كيونغجو = لي كيونغ-مي
الصور = لي جون-يونغ

مملكة شيلا بدأت في تشكيل دولة تدور حول الملك وأطلقت لقب ’ماريبغان‘ عليه ويقال إن في تلك الفترة كان اقتناء الذهب ومنتجاته محصورا فقط على العائلة المالكة والنبلاء. وكان الذهب يرمز إلى القوة وخاصة ’التاج الذهبي‘ الذي كان رمزا للهيبة والسلطة ولا يرتديه سوى صاحب اليد العليا في البلاد.

يوجد في صالة العرض رقم 2 بمتحف كيونغجو الوطني، مساحة يتدفق عليها الزوار بشكل خاص. ويستطيع الجميع سماع صوت الزوار وهم يتهافتون قائلين "واو..." من على بعد. يوجد في تلك المساحة التاج الذهبي الخاص بملك مملكة شيلا والذي يتميز بلونه الذهبي الذي يشع بشكل يبهر جميع من يراه.

تصميم على شكل أغصان الأشجار الشاهقة وقرون الغزال وعليها هيئة البدر االمستدير والأجنة بلون الذهب اللامع. كما يتدلى على الجانبين ستائر ذهبية وحزام ذهبي لتزيين التاج الذي يوحي مظهره وتصميمه بقوة صاحبه الذي يمتلك كل هذا القدر من الذهب والثراء الفاحش. ويعد هذا أحد الأسباب التي جعلت مملكة شيلا تُعرف منذ قديم الزمان بمملكة الذهب.

وأخبرنا كيم ديه-هوان أحد أمناء المتحف أثناء جولتنا، أن أهم نقطة في التاج الذهبي هي ’التصميم‘. وقال حول تصميم فروع الأشجار "في العصور القديمة كانت الأشجار من الكائنات الحية المقدسة التي تربط بين السماء والأرض"، و"ملوك شيلا اختاروا الزخارف المأخوذة من الأشجار بهدف إظهار قوتهم المقدسة أيضا". وعندما كان الملك يرتدي التاج الذهبي ويتحرك كانت تهتز الزخارف المتدلية على شكل بدر وغيرها مصدرة صوتا لإعلان حركة جلالة الملك.

ويوجد حوالي 10 تيجان ذهبية منتشرة حول العالم يتم التنقيب عنها منها 6 تيجان ذهبية تعود لمملكة شيلا. ومن بين تلك التيجان الستة يعتبر التاج الذهبي المعروض في متحف كيونغجو الوطني هو الأكثر فخامة وتطورا من حيث التصميم.

ومن أفضل طرق الاستمتاع بمشاهدة هذا التاج الذهبي، هي تخيل الملوك والملكات يرتدون التاج ويتزينون بالأقراط والقلادات والأحزمة والأحذية الذهبية مظهرين بذلك قوتهم وفخامة الأسرة المالكة.

أحد الباحثين الألمان البارزين قال حول جرس الملك سيونغديوك الذي تم تصنيفه ككنز وطني عام 1962 "هذا الجرس وحده يكفي لبناء متحفا من أجله".

وعند المرور من المدخل الرئيسي للمتحف ودخول الساحة الأمامية، نجد جرسا كبيرا معروضا بالخارج ويسمى هذا الجرس بجرس الملك سيونغديوك ويبلغ طوله 366 سم ويزن 18.9 طنا وتم صنعه بأيدي أفضل الحرفيين في مملكة شيلا.

وبدأ صناعة هذا الجرس الملك الخامس والثلاثون لمملكة شيلا الملك غيونغديوك من أجل والده الراحل الملك سيونغديوك وأكمل عملية البناء ابنه الملك هيغونغ وتم تسمية الجرس في ذلك الحين بأسماء عدة منها جرس بونغديوكسا وجرس إيميليه وغيرها.

ويوجد في الطرف العلوي من الجرس حلقة كبيرة يتم تثبيته بها مصممة على شكل تنين يحمل في فمه كرة سحرية زجاجية. وإذا نظرنا إلى الأسفل على جسم الجرس نجد أنماط الأرابيسك وزهرة اللوتس منقوشين في الجزء العلوي من الجسم ورسمة بيتشيونسانغ (مصطلح يطلق على ملاك سماوي يطير في السماء، وانتشرت الرسمة على الجداريات والأجراس ذات الصلة بالبوذية من مملكتي غوغوريو وشيلا الموحدة) ويكمن جمال الجرس في هذا التصميم الرائع.

