بعد ظهر يوم الـ 30 من أبريل، وقبل يوم واحد من شهر مايو الذي أطلق عليه "شهر العائلة" يقوم أحد المسؤولين بتطهير معدات الألعاب في ملاهي الأطفال الكبرى في جوانغجين- جو بالعاصمة سيئول. (الصورة من وكالة يونهاب للأنباء)

بقلم المراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية ياسمين مدحت

تحتفل كل بلد في أيام محددة من العام بالذكرى السنوية لأحداث ومناسبات ترتبط بالتاريخ الخاص بكل بلد ودياناتها وثقافة شعبها. وكثيرا ما تكون هذه الأيام أجازات رسمية في البلاد للتوكيد على أهميتها وضرورة إحياء ذكراها والاحتفاء بها. وبالحديث عن هذا الأمر، فإن شهر مايو الذي نحن في بدايته، يعد من أكثر الشهور المميزة بالنسبة للشعب الكوري لأنهم يحتفلون فيه بأكثر من ذكرى سنوية هامة على مدار الشهر. ولأن جميع هذه المناسبات مرتبطة بالعائلة والمحيط الاجتماعي للفرد، فإنهم يطلقون على هذا الشهر (شهر العائلة). وفي هذا المقال ستنتناول هذه المناسبات وأصلها ومظاهر احتفال الكوريين بها.

أول هذه الأيام هو ’عيد الطفولة‘ الذي يوافق الـ5 من مايو كل عام. وفي هذا اليوم، يحتفي الكوريون بالأطفال باعتبارهم شباب المستقبل وأساس تقدم الدولة، حيث يصطحبون الأطفال إلى الحدائق العامة والمتنزهات ودور العرض السينمائية والمسارح. كما تقيم بعض المدارس المسابقات الرياضية والفنية والعروض الغنائية. وكذلك يتم تكريم الأطفال المتفوقين والمثاليين في الدراسة بشهادات التقدير والهدايا.

أما ثاني هذه المناسبات هي ’عيد الأبوين‘ والذي يوافق يوم الـ8 من مايو. فإن الكوريين يحتفلون في كل عام بعيد الأبوين. وفي هذا اليوم يقدم الأبناء الهدايا للوالدين تعبيرا لهم عن الحب والشكر وتقديرا لتضحياتهم المستمرة. وتعد أبرز هذه الهدايا هي زهور القرنفل التي ترمز للحب عند الكوريين. ومن الطريف إنهم قديما كانوا يحتفلون في هذا اليوم بعيد الأم فقط مثل الكثير من دول العالم، لكن تقرر منذ عام 1973 أن يصبح عيدا للأبوين.

ويلي ذلك ’عيد المعلم‘ الذي يوافق الـ15 من مايو. وفي هذا اليوم، يكرم الطلاب معلميهم ويقومون بتحيتهم وإعطائهم الورود والأزهار تكريما لهم وتقديرا لدورهم الكبير وجهدهم الدائم في تأسيس وتعليم الأجيال. ومن الجدير بالذكر، إن اختيار هذا اليوم تحديدا جاء موافقا لذكرى ميلاد الرمز الأبرز في تاريخ التعليم الكوري والمعلم الأول للغة الكورية ’الملك سيجونغ‘ الذي علم الكوريين الأبجدية الكورية ومن بعده تعلمها العالم أجمع.

وأخيرا، يحتفل الكوريون ب’عيد البالغين‘ يوم الاثنين في ثالث أسبوع من شهر مايو (أي الموافق 17 مايو هذا العام). وفي هذا اليوم، يقيم الكوريون المراسم الاحتفالية ويقدم الطلاب لزملائهم الذين أتموا العشريين من العمر الهدايا والورود.

وقد كان الكوريون قديما يحتفلون بهذا اليوم عن طريق إقامة مراسم تقليدية حيث كان يرتدي الرجال القبعات التقليدية المصنوعة من ورق البامبو، وكانت النساء تربطن شعورهن بعقدة الشعر. يأتي شهر مايو هذا العام بالتزامن مع دخول كوريا الجنوبية والكثير من البلاد في الموجة الثالثة لفيروس كورونا 19، ولذا قد يؤدي تطبيق كوريا للتباعد الاجتماعي إلى الحد من مظاهر الاحتفال بمعظم هذه المناسبات. ولكن تبقى هذه المناسبات والأيام المميزة مصدرا للبهجة بالنسبة للكوريين، وتأكيدا على أواصر المحبة والعلاقات الأسرية الأجتماعية الوطيدة بين الكوريين.

sarahoqelee@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.