جونغ جو-ري
ماذا تفعل عندما تجد عملا فنيا يعجبك؟ يمكننا نلتقط صورة أو كتابة شيئا .. وهناك طرق لا تعد ولا تحصى. وأنتج المخرج الفنرسي آلان مزار فيلما وثائقيا. لقد شاهد مزار أفلام المخرج الكوري لي تشانغ دونغ وفتن بها منذ حوالي 20 عاما في فرنسا.
وولد مزار في عام 1955 في باريس، وقد أنتج أكثر من 20 فيلما وفيلما وثائقيا. وأصبح اسمه مشهورا بعد إنتاج أفلامه الوثائقية عن مخرجي أفلام مثل دوغلاس سيرك وجاك تورنيور وأتوم إيغويان.
ويضيء الفيلم الوثائقي ’لي تشانغ دونغ: فن السخرية‘ عالم أعمال لي، وهو أحد المخرجين الكوريين الرائدين. وولد المخرج لي في مدينة ديه-غو عام 1954، وظهر لأول مرة كروائي أثناء عمله كمدرس للغة الكورية. وفي سنه الأربعين، ظهر لي لأول مرة كمخرج سينمائي بفيلمه الأول ’سمكة خضراء‘ (عام 1997). وحصل هذا الفيلم على جائزة يونغهو لمخرج آسيوي جديد في مهرجان فانكوفر السينمائي الدولي السادس عشر. وحصل على جائزة الأسد الفضي (جائزة المخرج) في مهرجان البندقية السينمائي التاسع والخمسين عن فيلمه ’واحه‘ (عام 2002). ومنذ ذلك الحين، ترشحت أفلامه ’ميل-يانغ‘ (عام 2007) و’الشعر‘ (عام 2010)، و’الحرق‘ (عام 2018) على مسابقة الأفلام الروائية في مهرجان كان السينمائي ثلاث مرات. وفاز فيلمه ’الشعر‘ بجائزة أفضل سيناريو في الدورة الـ63 لمهرجان كان السينمائي في عام 2010.
وجذب الفيلم الوثائقي عن لي اهتماما كبيرا أثناء عرضه في مهرجان جونجو السينمائي الدولي الثالث والعشرين في كوريا في الفترة من 28 أبريل إلى 7 مايو. وتم عرض الفيلم أيضا في مهرجان إي بي إس الدولي التاسع عشر للأفلام الوثائقية في الفترة من 22 إلى 28 أغسطس، وتلقى دعوة إلى مهرجان لوميير في ليون، فرنسا من 15 إلى 23 أكتوبر.
ما هو سبب إنتاج فيلم وثائقي عن مخرج كوري؟
أول فيلم رأيته من إنتاج لي كان ’حلوى النعناع‘ (عام 2000) عندما فاز هذا العمل بجائزة ’أفضل 15 مخرجا‘ في الدورة الـ53 لمهرجان كان السينمائي. ولقد تأثرت بشدة بطريقته الجريئة (للفيلم) للعودة بالزمن إلى الوراء. وكانت المرة الأولى التي أشعر فيها بالصدمة من فيلم. وشاهدت لاحقا فيلم لي الثالث ’واحة‘. وكان الموضوع والسيناريو وقوة المشهد والتمثيل الحماسي من قبل الممثلين - كل شيء رائع، أعتقد أنه حقا تحفة فنية.وبعد ذلك، شاهدت أفلامه الأخرى مثل ’ميل-يانغ‘ و’الشعر‘ و’الحرق‘ و’السمكة الخضراء‘ وعزمت على إنتاج فيلما وثائقيا عن المخرج لي. وعلى الرغم من عدم إطلاق فيلمه الأول ’السمكة الخضراء‘ رسميا في فرنسا، إلا أنه يحكي قصته الشخصية بمهارة في الفيلم.
كيف كانت عملية الإنتاج الوثائقي؟
بدأت أولا العمل على السيناريو، مستوحى من مقابلة مكتوبة بين الناقد جان والمخرج لي. وبفضل الناقد جان، تمكنت من الاتصال بالمخرج لي على الفور والحصول على إذنه بالظهور في فيلمي الوثائقي. وبعد ذلك، تعاونت مع شركة إنتاج الأفلام ’فاين هاوس فيلم‘، التي أنتجت أفلام المخرج لي، وشكلت فريقا مع المنتج جان فابريس بارنو في شركة إنتاج فرنسية متخصصة في الأفلام الوثائقية ’موبيدا‘.
