الصورة تظهر منتزه تابغول في منطقة جونغنو، سيئول. (الصورة من إدارة التراث الوطني)
لي جي-هيه
في الأول من مارس 1919، ترددت صرخات الشعب من أجل تحقيق الاستقلال والحرية في جميع أنحاء البلاد. وانتشرت قراءة إعلان الاستقلال الكوري التي بدأت في حديقة تابغول في وسط مدينة سيئول، إلى جميع أنحاء البلاد كالنار في الهشيم. ولقد تجاوز هذا الأمر مجرد المقاومة ضد طغيان الإمبريالية اليابانية؛ بل أبلغ العالم برغبة الأمة في الاستقلال وتقرير المصير. ولا تزال الصرخات العاطفية في ذلك اليوم محفورة بعمق في كل ركن من أركان الأمة، وتستمر حتى يومنا هذا. ويستكشف موقع كوريا نت ثلاثة مواقع تاريخية للتأمل في روح حركة الأول من مارس الاستقلالية.
1. حديقة تابغول
في الأول من مارس 1919، قرأ ناشط حركة الاستقلال جونغ جيه-يونغ (1886-1976) بصوت عال إعلان استقلال البلاد في جناح بالغاكجونغ في حديقة تابغول بحي جونغنو، سيئول، كبداية حركة الاستقلال الوطني. وتظهر الصورة جناح بالغاكجونغ (على اليسار)، والنصب التذكاري المكتوب عليه نص إعلان استقلال غيمي (على اليمين). (الصورة من إدارة التراث الوطني)
وكانت حديقة تابغول نقطة البداية لحركة الأول من مارس الاستقلالية، وموقعا تاريخيا بدأت فيه المقاومة الوطنية. وفي الأول من مارس 1919، قرأ ناشط حركة الاستقلال جونغ جيه-يونغ (1886-1976) بصوت عال إعلان استقلال البلاد في جناح بالغاكجونغ في حديقة تابغول بحي جونغنو، سيئول، كبداية حركة الاستقلال الوطني. وهتف العديد من المواطنين الكوريين بصوت عال من أجل استقلال كوريا، وتردد صداها في جميع أنحاء البلاد.
وتم نقش أسماء الممثلين الوطنيين الثلاثة والثلاثين الذين وقعوا على إعلان غيمي للاستقلال على هذا النصب التذكاري. وهم زعماء دينيون، وانتمى خمسة عشر منهم إلى ديانة التشوندو، وستة عشر إلى المسيحية، واثنان إلى البوذية. ورغم اختلاف معتقداتهم الدينية، إلا أنهم اتحدوا من أجل الاستقلال الوطني.
وعندما نفكر في حركة الأول من مارس الاستقلالية 1919، يتبادر إلى الذهن بسهولة العلم الوطني تايغوكغي، لكنه كان غائبا في الأول من مارس من ذلك العام في حديقة تابغول، لأن قراءة إعلان الاستقلال وتوزيعه كان على رأس الأولويات.
ولكن مع انتشار حركة الاستقلال في جميع أنحاء البلاد، برز تايغوكغي كرمز للتحرير. بما أن نص الإعلان كان طويلا وصعب توزيعه، بينما تايغوكغي كان بمثابة رمز بديهي يُظهر هوية الأمة بطريقة قصيرة وبسيطة.
وفي حديقة تابغول، يمكنك رؤية الجداريات التي تصور حركات الاستقلال التي حدثت في جميع أنحاء شبه الجزيرة الكورية في ذلك الوقت. وتُظهر إحدى هذه الجداريات المشهد في حديقة تابغول حيث لا يحمل المواطنون الكوريون تايغوكغي، لكن لوحات أخرى تصورهم وهم يحملونه.
حديقة تابغول تحتوي على اللوحات الجدارية التي تظهر مشاهد من حركة الاستقلال التي حدثت في المقاطعات الثمانية في شبه الجزيرة الكورية. وتصور اللوحة الجدارية الموجودة في أقصى اليمين حركة الأول من مارس التي وقعت في حديقة تابغول. (الصورة من لي جي-هيه)
2. مبنى تايهوا
مبنى تايهوا في حي جونغنو، سيئول هو الموقع السابق لمطعم تايهواكوان، حيث قرأ 29 من أصل 33 ممثلا وطنيا إعلان الاستقلال ثم توجهوا طوعا إلى مركز الشرطة اليابانية. وفي هذا الموقع التاريخي، يوجد حاليا مقهى يعرض لوحة تصور اللحظة التي قرأ فيها الممثلون الوطنيون نص إعلان الاستقلال في الموقع. (الصورة من لي جي-هيه)
ويعد مبنى تايهوا هو المكان الذي قرأ فيه 29 من أصل 33 ممثلا وطنيا نص إعلان الاستقلال في الأول من مارس عام 1919. وكانوا يخططون في البداية لقراءة الإعلان في حديقة تابغول والتوجه طوعا إلى للشرطة اليابانية. ومع ذلك، انتشرت أخبار مفادها أن الطلاب سيتجمعون في حديقة تابغول ويهتفون معا من أجل استقلال البلاد. وخوفا من تعرض الطلاب للأذى في الاشتباكات مع الشرطة اليابانية، سارع الممثلون إلى تغيير مكان اجتماعهم إلى مطعم تايهواكوان.
ويقع مبنى تايهوا في المكان الذي كان فيه مطعم تايهواكوان. وتم افتتاح مقهى على أحد جوانب المبنى. وعلى جدار المقهى، توجد لوحة تصور تلك اللحظة التاريخية. ويظهر فيها 29 ممثلا فقط من أصل 33 ممثلا، حيث لم يتمكن أربعة منهم من الحضور بسبب عدم إخطارهم بها أو تحضيرهم للأنشطة الاستقلالية في المحافظات.
3. حديقة سوسونغ
حديقة سوسونغ بحي جونغنو، سيئول كانت الموقع السابق لمطبعة بوسونغسا، حيث تم طباعة إعلان الاستقلال لحركة الأول من مارس. وتظهر الصورة نصب تذكاري حجري يشير إلى المكان الذي كانت توجد فيه مطبعة بوسونغسا (على اليسار)، وتمثال لصاحبها لي جونغ-إيل (على اليمين). (الصورة من لي جي-هيه)
وأما حديقة سوسونغ فهي أكثر من مجرد حديقة، نظرا لأنها كانت مكانا وقع فيه دار الطباعة ’بوسونغسا‘، والتي طبعت ونشرت إعلان الاستقلال لحركة الأول من مارس.
وفي وقت متأخر من الليل يوم 28 فبراير 1919، وهو اليوم السابق لحركة الأول من مارس، اقتحم محقق كوري مؤيد لليابان يدعى شين تشول (المعروف أيضا باسم شين سيونغ-هي) مطبعة بوسونغ. واكتشف عشرات الآلاف من نسخ إعلان الاستقلال قيد الطباعة. وأعطى رئيس بوسونغسا لي جونغ-إيل المحقق 5 آلاف وون كوري، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت، مقابل صمته عن هذا الأمر. ولكن الشرطة اليابانية اكتشفت في وقت لاحق هذه الصفقة وألقت القبض على شين. وأثناء إرساله إلى غيونغسونغ، انتحر بالقفز من القطار.
ويمكنك رؤية تمثال في الحديقة يخلد ذكرى السيد لي جونغ-إيل.
jihlee08@korea.kr