.نت بالتواصل معها في البحرين بالعاصمة المنامة يوم الـ29 من أكتوبر الماضي، عبر مقابلة غير مباشرة عن طريق الإنترنت استمرت لـ30 دقيقة تحدثت فيها زهرة باللغة الكورية بكل طلاقة وكأنها متحدثة أصلية للغة.
الصورة لزهرة وهي في معهد سيجونغ بالمنامة عاصمة البحرين تتحدث عن موضوع المسابقة "الكوريون الذين قابلتهم وسأقابلهم" في المرحلة النهائية من مسابقة معهد سيجونغ للتحدث باللغة الكورية 2020 التي تمت عن طريق التواصل عبر الإنترنت يوم الـ8 من أكتوبر الماضي. (الصورة من زهرة الصافي)
قالت زهرة أنها لم تتوقع فوزها بالجائزة الأولى "أنا سعيدة وأشعر بالفخر والامتنان لهذه النتيجة، فقد قمت فقط بقصارى جهودي"
وعندما سألناها عن سبب اتقانها للغة الكورية لهذا الحد، أجابت "برنامج رانيجمان". فبرنامج رانيجمان هو برنامج تلفزيوني ترفيهي له شعبية كبير ليس فقط في كوريا ولكن في جنوب آسيا والدول العربية أيضا. فقالت إنها تعلمت الكثير من اللغة الكورية من خلال مشاهدتها الدائمة لهذا البرنامج، وقد وقعت في غرام العبارات الكورية اللطيفة ومحببة الشكل الخاصة بالنص الحواري للبرنامج.
لقد درست اللغة الكورية عن طريق مشاهدة برنامج رانيجمان وفيديوهات باللغة الكورية على الإنترنت لمدة 3 سنوات. بالإضافة على أنها تدرس اللغة الكورية في معهد سيجونغ بعاصمة البحرين المنامة، مرتين في الأسبوع ساعتين كل مرة، على الرغم من أن تخصصها الأساسي هو الهندسة المعمارية. ومعهد سيجونغ هو مؤسسة تعليمية كورية لنشر اللغة الكورية وثقافتها حول العالم.
قالت زهرة أنها تحسن من مهاراتها اللغوية عن طريق المذاكرة لمدة ساعة يوميا بالإضافة إلى ساعات محاضرات معهد سيجونغ، وخلالها تقوم بحفظ الكلمات الجديدة في الكتاب الذي تقرأه هذه الأيام أو تحفظ الكلمات المستحدثة من خلال مشاهداتها لقنوات موقع يوتيوب.
تقول زهرة أنها تستطيع التعبير عن نفسها وشاعرها باللغة الكورية بشكل أفضل من اللغة العربية واللغة الإنجليزية، وذلك لغني اللغة الكورية بالتعبيرات الدقيقة عن المشاعر الإنسانية أو وصف المواقف وغيرها.
وحين سألناها عن كلمتها الكورية المفضلة أجابت أنها كلمة "مائيم" والتي تعني قلب، وذلك لأنها كلمة واحدة ولكن تحمل معاني متعددة وهي "الشعور الإنساني، التفكير، العاطفة، الحالة النفسة".
وأضافت أن أصعب ما واجهته في اللغة الكورية هو التعبيرات الوصفية للأصوات والحركات. بالإضافة إلى البحث الدائم عن معاني الكلمات وطريقة استخدامها الصحيح ولكن في النهاية حصدت نتيجة جهودها المستمرة وهي الوصول لهذا المستوى اللغوي الفائق.
وقد قدمت زهرة نصيحة لدراسي اللغة الكورية قائلة " لا تدرس اللغة الكورية فقط ولكن عليك التعرف على ثقافة ومتحدثي هذه اللغة، واعتبر نفسك طفلا يتعلم ولا تتسرع".
الصورة لسيدة كوريا الجنوبية الأولى ’كيم يونغ-سوك’ تلقي كلمة التهنئة في المرحلة النهائية لمسابقة معهد سيه جونغ للتحدث باللغة الكورية 2020 ، التي تم افتتاحها في متحف هانجل الوطني بمنطقة يونغسان بالعاصمة سيئول يوم الـ8 من أكتوبر الماضي. (الصورة من وكالة يونهاب للأنباء)
قالت سيدة كوريا الجنوبية الأولى كيم يونغ-سوك في كلمة التهنئة في المرحلة النهائية بمسابقة التحدث " أن المسافة القلبية بين الأجانب المتحدثين باللغة الكورية تساوي صفرا". وقالت زهرة مقتبسة ما قالته السيدة الأولى " إني استطيع التعبير عن مكنون نفسي إذا تحدثت باللغة الكورية ولا أشعر بالغربة أبدا" عبرت زهرة عن طموحها في أن تصبح جسرا يصل بين كوريا والبحرين.
تقرأ زهرة هذه الأيام كتابا كوريا بعنوان "درجة دفئ اللغة" للكاتب إي كيجو، الذي يتكلم عن إمكانية تغير اللغة المكتوب منها والمنطوق لدراجات حرارة عواطف الناس، وذلك حسب درجة دفئ اللغة ذاتها.
"لا أعتقد أنني أتحدث اللغة الكورية بطلاقة، فإذا فكرت هكذا فسيجعلني هذا التفكير أغتر وأتوقف عن مواصلة دراستها، مازال عليَّ الدراسة، مازالت لا أعرف الكثير، مثل هذه الكلمات ستكون حافزا لي للاستمرار".
يا ترى ما هي درجة دفئ اللغة الكورية لدى زهرة حتى تقول مثل هذه الكلمات؟