د. صوفيا الخولي ضمن فعاليات مسابقة الخط الكوري ليوم هانغول عام 2011.
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية آلاء عاطف عبادة
الصورة = صوفيا الخولي
تتمتع حروف الخط العربي والكوري على اختلافهما بخصائص فنية وتشكيلية تضيف إلى جمال معنى الكلمة وظيفة بصرية ونفسية، وكلاهما خفيف الكتلة سواء كان الطابع هندسيًا مثلما الحال في الكورية أو متصلاً مرنًا مثل العربية مما يعزز مقوماتهما في الاتجاه الفني والتكوين الابتكاري، وهذه الخصائص التشكيلية في الخط تحتاج إلى مهارة وقدرة الخطاط ليبرزها باستحداثات وابتكارات ابداعية في التكوين والتصميم وملء الفراغات والدمج بين الكلمات، وهو ما تبرع فيه الدكتورة صوفيا الخولي والتي تعد أول من تناول الدمج بين فنون الخط والرسم والزخارف العربية والكورية التقليدية بحثيًا وعمليًا، موطدة بذلك الأواصر بين الشعبين العربي والكوري من خلال أعمالها الفنية، كما أنها أول عربية تشترك في مسابقات الخط الكوري في يوم الاحتفال به، وحازت تكريم من وزارة الخارجية الكورية والسفارة المصرية بكوريا نتيجة لجهودها الفنية في الربط بين الثقافتين الكورية والعربية من خلال الرسم والخط، واستعانت بها السفارة الكورية في مصر عام 2012 لتحاضر طلاب اللغة الكورية في جامعة عين شمس حول الفن الكوري التقليدي.
الصورة تظهر بعض من أعمال الفنانة صوفيا الخولي في الخط والفن الكوري التقليدي من مشاركاتها في معارض سابقة، صوفيا الخولي تعد أول من يدمج الخطوط العربية والكورية في تصميمات مستحدثة، وتقوم بتدريس الخط العربي للكوريين.
الصورة تظهر بعض من عمليات الفنانة صوفيا الخولي لصنع أعمالها الفنانة في الخط.
بالإضافة لكونها أستاذ التصميم بقسم التربية الفنية بكلية التربية النوعية جامعة الإسكندرية بمصر، فهي باحثة ببرنامج الزمالة البحثية لمؤسسة كوريا بجامعة هانيانغ، ومدير مركز الثقافة والفنون الكورية في كوريا فرع الإسكندرية، ومحاضر حول الخط العربي في جمعية الخط الآسيوي بمركز جورو الثقافي وجامعة كيونغجي، ومن ضمن جوائزها حازت الجائزة الكبرى في مسابقة تشوسا كيم جيونغ الأولى لفن الخط الكوري، وجائزة التميز في مسابقة كوانجهوامون الخامسة.
أقامت د. صوفيا أول معرض لها في كوريا الجنوبية حول الخط العربي والكوري وتكوينهما والدمج بينهما في الفترة من 10 ل 15 أغسطس، شهد إقبالًا لافتًا واحتفاءً من الجانب الكوري كونه المعرض الأول من نوعه. والحوار التالي جاء مع الفنانة صوفيا الخولي في ال 8 من أكتوبر هاتفيا وعبر البريد الإلكتروني لمناقشة أعمالها الفنية التي تمثل جسرًا فنيًا حقيقيًا بين الثقافة الكورية والمصرية العربية.
الصورة تظهر معرض د. صوفيا الخولي بمتحف كوريا للفنون في إنسادونغ أغسطس الماضي الذي استمر لخمسة أيام، والصورة لها مع زوار المعرض من المهتمين والأساتذة والصحفيين في يوم افتتاحه.
استهلت د. صوفيا الحوار بالتعريف عن خلفيتها الدراسية، حصلت على بكالوريوس التربية الفنية بترتيب الأول على دفعتها وتقدير امتياز مع مرتبة الشرف بكلية التربية النوعية جامعة الأسكندرية عام 2007، عُينت كمعيد بالكلية عام 2008 وحصلت على درجة الماجستير عام 2012 ومن ثم عُينت كمدرس مساعد وبعد حصولها على درجة دكتوراه الفلسفة في علم التصميم من جامعة جونغ آنغ بكوريا الجنوبية ترقت إلى منصب مُدرس جامعي بقسم التربية الفنية بجامعة الأسكندرية، وحاليا في كوريا الجنوبية كباحثة خاصة ضمن برنامج الزمالة البحثية الذي تنفذه المؤسسة الكورية للتبادلات الدولية.
الصورة تظهر د. صوفيا داخل معرضها الأول في كوريا الجنوبية بجانب عدد من أعمالها المعروضة.
