الصورة تظهر المنشور لفعالية اليوم الوطني ’يوم معاً‘. (الصورة من الحساب الرسمي لوزارة العدل الكورية على الفيسبوك)
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية الأردنية أسيل السيلاوي
مع إطلاق إعلان الحدث لهذا العام، تتجدد الرسالة التي تجمعنا رغم اختلافاتنا؛ فمهما اختلفت أشكالنا، أصولنا، جنسياتنا، ولغاتنا، فإننا نقترب من بعضنا البعض بكل حب وتقبُّل. نكتشف ما وراء الحدود ونتعمق في كل ثقافة، تسرقنا بسحرها المتنوع، وتدهشنا بتفاصيلها. فإن اختلافاتنا تقرّبنا أكثر مما نتصور. نجتمع معًا لنتعايش، ونعيش بسلام وإخاء.
ومن هنا، أطلقت وزارة العدل الكورية بتاريخ العشرين من شهر أيار عام ٢٠٠٧ يومًا وطنيًا تحت اسم 'يوم معًا'، ليعزز التفاهم والاحترام المتبادل بين الشعب الكوري والأجانب المقيمين في البلاد. ليذكّر الجميع بأننا، رغم تنوعنا، نتشارك أكثر مما نعتقد.
الصورة من فعاليات السنة الماضية و التي اقيمت في سيول, بمناسبة اليوم الوطني , ’يوم معا‘. (الصورة من الحساب الرسمي لوزارة العدل الكورية على الفيسبوك)
ولقد وجدت الأمر مدهشاً، فكما تعلمون شهر أيار في كوريا يُسمى 'شهر العائلة'، لاحتوائه على العديد من المناسبات التي تعزز ليس فقط الروابط الأسرية، بل أيضًا الإنسانية. الخامس من الشهر هو 'يوم الأطفال' تذكيرًا بحقوقهم وبراءتهم، واليوم الثامن هو 'يوم الوالدين' شكرًا وتقديرًا لهما، أما اليوم الخامس عشر فهو 'يوم المعلّم'، وأخيرًا يصادف اليوم الحادي والعشرين 'يوم الأزواج' في كوريا، كما أنه يصادف عالميًا 'يوم التنوع الثقافي'، وبسبب ذلك تم اختيار اليوم العشرين يومًا يحتفل به الجميع في كوريا تحت اسم 'يوم معًا' بتنوع وتقبُّل إنساني وثقافي.
فبالرغم من اختلاف اللغة والثقافة، اختير هذا اليوم ليصبح شهر أيار شهرًا يقرب الجميع بكل حب وسلام وتعايش.
الصور تظهر ملصقات لفعاليات اليوم الوطني العام الماضي حول كوريا في سيئول وبوسان وديغو. (الصورة من الحساب الرسمي لوزارة العدل الكورية على الفيسبوك)
ستكون هذه السنة الذكرى الثامنة عشرة لانطلاق هذا اليوم الخاص، بتنظيم عدة فعاليات، سواء في العاصمة سيئول أو عبر عدة محافظات في كوريا، وتم اختيار شعار هذا العام للذكرى الثامنة عشرة:
'نحلم معًا، فترتقي كوريا أكثر'
تشمل عروضًا فنية لكل ثقافة، مع عدة ورش لتعريف الأطفال على مدى التنوع الثقافي، بالإضافة إلى الطعام من عدة بلدان وثقافات.
الصورة تظهر شعار المناسبة الوطنية في كوريا ’يوم معا‘. (الصورة من الحساب الرسمي لوزارة العدل الكورية على الفيسبوك)
بالنسبة لي، أعتقد أن هذا اليوم الوطني 'يوم معًا' أعمق وأوسع من مجرد يوم يذكّرنا بتنوعنا الثقافي وتقاربنا رغم اختلافنا، بل إنه رسالة أمل ورغبة منا جميعًا بالتقارب. وكصحفية شاركت صوت الثقافة الكورية من الأردن على مدى ثلاث سنوات، فلطالما شعرت أن اللغة والثقافة هما جسر قوي يربط بين كل الشعوب.
وأتمنى يومًا ما أن أحضر هذا اليوم، أشارك ثقافتي، وأروي قصتي، لأُظهر أن ما يبدو مختلفًا في ظاهره، يخفي في جوهره تشابهًا إنسانيًا يفوق تصورنا.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.