مراسل فخري

2025.06.16

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
فوانيس كورية تقليدية، باستخدام الوان تلوين ملوّنة وزاهية تناثرت أمام الجميع كأنها لوحة فنية. كل لون اختير بعناية، وكل قطعة رُكّبت بشغف، لتعكس جمال الحِرفة الكورية وأصالتها. وفي النهاية، اكتملت الصورة بفانوس جميل يضيء بروحٍ كورية أصيلة. (الصورة من رنيم ابوعياش)

فوانيس كورية تقليدية، باستخدام الوان تلوين ملوّنة وزاهية تناثرت أمام الجميع كأنها لوحة فنية. كل لون اختير بعناية، وكل قطعة رُكّبت بشغف، لتعكس جمال الحِرفة الكورية وأصالتها. وفي النهاية، اكتملت الصورة بفانوس جميل يضيء بروحٍ كورية أصيلة. (الصورة من رنيم ابوعياش)



بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية الأردنية رنيم ابوعياش

في شهر مارس من عام 2025، نظّم معهد الملك ’سيجونغ’ فعالية ثقافية مميزة حملت في طياتها عبق التقاليد الكورية وسحرها، حيث تم تعليم المشاركين كيفية صنع الفوانيس الكورية التقليدية
و تم تقديم شكلين من هذه الفوانيس: الأول يشبه الفراشات الخشبية، يُلون ويُشكّل بعناية ثم تُوضع بداخله شمعة ليضيء بلطف، والثاني على هيئة فانوس مربع مغلق يُشع من داخله نور دافئ يملأ المكان بهدوء وأناقة.

بدأت ورشة العمل بتلوين الأشكال حسب الرغبة، ثم قام كل مشارك بتجميع القطع وربطها معًا لتشكيل الفانوس النهائي. اختار كل شخص الشكل الذي يناسبه، وقد اخترتُ أنا شكل الفراشة لأنه بدا لي ناعمًا ورقيقًا، لكن بعد أن رأيت الفوانيس المربعة المغلقة، أُعجبت بها كثيرًا لما فيها من واقعية وجمال تقليدي لم تكن التجربة مجرد نشاط يدوي، بل كانت طقسًا روحيًا يُعيد ترتيب المشاعر في القلب. أثناء الإمساك بالفرشاة وتلوين الورق، شعرتُ أنني أتنفس من جديد. الألوان الهادئة، الخطوات الدقيقة، والاحترام العميق لكل تفصيلة في هذا الفن العريق، جعلتني أقدّر كم أن الثقافة الكورية تدمج الجمال بالمعنى، والضوء بالسلام.

هنا بدأنا في تلوين الفوانيس الكورية التقليدية. (الصورة من رنيم ابوعياش)

هنا بدأنا في تلوين الفوانيس الكورية التقليدية. (الصورة من رنيم ابوعياش)


يتكوّن اسمها من ثلاث كلمات: ’تشونغ’ وتعني الأزرق، ’سا’ وتعني أربعة، و ’تشو رونغ’ وتعني فانوس، وتشير إلى الفانوس الملوّن بألوان الفلسفة الكورية التقليدية (الأزرق، الأحمر، الأصفر، الأبيض، والأسود) والتي تُعرف باسم ’أو بانغ سايك’ هذه الألوان تمثّل عناصر الطبيعة الخمسة في الثقافة الكورية. كانت تصنع هذه الفوانيس من ورق الهانجي أو الحرير، ويُستخدم الخشب كهيكل لها. إلى اليوم، ترمز هذه الفوانيس إلى النور، الأمل، والحظ .السعيد، وغالبًا ما تُستخدم لتزيين البيوت والمعابد خلال الاحتفالات
كانت لحظة رفع فانوسي لأول مرة لحظة صمت داخلي. نظرت إليه وكأنني أنظر إلى قطعة من ذاتي. يداي صنعتاه، لكن قلبي وضع فيه شيئًا أعمق. ربما هو السلام، أو الامتنان، أو مجرد إحساس جميل بأنني أعيش لحظة ثقافية صادقة تشبهني وتحتويني.

هنا في هذه الصورة والطلاب يجمعون قطع الخشبية لصناعة الفانوس الكوري التقليدي. (الصورة من رنيم ابوعياش)

هنا في هذه الصورة والطلاب يجمعون قطع الخشبية لصناعة الفانوس الكوري التقليدي. (الصورة من رنيم ابوعياش)


الفعالية لم تكن مجرد حرفة فنية، بل حملت رسالة دافئة من الماضي. أخبرتنا المعلمة الكورية أن هذه الفوانيس غالبًا ما تُستخدم في المهرجانات والمناسبات التقليدية مثل عيد ’ تشوسوك’ أو عيد ’ سولال ’ عيد السنة القمرية ، وتتميز بألوانها الزاهية وشكلها الأسطواني المصنوع من الورق أو الحرير، وغالبًا ما تُعلّق في المعابد أو البيوت للدلالة على النور والحظ الجيد وهذه الفوانيس كانت تُستخدم قديمًا لإنارة الطريق ليلًا، وكان الشاب يحملها أثناء سيره مع صديقه أو حبيبته لتكون نورًا لطريقهم المظلم، وكأنها تعكس عمق العلاقات والدفء الإنساني. خرجت من القاعة وأنا أحمل فانوسي بيد، وبهجة بداخلي لا توصف. أدركت أن الفوانيس الكورية ليست فقط نورًا يُعلّق في السماء، بل نورًا يشتعل في داخلنا، يذكّرنا أن الجمال الحقيقي يكمن في التفاصيل الصغيرة، وفي لحظات المشاركة التي تربط الأرواح المختلفة بخيط من الضوء والمحبة

في نهاية اليوم، لم نغادر فقط ونحن نحمل فوانيسنا التي صنعناها بأيدينا، بل حملنا معنا قطعة من ثقافة عظيمة، وذكرى لا تُنسى من نورٍ اجتمع فيه الفن بالروح، والتقاليد بالمحبة



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.