حول بداية اهتمامها بالخطوط العربية والكورية، وحصولها على فكرتها في دمج الخط العربي والكوري واختيارها لهذا الاتجاه الذي لم يسبقها أحد إليه، تقول إنه "بدأ اهتمامي بالخط العربي منذ المرحلة الثانوية عندما شاهدت كتب الدكتور الفنان 'أحمد مصطفي' بمكتبة والدي في المنزل، كنت أتصفح اللوحات الموجودة بالكتب وأتأمل جمال الخطوط وتناسق الألوان وروعة التكوين، بينما بدأ اهتمامي بالخط الكوري بعد التخرج من الجامعة، تعرفت على مُعلمة كورية جاءت للإسكندرية لتدريس اللغة الكورية تحت رعاية منظمة كويكا، وقد تزامن في هذا الوقت عرض مسلسلات كورية على التلفاز، فأحببت اللغة الكورية والدراما الكورية وخصوصا مسلسل 'رسام الرياح' قصته مميزة وملهمة بالنسبة لي، أحببت جميع الرسومات واللوحات في هذا المسلسل مما زاد شغفي وحبي للرسم الكوري والكتابة الكورية، وافقت هذه الفترة التحضير لموضوع البحث الخاص برسالة الماجستير كنت أسعى لتحقيق معايير البحث العلمي من حداثة الموضوع وأصالته، بحيث يعالج العنوان موضوعا جديدا لم تتناوله دراسة سابقة ويضفي أهمية معرفية جديدة ولا يمكن القيام بذلك إلا إذا تم الاطّلاع على مختلف المصادر والمراجع من الكتب والمجلات والدوريات والرسائل البحثية السابقة فمن أهم متطلبات كتابة الرسائل البحثية هو ذكر الدراسات السابقة الخاصة في مجال البحث ونتيجة لأني لم أجد أي دراسات سابقة لموضوع الدمج بين الرسم والخط العربي والرسم والخط الكوري في الكتب والأبحاث السابقة المنشورة، أتت فكرة الدمج بين الخطين والثقافتين حيث أردت أن أكون أول من يقوم بذلك البحث والموضوع المميز".
الصورة تظهر بعض أعمال الفنانة صوفيا الخولي الفنية من الكتيب الخاص بمعرضها تشكيلات الخط الكوري والعربي في كوريا الجنوبية.
وتابعت، "استغرقت مدة كتابة رسالة الماجستير5 سنوات وعنوانها 'التشكيل بين الخطوط والزخارف العربية والكورية لاستحداث تصميمات زخرفيه معاصره'، المشرفين على الرسالة اندهشوا جدا من اختيار موضوع البحث حيث كان الفن الصيني هو الشائع من بلاد شرق آسيا في مصر آنذاك، وخلال فترة كتابة رسالة الماجستير لم تكن هناك مراجع كافية عن الرسم والفن الكوري في مصر فسافرت إلى كوريا عام 2011 لمدة 5 أشهر لجمع المادة العلمية الخاصة بالبحث ولدراسة وتعلم الرسم والخط الكوري بشكل علمي وأكاديمي على أسس فنية".
وحول الصعوبات التي واجهتها كونها أول من تتطرق إلى هذا النوع في مجال الدمج الفني بين الخطين العربي والكوري، أعربت أن مجال الخط عموما صعب ويحتاج إلى دقة وخبرة وصبر وتدريب مستمر، وأن مجالي الخط العربي والخط الكوري لهما متطلبات خاصة للوصول للمستوى المطلوب، "واجهتني صعاب عديدة في بداية قيامي بالدمج بين الخطين، أول هذه الصعوبات هو عدم وجود أي مراجع تخص عملية الدمج بين الخطين إلى جانب صعوبة تنفيذ الفكرة نفسها فيجب الإلمام الدراسي بالخطين من ناحية الخصائص والجماليات ومراعاة ملاءمة اختيار الخطوط مع التصميم المراد تنفيذه، وللتغلب علي هذه النقطة درست الخطوط العربية الستة الأساسية وهي الكوفي والنسخ والرقعه والثلث والديواني والنستعليق على يد متخصصين وحصلت على شهادات بذلك حتى أتمكن من الكتابة بدقة وأيضا درست الخط الكوري في كوريا بشكل أكاديمي لأسس الكتابة وجماليتها".
من داخل صالة معرض صوفيا الخولي تشكيلات الخط الكوري والعربي بمتحف كوريا للفنون أغسطس الماضي.
