صورة لي داخل الفضاء التفاعلي لموسيقى الكيبوب. (الصورة من سلمى الكناني)

بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية التونسية سلمى الكناني

تُعتبر كوريا واحدة من أبرز الوجهات السياحية والثقافية في العالم، حيث تجمع بين الحداثة والتقاليد العريقة، وتتميز بتاريخ غني وثقافة متجددة. أصبحت مع مرور الوقت مركزًا عالميًا للترفيه والفنون، من خلال ما يُعرف بموجة كوريا أو الهاليو، التي تشمل الموسيقى الكورية، الدراما الكورية، الأزياء، والفنون التقليدية والمعاصرة. وقد أثرت هذه الظاهرة بشكل كبير على العالم أجمع، وأصبحت سببًا رئيسيًا لزيادة الاهتمام بكوريا وزيادة السياحة إليها. كما ساعدت في نشر الثقافة الكورية في جميع أنحاء العالم من خلال الإبداع الفني والموسيقي، وقد أصبح الكثير من الناس من مختلف الدول يسافرون إلى كوريا لمتابعة هذه الثقافة عن قرب، والتمتع بما تقدمه من فنون وتجارب مختلفة.

يُعد مركز هايكر في العاصمة سيئول من أحدث المشاريع الثقافية والسياحية التي أنشأتها هيئة السياحة الكورية بهدف الترويج لثقافة الهاليو وتعريف السياح بها بطريقة عصرية وتفاعلية. يقع المركز في قلب العاصمة بالقرب من نهر تشونغ غيتشيون، مما يجعله وجهة يسهل الوصول إليها، سواء من قبل السياح أو السكان المحليين. يتميز المركز بمساحته الواسعة التي تمتد على عدة طوابق، وكل طابق مصمم ليمنح الزائر تجربة مختلفة تجمع بين الترفيه والمعرفة، كما أنه مجهز بأحدث تقنيات الإضاءة والصوت والواقع الافتراضي، مما يحول الزيارة إلى رحلة غامرة تعكس جوهر الثقافة الكورية.

صورة الفضاء التفاعلي المخصص لمحبي موسيقى الكيبوب. (الصورة من سلمى الكناني)

يحتوي مركز هايكر على مناطق متعددة، لكل منها طابع خاص، حيث يوفر جدار العرض الضخم، الذي يعرض مقاطع فيديو ترويجية للمناطق السياحية المختلفة في كوريا، بالإضافة إلى تقديم لمحات عن الموسيقى والدراما الكورية. ويتيح هذا العرض للزوار فرصة التعرف على معالم كوريا بطريقة مرئية جذابة وممتعة. كما يضم المركز مساحة خاصة لعشاق الموسيقى الكورية، يمكنهم من خلالها تجربة أداء الأغاني والرقصات والتفاعل مع الموسيقى بطريقة تفاعلية، مما يجعل الزائر يشعر وكأنه جزء من هذا العالم الفني الرائع. كما يشتمل مركز هايكر على متحف للفنون المعاصرة، التي تعكس الثقافة الكورية التقليدية من منظور حديث، ويتيح المتحف للزوار فرصة مشاهدة أعمال فنية مبتكرة تجمع بين التراث والحداثة، مما يعزز فهمهم للثقافة الكورية بشكل أعمق.

بالإضافة إلى ذلك، يقدم المركز تجربة متعددة الحواس من خلال قسم يعيد خلق المهرجانات الكورية التقليدية، حيث يمكن مشاهدة العروض والتعرف على الموسيقى التقليدية ورؤية الأزياء التراثية والشعور بأجواء المهرجانات من خلال الروائح والأصوات المحيطة. ويعتبر هذا القسم فرصة للتعرف على التراث الكوري بطريقة ممتعة وتفاعلية. كما يحتوي على صالة للاسترخاء، توفر مكانًا للراحة بعد الجولة، بالإضافة إلى إطلالة جميلة على المجرى المائي وسط سيئول، وتقدم هذه الصالة معلومات سياحية مفيدة وكتبًا ومطبوعات تساعد الزوار على التخطيط لزياراتهم المستقبلية.

ولمحبي التصوير الفوتوغرافي، يحتوي المركز على مساحات مخصصة للصور بتصميمات مبتكرة وخلفيات تفاعلية تعكس جوانب مختلفة من الثقافة الكورية، سواء التقليدية أو العصرية. وهذه المساحات أصبحت نقطة جذب مهمة لرواد وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكنهم التقاط صور مميزة ومشاركتها مع أصدقائهم، مما يساهم في نشر صورة إيجابية عن كوريا عالميًا.

صورة لي أمام مركز هايكَر غراوند، أحد أبرز الفضاءات الثقافية في سيئول. (الصورة من سلمى الكناني)

كانت تجربتي الشخصية في مركز هايكر في نوفمبر الماضي استثنائية وممتعة، بدأت جولتي عند دخول المركز حيث شعرت وكأنني دخلت عالمًا مختلفًا تمامًا، مليئًا بالحركة والمعرفة. وقد استمتعت بجدار العرض الضخم، الذي أتاح لي التعرف على مختلف معالم كوريا السياحية بطريقة جذابة وممتعة. ثم انتقلت إلى قسم الموسيقى الكورية، حيث تمكنت من تجربة أداء الأغاني والرقصات باستخدام تقنيات تفاعلية، وشعرت وكأنني جزء من فرقة موسيقية كورية، وكان ذلك ممتعًا للغاية.

تُعد زيارة مركزهايكر تجربة لا تُنسى لكل من يهتم بالثقافة والفن والتراث الكوري، فهي تقدم نافذة فريدة لاكتشاف الثقافة الكورية الحديثة والتقليدية في آن واحد، وتُعتبر بداية مثالية لأي زائر يريد التعرف على كوريا عن قرب، وفهم تأثير موجة الهاليو على العالم وعلى كوريا نفسها. فهي تجربة تعليمية وترفيهية تمنح الزائر فرصة التفاعل مع الثقافة بطريقة ممتعة، وتترك انطباعًا قويًا عن جمال وروعة هذا البلد.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.