الطاقم الطبي يراعي حديثي الولادة في مستشفى عين بحي ميتشوهول، مدينة إنتشون في يوم 26 من الشهر الماضي. (الصورة من وكالة يونهاب للأنباء)

يو يون-كيونغ

ارتفعت معدلات المواليد في كوريا لأول مرة منذ 9 سنوات. وأشارت وسائل الإعلام الأجنبية مثل رويترز والتايمز إلى أن فضله يرجع إلى السياسات الحكومية الكورية للاستجابة لانخفاض معدلات المواليد، والتعاون بين الشركات والحكومات المحلية.

وفقا لـ’إحصاءات المواليد والوفيات الصادرة عن تقرير الاتجاهات السكانية لعام 2024‘ التي نشرتها هيئة الإحصاء الكورية في يوم 26 من الشهر الماضي، بلغ عدد المواليد في كوريا العام الماضي 238،300، بزيادة قدرها 8300 (3.6٪) عن العام السابق. ومع ارتفاع عدد المواليد، سجل معدل الخصوبة الكلي أيضا 0.75، بارتفاع قدره 0.03 عن العام السابق. ويشير مصطلح ’معدل الخصوبة الكلي‘ إلى متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة خلال حياتها الإنجابية (15-49 سنة). وهذه هي المرة الأولى التي يرتفع فيها كل من عدد المواليد ومعدل الخصوبة الكلي في كوريا منذ عام 2015.

وكالة رويترز نشرت مقالا بعنوان ’السياسات الكورية للاستجابة لانخفاض معدل المواليد تكتسب حيوية مع انتعاش أدنى معدل مواليد في العالم‘ في يوم 26 من الشهر الماضي. (لقطة شاشة لموقع وكالة رويترز).

ونشرت وكالة رويترز في هذا اليوم مقالا بعنوان ’السياسات الكورية للاستجابة لانخفاض معدل المواليد تكتسب حيوية مع انتعاش أدنى معدل مواليد في العالم‘. وبناء على مقابلة مع مستشارة لشؤون الاستجابة لانخفاض معدل المواليد للمكتب الرئاسي يو هيه-مي، أفادت بأن الرئيس يون سوك-يول اقترح إنشاء وزارة الإستراتيجية والتخطيط السكاني العام الماضي لحل ’حالة الطوارئ الوطنية الناتجة عن الانخفاض الحاد في عدد السكان‘.

وعلى وجه الخصوص، أكدت أن السياسات الكورية لتشجيع الإنجاب لا تشمل الدعم النقدي فحسب، بل تشمل أيضا مجموعة متنوعة من أشكال الدعم مثل إجازة الأبوة المدفوعة الأجر، وتمديد إجازة الأبوة للرجال، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم لتحفيز نظام إجازة الأبوة، وفرض الشركات المدرجة في البورصة إلزامية لتقديم الإحصائيات المتعلقة برعاية الأطفال، وتقديم الحكومة تخفيضات أو إعفاءات ضريبية لحوافز الولادة التي تقدمها الشركات لموظفيها.

وسبق أن قدمت صحيفة ذا تايمز، وهي صحيفة يومية بريطانية رائدة، أيضا سياسات غوانغيانغ بمقاطعة جولا الجنوبية وهواسيونغ بمقاطعة كيونغكي لتشجيع الولادة في مقال بعنوان ’كيف رفعت كوريا معدل المواليد من أزمة انخفاض عدد السكان؟‘ في يوم 22 من الشهر الماضي.

صحيفة ذا تايمز، وهي صحيفة يومية بريطانية رائدة، قدمت سياسات غوانغيانغ بمقاطعة جولا الجنوبية وهواسيونغ بمقاطعة كيونغكي لتشجيع الولادة في مقال بعنوان ’كيف رفعت كوريا معدل المواليد من أزمة انخفاض عدد السكان؟‘ في يوم 22 من الشهر الماضي. (لقطة شاشة لموقع صحيفة ذا تايمز)

أولا، في مدينة غوانغيانغ، تدير حوالي 100 شركة حليفة لشركة بوسكو مراكز رعاية نهارية لموظفيها، مما أدى إلى زيادة عدد المولودين بنسبة 13٪ في العام الماضي. وقامت مدينة هواسيونغ بتوسيع نطاق دعم إعانة الولادة (الأسر المكونة من 3 أطفال سابقا ← الأسر التي لديها طفلين حاليا) وزيادة مبلغ الدعم (مليون وون بدءا من الطفل الثالث ← مليون وون للطفل الأول، ومليوني وون للطفلين الثاني والثالث، و3 ملايين وون للطفل الرابع فما فوق)، مما يجعلها المدينة التي تضم أكبر عدد من الأسر التي لديها ثلاثة أطفال أو أكثر في البلاد.

وحللت صحيفة ذا تايمز أن الحكومة الكورية نجحت في رفع معدل المواليد من خلال تعزيز سياسات تشجيع الإنجاب، مثل دعم الإسكان والخدمات الطبية المجانية والتخفيضات والإعفاءات الضريبية. وخاصة، أكدت أن عدد الولادات في كوريا في نوفمبر من العام الماضي ارتفع بنسبة 15% مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، متوقعة أن هناك احتمالية تغلب كوريا على أزمتها الوجودية.

وأشارت "أظهرت حالة كوريا أن السياسات الصحيحة يمكن أن تؤدي إلى انتعاش معدلات المواليد في ظل استمرار انخفاض معدلات المواليد في الدول الغربية منذ الخمسينيات".

وفي الوقت نفسه، اتخذت بلدة يونغقوانغ بمقاطعة جولا الجنوبية أيضا العديد من سياسات دعم الولادة مثل نفقات رعاية حديثي الولادة (5 ملايين وون للطفل الأول، و35 مليون وون للطفل السادس وما فوق)، وبطاقات النقل للنساء الحوامل (300 ألف وون)، وتكلفة علاج الأزواج المصابين بالعقم (من 300 ألف وون إلى 1.5 مليون وون)، ونفقات رعاية ما بعد الولادة (500 ألف وون لكل ولادة)، والمنتجات للاحتفال بالولادة (300 ألف وون)، لتحتل المرتبة الأولى في البلاد من حيث معدل الخصوبة الكلي لمدة ست سنوات متتالية.


dusrud21@korea.kr