الشعب

2024.03.29




يون سو-جونغ ويون سيونغ-جين
الصور = جون هان
الفيديو = جون هان ولي جون يونغ


"إذا تعاونت كوريا والدنمارك اللتان حققتا العديد من الابتكارات معا، فسوف نتمكن من تحقيق المزيد في المستقبل"

هذه هي كلمة السفير الدنماركي لدى سيئول سفيند أولينغ.

وتوقع السفير أولينغ أنه إذا تعاونت الدولتان اللتان تتمتعان بقيم مشتركة وقدرات تكنولوجية متميزة، فيمكنهما إيجاد حلول للمشاكل التي يواجهها العالم.

وقال السفير أولينغ في مقابلة أجراها كوريا نت بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين كوريا والدنمارك هذا العام، إن الدنمارك تأمل في تعزيز التعاون مع كوريا في مجالات الطب والعلوم والمناخ والطاقة على أساس تحالف النمو الأخضر. وفيما يتعلق بالتعاون الطبي، أكد أنه بعد اندلاع الحرب الكورية، أرسلت الدنمارك المستشفى العائم جوتلانديا إلى كوريا. وبناء على ذلك، واصل البلدان التعاون الطبي القائم على التكنولوجيا المتطورة حتى يومنا هذا.

السفير الدنماركي لدى سيئول سفين أولينغ يرفع إبهامه قائلا إن روح الابتكار هي سر تطوير التعاون بين البلدين في مقابلة مع كوريا نت أجريت في مقر إقامة السفير في حي سيونغ بوك في سيئول.

السفير الدنماركي لدى سيئول سفين أولينغ يرفع إبهامه قائلا إن روح الابتكار هي سر تطوير التعاون بين البلدين في مقابلة مع كوريا نت أجريت في مقر إقامة السفير في حي سيونغ بوك في سيئول.



وفيما يلي مقتطفات من المقابلة مع السفير الدنماركي لدى سيئول سفين أولينغ التي أجريت في مقر إقامة السفير لدى سيئول يوم 29 يناير.

في ديسمبر الماضي، احتفل مركز الابتكار التابع للسفارة الدنماركية لدى سيئول الذي تم إنشاؤه لتعزيز التعاون بين كوريا والدنمارك في مجال الابتكار، بالذكرى العاشرة لتأسيسه. وهل يمكنك أن تخبرنا عن إنجازات التعاون بين البلدين في مجال الابتكار حتى الآن والاتجاه المستقبلي للتعاون الثنائي؟

قبل 10 سنوات، لقد اخترنا بعناية 7 أماكن في العالم بما في ذلك سيئول (كوريا) وبوسطن (الولايات المتحدة) وكوبنهاغن (الدنمارك) وميونيخ (ألمانيا) لبناء مراكز الابتكار حيث يمكننا تحقيق نتائج مثمرة بناء على روح الابتكار. وعلى عكس قسم التجارة في السفارة الذي يتعامل بشكل أساسي مع الصادرات والواردات والاستثمار، يقوم مركز الابتكار بإنشاء شبكة تعاون مع الباحثين والشركات الناشئة في السعي إلى توسيع التعاون والتبادل التكنولوجي بين البلدان على المدى الطويل. ونتيجة لذلك، نرى تعزيز التعاون معها في مجال تكنولوجيا الكم والمستشفيات الذكية.

تشترك كوريا والدنمارك في قيمة الابتكار. وكما أنهما تحتلان مرتبة عالية جدا على مؤشر الابتكار الدولي. ويسعى البلدان اللذان حققا أعلى مستوى من التطور التكنولوجي، إلى إيجاد حلول للمشاكل التي يواجهها العالم. وإذا عملت الدولتان اللتان تتمتعان ببنية تحتية قائمة على روح الابتكار معا، فسوف نتمكن من تحقيق المزيد في المستقبل.

ما هي القطاعات التي ترغب الحكومة الدنماركية في تعزيز التعاون مع كوريا فيها؟

أولا، أود أن أقول القطاع الأخضر لأن كلا البلدين انضما إلى تحالف النمو الأخضر في عام 2011. وبفضل هذا التحالف، تعاون البلدان بشكل وثيق للاستجابة بنشاط لتغير المناخ الذي يواجهه العالم. ويستمر التحالف في التطور ليمتد إلى مجالات السياسة والعلوم والأعمال والطاقة. وآمل أن يتوسع هذا التحالف ليشمل قطاعات العلوم والتكنولوجيا مثل تكنولوجيا الكم والحوسبة.

وتعتبر الأدوية والصحة أيضا من المجالات الواعدة وأكبر قطاعات التصدير. ولقد أنشأنا مؤخرا تحالفا للمستشفيات الذكية الكورية الدنماركية. وفي إطار المشروع، تخطط كل من 5 مستشفيات مختارة للعمل معا باستخدام تكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي لمعالجة المهام المشتركة التي يواجهها مجتمعنا مثل ظاهرة الشيخوخة.

وتعد صناعة الغذاء أيضا صناعة واعدة، حيث تكتسب الأطعمة الكورية مثل الكيمتشي وكيم (الأعشاب البحرية) الآن شعبية عالمية. حتى أن ابنتي بحثت عن الأعشاب البحرية الكورية (الكيم) عندما زارتني في كوريا، قائلة إنها تريد أن تصنع الكيمباب (لفائف الأرز بالأعشاب البحرية) نفسها. وفي الدنمارك، يعتبر الطعام الكوري طعاما بديلا جديدا من الأطعمة الذكية الأقل عبئا على المناخ. وتصدر الدنمارك منتجات الألبان واللحوم إلى كوريا. ونأمل أن نأخذ خطوة أخرى إلى الأمام ونقدم المزيد من المنتجات الفاخرة إلى كوريا. وأعتقد أن الوقت قد حان لذلك لأن الطلب على المنتجات الغذائية الراقية يتزايد أيضا في كوريا.

