الشعب

2023.08.04



لي كيونغ-مي، كيم سون-آه
الفيديو = لي جون-يونغ

"لأني لا أعرف ما هي ’المشاعر‘"
"لا أستطيع حل مشكلتك ولكن سأستمع إليها. ففي النهاية لكل منا قصته الخاصة"


يحكى ويبتون ’دكتور فروست‘ عن عالم نفس عبقري متبلد المشاعر يتجاوب مع جروح عملاؤه (من يتقدمون بطلب استشارة نفسية) بطريقة علمية بناءا على أسس علم النفس. وبدأ عرض الويبتون في عام 2011 واكتمل عام 2021 وقال الفنان لي جونغ-بوم الذي رسم هذا الويبتون على مدار أعوام طويلة "هو قصة تحكي عن مدى أهمية فهم الذات"، و"هذا هو مغزى تلك الـ10 سنوات".

قال الفنان لي تلك الكلمات في لقاء خاص مع مراسلي كوريا نت يوم 25 يوليو في مكتبه الخاص بحي بوندانغ في مدينة سيونغنام بمقاطعة غيونغ غي وأخبرنا أيضا عن وضعه الحالي واصفا إياه بـ’فترة إدخال معلومات‘. مفسرا ذلك بأنه يتعرف على أعمال مختلفة مثل الروايات الرقمية، الأفلام، الألعاب وغيرها لمعرفة ما يحرك ’قلب‘ المشاهد هذه الأيام. وأنه يعطي فترة التجهيز لعمل جديد مجهودا بقدر ما استغرقه دكتور فورست في العرض.

وجدير بالذكر أن ويبتون دكتور فورست تم ترجمته لـ10 لغات أجنبية منها الإنجليزية واليابانية والصينية ولاقت النسخ المترجمة إعجاب القراء بالخارج.

الصورة توضح فورست (في المنتصف) بطل ويبتون ’دكتور فورست‘ وغيره من الشخصيات الرئيسية المشاركة في العمل. (الصورة من لي جونغ-بوم)

الصورة توضح فورست (في المنتصف) بطل ويبتون ’دكتور فورست‘ وغيره من الشخصيات الرئيسية المشاركة في العمل. (الصورة من لي جونغ-بوم)


وتحدث معنا الفنان لي عن اندهاشه من رد فعل القراء الأجانب قائلا "في البداية توقعت أن تختلف ردة فعل القراء من دولة إلى أخرى لكن لم تختلف كثيرا عن كوريا". وتأكدت من ذلك بنفسي من خلال التعليقات التي كانت مماثلة للقراء الكوريين في أجزاء المعاناة أو البكاء أو التعاطف مع القصة. وقال الفنان لي "بالطبع كان هناك بعض ردود الفعل المختلفة حسب الدولة والثقافة ولكن تعلمت من خلال هذا العمل أن القصة الجيدة تحتاج لوجود شيء مشترك يستطيع الجميع الشعور به بغض النظر عن الجنس والعمر والثقافة وغيرها".

وأظهرت نتائج الأبحاث أن الويبتون الكوري من الأعمال الفنية التي تلقى ترحيبا في الخارج. وفي تقرير ’استطلاع حالة موجة الهاليو في الخارج لعام 2023‘ الذي أعلنته وزارة الثقافة والرياضة والسياحة بالتعاون مع الوكالة الكورية للتبادل الثقافي الدولي، تم اختيار ’الويبتون‘ كأكثر المحتويات الكورية استهلاكا في الخارج.

وكان الفنان لي من أوائل من صنعوا ممرا صغيرا للويبتون في سوق المحتويات معتمدا على كون الويبتون تطور وأظهر نموا في كوريا الجنوبية. فعلى الرغم من كون الأفلام، المسرحيات، المسرحيات الموسيقية وغيرها من الفنون تحتاج إلى رأس مالي وقوى عاملة لتنفيذها إلا أن الويبتون لا يحتاج إلا إيمان الكاتب بأنه سيكون ’ممتعا‘ للقراء حتى يغامر ويقوم به. ويمكن القول إن كون الكاتب هو من يتحمل المخاطرة والمسؤولية وحده عند صناعة الويبتون، جعلت العديدين يصنعون أعمالا متنوعة ومختلفة الأفكار والشخصيات.

وأضاف الفنان لي قائلا إن العوامل السابق ذكرها بالإضافة إلى كون الويبتون يسهل الوصول إليه عبر الأجهزة المحمولة، كان لهم أثرا كبيرا في النجاح السريع للويبتون في كوريا وحول العالم. كما أكمل حديثه قائلا "حاليا نستطيع مشاهدة الويبتون فورا (عبر الهاتف) ونحن ننتظر الحافلة حتى لو كان وقت الانتظار 5 دقائق فقط. تطور الويبتون سريعا لكونه عمل فني يمكن الاستمتاع والشعور به في كل وأي لحظة وذلك ساهم في هيمنته على حياتنا اليومية".

