مراسل فخري

2025.11.21

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
تظهر الصورة على اليمين الملصق الاعلاني للحفل من صفحة السفارة الكورية على الفيسبوك، و على اليسار العازفين الكوريين خلال ادائهم بالحفل. (الصور من أسيل السيلاوي)

تظهر الصورة على اليمين الملصق الاعلاني للحفل من صفحة السفارة الكورية على الفيسبوك، و على اليسار العازفين الكوريين خلال ادائهم بالحفل. (الصور من أسيل السيلاوي)



بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية الأردنية أسيل السيلاوي

تستقبل العاصمة الاردنية عمّان الخريف، بأمسية موسيقية استثنائية يوم الاثنين التاسع و العشرين من سبتمبر لهذا العام، حيث احتضن مركز الحسين الثقافي بتمام الساعة السابعة مساءاً، عزف كلاسيكي لكوريين موهوبين، لتغمر القاعة مزيج من النغمات الساحرة.

و بتنظيم من السفارة الكورية في الاردن و فرقة 'الليني بيانو تريو' الكورية، لتجمع الأمسية ما بين الفن الراقي و التبادل الثقافي العميق بطريقة غير مباشرة.

حضرت الحفل كمراسلة فخرية لدى موقع كوريا نت، الصوت الإعلامي لوزارة الثقافة و السياحة الكورية، و تنوع الحضور ما بين المهتمين بالموسيقى الكلاسيكية، و الدبلوماسيين، و محبي الفن من مختلف الأعمار، حيث تناغمت إضاءة و أجواء المسرح بشكل متناسق مع العزف، و ها أنا اليوم انقل لكم تلك الرحلة العاطفية مع كل نغمة، عبر كلمات دافئة و صوت ما زال يتردد بالأرجاء.

بدأ الحفل بكلمة ترحيبية من ممثل السفارة الكورية بالأردن، تلاها كلمة من العازف 'تشيو كيونج-بارك' عازف الكمان و عضو الفرقة، بكلمة إفتتاحية و شرح بها عن الموسيقى التي سيتم عزفها، و كيف تمزج بين الدقة و اللمسة الإنسانية الدافئة.
ليبدأ بعد ذلك الحفل بدخول العازفون الثلاثة: 'هيهون-جيونج' على البيانو، 'تشيو كيونج-بارك' على الكمان، و 'سيونج-وون' على التشيلو.
بأناقة وثقة ورقي يتناسب مع أجواء العزف الكلاسيكي، جلسوا بهدوء مستعدين لحوار صامت بينهم و بين الجمهور، تتحدث من خلالهم لغة الموسيقى، بكل المشاعر التي تارةً تنبض بالحيوية، و تارةً هادئة بطيئة، أو سريعةً مليئةً بالطاقة، و حتى للتوازن بين القوة و العاطفة، و التنقل برشاقة آخاذة.

تظهر الصورتين اداء ’الليني بيانو تريو’ خلال أدائهم الموسيقي في الأردن. (الصورة من أسيل السيلاوي)

تظهر الصورتين اداء ’الليني بيانو تريو’ خلال أدائهم الموسيقي في الأردن. (الصورة من أسيل السيلاوي)


اختارت ان تبدا الفرقة الحفل بمقطوعة تحمل اسم 'الشبح' 'لبيتهوفن'، لما فيها من أجواء غامضة و مشاعر متقلبة بين الضوء و الظل، وكانت بداية مثالية لتشويق الجمهور لنهاية الحوار الموسيقي، ففي الحركة الاولى، كان البيانو مثل نبض ثابت، يفتح الطريق للكمان و يأتي التشيلو ليرسم ملامح الحكاية.
أما الحركة الثانية، فبدأت كأنها صوت خافت، يتسلل للقلوب ببطء جميل.
و مع ختام الحركة الثالثة 'بريستو'، عاد الإيقاع متسارعاً بحيوية، لتتعالى التصفيقات بختامها كاسرةً الصمت بتأثر صادق.

و بعد إستراحة لمدة ربع ساعة، عاد الثلاثي لعزف مقطوعة 'الحنين الذي لا يذبل' لـ 'تشايكوفسكي'، واحدة من اكثر الأعمال حزناً و بهاءً في هذا النوع من الموسيقى. ففي الحركة الأولى، كانت تبدو النغمات و كأنها تمشي على أطراف الذكريات، بينما البيانو يحاول إسترجاع وجوهاً غابت، كان التشيلو يبكي بصوت عميق يلامس العميق، كان حواراً حزيناً عاطفياً بين الالات، و في الختام، تلاعبت الموسيقى بين الفقد و الجمال، بين الصبر و البدايات، حتى بدا أن الحزن نفسه تحول إلى لون من ألوان الجمال.

العازفين الكوريين في معزوفتهم الثانية بالحفل. (الصورة من أسيل السيلاوي)

العازفين الكوريين في معزوفتهم الثانية بالحفل. (الصورة من أسيل السيلاوي)


انتهى الحفل، و كأن الحكايات التي سافرت عبر الزمن وصلت لنا اليوم بلا حروف و بلا كلمات، و كان الحوار الموسيقي الكلاسيكي، كافياً للتعبير عن كل ذلك، و أن ندرك بأننا نشعر بالكلمات الغير منطوقة، نراها، و ترحل معنا بين الماضي و الحاضر و للمستقبل، و في زمن يتسارع بين كل دقائقه، كانت تلك الامسية استراحة هادئة مليئة بالعواطف، مساحة صادقة تعيد تعريف الفن.
فما بين الحوار و الحنين، و ما بين لحظة جمعت الشرق و الغرب، وصلت أعمق الرسائل بلحظة صدق واحدة.
فلم تكن تلك الليلة لتستقبل عمّان الخريف فقط، بل كانت لتقدم لنا كوريا جمالاً صامتاً عابرة للحدود، و بجمال ساحر بدون حروف.

و هنا بمقطع فيديو قصير أشارككم مقتطفات من الحفل، بلمحة قصيرة عن ذلك الحوار الأنيق.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.