سفير إثيوبيا لدى كوريا ديسي دالكي دوكامو أكد على أن القمة الكورية الأفريقية ستكون قمة تاريخية للجانبين في مقابلة خاصة تمت يوم 2 مايو مع كوريا نت بمقر سفارة إثيوبيا لدى كوريا في حي سيونغبوك، سيئول.

يون سو-جونغ، المتدربة كيم ري-نا
الصور = جون هان
الفيديو = جون هان، لي جون-يونغ، بارك ديه-جين

"ستكون القمة الكورية الأفريقية قمة تاريخية لكوريا وجميع الدول الأفريقية."
أخبرنا سفير إثيوبيا لدى كوريا ديسي دالكي دوكامو عن تطلعاته حول القمة الكورية الأفريقية المقرر عقدها خلال يومي 4 و5 يونيو.

وصرح السفير دوكامو حول القمة قائلا "هي فرصة مهمة لجميع الدول الأفريقية لفهم المجالات الإستراتيجية لكوريا بشكل أفضل ومشاركة خبرات كوريا في تنمية الاقتصاد".

وقال عن العلاقات الكورية الإثيوبية إنها ’علاقة أخوة بالدم‘ وبدأت منذ شاركت إثيوبيا في الحرب الكورية عام 1951 وهي بمثابة نقطة بداية العلاقات بين كوريا والدول الأفريقية جميعا. وأكد على أن العلاقة الأخوية بين البلدين هي السر وراء التطور المستمر في العلاقات الثنائية بين البلدين.

وتابع قائلا "تعد إثيوبيا ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان وهي أيضا مدخل شرق وغرب أفريقيا"، موضحا هدفه خلال فترة توليه منصبه "أتمنى أن يزداد حجم التجارة بين البلدين أكثر مقارنة بعام 2021 الذي سجلت فيه كوريا أعلى نسبة صادرات على الرغم من تفشي جائحة كورونا في ذلك الحين".

ونشارك في مقال اليوم جزء من المقابلة التي أجراها مراسلي كوريا نت مع سفير إثيوبيا لدى كوريا ديسي دالكي دوكامو يوم 2 مايو في المقر الرسمي للسفارة بحي سيونغبوك في سيئول.

- احتفلت كوريا وإثيوبيا في العام الماضي بالذكرى الستين للعلاقات الدبلوماسية الثنائية بينهما. ما هي الإنجازات الرئيسية للتعاون الثنائي بين البلدين؟

تأسست العلاقات الدبلوماسية الكورية الإثيوبية رسميا في عام 1963 وعلى الرغم من ذلك فقد كان هناك علاقات جارية بين الطرفين قبل ذلك بكثير حيث سبق أن شاركت إثيوبيا في الحرب الكورية. ومنذ ذلك الحين، اتسع نطاق التعاون الثنائي ليشمل مجالات متنوعة ومن خلال علاقة التبادلات الوثيقة بين قادة البلدين استمرت العلاقات في التطور حتى الآن.

ونحن نتشارك في علاقة أخوة بالدم. وتعتبر إثيوبيا واحدة من الدولتين الأفريقيتين اللتان شاركتا في الحرب الكورية وهي أيضا الدولة الأفريقية الوحيدة التي أرسلت قواتها إلى كوريا حينها. وتعتبر علاقتنا الثنائية هي بداية علاقات كوريا بأفريقيا. وشارك في الحرب الكورية أكثر من 6000 جنديا من إثيوبيا قاتلوا ببسالة جنبا إلى جنب مع القوات الكورية. وتحقق النصر بعد صولات وجولات وصل عددها إلى 253 معركة انتهت بمصرع 121 جنديا إثيوبيا ولكن لم يكن هناك أي أسرى من إثيوبيا.