هناك تبادلات نشطة بين كوريا والدنمارك، ويبدو أن شعبي البلدين مهتمان جدا بثقافة الآخر. وبرأيك ما هو سر استمرار البلدين في التبادلات النشطة بعضهما البعض على رغم تباعد المسافات بينهما؟

أعتقد أن السر يكمن في العقلية المتشابهة لكلا البلدين. إذا نظرت إلى الخريطة، نجد أننا بعيدون عن بعضنا البعض، ولكننا نعمل جاهدين لتغيير العالم من خلال التحديات والابتكارات الجريئة. ويأمل البلدان أن يتمتع المجتمع الدولي بالسلام والوئام على أساس سيادة القانون تحت قيادة الأمم المتحدة، وأن يستجيبا بقوة للقضايا الراهنة مثل التهديدات الكورية الشمالية والحرب في أوكرانيا. ونريد معالجة المشاكل معا وإيجاد الحلول بروح مشتركة وروح قتالية.

اختارت وزارة شؤون الوطنيين والمحاربين القدامى الكورية ’المستشفى العائم الدنماركي جوتلانديا‘ ليكون بطلة الحرب الكورية لشهر يناير من هذا العام. وكيف يواصل البلدان إرث جوتلانديا في الوقت الراهن؟

يشرفنا أن يتم اختيار جوتلانديا. وأنا ممتن للاهتمام الذي أولته لنا كوريا حتى بعد 73 عاما. في ذلك الوقت، شعرنا بالرعب إزاء حقيقة مفادها أن العالم كان قد خرج للتو من الحرب العالمية الثانية، ولكنه لم يتعلم الدرس منها وبدأ مرة أخرى حربا قاسية. وفي هذه الحالة، اعتقدنا أنه علينا أيضا أن نفعل شيئا ما. وعلى الرغم من أننا لا نعرف الكثير عن كوريا، إلا أننا قررنا إرسال سفينة المستشفى لتقديم الدعم ذي المعنى. وقد يبدو دعم الدنمرك ضئيلا مقارنة بمثيله من الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا التي أرسلت أعدادا كبيرة من الجنود إلى كوريا. ومع ذلك، فمن المهم أن دولة بعيدة لا تعرف شيئا عن كوريا قد اتخذت هذا القرار.

وحتى بعد توقف الحرب، شعر الطاقم الطبي في جوتلانديا أنهم لم ينهوا مهامهم. ولقد أحبوا كوريا وبقوا فيها لمواصلة تقديم الدعم الطبي، ووضع الأساس لإنشاء المركز الطبي الوطني الكوري بالتعاون مع طاقم طبي من السويد والنرويج. واليوم يستمر التعاون الطبي بين كوريا والدنمارك من خلال شبكة التعاون للمستشفيات القائمة على التكنولوجيا المتقدمة.

كيف تنظر كوبنهاغن إلى جهود سيئول لتعزيز السلام في شبه الجزيرة الكورية وإخلاء كوريا الشمالية من الأسلحة النووية؟

تتفق كوريا والدنمارك باعتبارهما دولتين تتخذان مواقف مماثلة، على حماية النظام الدولي القائم على القواعد. ويجب علينا الحد من الأسلحة النووية والاستفزازات المسلحة والإمبريالية. وأنا أقف مع ’النهج ذي المسارين‘ للرد ليس فقط على كوريا الشمالية، بل وأيضا على الدول الأخرى التي تثير التوترات. وعلينا أن نرد بحزم وقوة على استفزازات كوريا الشمالية التي قد تشعل فتيل حرب خطيرة. ولكن في الوقت نفسه، يجب علينا أن نفتح الطريق أمام كوريا الشمالية لوقف استفزازاتها والعودة إلى مسارها الطبيعي. وإذا كان الجانب الآخر يريد التراجع عن حافة الهاوية، فنحن مستعدون دائما للتحدث معه من أجل السلام.

هناك فرصة خاصة الآن لأن سيئول أصبحت عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في الأول من يناير الماضي. وأدرجت القضايا المتعلقة بأوكرانيا وكوريا الشمالية في جدول أعماله. وفي هذا العام، تترشح الدنمارك للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي أيضا. وأتطلع إلى انتخاب الدنمارك والعمل مع كوريا في مجلس الأمن لحل القضايا العالمية بدءا من عام 2025.

لقد توليت منصبك السفير الدنماركي لدى سيئول في شهر مايو من العام الماضي. ما هي الخطط أو الأهداف التي لديك خلال فترة وجودك هنا في كوريا؟

آمل أن يتعمق التعاون بين كوريا والدنمارك في كافة المجالات، بما في ذلك السياسة والعلوم والاقتصاد. وبالتالي سأعمل على تسريع عجلة التعاون بين البلدين. وهذه الجهود مدعومة حاليا من القادة السياسيين ورجال الأعمال والمواطنون من كلا البلدين. وإذا تعاونت الدولتان، فيمكنهما إيجاد حلول للمشاكل التي يواجهها العالم.


السفير الدنماركي لدى سيئول سفين أوهلينغ يعرض صورة لسفينة المستشفى جوتلانديا، وهي مستشفى عائم أرسلته الدنمارك خلال الحرب الكورية.

السفير الدنماركي لدى سيئول سفين أوهلينغ يعرض صورة لسفينة المستشفى جوتلانديا، وهي مستشفى عائم أرسلته الدنمارك خلال الحرب الكورية.


arete@korea.kr, scf2979@korea.kr

محتوى متعلق