الثقافة

2024.02.29

يوم 1 مارس عام 1919 هو اليوم الذي أعلنت فيه الأمة رغبتها في الاستقلال إلى العالم أجمع من خلال حركة الاستقلال التي نفذتها احتجاجا على الحكم الاستعماري الياباني. وتظهر الصورة الطلاب يلوحون بالعلم الكوري تايغوكغي في حفل إحياء الذكرى الـ104 لحركة استقلال 1 مارس الذي أقيم يوم 1 مارس العام الماضي تحت عنوان ’سيوديمون حيث تعالت صيحات عام 1919‘ وذلك في متحف تاريخ سجن سيوديمون الواقع بحي سيوديمون في العاصمة سيئول. (الصورة من إدارة سيوديمون)

يوم 1 مارس عام 1919 هو اليوم الذي أعلنت فيه الأمة رغبتها في الاستقلال إلى العالم أجمع من خلال حركة الاستقلال التي نفذتها احتجاجا على الحكم الاستعماري الياباني. وتظهر الصورة الطلاب يلوحون بالعلم الكوري تايغوكغي في حفل إحياء الذكرى الـ104 لحركة استقلال 1 مارس الذي أقيم يوم 1 مارس العام الماضي تحت عنوان ’سيوديمون حيث تعالت صيحات عام 1919‘ وذلك في متحف تاريخ سجن سيوديمون الواقع بحي سيوديمون في العاصمة سيئول. (الصورة من إدارة سيوديمون)



يون سينغ-جين

يعتبر يوم 1 مارس من عام 1919 يوما تاريخيا بالنسبة لجمهورية كوريا والعالم أجمع حيث احتجت فيه الأمة الكورية على الحكم الاستعماري الياباني وحصلت على حريتها من خلال حركة الاستقلال وإعلان الاستقلال.

وانتشرت حركة 1 مارس على نطاق واسع في البلاد وعلى مستوى العالم كما لعبت دورا مهما في نشر الرغبة الكورية في الاستقلال بشدة لجميع أنحاء العالم ونشرت مبدأ مقاومة الحكم الاستعماري على نطاق واسع عالميا. وكانت حركة 1 مارس الاحتجاجية بلا عنف بداية انتشار حركات المقاومة اللاعنفية حول العالم حيث أعقبتها حركة 4 مايو في الصين (حركة مناهضة للإمبريالية بدأها الطلاب في بكين يوم 4 مايو عام 1919)، وحركة الاحتجاج بلا عنف في الهند التي دعا لها غاندي رمز نشطاء الاستقلال المهاتما في الهند.

وقامت الحكومة المؤقتة لجمهورية كوريا بإطلاق اسم ’يوم إعلان الاستقلال‘ على ذلك اليوم في عام 1920 إحياء لذكرى حركة استقلال 1 مارس وحددته كعطلة وطنية رسمية. وتقوم الحكومة الكورية يوم 1 مارس كل عام بتنظيم حفلات تذكارية فعاليات مختلفة في جميع أرجاء البلاد تعيد إحياء ما حدث في تلك الفترة.

وتقدم كوريا نت الآن، بعد مرور 105 عاما على حركة 1 مارس، للأجانب الذين يرغبون في التعرف على معنى حركة 1 مارس والشعور بالتاريخ الكوري وتجربة الثقافة الكورية، ثلاثة مواقع تاريخية تتعلق بحركة 1 مارس بناء على ترشيحات من أستاذ التاريخ تشوي تيه-سيونغ، والبروفيسور جيونغ إيل-يونغ أستاذ التاريخ بجامعة سيوغانغ.