- التجارة بين البلدين مستمرة في التوسع والزيادة وجدير بالذكر أن الصادرات الكورية إلى إثيوبيا في عام 2021 قد حققت أعلى قيمة لها على الإطلاق. حدثنا عن السر وراء النمو في حجم التجارة بين البلدين على الرغم من انتشار جائحة كورونا؟

يرجع السبب في ذلك إلى التطور السريع في الاقتصاد الإثيوبي الناتج عن خطة التنمية الاقتصادية. وخلال فترة النمو الاقتصادي، زاد الطلب أيضا على المنتجات الكورية. وهناك ثلاثة أسباب لهذه الزيادة. السبب الأول هو الوتيرة السريعة في نمو الاقتصاد الإثيوبي مثل تطوير البنية التحتية. ويعرف الجميع أن إثيوبيا هي المنشأ الأول لإنتاج القهوة وهي موطن قهوة أرابيكا ويحب الكوريون بدورهم القهوة وهذا ساهم في توسع التصدير. كما ازداد أيضا حجم الصادرات الزراعية عالية الجودة مثل بذور السمسم. ولعب تطور وسائل النقل دورا كبيرا في هذا الجزء حيث كانت الخطوط الجوية الإثيوبية الوحيدة في أفريقيا التي لها رحلات مباشرة مع مطار إنتشون. وكان لهذا دورا ليس فقط في نقل الركاب ولكن أيضا في نقل البضائع مما ساعد على زيادة الصادرات.

- من فضلك أخبرنا عن مشاريع التعاون بين كوريا وإثيوبيا الجاري تنفيذها في إثيوبيا حاليا. وما هي المجالات التي تأمل الحكومة الإثيوبية توسيع التعاون فيها مع كوريا؟

تقوم الحكومة الإثيوبية بمجهودات من أجل تسريع عملية إنعاش الاقتصاد في خمسة مجالات استراتيجية هي التصنيع والزراعة والتعدين والسياحة والمعلومات والاتصالات والتكنولوجيا. وبشكل خاص تقوم كوريا بتنفيذ مشاريع تعاونية في مجالات التصنيع والنسيج والصلب والأنظمة الكهربائية ومن المتوقع أيضا أن يتسع نطاق التعاون أكثر. وتقوم كوريا بدعم تنمية مجالات الزراعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والصحة في إثيوبيا. يواصل البلدان التعاون في تطوير الموارد المعدنية النادرة المستخدمة كمواد خام في عمليات التصنيع مثل الليثيوم والكوبالت. وبالطبع تساهم حركة سيماول التي تشارك من خلالها كوريا تجربتها الاقتصادية الناجحة، في تنمية الاقتصاد الإثيوبي.

 
- من المقرر عقد القمة الكورية الأفريقية في سيئول خلال يومي 4 و5 يونيو. ما الذي تتوقعه إثيوبيا من هذه القمة؟

تعد القمة اجتماعا تاريخيا بالنسبة للجميع، وهي أيضا فرصة للدول الأفريقية ليتعرفوا بشكل أفضل على المجالات الإستراتيجية الخاصة بكوريا. ومشاركة التجربة الاقتصادية الكورية أمرا مهما ومفيدا ليس فقط بالنسبة لإثيوبيا بل لجميع دول العالم. وهذا هو سبب توافد الزوار رفيعي المستوى على كوريا واحدا تلو الآخر. ونتطلع لتصبح هذه القمة فرصة لتوسيع التعاون بين الجانب الكوري والأفريقي.

كرست إثيوبيا جهودها من أجل السلام ليس فقط في كوريا بل أيضا في جميع الدول الأفريقية. ولهذا السبب لديها صورة تاريخية في أفريقيا فهي جغرافيا تقع في مركز القارة وقلبها. وهي تعد أيضا بوابة تربط شرق وغرب أفريقيا كما أنها ثاني أكبر دولة في القارة من حيث التعداد السكاني. وكل هذه المميزات تجعل قول إن إثيوبيا هي مركز التعاون والتنمية الاقتصادية بين كوريا وأفريقيا ليس مبالغة على الإطلاق. وجدير بالذكر أن إثيوبيا هي ثان أكبر دولة من حيث عدد السكان على مستوى أفريقيا وأغلبية سكانها من الشباب لذلك هي موقع جيد للشركات الكورية التي تود تنفيذ مشاريع استثمارية وتجارية بالإضافة إلى تمتع الدولة بقدرة تواصل ممتازة بفضل تطور وسائل النقل والمواصلات. وبفضل كل هذا أرى أن التعاون بين البلدين سيتطور أكثر في المستقبل.

سفير إثيوبيا لدى كوريا ديسي دالكي دوكامو أشار إلى الخطوط الجوية الإثيوبية في مطار إنتشون الدولي كواحدة من أسرار تطور وتوسع حجم التجارية بين كوريا وإثيوبيا.

