مراسل فخري

2025.11.07

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
الراميون يزين مائدتنا. الصورة من سلوى الزيني

الراميون يزين مائدتنا. الصورة من سلوى الزيني



بقلم مراسلتي كوريا نت الفخريتين المصريتين سلوى الزيني وإسراء الزيني

من منا لم يشاهد أبطال الدراما الكورية وهم يتناولون الراميون في منتصف الليل؟ ذلك المشهد البسيط الذي جعلنا نتساءل كيف يكون طعمه؟ ورغم بساطته كوجبة سريعة التحضير فقد أصبح واسع الانتشار داخل كوريا وعلى مستوى العالم. وظهر الراميون لأول مرة في ستينيات القرن الماضي في فترة كانت كوريا تحاول النهوض من آثار الحرب ونقص الغذاء. كان بسيطًا ورخيصًا لكنه مشبع ودافئ لذلك سرعان ما أصبح وجبة الطلبة والعمال ثم تحول مع الوقت إلى طبق يحمل معه حنينًا وذكريات لأجيال كاملة.

مع انتشار الموجة الكورية ’الهاليو‘ من دراما وأفلام وأغاني الكي بوب بدأ الناس حول العالم يتعرفون على الراميون. كثير من المشاهدين كانوا يشتهون الراميون وهم يشاهدون أبطال الدراما الكورية يتناولونها في قدور معدنية صغيرة. ويظهر في الدراما والأفلام أيضًا كوسيلة للتعبير عن الدفء والصداقة. ويستخدم الراميون كـ ’طبق عزومة‘ غير رسمي بين الأصدقاء وهنالك مصطلح كوري شهير متداول ’تعال نأكل الراميون معًا‘ له معنى رمزي في الثقافة الكورية. واليوم تعد كوريا واحدة من أكبر مصدري الراميون في العالم.

أطباق الراميون على الطاولة بينما نشاهد مسلسلاتنا الكورية المفضلة. الصورة من إسراء الزيني

أطباق الراميون على الطاولة بينما نشاهد مسلسلاتنا الكورية المفضلة. الصورة من إسراء الزيني


أطباق الراميون على الطاولة بينما نشاهد مسلسلاتنا الكورية المفضلة. الصورة من إسراء الزيني

أطباق الراميون على الطاولة بينما نشاهد مسلسلاتنا الكورية المفضلة. الصورة من إسراء الزيني


الراميون يغلي في القدر المعدني الشهير، مشهد اعتدنا رؤيته في الدراما الكورية وأصبح مألوفًا في بيوتنا. الصورة من سلوى الزيني

الراميون يغلي في القدر المعدني الشهير، مشهد اعتدنا رؤيته في الدراما الكورية وأصبح مألوفًا في بيوتنا. الصورة من سلوى الزيني


طريقة تحضير الراميون لا تحتاج إلى خبرة كبيرة فقط يُسلق في الماء مع مسحوق التوابل المرفق ويمكن إضافة الخضار أو البيض أو قطع اللحم أو الدجاج ليصبح وجبة متكاملة. ومع ازدياد جمهوره عالميًا أولت الشركات الكورية اهتمامًا خاصًا بالمستهلكين المسلمين فطرحت إصدارات حلال تراعي متطلباتهم الغذائية. هذه الخطوة جعلت الراميون متاحًا على نطاق واسع في الدول العربية حيث لاقى رواجًا كبيرًا بين محبي المطبخ الكوري والثقافة الكورية عمومًا.

الراميون في الأسواق المصرية. الصورة من سلوى الزيني

الراميون في الأسواق المصرية. الصورة من سلوى الزيني


ولعل اللافت أن كثيرًا من محبي الثقافة الكورية باتوا يربطون تناول الراميون بمشاهدة الدراما الكورية وكأن الطبق صار جزءًا من التجربة الكاملة التي يعيشها المشاهد. ولم يعد الراميون مجرد طبق ارتبط بالدراما الكورية بل أصبح خيارًا مفضلًا لكثير من محبي الثقافة الكورية خصوصًا مع توفر أنواعه الحلال في دول عربية عدة وبنكهات تناسب مختلف الأذواق حتى صار حضوره مألوفًا في البيوت العربية.

