في أوائل أغسطس الماضي ، تسبب الإعصار ناكري في أكثر من مائة ميلليمتر من الأمطار في جزيرة جيجو دو وحدها.
وعلى الرغم من السقوط الغزير للأمطار ، فإن أكبر جزيرة كورية لم تعاني من أضرار نتيجة هذه الأمطار ، ويتفق الخبراء في أن هذا كان بسبب الهيكل الجيولوجي الفريد لجزيرة جيجودو الذي يمنع الجزيرة من مواجهة كميات كبيرة من الأضرار.
أسفل مدخل سيونج سان إيل تشول بونج مغطى بالبازلت ، ويمكن العثور على البازلت بسهولة في جزيرة جيجودو ، وهو ما يذكر الزائرين بأن الجزيرة نشأت من خلال النشاط البركاني.
وباعتبارها جزيرة بركانية ، فإن طبقات التربة في جيجو عادة ما تكون مختلطة بالصخور البركانية والرماد البركاني والرمال والحصى ، وهو ما يسمح لمياه الأمطار بالتسرب بسهولة إلى داخل الأرض.
كما أن دول هاريوبانج ، وهي تماثيل جزيرة جيجودو المصنوعة على شكل آدميين ، وجدران الجزيرة الصخرية البركانية السوداء ، كلها مصنوعة من البازلت ، وهو نوع من الصخور البركانية ذات السطح الأملس ، واليتي نشأت أساسا في فترة النشاط البركاني.
وبجانب البازلت ، توجد نتائج أخرى للنشاط البركاني في الماضي يمكن مشاهدتها في أنحاء الجزيرة ، ومن بينها الطبقات المتقاطعة ، والأوريوم ، وهي المناطق البركانية الضيقة التي تحتوي على اسطوانة بركانية ، وكهوف الحمم البركانية ، والجومبوري ، أو الفوهات البركانية.
مستودعات سو وول بونج البركانية قرب ميناء كوسان في جزيرة جيجودو بها صخور بركانية تمثل مستويات التربة العالية بفضل قوة انفجار أحد البراكين تحت مياه البحر.
ويمكن مشاهدة آثار النشاط البركاني بوضوح في طبقات الصخور، والنموذج التام على ذلك هي مستودعات سووول بونج البركانية الواقعة في ميناء كوسان في الجزء الجنوبي من الجزيرة ، فهذه الصخور تظهر منطقة كبيرة من الطبقات المتقاطعة المتصلة بالشاطيء.
وبالنظر عن قرب ، اندفع الصخر البركاني بانفجار بركان تحت مياه البحر في مستودعات التربة ، وتسللت إلى الطبقات الأخرى ، وهذا يوضح مدى كثافة النشاط البركاني.
ويمكن مشاهدة آثار الأنشطة البركانية عبر أنحاء الجزيرة في ممرات التمشية والتسلق الجبلي بها.
وعند السير في ممر أولي للتمشية ، تجد شبكة مهمة من ممرات التمشية عبر أنحاء الجزيرة ، وهي تعد واحدة من أكبر مواقع الجذب السياحي ، ويمكن للزائرين مشاهدة الألوان المختلفة للتربة التي تتراوح ما بين الأسود إلى الأحمر ، فالتربة السوداء ترمز إلى البازلت الذي تشكل خلال عملية التبريد السريعة للحمم البركانية ، بينما التربة الحمراء المعروفة باسم "سكوريا" هي محصلة الانبعاث البركاني الذي شمل الضخور والرماد والغازات تحت الأرضية.
أثناء التمشية بمحاذاة ممرات أولي ، يستطيع الناس مشاهدة ألوان متنوعة للتربة والنباتات التي تعيش فيها.
زهرة برية تنمو في التربة الحمراء في جزيرة جيجودو ، والتربة الحمراء معروفة باسم "سكوريا" ، وهو محصلة الانبعاث البركاني وغير ذلك من الغازات.
الأعمدة المتلاصقة لحواف جوسانج جيولي الصخرية في مجمع جونج مون السياحي يمكن أن نشاهدها في جزيرة جيجودو ، وهذه الأعمدة المتلاصقة نشأت بفعل تدفق الحمم البركانية البلاستيكية.
ويمكن لهواة التمشية أيضا مشاهدة شواطيء بأشكال مختلفة وهم يسيرون في ممرات التمشية ، بداية من الشواطيء ذات الرمال البيضاء ، ونهاية بالرمال السوداء ، وذلك بفضل النشاط البركاني بالجزيرة.
وأثناء التمشية بمحاذاة ممرات أولي ، يستطيع الناس مشاهدة ألوان متنوعة للتربة والنباتات التي تعيش فيها.
والأعمدة المتلاصقة لحواف جوسانج جيولي الصخرية في مجمع جونج مون السياحي يمكن أن نشاهدها في جزيرة جيجودو ، وهذه الأعمدة المتلاصقة نشأت بفعل تدفق الحمم البركانية البلاستيكية.