يعرض الفيلم الوثائقي أماكن في كوريا مثل حي هوام في يونغسان، سيئول؛ ومدينة باجو، مقاطعة كيونغ كي وحي إلسان في مدينة غو-يانغ، مقاطعة كيونغ كي وحي يونغ دونغ بو، سيئول. كيف تم تصويرها؟
حسب جدولنا الزمني، كان من المقرر أن نذهب إلى سيئول في مارس عام 2020 للتصوير. لكن للأسف لم نتمكن من ذلك بسبب انتشار فيروس كورونا 19. وفي مثل هذه الظروف، كانت الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها إخراج الفيلم هي زوم. وكنت في حالة من اليأس المطلق. وكان هدفي مقابلة هذا الفنان والمخرج السينمائي الرائع وزيارة كوريا لرؤية الأماكن التي رأيتها في أفلامه مباشرة. وبالنسبة لي، كانت هذه الأشياء مهمة للغاية. وكان لدي إعجاب كبير بالمخرج لي لذا لم أستطع التخلي عن تصوير هذا الفيلم الوثائقي. ولذا في النهاية، كان عليّ توجيهه عبر الإنترنت. وعلى الرغم من المسافة الجغرافية، تواصلت بسهولة مع المخرج لي والآخرين الذين ظهروا في الفيلم الوثائقي بفضل المعدات الممتازة والمترجم جو كيونغ-هي. واستغرق التصوير 16 يوما من سبتمبر إلى أكتوبر من العام الماضي.
يغطي فيلمك الوثائقي أفلام المخرج لي بترتيب زمني عكسي، بدءا من فيلمه الأخير ’صوت القلب‘ إلى عمله الأول ’السمكة الخضراء‘ لتسليط الضوء على طفولته. لماذا قررت هذا الترتيب؟
منذ أن بدأت العمل على السيناريو، اعتقدت أنه يجب علي تغطية الفيلم بترتيب زمني عكسي. ويطرح في بالي فيلم لي ’حلوى النعناع‘ حيث اختار المخرج لي تشكيلة العودة بالزمن إلى الوراء. وأردت أن أسمح له بزيارة الأماكن التي صورها في أفلامه، والعودة بالزمن إلى الوراء واسترجاع حياته السابقة، وأردت أن أنضم إليه وهو يتذكر لحظات من طفولته، والتي ربما قد تكون مصدر إلهامه الفني.
من أجل فهم حياة المخرج لي تشانغ-دونغ، يبدو أن فهم التاريخ المعاصر لكوريا الجنوبية ضروري. ألم تشعر أن هذا الجزء غير مألوف بالنسبة لك كفرنسي؟
أردت تصوير المخرج لي كفنان أحترمه في هذا الفيلم الوثائقي. وأردت أيضا إظهار العلاقة بين التاريخ الكوري وحياته. وعندما بدأت في كتابة السيناريو، لم أكن أعرف شيئا عن التاريخ الكوري المعاصر. وأثناء تحرير الفيلم، تعلمت الحقائق التاريخية مثل حركة 18 مايو الديمقراطية في كوانغ جو التي ألهمت فيلم ’حلوى النعناع‘ والعديد من الروايات بفضل المخرج لي والكاتب ’وو جونغ-مي‘ والممثلين.
ما هي أكثر اللحظات أو الأماكن التي لا تنسى أثناء التصوير؟
عندما يكون نهارا في كوريا، يكون الليل في فرنسا، لذلك أثناء التصوير، شعرت وكأنني كنت أحلم في أحلام اليقظة. وكانت جميع الأماكن التي صورتها لا تُنسى وتركت لي انطباعات خاصة. وأكثر الأماكن التي أتذكرها هي ضفة النهر في ميل-يانغ بمقاطعة كيونغ سانغ الجنوبية. وكان المشهد هناك مشابها لمنطقة صينية متاخمة للحدود الكورية الشمالية حيث عشت وعملت فيها كمساعد مدرس لمدة عام في 1978.
لماذا تعرّف أعمال المخرج لي بأنها ’فن السخرية‘؟
فن السخرية هو موضوع فكرت فيه منذ أن عملت على السيناريو. ويطرح الفيلم الوثائقي أسئلة حول الشخصيات في كل من أفلام المخرج لي. وتظهر ’السخرية الدرامية‘ يتناولها المخرج لي عبر شخصيات أفلامه. وأردت أن أجيب من خلال هذا الفيلم الوثائقي على أسئلة عن المنطق الذي تتبعه الشخصيات، وخلفية السياقات الاجتماعية والبيئية والتاريخية التي تؤثر عليهم، وكيفية تصوير الممثلين، وكيفية صنع المخرج الشخصيات، وكيف يرتبط المخرج بهذه الشخصيات.
ماذا تود أن تخبر قراء موقع كوريا نت الذين سيشاهدون فيلمك الوثائقي؟
هدفي الأول من هذا الفيلم الوثائقي هو إثارة رغبة عشاق السينما الذين طالما رغبوا في مشاهدة أفلام المخرج لي. وإذا كان أحد المشاهدين الغربيين مثلي من بلد بعيد عن كوريا يحب أفلامه بما يكفي لإنتاج فيلم وثائقي عنه، فهذا يعني أن أعماله عالمية. وإذا لم تشاهد فيلما للمخرج لي مطلقا، أوصي بمشاهدة جميع أفلامه. ويمكنك مشاهدة أعماله من خلال فيلمي الوثائقي.
etoilejr@korea.kr