كوريا وأغسطس : قصة صمود وإلهام عالمي، تم إنشاء الصورة بواسطة الذكاء الاصطناعي. (الصورة من المراسلة الفخرية عنان شيماء)
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية الجزائرية عنان شيماء
يعتبر شهر أغسطس من أهم الأشهر للكوريين وهذا لما يحمله من معنى روحي ووطني، فهو شهر تذكر واستحضار آلام الماضي، وفي نفس الوقت، فرصة عظيمة للاحتفاء بالدور الذي تلعبه جمهورية كوريا سواء في تحقيق التطور والسلام العالمي، أو في نشر الثقافة الكورية في العالم.
ففي الخامس عشر من شهر أغسطس من كل عام يحتفل الكوريون بيوم التحرير والنصر على الاحتلال الياباني الذي دام لعقود (خمسة وثلاثون سنة)، وهو أحد أشهر وأكبر الأعياد الوطنية في كوريا، والذي يعرف أيضا باسم غوانغبوكجول والذي يترجم حرفيا إلى 'يوم عودة النور'، حيث يتم فيه الاحتفال من خلال رفع الأعلام الكورية في الشوارع والمنازل، إقامة احتفالات ومهرجانات وطنية كبيرة في مختلف مناطق البلاد، إضافة إلى تكريم الشخصيات التي ساهمت في استقلال البلاد.
فعالية الاحتفال بالذكرى الثالثة والسبعون ليوم التحرير الكوري عام 2018. (الصورة من موقع كوريا نت على فيلكر)
الظلم والتعذيب والتهجير القسري الذي تعرض له الشعب الكوري خلال فترة الاستعمار الياباني، تم إنشاء الصور بواسطة الذكاء الاصطناعي. (الصور من المراسلة الفخرية عنان شيماء)
وبعد عقود قليلة على النصر، اليوم كوريا، أصبحت من أكثر الدول التي لها تأثير عالمي، فتحولت من دولة جريحة من الاستعمار إلى بلاد ديمقراطية متطورة نابضة بالحياة، مركز للعديد من الأبحاث والتكنولوجيا، إضافة لقوة رائدة في السلام والأمن والتنمية المستدامة. فكوريا حاليا تتكافل وتنخرط مع العالم من خلال العديد من المبادرات والمؤسسات لدعم مختلف المجتمعات خاصة في قارة إفريقيا وآسيا، ولعلى أهم مبادرة هي برامج الوكالة الكورية للتعاون الدولي (كويكا) والتي تقوم بعمل ممتاز في العديد من المجالات، من التعليم إلى الصحة، الزراعة والتجارة، وكمثال يمكن مشاركة بعض من أهم المشاريع التي قامت بها الوكالة في الجزائر والتي لاقت نجاحا باهرا: مشروع مزرعة الروبيان في الصحراء الجزائرية، مشروع مراقبة تلوث الهواء، مشروع تطوير أنظمة التحقيقات الخاصة بالشرطة الجزائرية، إضافة للعديد من المشاريع التعليمية مع الشركات والوزرات والجامعات الجزائرية.
البعض من مشاريع مكتب كوريكا في الجزائر، من مزرعة الروبين، ودعم المشاريع الفرعية، إضافة للورشات والبرامج التدريبية. (الصورة من مكتب كويكا في الجزائر مع أخذ الإذن لاستعمالها)
كما تدعم كوريا التعليم العالي العالمي، وهذا من خلال برنامج منحة الحكومة الكورية، والذي يمنح سنويا العديد من الطلاب الأجانب من مختلف المجتمعات والتخصصات، فرصة لإكمال دراستهم في أفضل الجامعات الكورية، إضافة لسنة تحضيرية لتعلم اللغة الكورية.
كما تعد كوريا مركزا للعديد من الأبحاث العلمية المبتكرة والتي تقدم سنويا العديد من الاكتشافات والنتائج المبهرة والتي تم اكتشافها لأول مرة، إضافة لتكنولوجيا العالية المستعملة لتحقيق فعالية العلاج، وهذا ما جعل كوريا من أحد أهم الوجهات التي يقصدها السياح من أجل التداوي أو ما يعرف بسياحة الطبية.
أما ثقافيا، فكوريا غنية عن التعريف عالميا وهذا من خلال الانتشار الكبير لموجة الهاليو، خاصة في السنوات الأخيرة، من كيبوب وكيدراما، إلى المطبخ الكوري والتاريخ والفنون التقليدية.
موجة الهاليو في الجزائر، استمتاعي بحضور مختلف الفعاليات المتنوعة المتعلقة بالثقافة الكورية. (الصورة من المراسلة الفخرية عنان شيماء)
حقيقة تعد قصة كوريا وكيف حولت الألم إلى أمل ونجاح، مصدرا للإلهام للعديد من الأشخاص والدول، عاشت كوريا حرة أصيلة مساهمة في السلام والتطور العالمي.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.