شهادة تعييني لعام ٢٠٢١ كمراسلة فخرية لكوريا.نت، من أمام مبنى جامعتي، كلية الطب جامعة المنصورة. (الصورة من آلاء عاطف)
بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية آلاء عاطف عبادة
استلمت اليوم شهادة تخرجي من كلية الطب، وفي ذات اليوم وصلتني شهادة تعييني لعام 2021 كمراسلة فخرية، والتي كنت قد تأخرت في استلامها بسبب بعض مشاكل الشحن، وفي مصادفة طريفة، فقبل عامين في التاريخ نفسه تلقيت أول بريد إلكتروني يعلن قبولي للانضمام إلى فريق المراسلين الفخريين في 6 مارس 2020.
اخترت اقتباس التخرج الخاص بي ليكون المثل الكوري " 고진감래 " الذي يعني "بعد العسر يسرا".. واسترجاعا لسنواتي الأولى بكلية الطب البشري، لا يخفى على أحد مدى إرهاق وصعوبة الدراسة، ما يضطرك للتخلي عن كثير من جوانب الحياة الاجتماعية والهوايات؛ لثقل الكاهل بهدف إنقاذ الأرواح يومًا ما وتحقيق النجاح.. وهذا ما حدث معي، لقد أمضيت سنوات كاملة بعيدًة تمامًا عن هواياتي المحببة، حتى كاد شبح الاكتئاب يطاردني واقعا وحلما، ربما تمكنت من الهروب من ذلك الفخ بإعادة استكشاف هواياتي القديمة وإحياء شغفي القديم بتعلم اللغة الكورية، كرست في ذلك بعض الوقت للهروب العقلي وشحن الطاقة وقد كان من الممتع عندما أقوم بإنشاء الاختصارات ومخططات فن الاستذكار لمساعدتي في حفظ علم الأدوية والأمراض باستخدام الكلمات الكورية الجديدة، وكذلك القراءة عن الثقافة ومتابعة المحتوى الترفيهي حتى تشجعت واتخذ خطوة التقديم للانضمام إلى فريق المراسلين الفخريين عام 2020 .
على مدار العامين الماضيين، في خضم الوباء وتداعياته، لا يعد طالب طب في سنة تخرجه مجرد شخص يحاول الحفاظ على حياته وحياة الآخرين، لكن طالبًا يدرس عبر الإنترنت للتخرج، ثم تبدأ فترة تدريبه الإلزامي فيصبح الحفاظ على الحيوات واجبه الأساسي مع حيرة أي طريق عليه أن يختار لمستقبله، ولست هنا لأشرح كم هو مرهق، فلا داعي لذلك لأنه واجب الأطباء على أي حال، لكني أود توجيه الرؤية نحو واحدة من النقاط المضيئة التي كان لها أثر الفراشة كما يقولون في حياتي، فشاركتني الرحلة، وجعلت سنة تخرجي وسنة تدريبي الإلزامي أجمل وأكثر تميزا.
الالتحاق بريق المراسلة الشرفية لكوريا.نت، الذي ساعدني كثيرًا في صقل شغفي، وشحذ طاقتي، وأهداني المزيد من الفرص التي أشعر بالامتنان من أجلها.
اكتساب الثقة في الكتابة وإنشاء المحتوى الأصلي:
قبل الانضمام، لم أكن أتوقع أن يتم قبولي لأنني لم يكن لدي ما يكفي من الخبرات أو تجارب الاحتكاك المباشر بالثقافة الكورية، وفي السنة الأولى كنت لا أزال أستكشف المكان والأجواء وطريقة العمل حتى توصلت إلى أسلوب خاص وشكلت رؤية أمكنني الاعتماد عليها بعد ذلك، وفي العام الثاني كتبت أكثر من 30 مقالة نشرت على الموقع الرئيسي بين العربية والإنجليزية، وترجم العديد منها إلى الكورية في المقال الأسبوعي لتسليط الضوء على كتابات المراسلين الفخريين الأكثر قراءة على موقع كوسيس، وتم نشر مقتطفات من مقابلة أجريتها في مجلة كوريا الشهرية. وشاركت في مشاريع الرسم والمقابلات وتحرير الصور والفيديو في أكثر من مقال.
أول تجمع للمراسلين عبر الإنترنت ، ورشة عمل لكتابة المقالات:
في مفاجأة، تم اختياري لإلقاء محاضرة أمام المراسلين الآخرين حول كيفية كتابة مقال جيد وتلقيت الكثير من الحب في ذلك اليوم. كانت هذه هي المرة الأولى التي ألقي فيها محاضرة أمام عدد كبير يقارب 500 شخص من مختلف الثقافات واللغات.
