الصورة لمجموعة من الجمل كتبتها للتعريف بنفسي باللغة الكورية.
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية بسمة عبد العزيز علي البيلي
الصورة = المراسلة الفخرية بسمة البيلي
أؤمن أن أحلامنا هي ما تبقينا على قيد الحياة. ولكن لمدة سنوات كنت أفتقد وجود حلم أسعى لتحقيقه في هذه الحياة. كيف كانت كوريا هي منقذتي؟ وكيف جعلتني أحلم من جديد؟ هذا ما أود الحديث عنه أكثر في هذا المقال.
انتهت دراستي الجامعية في عام 2018 وبدأت مرحلة من أصعب المراحل التي عشتها في حياتي. كان الشيء الأساسي الذي من المفترض وجوده حينها هو 'حلم' أسعى لتحقيقه لتصبح لأيامي معنى ولكن للأسف لم يكن لدي حلم! كانت القراءة والدراما الكورية هما مهربي من هذا الواقع. ومع مرور الأيام وزيادة اهتمامي بكوريا وبالثقافة الكورية شيئاً فشيء، أردت تعلم اللغة الكورية. ثم بدأت بالفعل بتعلم الحروف الكورية بمفردي من خلال اليوتيوب. ولكن واجهتني بعض الصعوبات لتشابه نطق بعض الأحرف، وبالتالي كان تحصيلي بطيء وبسيط لعدم وجود معلم يجاوبني على استفساراتي.
كنت حينها أقدم لتعلم اللغة الكورية بمعهد الملك سيجونغ بالمركز الثقافي الكوري بالقاهرة ولكن نظراً لكبر العدد الذي يتقدم في كل دورة لم أُقبَل لعدة مرات متتالية. وفي بداية عام 2022 قدمت للالتحاق مرة أخرى بالمعهد ولكن رُفضت أيضاً. وفي يوم الاثنين 14 فبراير من نفس العام تلقيت إيميل من معهد الملك سيجونغ. يسألونني فيه إن كنت لا أزال مهتمة أن أقوم بمليء الاستمارة الملحقة لتبدأ الدورة يوم 16 فبراير. لا أستطيع وصف فرحتي في هذه اللحظة ولكنها كانت نقطة تغيير هامة في حياتي، تغيير للأفضل.
بدأت الدورة ولكنها كانت 'اونلاين' وكان من المناسب لي في هذا الوقت أن ألتحق بالدورة اونلاين لأن مقر معهد سيجونغ بمصر هو 'المركز الثقافي الكوري بالقاهرة' مما يتطلب الأمر سفري 3 ساعات ذهاباً و3 ساعات إياباً كل محاضرة. وحين بدأت الدورة كان مدرسي كوري الجنسية وتعلمت منه الحروف الكورية في البداية واستطعت أخيراً التفرقة بينهم وتمييزهم جيداً وحلت مشكلتي مع الحروف. ثم بدأنا ندرس بعض الدروس البسيطة إلى أن انتهى المستوى الأول. وعند انتهاء الدورة قمت باجتياز اختبار المستوى الأول وتقدمت لبدء المستوى الثاني. بدأت بعدها الدراسة مرة أخرى ولكن هذه المرة بالمركز الثقافي الكوري بالقاهرة. وبالرغم من بعد المسافة قررت السفر لأخوض تجربة جديدة، فطالما كان دخول المركز الثقافي الكوري حلم لي وبدأ يتحقق. ولأنني كنت أقوم بشيء احبه لم أشعر بتعب السفر، فحماستي كانت أكبر من تعبي.
الصورة لكتاب سيجونغ المستوى الثاني مع الشنطة من المركز الثقافي الكوري بالقاهرة.
لن أنسى أبداً أول يوم لي في المركز وعن فرحتي لدخول هذا العالم المبهر. كل شيء في المكان أحببته، فلأول مرة أقابل أشخاص لهم نفس اهتماماتي. والمكان نفسه كل جزء فيه يمثل كوريا ويعبر عن ثقافتها وشعبها. فكان الأمر ممتع ومبهر في الوقت ذاته بالنسبة لي. وهذه المرة معلمتي كورية الجنسية أيضاً، شخصيتها مرحة ومجتهدة ولطيفة جداً. تطور مستوى اللغة الكورية لدي معها. ولاحظت مع متابعتي للدراما الكورية أنني أفهم الآن بعض الكلمات التي أسمعها؛ وفي كل مرة كنت أفهم كلمة قبل قراءتي لترجمتها كنت أفرح جداً وأشعر بالنجاح شيئاً فشيء. والأهم الآن هو أنني أصبح لدي 'حلم' وبالتالي كان لدي سبب للاستيقاظ كل صباح مدركة أن هذه الحياة مازال بها ما يستحق الحياة لأجله. بدأت رؤيتي للعالم من حولي تتغير للأفضل. وبالرغم من شخصيتي الانطوائية التي تخشى خوض تجارب جديدة، وجدت نفسي أصبحت منفتحة أكثر على العالم من حولي وأريد تجربة المزيد من الأشياء المختلفة.
الصورة للمركز الثقافي الكوري لدى القاهرة.
هذه أول خطوة في طريقي ولكن ربما كانت الخطوة الأولى هي الأهم لأنها كانت تحدد اتجاه طريقي. والآن بعد أن حددت اتجاه الطريق أصبح الطريق أكثر وضوحاً. وبالتالي قررت كتابة هذا المقال لأشكر أولاً 'معهد الملك سيجونغ' لأنه أتاح لي الفرصة لأتعلم شيء أحبه. وثانياً للمدرسين الذين بذلوا كل ما بوسعهم معنا وكانوا في غاية اللطف. وثالثاً 'المركز الثقافي الكوري بالقاهرة' المكان الذي احببته من أول لقاء وجعلني أريد قضاء كل وقتي فيه، واحببت كل من التقيت بهم هناك.
كانت هذه بداية رحلتي لأجد شغف يحركني في حياتي. ويمكنك أنت أيضاً أن تجد شغفك، لا تفقد الأمل. احلم ولا تيأس فالفرصة ستأتي لك قريباً فقط استغلها جيداً وابدأ قصة جديدة في حياتك تجعلك فخوراً بنفسك. احلم، ففي الحلم حياة!
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.