الشعب

2017.11.09

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى


بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية رفيدة أبوالوفا أحمد 

يمكن للسفر إلى البلاد العربية أن يكون مصدر قلق وغموض للبعض في حين أن للبعض الآخر يبدو كمغامرة ومع ذلك يبادر القليل من الناس بأخذ تلك المغامرة لاستكشاف البلاد العربية، "توفي تشو" أحد المسافرين الكورين الذي يستكشف البلاد العربية بلد تلو الأخرى. 

ويقوم بعمل سلسلة من الفيديوهات على اليوتيوب عن اختلاط بالثقافة العربية إلى جانب إقامته لحفلات كي-بوب التي تجمع محبي الكيبوب في الدول العربية ,كل هذه النشاطات التي يقوم بها جعلت "توفي تشو" من المشاهير الكورين على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال صفحته "يوميات اوبا"، التي يتمكن المشاهدون من أن يروا تفاعلاته مع المواطنين إلى جانب جولاته بالشوارع العربية من خلال مقاطع الفيديو التي تعكس صورة حقيقة وواقعية عن المجتمعات والبلاد العربية وليست الصورة السياحية وهذا قد يساعد المهتمين بزيارة البلاد العربية أن يكونوا منظورهم الخاص من خلال تجارب توفي.

Egypt_171109_article_01.jpg

توفي يحب التراث والناس في جميع البلدان العربية



لقد سمعت أن الكثير من الكوريين يقومون بذلك ولكن أخبرني توفي حينما بدأت السفر ما الذى جذبك للبلاد العربية؟

اهتمامي بمصر والعالم العربي بدأ حينما كنت برحلة إلى تركية وأنا بطريقي إلى كورية لزيارة عائلتي كانت رحلة الطيران خاصتي تقف باسطنبول، فقررت أن أتجول في المدينة لعشرة أيام لوحدى بدافع الفضول دون أي علم مسبق بالثقافة أو تاريخ المكان وخلال تجوالي حدث شيئا فاجأني كثيرا حيث ظللت أقابل عدد الكبير من المعجبين بالكيبوب والكيدراما فمثلا يحد أن أكون في الحافلة وفجأة يبدأ أحدهم ببدء حديث معي عن مسلسلهم الكوري المفضل أو أن أكون جالسا بإحدى المقاهي ويأتي أحدهم يسألني أن كنت كوريا لا يسألونني إن كنت من اليابان والصين بل كوريا!. 

هذا الشعور جعلني أشعر بالامتنان والفخر الشديد لأنه خلال نشأتي كان الجميع يفترض تلقائيا إنى من الصين ولذلك أثار دهشتي أن يمكن لهم أن يميزوني من بلدي ولكن أكثر شيء فاجأني حقا كان حينما أخبرني أحد أصدقائي التركيين أن الكيبوب ذو شيوعا في تركيا وأن الكثير يتابعونه وذلك لفت انتباهي جدا وجعلني انشئ قناة على مواقع التواصل الاجتماعي لمحبى الكيبوب العرب ومن خلال قناتي بدأت أكون أصدقاء عرب من مختلف أنحاء العالم العربي وعندما صارت تجمعني بهم علاقة قوية وتعرفت من خلال حديثهم على مختلف الثقافات قررت أن أسافر لأقابلهم وأن أصور فيديوهات عن مغامرتي. 

هذا حقا رائع كم بلد عربي زرت الآن، وهل يوجد بلد تخطط للذهاب إليها؟

إلى الأن زرت المغرب، ومصر، ولبنان كما أنوي الذهاب إلى تونس، والمغرب، والجزائر، والأردن،  العراق، وفلسطين لأقيم حفلات الكيبوب وأصور مغامرتي بهم . 

هذا كم كبير من البلاد العربية أتمنى أن تزورها جميعا ولكن اخبرنا عن الاختلاف الحضاري الذى واجهته وهل توجد تشابهات في عادات العرب والكوريين؟ 

 نعم، توجد تشابهات بين المجتمع العربي والكوري من حيث أن كلا المجتمعين يميلوا إلى أن يقدموا الاحترام والأهمية للعائلة حيث تمثل العائلة الأولوية في كلتا الثقافتين. 

ولكن يوجد اختلاف بطبيعة الحال اعتمادا عن اختلاف المجتمعات ولكن في المجمل من خلال خبرتي البشر يبقوا بشر. والعرب عاملوني بحب واحترام كإنسان مثلهم دون أن يحكموا على وفقا لخلفيتي أو معتقداتي أو حتى ملابسي فهم يفضلون أن ينظروا إلى شخصيتي وليس من أين جئت. 

سعيدة لسماع ذلك فإنه يظهر جانب إيجابي من التعرف على الغير ولذلك دعني أسالك أي الزيارت التى فضلتها وعلقت بذاكرتك؟ أيمكنك أن تصفها بكلمة واحدة؟

كل زيارة لبلد تعنى أن أحظى بتجربة جديدة. وهذه هي زيارتي الثانية إلى مصر وهي تختلف كثيرا عن الزيارة الأولى . وأعتقد ان أتعلق بهذا المكان أكثر كل مرة لأنني أحصل على ذكريات لطيفة هنا ولذلك من الصعب أن أصفه من خلال كلمة واحدة. 