الخط العربي والكوري ظاهريا يبدو بينهما الاختلاف كبير، كمتخصصة تحدثت الفنانة صوفيا حول أوجه التشابه والاختلاف بينهما وكيف تطوع هذا الاختلاف لصالح فنها وما تستلهم منه، "لكل خط منهما جمالياته وخصائصه الفريدة التي تميزه ولكن يظهر الاختلاف بين الخطين واضحا في أكثر من نقطة أولهم الأدوات المستخدمة للكتابة بشكل تقليدي، ففي الخط العربي تستخدم البوصة والورق المقهر والحبر العربي، أما الخط الكوري فأدواته هي الفرشاة والورق الكوري التقليدي والحبر الكوري. حديثا تنوعت الأدوات المستخدمة في الخط العربي إلى الأقلام والفرش المتنوعة والخامات الحديثة، إلى جانب الاختلافات الموجودة في طرق الكتابة وسُمك الخطوط، وهذا الاختلاف هو ما يميز كل خط منهما".
الصورة تظهر عدد من الأعمال الفنية من داخل صالة معرض صوفيا الخولي بمتحف الفن الكوري.
وتابعت، "تعتبر الطبيعة وما تحتويه من مناظر جميلة مصدر إلهام لي، إلى جانب متابعة مختلف أعمال الفنانين والخطاطين العرب والكوريين. كل ذلك يفتح آفاق للأفكار ويعمل على تجديدها باستمرار، يختلف الأسلوب في الكتابة و الرسم في كلا الخطين على حسب نوع الحبر ونوع الورق، فهناك أوجه اختلاف كثيرة أبرزها هي طُرق الإمساك بالأدوات للكتابة، فطريقة مسك الفرشاة الكورية للكتابة لها أسس معنية تكون بشكل عمودي وهذا يختلف عن طريقة مسك بوصة الخط العربي حيث يكون هناك ميل بدرجات معينة، أيضا طريقة وضع الحبر على الفرشاة الكورية تختلف عن طريقة غمس البوصة في الحبر العربي، وبالنسبة للحبر فأنا شخصيًا أفضل الأحبار الشفافة والورق المقهر في كتابة الخط العربي، والحبر الكوري الطبيعي في الخط الكوري والرسم على الورق الكوري التقليدي حيث يعطي مصداقية للعمل الفني ويثريه".
الصورة تظهر عدد من الأعمال الفنية من داخل صالة معرض صوفيا الخولي بمتحف الفن الكوري.
وأضافت إجابة على سؤالي حول أنواع الخط الكوري، وإذا كانت تفضل أحدهم في الدمج الفني، "الخط الكوري ينقسم لعدة خطوط منها خط البان بون الهندسي وكتب به في أول كتاب عن اللغة الكورية 'هون مين جونغ أم' وينقسم بدوره إلى خطين هما خط وون بيل وخط بانج بيل. وهناك خط كونغسو ويندرج منه خط هيلليم. أما الأفضل في الدمج فهذا يختلف حسب فكرة العمل الفني، ولكل نوع جمالياته التي تميزه كما الحال مع الخط العربي فكل نوع له روح مختلفة عن الآخر".
الصورة تظهر لوحتين من المعرض للفنانة صوفيا الخولي تدمج الخط العربي والكوري في تصميمات حديثة.
وتحدثت عن المعارض التي شاركت فيها سواء في مصر والدول العربية أو كوريا، وخاصة معرضها مؤخراً في كوريا وردود الأفعال حوله، "شاركت في أكثر من 24 معرضاً فنياً محلياً بالإسكندرية والقاهرة ودولياً مثل العراق وكوريا وفزت بجوائز عديدة مادية والمراكز الأولى، أما عن معرضي بكوريا في متحف الفن الكوري 'هانكوك آرت' في 10 أغسطس، عرضت فيه 24 عملًا فنيًا يشمل أعمال عن الخط الكوري والعربي والزخارف العربية والكورية، الحمد لله كان الإقبال مبهرا فاق توقعاتي طوال الخمس أيام الخاصة بالمعرض منذ العاشرة صباحا وحتى الخامسه عصرا، كان حلمي أن أقوم بمعرضي الشخصي الأول للوحاتي الخاصة بدمج الخطين الكوري والعربي في كوريا وكان انطباع الكوريين مهم جدا وسعدت جدا بتقديرهم وإعجباهم بتنوع أفكار اللوحات والألوان وأسلوبي في دمج الخط الكوري مع الخط العربي".
الصورة تظهر لوحات من المعرض للفنانة صوفيا الخولي تدمج الخط العربي والكوري في تصميمات حديثة.
وعن الخطاطين وفناني الخط الذين تقدرهم، تقول إنه "في الخط العربي أفضل لوحات وأسلوب الفنان الدكتور المصري أحمد مصطفي والفنان التشكيلي العراقي حسن مسعود والفنان السوري خالد الساعي، أجريت مكالمة هاتفية مع الفنان أحمد مصطفي بخصوص رسالة الدكتوراة الخاصة بي والتي تتناول لوحاته 'تحليل عناصر التصميم لأعمال أحمد مصطفي من خلال الخط العربي' فلم تتاح لي الفرصة لمقابلته نظرا لأنه يقيم في لندن. وفي للخط الكوري فأفضل أعمال الفنان شين يون-بوك، وكيم هونج-دو، وأعمال الأستاذ جو يونج-جون والفنان أي جيه-يول".