أعمال الويبتون الكوري التي تتحول إلى دراما وأفلام تزداد باستمرار. الصورة تظهر بعض أعمال الويبتون تحولت إلى أعمال تليفزيونية. (من اليسار باتجاه عقارب الساعة) ملصق دراما ’دكتور فورست‘، مشهد من دراما ’جميعنا أموات‘، ملصق دراما ’إيتوان كلاس‘، مشهد من فيلم ’كونكريت يوتوبيا‘. (الصور من قناة أو سي إن، نتفليكس، شركة لوتيه للترفيه، قناة جي تي بي سي)

أعمال الويبتون الكوري التي تتحول إلى دراما وأفلام تزداد باستمرار. الصورة تظهر بعض أعمال الويبتون تحولت إلى أعمال تليفزيونية. (من اليسار باتجاه عقارب الساعة) ملصق دراما ’دكتور فورست‘، مشهد من دراما ’جميعنا أموات‘، ملصق دراما ’إيتوان كلاس‘، مشهد من فيلم ’كونكريت يوتوبيا‘. (الصور من قناة أو سي إن، نتفليكس، شركة لوتيه للترفيه، قناة جي تي بي سي)


تحولت الكثير من أعمال الويبتون إلى دراما وأفلام بالفعل والعدد مستمر في التزايد. وتم إنتاج دراما دكتور فورست في عام 2014. وبفضل النمو المستمر لسوق إنتاج الويبتون إلى اعمال سينمائية، تتراكم الخبرة في ذلك المجال تدريجيا أيضا. وفي بعض الأحيان يتم تحويل الويبتون الأصلي كما هو، وفي أحيان أخرى يتغير المحتوى الأصلي بشكل كبير في العمل الدرامي. ومؤخرا بدأنا نرى عدد متزايد من فناني الويبتون يكتبون الحوار الدرامي بأنفسهم، ومنهم على سبيل المثال الفنان غوانغ جين صاحب ويبتون ’إيتوان كلاس‘، وكيم بو-تونغ (ويبتون دي بي)، كانغ بول (ويبتون موفينغ) وغيرهم.

ويرحب الفنان لي دائما بالتعبير عن القصة بطرق متعددة فهو يراها محاولة لتوسيع إمكانات ونطاق القصة. وقال أيضا إنه يشعر بالترحيب وأن العالم يفهم عمله الفني عندما يقوم الآخرون بتفسير أعماله من خلال وجهة نظرهم الشخصية بشكل مختلف عن فكرة الكاتب الأصلية.

وتحدث أيضا حول قضية حقوق النشر التي تهدد جميع المبدعين حول العالم. وقال إن الحل الوحيد هو العمل على 3 محاور في نفس الوقت وهي تعزيز أسس الحماية القانونية، سعي مسؤولي منصات المحتويات، رفع مستوى وعي الناس. كما أكد "أتمنى أن يدرك الناس أنها قضية حماية لمحتوى فني ثمين جدا ابتكرته كوريا الجنوبية لأول مرة".

وتابع حديثه قائلا "ازداد عدد الأشخاص الذين يشعرون بالخجل من من قراءة الويبتون عبر المواقع غير القانونية، وتقوم الشركات بتطوير تكنولوجيا تتبع سرقات المحتوى وبدأنا نرى عقوبات قانونية لذلك أيضا"، وقال "ولكن الفنانين مازالوا في حاجة للمزيد".


الفنان لي جونغ-بوم قال في مقابلة خاصة مع مراسلي كوريا نت يوم 25 يوليو بمكتبه الخاص إن معظم فناني الويبتون بسبب طبيعة عملهم يعانون من أمراض الرقبة والظهر والكتف والمعصم. كما أنهم يعانون نفسيا من الضغط والعبء الناجم عن ردود فعل القراء عبر التعليقات. (الصورة من كيم سون-جو)

الفنان لي جونغ-بوم قال في مقابلة خاصة مع مراسلي كوريا نت يوم 25 يوليو بمكتبه الخاص إن معظم فناني الويبتون بسبب طبيعة عملهم يعانون من أمراض الرقبة والظهر والكتف والمعصم. كما أنهم يعانون نفسيا من الضغط والعبء الناجم عن ردود فعل القراء عبر التعليقات. (الصورة من كيم سون-جو)



وقال الفنان لي حول مصطلح ’كي-ويبتون‘ وهو يضحك "هذا يشبه قولنا كي-كيمتشي". وفسر ما قاله في آخر كلمة أرسلها لمحبي الويبتون حول العالم قائلا "كوريا الجنوبية هي مسقط رأس نمو وعولمة الويبتون ويتذكر الجميع أن كوريا هي من صنعت الويبتون، وفي نفس الوقت قراء الويبتون من دول أخرى عندما يرسمون الويبتون أرى أن ذلك تقدما. أتمنى أن يقوم كل من يقرأ الويبتون ويستمتع به، برسم الويبتون الخاص به".

km137426@korea.kr