الأنشطة والمهمات الممتعة "مهمة مجلة الخريف" :
كل قطعة تقوم بإنشائها ستجذب المزيد وتوسع رؤيتك إلى آفاق أوسع، واحدة من أكثر الأنشطة المحبوبة كانت المهمات، فزنا في المهام، وحصلنا على مكافآت وهدايا، وأكثر مهمة هي الأقرب لقلبي، عندما عملنا في مجموعات وقمنا بإنشاء مجلة. شكلت فريقًا من 15 مراسلًا فخريًا عربي ، واقترحت عليهم أفكارًا وتنظيمًا فاختاروني مديرًا ومحررا للمجلة وتم اختيارها كواحدة ضمن ١٢ عمل فائز، لم نتوقف عند ذلك، فانطلاقا من الإلهام الذي أهداه إلينا كوريا.نت نعمل الآن على الإصدار الثاني من هذه المجلة وهو على أعتاب النشر.
بعض من الجوائز والهدايا التذكارية التي أرسلتها إلي كوريا.نت وأعتز بها. (الصورة من آلاء عاطف)
الدعوة لزيارة كوريا:
في نهاية العام الماضي، دُعيت لزيارة كوريا والاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس كوسيس، وكانت رحلة عظيمة زرت فيها عدد كبير من الأماكن التي طالما حلمت بزيارتها، وتم تكريمي والاحتفال بي جنبًا إلى جنب مع المدعوين جميعا.
لقاء مع سيدة كوريا الأولى في بلدي:
كل عام تحضر السيدة الأولى حدث التوظيف لموظفي الموارد البشرية الجدد، لكن هذا العام كان الأمر مميزًا للمراسلين المصريين، بعد عودتي إلى مصر، كان الأمر كما لو أن كوريا شعرت بشوقي وتحققت أمنيتي أن يزور فريق كوريا.نت مصر ويحب النيل كما أحب الهان، ودعيت لحضور حدث "الثقافة الكورية الملونة بالنيل" للقاء السيدة الأولى الكورية مع ممثلي بلدي..
لا أغفل الطب بالطبع، لقد أحببت كيف ساعدتني كوريا حتى في تحسين معلوماتي الطبية عندما انضممت إلى فصول البرنامج التدريب الطبي عبر الإنترنت ودرست لمدة شهر و نصف في يونيو الماضي في 7 دورات، كل منها يحتوي على 20 درسًا في الجراحة والطب السريري التطبيقي، للأكاديمية الطبية الكورية تحت رعاية وزارة الصحة والرعاية الكورية، ومعهد تطوير الصناعة الطبية الكورية.
كل ذاك بفضل الله أنجزته في عام التدريب الطبي الإلزامي، أحيانًا يصعب علي تصديق أن هذا كله حدث، وأحيانًا يؤسفني أن تأخرت وترددت في الالتحاق بفريق المراسلين الفخريين لسنوات، لكن لكل شيء له وقته ولحسن الحظ تتحقق الأحلام.
وبهذه الطريقة تتزامن ذكرياتي عن الانضمام إلى فريق المراسلين الفخريين مع الوقت الجميل الذي تنتهي فيه رحلتي كطالبة ومتدربة، وها أنا على وشك بدء حياة جديدة، وقد تحقق حتى الآن حلمين جميلين، أن أزور كوريا وأن أصبح طبيبة.
أكثر من مجرد المشاركة في إنشاء المحتوى والحصول على الدعم لمعرفة المزيد عن أصول الكتابة، أو التطوع لإثقال سيرة ذاتية على المستوى المهني، أو أن تكون على اتصال مباشر بالثقافة الكورية، أو المكاسب المادية من الهدايا أو المكافآت، فعلى الصعيد المعنوي والابتكاري، تقدم كوريا.نت العديد من الفرص والأنشطة من خلال المراسلة الفخرية إذا استفدت منها بشكل صحيح، هي بيئة تعزز تكوين الصداقات والقرب من عوالم الإلهام للأشخاص، والاستفادة من الخبرات الإبداعية للآخرين وتطبيقها في بلدك ومجتمعك، واكتشاف ما يربطك بالناس و العالم من حولك، ما يساعدك على أن تكون رابطًا بين ثقافتك والثقافات الأخرى وليس فقط الثقافة الكورية، ويساعد في توسيع المنظور وفرصة رائعة للاستفادة من الهوايات.
كم هو جميل أن يوجد في حياتنا ذلك الجانب من الجهد سواء الذهني أو الجسماني الذي نقوم به في غير إلزامية أو اضطرار، فقط لأننا نريده، فللهوايات قوة علاجية حقًا، وهذا ما تعلمته هنا، آمل أن أستكمل الطريق لفترة طويلة جدا مع كوريا.نت، بغض النظر عن مدى الانشغال أو خلافه، أتمني أن أصبح طبيبة جيدة وآمل أن أجد الفرصة دائمًا للحصول على متنفس ووقت خاص لهواياتي، سأبذل جهدي لتحسين نفسي وتعلم المزيد الذي يجعلني أفضل..
ومع اقتراب فتح باب التقديم لمجموعة جديدة وقبول فصل جديد هذا العام، أحببت مشاركة قصتي علها تكون حافزا للبعض، وأنا متحمسة لمقابلة المزيد من المراسلين الجدد، أشجع المتقدمين وأشجع نفسي أيضًا وآمل من محبي الثقافة الكورية المتميزين، ومن يجد منهم في نفسه إمكانية إنشاء محتوى فريد ألا يتردد في التقديم للانضمام إلى العائلة الكبيرة..
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.