السياسات

2025.12.08

 في عام 2025، شهدت كوريا منعطفًا جديدًا مع تعميق تواصلها مع العالم. فقد اتّسع نطاق دبلوماسيتها، وأثبت اقتصادها قدرته على الصمود والتعافي رغم الاضطرابات. وتغلغلت الثقافة الكورية في الحياة اليومية لشعوب العالم، فيما خطا المجتمع خطوة إضافية نحو التحوّل إلى مجتمعٍ يتعايش فيه المواطنون والأجانب معًا. وفي هذا المقال تستعرض كوريا نت حصاد العام من خلال أربعة محاور رئيسية: الدبلوماسية، والاقتصاد، والثقافة، وسياسات شؤون الأجانب.

الرئيس لي جاي ميونغ (في منتصف الصف الأول) إلى جانب قادة الدول المشاركين، خلال التقاط صورة تذكارية في 1 نوفمبر على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك) لعام 2025، الذي أُقيم في مركز مؤتمرات غيونغجو هوابيك.

الرئيس لي جاي ميونغ (في منتصف الصف الأول) إلى جانب قادة الدول المشاركين، خلال التقاط صورة تذكارية في 1 نوفمبر على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك) لعام 2025، الذي أُقيم في مركز مؤتمرات غيونغجو هوابيك.


جون مي-سون
الصورة = المكتب الرئاسي لجمهورية كوريا

لقد كان عامًا لافتًا برزت فيه دبلوماسيةٌ براغماتية ترتكز على المصلحة الوطنية، في مسعى لاستعادة مكانة كوريا الدولية. فمنذ انطلاق الحكومة الجديدة في يونيو، أعادت كوريا ترتيب المشهد الدبلوماسي الذي كان قد شهد اضطرابًا، وركّزت جهودها للعودة إلى قلب الساحة الدولية. ومع بدء الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وما أعقبها من إعادة التفاوض بشأن الرسوم الجمركية، إلى جانب احتدام المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، وتقارب كوريا الشمالية وروسيا، اشتدت حالة الغموض في المشهد الخارجي. واستجابةً لذلك، سرّعت الحكومة وتيرة تطبيع علاقاتها الدبلوماسية، متخذةً من الدبلوماسية البراغماتية محورًا أساسيًا لسياستها.

الرئيس لي جاي ميونغ (الرابع من اليمين في الصف الأول) يلتقط صورة تذكارية خلال قمة قادة مجموعة العشرين، التي عُقدت في 22 نوفمبر (بالتوقيت المحلي) في مركز ناسريك إكسبو بمدينة جوهانسبرغ في جمهورية جنوب أفريقيا.

الرئيس لي جاي ميونغ (الرابع من اليمين في الصف الأول) يلتقط صورة تذكارية خلال قمة قادة مجموعة العشرين، التي عُقدت في 22 نوفمبر (بالتوقيت المحلي) في مركز ناسريك إكسبو بمدينة جوهانسبرغ في جمهورية جنوب أفريقيا.



شهدت كوريا هذا العام مشاركات متتالية في أبرز المحافل الدولية، بما في ذلك قمة مجموعة السبع، والجمعية العامة للأمم المتحدة، واجتماع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وقمة مجموعة العشرين، وقمة آبيك. ولا سيما قمة آبيك التي عُقدت في غيونغجو، والتي مثلت منصة رمزية أظهرت عودة كوريا الجنوبية إلى مركزها كمحور دولي عالمي. وفي القضايا الأساسية مثل سلاسل الإمداد والمناخ والأمن، برزت كوريا كدولة منسقة ومساهمة فعّالة، مؤكدة حضورها على الساحة العالمية.

الرئيس لي جاي ميونغ (يسار) والرئيس الأميركي دونالد ترامب يعقدان القمة الكورية الأمريكية، يوم 25 أغسطس الماضي (بالتوقيت المحلي) في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن.

الرئيس لي جاي ميونغ (يسار) والرئيس الأميركي دونالد ترامب يعقدان القمة الكورية الأمريكية، يوم 25 أغسطس الماضي (بالتوقيت المحلي) في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن.


ركزت الدبلوماسية الثنائية على إدارة القضايا الجوهرية أكثر من التوسع في العلاقات. ففي ظل الضغوط الجمركية، توصلت كوريا والولايات المتحدة إلى اتفاق على ’ورقة حقائق مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ‘لتقليل الحواجز التجارية، مما أرسى الأساس لتعاون مستقر. كما أحرز التعاون في مجال الغواصات النووية تقدّمًا إضافيًا.. أما اليابان، فرغم التغيير المتكرر لرؤساء وزرائها، إلا أن الدبلوماسية المكوكية بين قادة كوريا واليابان استمرّت دون أي اضطراب. وفيما يخص العلاقات بين كوريا والصين، أعادت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى كوريا بعد 12 عامًا الزخم لإدارة العلاقة الثنائية بين البلدين.

الرئيس لي جاي ميونغ يترأس، بصفتِه ممثل الدولة الرئيسة، الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن التي أُقيمت في 24 سبتمبر بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

الرئيس لي جاي ميونغ يترأس، بصفتِه ممثل الدولة الرئيسة، الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن التي أُقيمت في 24 سبتمبر بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.


واصلت كوريا الجنوبية توجيه رسائل تصالحية إلى كوريا الشمالية بشكل مستمر رغم عدم تجاوب الأخيرة. وفي سبتمبر، بصفتها الدولة الرئيسة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، شددت كوريا الجنوبية على ضرورة إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية، وقدمت تصورًا لتنفيذ نزع الأسلحة النووية تدريجيًا استنادًا إلى ’مبادرة ‘إي.إن.دي ، وهو التصور الذي حظي بتقييم إيجابي في الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن دعمه العلني لنهج كوريا الجنوبية القائم على ’التواصل - التطبيع - نزع السلاح النووي‘. وأوضح الرئيس لي جاي ميونغ للرئيس ترامب أن كوريا ستلعب دور’الوسيط المساعد‘ في استئناف الحوار بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، مؤكدًا استعداد كوريا لتقديم دعم فعّال لإعادة فتح باب الحوار.

شهدت الدبلوماسية الكورية في عام 2025 عامًا حافلًا، ارتكز على ثلاثة محاور رئيسية: العودة إلى الساحة متعددة الأطراف، إدارة العلاقات الثنائية بشكل مستقر، والإصرار على الحوار مع كوريا الشمالية. كما شكّل هذا العام نقطة تحول في استعادة مكانة كوريا كـ ’دولة محورية عالمية‘ من خلال مساهمتها المسؤولة في القضايا العالمية.


msjeon22@korea.kr