تشرح المعلمة الكورية للطلاب صناعة اساور الخرز و المرايا الكورية التقليدية. (الصورة من نسرين صديقتي تم أخذ الإذن بذلك.)
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية الأردنية رنيم ابوعياش
في مساءٍ مفعمٍ بالألوان والجمال والبهجة، أقام معهد الملك "سيجونغ" في عمّان بتاريخ 16 تشرين الأول 2025 فعالية فنية مميزة جمعت بين صناعة أساور الخرز وتزيين المرايا الكورية التقليدية. كانت الأجواء مليئة بالحيوية والفضول لاكتشاف جانب جديد من الفن الكوري التراثي، حيث شعر الجميع وكأنهم ينتقلون إلى كوريا عبر تفاصيل الألوان والزخارف التي تروي حكايات من الماضي.
بدأت الفعالية بورشة صناعة الاساور الكورية بالخرز الملون، حيث تعرّف المشاركون على معاني الألوان في الثقافة الكورية، فكل لونٍ يحمل رمزية خاصة تعبّر عن القيم والمعتقدات القديمة. فالأحمر يرمز إلى الشجاعة والطاقة الإيجابية، والأزرق إلى الانسجام والنمو، والأصفر إلى التوازن والرخاء، أما الأبيض فيعبّر عن الصدق والنقاء، والأسود عن القوة والحماية. وخلال العمل، كان الجميع يختار ألوانه المفضلة بعناية ليصنع اساور تعبّر عن شخصيته ومشاعره، فبدت الطاولات مليئة بالخيوط الملوّنة والضحكات والحديث الودي الذي يعكس دفء اللحظة وروح التعاون
لقطات من فعالية صناعة الخرز وهي تشرح المعلمة بالصور وتتكلم عن رموز الألوان. (الصورة من معهد سيجونغ في عمان تم أخذ الإذن باستخدام الصورة.)
لحظات اختيار الخرز للبدء بصناعة الاساور. (الصور من صديقتي نسرين تم أخذ الإذن باستخدام الصورة.)
الصورة النهائية لمجموعة من الاساور الخرز التي قام الطلاب بصنعها. (الصورة من صديقتي ايلون تم أخذ الإذن باستخدام الصورة.)
ثم انتقل المشاركون إلى الجزء الثاني من الفعالية، حيث تعلّموا فن تزيين المرايا الكورية، وهو من أقدم الفنون التقليدية في كوريا. شرحت المعلمة كيف كانت المرايا تُصنع قديمًا من الصدف الطبيعي المستخرج من المحار، إذ يُزال منه اللؤلؤ بعناية ليُستخدم في زخرفة المرايا وصناعة الخزف الفاخر والتحف الفنية النادرة. هذه الحرفة تتطلب دقة وصبرًا كبيرين، وكانت قديمًا من علامات الثراء والرقيّ في المجتمع الكوري، لأن المرايا المزخرفة بالصدف تُعد من أغلى القطع الفنية حتى يومنا هذا، أثناء العمل شعر المشاركون بسعادةٍ كبيرة وهم يزيّنون مراياهم يدويًا بخاماتٍ تشبه الأصلية، ليتذوقوا جمال الإبداع الكوري التقليدي بطريقة عملية وممتعة. كانت الألوان الزاهية تتلألأ تحت الأضواء، وكأن كل قطعة تحكي قصة مختلفة عن الجمال والصبر والروح الكورية التي تعشق التفاصيل.
الطلاب وهم يقوموا بزخرفة المرايا الكورية التقليدية. (الصورة من معهد الملك سيجونغ في الأردن تم أخذ الإذن باستخدام الصورة.)
الصورة النهائية لمجموعة من المرايا التقليدية الكورية التي قام الطلاب بصناعتها. ( الصورة من صديقتي ايلون تم أخذ الإذن باستخدام الصورة.)
وفي ختام اليوم، امتلأت القاعة بابتسامات المشاركين وهم يحملون اساورهم ومراياهم التي صنعوها بأيديهم، تذكارًا من تجربةٍ لا تُنسى جمعت بين الفن والتاريخ والثقافة. كانت فعاليةً مفعمة بالدفء والجمال، تذكّرنا بأن الفن لا يعرف حدودًا، بل هو لغة تصل بين القلوب، من عمّان إلى "سيول" ، ومن روحنا إلى روح كوريا الجميلة
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.