1. حديقة تابغول في سيئول


حديقة تابغول في سيئول هي أول حديقة توجد في قلب الحضر على مستوى كوريا وتقع في شارع جونغ نو رقم 2 بحي جونغ نو في سيئول، وهي المكان الذي بدأت فيه حركة استقلال 1 مارس التي تعد أكبر حركة مقاومة وطنية ضد الحكم الاستعماري الياباني. وتم قراءة إعلان الاستقلال يوم 1 مارس من عام 1919 في جناح بالغاك بهذه الحديقة. (الصورة من إدارة التراث الثقافي)

حديقة تابغول في سيئول هي أول حديقة توجد في قلب الحضر على مستوى كوريا وتقع في شارع جونغ نو رقم 2 بحي جونغ نو في سيئول، وهي المكان الذي بدأت فيه حركة استقلال 1 مارس التي تعد أكبر حركة مقاومة وطنية ضد الحكم الاستعماري الياباني. وتم قراءة إعلان الاستقلال يوم 1 مارس من عام 1919 في جناح بالغاك بهذه الحديقة. (الصورة من إدارة التراث الثقافي)


تعتبر حديقة تابغول في سيئول أول حديقة توجد في قلب الحضر على مستوى كوريا وتقع في شارع جونغ نو رقم 2 بحي جونغ نو في سيئول وهي أيضا مسقط رأس حركة استقلال 1 مارس.

واجتمع في الحديقة العديد من الطلاب والمواطنين في الساعة الثانية ظهر يوم 1 مارس عام 1919 منتظرين النشطاء الوطنيين البالغ عددهم 33 ناشطا. وفي تلك الأثناء، قام النشطاء بقراءة إعلان الاستقلال في مكان آخر غير الحديقة تجنبا لمراقبة الاستعمار الياباني.

وعندما لم يحضر النشطاء، قام أحد الشباب بالصعود إلى جناح بالغاك بالحديقة وقرأ الإعلان ونزل المواطنون إلى الشوارع يهتفون "يحيا الاستقلال الكوري" معلنين بذلك بداية حركة استقلال 1 مارس.

وقال الأستاذ تشوي تيه-سيونغ "إعلان الاستقلال الذي أقيم في حديقة تابغول في سيئول وسط حضور الطلاب والمواطنين، له معنى كبير ومهم"، و"هنا في هذه الحديقة بدأت هتافات الاستقلال وانتشرت من سيئول إلى جميع انحاء البلاد وخارجها".

ويمكن أن نرى آثار حركة 1 مارس في أرجاء الحديقة ومنها البرج التذكاري للحركة وجدارياتها، تمثال الأستاذ الناشط سون بيونغ-هي (اسمه الحركي إييام) الذي قاد إعلان استقلال 1 مارس كواحد من النشطاء الوطنيين البالغ عددهم 33 ناشطا.


2. متحف تاريخ سجن سيوديمون


سجن سيوديمون هو سجن قامت اليابان ببناءه بهدف توسيع غزوها على الإمبراطورية الكورية. (الصورة من إدارة التراث الثقافي)

سجن سيوديمون هو سجن قامت اليابان ببناءه بهدف توسيع غزوها على الإمبراطورية الكورية. (الصورة من إدارة التراث الثقافي)


سجن سيوديمون تم افتتاحه عام 1908 بأيدي الاستعمار الياباني من أجل توسيع الغزو على الإمبراطورية الكورية.

وعانى الكثير من النشطاء الذين قاوموا الحكم الاستعماري الياباني حتى أصبحت كوريا حرة في عام 1945 وشملت تلك المعاناة السجون والتعذيب وغيرها. ودخل هذا السجن الكثير من أبطال المقاومة مثل الأستاذ كيم غو، الطبيب كانغ وو-غيو، الشهيدة يو غوان-سون، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل بلادهم. وتخليدا للذكرى السنوية الأولى لحركة 1 مارس قامت الشهيدة يو غوان-سون يوم 1 مارس من عام 1920 بقيادة حركة مقاومة داخل عنبر السيدات رقم 8 بجناح يوكسا في السجن مع غيرها من ناشطات الاستقلال. وتوفتها المنية في السجن قبل يومين من موعد إطلاق سراحها.

ويعتبر متحف تاريخ سجن سيوديمون متحفا تاريخيا يحتفظ بالتاريخ المؤلم لسجن سوديمون خلال فترة الاستعمار الياباني. ويعرض المتحف الآثار، وبطاقات السجن الخاصة بالنشطاء في ذلك الحين بالإضافة إلى مساحة يمكن من خلالها التعرف على حياتهم في السجن بتلك الفترة.