وتخلق الأنشطة البركانية العديد من الأماكن الخلابة ، وحواف جوسانج جيولي الصخرية التي تعد جزءا من مجمع جونج مون السياحية في الجزء الجنوبي من جزيرة جيجودو تتمتع بمنظر خلاب لأنها تحمل خصائص الجزيرة بصفة عامة.
والحواف التي يوجد لها أعمدة متلاصقة تبدو مثل شاشة مطوية مؤلفة من أعمدة على شكل ثلاثي أو سداسي.
جبل هالا سان في يوم مشمس ، وهذا البركان الخامد البالغ طوله 1950 مترا هو مركز جزيرة جيجودو.
تقع سيونج سان إيل تشول بونج الواقعة على الحافة الشرقية من جزيرة جيجودو أنشأها انفجار لبركان تحت مياه البحر ، وهذا أيضا واحد من أوريوم أو المناطق البركانية الضيقة التي تنتشر في أنحاء هذه الجزيرة.
وهذه الأعمدة المتلاصقة نسأت عندما تدفقت الحمم البركانية البلاستيكية التي تبلغ درجتها ألف درجة مئوية من أعلى فم أحد البراكين ويهدأ بسرعة.
وهذه الأعمدة في الحواف الصخرية يبلغ طولها ما بين 30 إلى 40 مترا ، وتمتد لمسافة نحو كيلومتر ، وهي أكبر تشكيل طبيعي من هذا النوع في كوريا.
وتقع سيونج سان إيل تشول بونج الواقعة على الحافة الشرقية من جزيرة جيجودو أنشأها انفجار لبركان تحت مياه البحر ، وهذا أيضا واحد من أوريوم أو المناطق البركانية الضيقة التي تنتشر في أنحاء هذه الجزيرة.
ويعد جبل هالا سان من بين الأدلة الأخرى التي لا يجب إغفال مشاهدتها على النشاط البركاني في جزيرة جيجو دو ، إضافة إلى سيونج سان إيل تشول بونج ونظام كهوف الحمم البركانية الواقع تحت الأرض.
وجبل هالا سان هو جبل مركزي في الجزيرة وهو أعلى جزء في الحزام البركاني ، وهذا الجبل ارتفاعه 1950 مترا وهو حصيلة تمثل المرحلة الرابعة من النشاط البركاني الذي حدث في المحيطات الواقعة حول شبه الجزيرة الكورية.
وسيونج سان إيل تشول بونج هو أوريوم نشأ في انفجار البركان تحت الماء ، وهو يظهر ميلاد ونمو ثورة سورت سيان ، وهو نوع من الثورات البركانية التي حدثت في البحار الضحلة.
ونشأ نظام كهوف الحمم البركانية عندما تدفقت الحمم البركانية البلاستيكية نحو المحيط قبل ما بين 100 ألف إلى 300 ألف عام ، واليوم ، تم العثور على تسعة كهوف ، ومن بينهم كهف مان جانج كول.
كهف مان جانج كول أكبر كهف للحمم البركانية في جزيرة جيجو دو ، وطوله يبلغ 7416 مترا ، وعرضه 23 مترا ، وارتفاع يصل إلى 30 مترا.
خطوط تدفقات الحمم البركانية يمكن مشاهدتها في أجزاء عديدة من كهف ماجانج كول.
ويبلغ طول كهف مان جانج كول طوله 7,4 كيلومتر ، وعرضه 23 مترا ، ويمكن أن يمتد في ارتفاعه إلى 30 مترا ، وهو أكبر وأجمل كهف بين نظام كهوف كيومونو ريوم البركانية.
ويعرض كهف مان جانج كول كهوف الحمم البركانية التي تمت المحافظة عليها جميعا ، وداخل الكهوف ، يمكن مشاهدة خطوط الحمم البركانية على السطح والجدران.
وجزيرة جيجودو أيضا بها 368 أوريوم كل واحد منها عبارة عن اسطوانة بركانية صغيرة ، ولكن سان جوم بوري هو أكبر وأعمق أوريوم بينهم ، فارتفاعه 120 مترا ، وعمقه كيلومترين ، وقطره 500 أمتار ، وهو بذلك الفوهة البركانية المسطحة الوحيدة في العالم.
واعترفت منظمة اليونسكو بتشكيلات جزيرة جيجو دو الجيولوجية البركانية وبقيمتها للإنسانية ، ففي عام 2010 ، اختارت تسع مناطق من بينها جبل هالا سان وكهف مان جانج كول ومستودعي سيونج إيل تشول بونج وسو وول بونج البركانيين ليكونوا ضمن الحدائق الجغرافية العالمية ، وبعد أربع سنوات ، وتحديدا في سبتمبر 2014 ، أضافت اليونسكو ثلاث مناطق إضافية ومن بينها جزيرتا بيانج دو وأودو إلأى قائمة حدائق جيجو الجغرافية العالمية.
مقال بقلم :
يون سوجونج
الصور من : جون هان
كوريا دوت نت
arete@korea.kr