إذا أي البلاد قابلت توقعاتك وأيه تفوقت عليها؟

في الواقع رحلتي لتركيا كانت بوابتي للعالم العربي .ولكن بعدها أدركت أن تركيا بلد رائعة فلقد جعلتني أتجرأ لزيارة العالم العربي. ولكن البلد الأولى هي لبنان حيث كنت خائفا جدا مما يقوله العائلة والأهل عنها إلى جانب أنه كان لدي تحفظاتي ولكن بعد الوصول للبنان وتجربة البلد أدركت أن جميع ما يقولونه مبنى على صورة الإعلام الذي في أغلب الأحيان لا ينقل لك تجربة وصورة حقيقة للبلد ولذلك بعد هذا توقفت عن وضع توقعات لبلد ما حيث أدركت أنه كلما أبقيت عقلي منفتحا كلما كانت التجربة أفضل.

أوافقك الرأي بذلك وعلى ذكر الاستمتاع لقد اخبرتني أنك زرت مصر مرتين أيمكنك أن تصف كيف كانوا وأيهما استمتعت بها أكثر؟

 لقد أحببت مصر كثيرا في المرة الأولى ولذلك عدت اليها ولكن عكس المتوقع أنا استمتع بالزيارة الثانية كثيرا أيضا أعتقد لأنني اكتسبت الكثير من الأصدقاء الذين رحبوا بوجودي كفاية ليصطحبوني في كثيرا من الأماكن إلى جانب أنه خلال تلك الرحلة أدركت أن المصريون يحبون الأكل كثيرا لدرجة أنه قد يظن البعض أنها رياضة وطنية. لدرجة أن أصدقائي اصطحبوني لكثير من أماكنهم المفضلة وقمت بتجربة طعام لذيذ حقا إلى جانب إننا ذهبنا في رحلة لاستكشاف أفضل مطعم يقدم الطعام الكوري سويا. كما أني أحب أنه برغم ازدحام القاهرة الجنوني يمكنك أن تجد مكانا بها سكينة وراحة مثل المساجد في شارع المعز. كل هذا جعلني أود زيارة مصر مرة أخرى. 

Egypt_171109_article_02.jpg

توفي قام بإعداد فيديو عن زيارته لمصر والذي قابل العديد من اهتمام المشاهدين وتفاعلهم حيث أحب الكثير مشاهدة حقيقة أن تكون كوري في مصر. 



توفي أن تقيم حفلة كيبوب للمرة الثانية أخبرنا عن رأيك بها وعن محبي الكيبوب المصريين الذين تقابلهم. 

الكيبوب يعتبر كثقافة فرعية فهو ليس مشهور بنفس انتشار البوب الغربي ولكن المميز بخصوص محبي الكيبوب العرب هو أن من يستمع إليه يحبه كما أنه حينما يستمع الشخص لموسيقى الكيبوب ينمى شعور بالانتماء لعائلة أكبر لأنه لكل فرقة عائلة من المشجعين الذين يجمعهم تشجيع الفرقة وذلك المميز جدا بخصوص الكيبوب حيث تجد أن مشجعين مثلا "اكسو" يسمون اكسولز ومشجعين "سوبر جونيور" يسمون الف. وهكذا شعور بالانتماء لعائلة أكبر.

 وبرغم من أن الكيبوب ليس منتشرا كثيرا بالشرق الأوسط إلا أنه انتشر بالشكل الكافي لأن يقام كيكون بأبوظبي العام الماضي.

ولكن لاحظت أن الكيبوبرز المصرين دون عن باقي الدول العربية يبدون أكثر وفاء وشغفا لفرقهم. يمكنني القول أن الكيبوب هو مصدر للوصول للتفاهم المتبادل بين الثقافات بمفهومي عن العرب قبل أن بدء قناة الكيبوب اختلف كثيرا عن بعد والمثل بالنسبة للعرب الذين يقعون بحب موسيقى الكيبوب.

من تجربتك ما الذي تنصح به الكوريون الذين ينوون زيارة مصر؟ 

في الواقع لكي أكون صريح الكوريين في العادة يفضلون التجربة السياحية المعتادة وفي تلك الحالة ستكون ستكون استكشاف مزارات مصر القديمة والتاريخية كما يوجد أيضا الجمال الساحر لأماكن مثل شرم الشيخ والاقصر والاسكندرية وفي العموم الأماكن بجوار البحر التي لديها نمط إهدئ من القاهرة.

 ولكن بالنسبة إلى أنا أفضل الاختلاط بالعامة وتكوين صداقات مع المصريين وأن أرى مصر من خلال أعينهم كما يرونها و لذلك استمتع بوجودي في القاهرة برغم أن الوضع قد يصبح صاخب ولكن ما يحمسني بخصوص السفر الناس عموما. 

أعرف أن الانطباع لدى الكوريين مبنى على رأي الإعلام ولذا بدلا من أن تكون تفهم عن العرب و ثقافتهم وديانتهم مبنى على التلفاز اذا أتيحت الفرصة للكوريين أن يزور البلاد التي زرتها سوف يدركون أنه يوجد تشابه كافي بين الثقافتين لخلق تفاهم وعلاقة حيث إنه القيم الاجتماعية والعادات متشابهة لحد كبير. كما إنني أؤمن أن الكوريين يمكنهم أن يختبروا قدرا من الضيافة والترحاب ليس له نظير بالعالم كله.

شكرا توفي لقولك ذلك وأتمنى أن تساعد تلك المقابلة المزيد من هؤلاء الذين يفكرون بزيارة العالم العربي أن يكونوا رأي حقيقي لأنني أعلم كيف يمكن أن يؤثر استماعك لرأي شخص لديه نفس قناعاتك وخلفيتك في تكوين فكرة ولذلك أتمنى أن يشجع المزيد من الناس على السفر كما قال الفيلسوف أوغسطين "العالم كتاب و هؤلاء الذين لا يسافرون يقرأ صفحة واحدة فقط منه".

يرجى الزيارة إلى موقع وسائل الإعلام الجتماعية.

kyd1991@korea.kr