وستقام فعاليات إحياء ذكرى حركة استقلال 1 مارس في متحف تاريخ سجن سيوديمون والمناطق المحيطة تحت عنوان ’سيوديمون حيث تعالت صيحات عام 1919‘ في يومي 1 و2 مارس احتفالا بالذكرى الـ105 للحركة.

3. الموقع الآثري لموقعة جيه أم لحركة 1 مارس


بلدة جيه أم الواقعة في مدينة هواسيونغ، مقاطعة كيونغ كي، هي المكان الذي قامت قوات الاحتلال اليابانية فيه بذبح المدنيين الكوريين بأبشع الطرق في الوقت الذي انتشرت فيه حركة 1 مارس بجميع أرجاء البلاد. والصورة تظهر البرج التذكاري الذي أقيم تخليدا لذكرى الشهداء الذين فقدوا أرواحهم داخل الكنيسة التي قامت قوات الاستعمار بتجميعهم واغتيالهم فيها ثم أشعلت النيران بها. (الصورة من جمعية المراكز الثقافية الكورية للثقافة المحلية)

بلدة جيه أم الواقعة في مدينة هواسيونغ، مقاطعة كيونغ كي، هي المكان الذي قامت قوات الاحتلال اليابانية فيه بذبح المدنيين الكوريين بأبشع الطرق في الوقت الذي انتشرت فيه حركة 1 مارس بجميع أرجاء البلاد. والصورة تظهر البرج التذكاري الذي أقيم تخليدا لذكرى الشهداء الذين فقدوا أرواحهم داخل الكنيسة التي قامت قوات الاستعمار بتجميعهم واغتيالهم فيها ثم أشعلت النيران بها. (الصورة من جمعية المراكز الثقافية الكورية للثقافة المحلية)


تعد بلدة جيه أم الواقعة في مدينة هواسيونغ، مقاطعة كيونغ كي، الأرض التي قامت قوات الاحتلال اليابانية بذبح المدنيين الكوريين بأبشع الطرق في الوقت الذي كانت فيه حركة 1 مارس تنتشر في جميع أنحاء البلاد.

وفي ذلك الوقت، لم تكن حركة 1 مارس حركة استقلالية حدثت في يوم واحد فقط بل انتشرت في جميع أنحاء البلاد وصولا إلى اليابان وروسيا (بريمورسكي كراي، منطقة الشرق الأقصى الروسية)، واستمرت لأكثر من عام. وردا على ذلك، حشدت اليابان قوات الشرطة والجيش لقمع المدنيين الكوريين الذين شاركوا في حركة الاستقلال بطرق وحشية، وتبعا لذلك وقعت مذبحتين بحق المدنيين في كلا بلدتي جيه آم وغو جو.

وفي يوم 15 أبريل لعام 1919، أمر الجيش الياباني حوالي 20 رجلا كوريا من المؤمنين بالمسيحية وديانة تشيوندو بالتجمع في كنيسة تقع في بلدة جيه أم. وأغلقوا أبواب ونوافذ الكنيسة، واغتالوا من بداخلها بالبنادق والسكاكين، ثم أشعلوا النار في الكنيسة. وخاصة أظهرت قوات الاحتلال اليابانية في ذلك الوقت وحشيتها بإطلاق النار على المدنيين الكوريين أو طعنهم بالبنادق والسيوف حتى الموت أثناء فرارهم من النار أو إلى الشوارع.

وعندها تم بناء برج تذكاري لشهداء موقعة حرق الكنيسة وتخصيص تلك المنطقة كموقع آثري شاهد على تضحيات جيه أن أثناء حركة 1 مارس. كما يوجد بالقرب من ذلك الموقع الآثري، قاعة جيه أم التذكارية لحركة 1 مارس وهي مغلقة في الوقت الحالي، وتحتوي على المواد والمحتويات المتعلقة بالحركة وتم استخدامها كموقع تعليمي للمواطنين حتى أبريل من عام 2023. ومن المقرر أن يعاد افتتاح القاعة باسم جديد هو ’القاعة التذكارية لحركة استقلال مدينة هواسيونغ‘ في أبريل المقبل بعد خضوعها لعمليات تجديد وترميم وبناء مرافق جديدة بها.


scf2979@korea.kr

محتوى متعلق