- نحن على علم بجهود الحكومة الكورية في توسيع المشاريع المتعلقة بالمحاربين القدامى مثل برامج المنح الدراسية لأحفاد المحاربين القدامى الإثيوبيين الذين شاركوا في الحرب الكورية. حدثنا قليلا عن كيف يواصل الطرفات علاقة التعاون بينهما التي بدأت بمشاركة إثيوبيا في الحرب الكورية؟ 

في البداية، أعرب عن تقديري وخالص شكري للحكومة الكورية وجهودها في مشاريع رعاية المحاربين القدامى من إثيوبيا وذويهم. وتقوم كوريا بتنفيذ مشاريع كبرى عدة حول رعاية المحاربين القدامى الذين ضحوا بأنفسهم في الحرب الكورية مثل بناء قاعة تذكارية للمحاربين القدامى الإثيوبيين في بلدة تشونتشيون بمقاطعة كانغ وون. ويلعب هذا النوع من الجهود مثل بناء القاعة التذكارية والحفل التذكاري للمحاربين القدامى، دورا هاما في ترسيخ أواصر التضامن بين شعبي البلدين. أما المنح التعليمية التي تقدمها كوريا فلا تقتصر فقط على المحاربين القدامى بل تشمل أيضا الطلاب العاديين. ونتطلع إلى استمرار هذا النوع من المشاريع في المستقبل لضمان تعزيز العلاقات ليس فقط على مستوى التعاون بين البلدين بل الشعبين أيضا.

- ما هي الثقافة والطعام والوجهات السياحية الإثيوبية التي تود في تقديمها لقراء كوريا نت؟
إثيوبيا معروفة بين دول أفريقيا بكونها دولة قديمة وفيها تم اكتشاف الحفرية ’لوسي‘ أول حفرية بشرية. وهي دولة لها تاريخ فريد من نوعه حيث تشتهر بكونها نقطة بداية تاريخ البشرية. كما تحتوي إثيوبيا ليس فقط على الكنائس المعروفة تاريخيا بل أيضا الكثير من المساجد الشهيرة. وهي وجهة سياحية مميزة ولها طابع وأجواء ساحرة فريدة.

وتتميز ثقافة الطعام في إثيوبيا بسحر خاص ومختلف عن مثيلتها في أوروبا. ومن الأطباق الإثيوبية الرئيسية أكلة ’إينجيرا‘ وأكلة ’دورووات‘. وتتميز إينجيرا بأنها خبز مصنوع من حبوب التيف الخالية من الغلوتين التي تعد منتج محلي خاص بإثيوبيا ويتمتع الخبز بملمس يشبه الإسفنج. أما الدورووات فهي أكلة تتكون من دجاج مطهو على البخار تم تتبيله بالزبدة والتوابل المختلفة.

ويعتبر مناخ إثيوبيا معتدلا بشكل عام حيث يبلغ متوسط الحرارة حوالي 20 درجة مئوية مما يجعلها وجهة سفر مناسبة في جميع فصول السنة. وإذا تحدثنا عن أفضل وقت للسفر إليها فهو شهر سبتمبر حيث تكون البلد جميلة جدا والأزهار متفتحة مثل أزهار الكرز في كوريا. أما شهر يناير فهو يتميز بإقامة مهرجان ’تيمكيت‘ الأرثوذكسي الإثيوبي الشهير وهو واحدا من ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو أيضا.

- تم تعيينك سفيرا لإثيوبيا لدى كوريا في عام 2022. ما هي خططك لفترة توليك منصبك؟

مواصلة تطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين هو هدفي الرئيسي أثناء فترة وجودي في كوريا. وأرغب في العثور على المزيد من المستثمرين الكوريين الراغبين في تنفيذ مشاريع عمل في إثيوبيا كما أنني أرغب في زيادة حجم التجارة بين البلدين عن المستوى الذي حققه في عام 2021. وسأبذل قصارى جهدي من أجل توسيع نطاق التبادلات التجارية والبشرية والثقافية بين البلدين بالإضافة إلى التبادلات التكنولوجية العلمية ومجال الاستثمار.

arete@korea.kr