الصورة تظهر رسمة بيتشيونسانغ المنقوشة على جرس الملك سيونغديوك. وهناك أساطير تقول إنها كانت رسمة طفل صغير ولكن أظهرت نتائج التحليلات العلمية لمادة الجرس أن هذا ليس صحيحا. ويمكن تفسير تلك النتائج بأن صنع الجرس كان معقدا وصعبا للغاية.

وتظهر رسمة بيتشيون في البوذية ملاك أنثى تطير في السماء وهي راكعة كأنها تصلي وتدعو بكل قوتها إلى السماوات طلبا في تحقيق ما ترغب به. وفسر لنا هذه الرسمة لي هيون-تيه أحد أمناء المتحف قائلا "رسمة بيتشيونسانغ تربط بين السماء والأرض من خلال صوت الجرس".

ويتميز الجرس أيضا بالنمط المنقوش بشكل متماثل تماما على الجانبين الأيسر والأيمن. ويحتوي النمط على أربعة تماثيل بارزة في أزواج وعلى كل جانب من الجوانب يوجد زوج واحد منها. وحول ذلك قال الأمين لي "لا يوجد جرس من الأجراس المتبقية حتى الآن كبير بهذا الحجم، ومع ذلك فتصميمه جيد لدرجة أنه يناسب استخدامه حاليا"، و"هذا مجموعة شاملة لعلوم وتقنيات مملكة شيلا الموحدة".

ويرن صوت الجرس في المتحف كل 20 دقيقة وعلى الرقم من إن الصوت مسجلا إلا أنك إذا نظرت إلى رسمة بيتشيونسانغ وأنت تسمع رنين الجرس فستشعر بهدوء لفترة طويلة يجعلك تشعر براحة البال.

تمثال ياكسايوريه تم صنعه منذ حوالي 800 عام خلال عصر شيلا الموحدة وتم تصنيفه كتراث وطني.

ويُعرف ياكسايوريه في البوذية ببوذا الطب الذي يداوي جميع الأمراض ويطيل العمر وينشر الفائدة في حياة البشر. ومن هذا المنطلق، يتلقى التمثال الموجود في صالة عرض 3 للنحت البوذي من عصر شيلا، الكثير من الحب والاهتمام من الزوار.

ويبلغ ارتفاع التمثال 180 سم وهو منحوتا بالكامل ولكن ليس لديه أيادي. وبناء على الصور القديمة المتبقية حتى الآن، فتشير الافتراضات إلى أن وضعيته الأصلية هي رفع ذراعه وهو يحمل في يده اليسرى شيئا يبدو وكأنه جرة دواء.

وبهذا الصدد، أوصت أمينة المتحف شين ميونغ-هي بالنظر للجزء الخلفي من تمثال ياكسايوريه حيث يوجد ثقوبا كبيرة في التاج والرأس والظهر وتم استخدام تلك الثقوب في إزالة القالب الداخلي بعد انتهاء صنع التمثال. ويرجع السبب في ذلك إلى صعوبة صنع تمثال بهذا الحجم دون ثقوب بدون تكنولوجيا متقدمة فكان الحرفيين في الماضي يلجئون إلى اخفاء تلك الآثار المتبقية من عملية التصنيع في الجزء الخلفي غير المرئي من التماثيل.

وأضافت "عند زيارة المتحف، أتمنى أن تقابلوا ياكسايوريه بوذا الطب وتدعوه من أجل الصحة لكم ولذويكم".

# سبل الاستمتاع بمتحف كيونغجو الوطني

- ما رأيكم بزيارة مقبرة تشيونماتشونغ التي تم استخراج التاج الذهبي منها؟ يمكن مشاهدة المقبرة من الداخل ويمكن أيضا مشاهدة شكل الموقع بعد انتهاء عمليات التنقيب واكتمال ترميمه. ويستغرق الطريق على الأقدام من المتحف إلى المقبرة حوالي 20 دقيقة. ويمكن أيضا استخدام سيارات الأجرة بدلا من الحافلات نظرا لطول فترة الانتظار بين الحافلة والأخرى. وعلى الرغم من قصر المسافة بين المتحف والمقبرة إلا أن ركوب سيارة الأجرة والاستماع إلى مزاح السائقين بلهجة مقاطعة كيونغ سانغ ممتع أيضا ويعد تجربة ضمن الزيارة.

- نرشح لكم أيضا زيارة المتحف ليلا حيث يمكن يشعر الزائر بأن رسمة بيتشيونسانغ على جرس الملك سيونغديوك ستطير حقا في سماء الليل وسط النجوم. ويتم افتتاح المتحف ليلا في يوم الأربعاء الأخير من كل شهر وفي كل سبت أسبوعيا من مارس حتى ديسمبر ابتداء من الساعة العاشرة صباحا حتى التاسعة مساء.

km137426@korea.kr