وبينما كنا نتصفح تطبيق إنستغرام في إحدى المرات هذا العام صادفنا إعلانًا عن مسابقة عالمية للراميون الكوري فقررنا أن نشارك في هذا التحدي العالمي وهو عبارة عن مسابقة مقدمة من إحدى شركات الراميون الشهيرة في كوريا تدعو محبي الراميون من مختلف أنحاء العالم لتقديم وصفات خاصة جديدة باستخدام هذا الطبق الشهير.

الكشري المصري يلتقي بالراميون الكوري في طبق واحد. الصورة من إسراء الزيني

الكشري المصري يلتقي بالراميون الكوري في طبق واحد. الصورة من إسراء الزيني


راميون بنكهة الجابتشي التقليدية. الصورة من إسراء الزيني

راميون بنكهة الجابتشي التقليدية. الصورة من إسراء الزيني


الجائزة التي وصلتنا: صندوقان ممتلئان بأصناف جديدة من الراميون الحلال قبل طرحها في الأسواق. الصورة من سلوى الزيني

الجائزة التي وصلتنا: صندوقان ممتلئان بأصناف جديدة من الراميون الحلال قبل طرحها في الأسواق. الصورة من سلوى الزيني


فكرنا كثيرًا في الطريقة الأمثل للمشاركة بشكل مبتكر وأي الفئات قد تناسبنا فوقع اختيارنا على فئة تمزج بين الراميون والطبق الشعبي لبلادنا. وهكذا وقع اختيارنا على الكشري بالراميون ليجمع بين نكهتين في طبق واحد. الكشري هو الطبق الشعبي الأقرب لقلوب المصريين يعكس تنوع المطبخ المصري وثراء مكوناته. حاولنا دمجه مع الراميون الكوري الحار الذي يحتل مكانة خاصة في قلوب الكوريين فأعددنا طبقًا يجمع العدس والأرز وصلصة الطماطم المميزة والبصل المقلي المقرمش والحمص والخل بالثوم مع شعيرية الراميون وتوابلها القوية كما أضفنا لمسة كورية فريدة عبر معجون الكوتشوجانغ ومسحوق الفلفل الأحمر الكوتشوجارو. والنتيجة لم تكن مجرد وصفة جديدة بل طبق مدهش بنكهاته المتنوعة حيث أضفى الراميون ومعجون الكوتشوجانغ ومسحوق الفلفل الأحمر الكوتشوجارو غنى خاصًا جعل التجربة أكثر تميزًا.

ولحسن الحظ أصبح العثور على الراميون في مصر أمرًا سهلًا والأجمل أن كل أنواعه اليوم تحمل علامة ’حلال‘ ما جعل التجربة أكثر راحة لكل من يريد تجربته. وعندما وصلتنا الجائزة وهي عبارة عن عبوتين ممتلئين بأنواع مختلفة من الراميون الحلال شعرنا بسعادة مضاعفة ليس فقط لأننا فزنا بل لأن هذه الجائزة كانت مميزة بحق. فقد تواصلت معنا الشركة أولًا لتسألنا إن كنا نفضل الراميون العادي أم الحلال وخصّصت بذلك جزءًا لمحبي الراميون من المسلمين. والأجمل أن الأنواع التي تلقيناها كانت جديدة تمامًا نجربها لأول مرة قبل أن تُطرح في الأسواق المصرية والعربية.

وفي رمضان الماضي جربنا وصفات كورية مختلفة على الإفطار باستخدام الراميون قدمناه مع الكيمباب والتوكبوكي وجمعناهما معًا مرة أخري في طبق الرابوكي كما جربناه مع الكيمتشي الحار. وفي هذا الشهر أعدنا التجربة لكن بطابع مختلف فحضرنا الراميون على طريقة الجابتشي التقليدي وزيناه بالفلافل الملونة ورشات من السمسم. كانت لحظات جميلة حين شاركنا أسرتنا هذه التجربة ورأينا الإعجاب يرتسم على وجوههم وهم يتذوقون طبق الراميون الشهي.

نؤمن أن الطعام ليس مجرد وصفة بل هو مشاركة حقيقية ولغة عالمية تجمع الناس وتقرب بينهم. وأنتم أيها القراء الأعزاء أي نوع من الراميون تفضلون؟ وهل جربتم أن تمزجوه مع أطباق كورية أخرى؟



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.