الصورة تظهر داخل صالة المعرض.
تستكمل د.صوفيا الزمالة في كوريا الجنوبية بعد الحصول على الدكتوراة منذ سنوات، وحول ما وجدت من تغيرات في ما يخص مجال الدمج بين الخطين والأماكن التي زارتها مجددا في كوريا وتخدم مجال بحثها، تقول "تختلف دراسة الدكتوراة عن الزمالة فحاليا يتطلب الأمر التعمق الشديد في كل جزئية تخص النقاط المختاره، وبالبحث في المتاحف وجدت معلومات جديده تخص مجال الخطوط الكوري إلى جانب قراءة العديد من الكتب والبحوث باللغه الكورية وجدت معلومات مميزة مما ساعدني كثيرا في مجال بحثي، أسعد اللحظات بكوريا عندما أشترك في مسابقات الرسم و الخط الكوري وأقابل أصدقائي وعند المشاركة في المسابقات خاصة أثناء المعرض الخاص بي وسط أعمالي هي أوقات لا تنسى. والأماكن المفضله لي بكوريا هي الأماكن التي تحتوي على الطبيعة مثل الجبال في جزيرة جيجو وغابات البامبو في كوانج جو، والبحر في مدينة بوسان، وحدائق الزهور، فأنا أعشق الطبيعة وكوريا بلد فيها الطبيعة مبهرة وتلهمني".
الصورة تظهر داخل صالة المعرض.
وحول فلسفتها الخاصة ورسالتها التي تريد إيصالها من خلال فنها، تقول إن "رسالتي هي السلام، وبناء جسر تواصل بين الشعوب، رغم اختلاف الثقافتين الكورية والعربية إلا أني أحاول من خلال الفن ولوحاتي الدمج بين الثقافتين لإيجاد نقاط الاتصال بينهما وإبراز جمال كل منهما وتقريب المسافات بين الشعبين لبناء جسر من التواصل الثقافي من خلال الفن".
الصورة تظهر داخل صالة المعرض.
أكدت الدكتورة صوفيا على أهمية بناء الدمج الثقافي على الاحترام المتبادل والفهم المتبادل والإيجابي للثقافات المختلفة، وأن الاتصال الثقافي أمر مهم جدا في التفاعل والاتصال بين الشعوب، مما يعزز مبدأ السلام العالمي الذي تتطلع الإنسانية إلى تحقيقه عبر التاريخ، مُضيفة أن الدمج بين الخط العربي والكوري في تصاميم جديدة يعتبر تجربة جديدة تجذب انتباه الشعب العربي والشعب الكوري مما يعزز الأسواق اقتصاديا ويساهم في التعرف على ثقافة البلدان، "من خلال تجربتي في تدريس الخط العربي للكوريين في جامعة كيونج كي وفي مراكز ثقافية أخرى وجدت احتراما متبادلا وأحببت شغف الكورين للخط العربي والثقافة العربية، تأكيدا على ذلك أذكر وزيرة الخارجية الكورية السابقة كانغ كيونغ-هوا في أول أنشطة منصبها في حفل الإفطار الذي تقيمه وزارة الخارجية الكورية سنويا وتدعو فيه عددا من الشخصيات العربية والإسلامية في كوريا، ودعيت لهذا الحفل، ذكرت الوزيرة الكورية أسماء بعض الأشخاص كنماذج مشرفة للمسلمين في المجتمع الكوري وكان لي الشرف أنها ذكرت اسمي أولهم فقالت إنه "تعمل السيدة صوفيا الخولي على ربط شعوبنا من خلال عملها النشط في فن الخط الذي يعد أحد العناصر المشتركة بين الثقافتين الكورية والعربية".
الصورة تظهر حفل إفطار المسلمين في كوريا على شرف وزارة الخارجية الكورية عام 2017.
اختتمت د. صوفيا الحوار بقولها إن "الفن وسيلة لحفظ الهوية وهو أيضاً وسيلة للحوار الحسي بين المجتمعات منذ القدم وحتى يومنا هذا، من خلاله يستطيع الفرد إيصال رسالته لكل البشرية، متجاوزاً حدود اللغات. أتمنى أن تصل رسالتي الإنسانية التي تعبر عن السلام بين جميع الشعوب لكل بلاد العالم".
جولة بالفيديو داخل المعرض يوضح اللوحات المعروضة لتشكيلات الخط العربي والكوري، مشارك من صوفيا الخولي.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.