صورة شعار البرنامج بألوان زاهية وتصميم شبابي، تعبر عن التبادل الثقافي بين كوريا والعالم، وتُستخدم للترويج للبرنامج على فيسبوك. (الصورة من صفحة برنامج 'كي فريندس' الرسمي على الفيسبوك)
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية ايمان طارق
في عام 2022، قرأت إعلانًا على موقع كوريا نت عن فتح باب التقديم للدفعة السادسة عشر من برنامج 'أصدقاء كوريا'. لم أكن أتخيل أن تقديمي البسيط سيمنحني لاحقًا فرصة استثنائية لأكون جزءًا من مشروع تطوعي عالمي يُعنى بتصحيح المعلومات عن كوريا والترويج لصورتها الحقيقية أمام العالم.
واليوم، مع فتح باب التقديم للدفعة التاسعة عشرة من البرنامج، أود أن أشارك تجربتي الشخصية مع هذا المشروع الملهم، لتعريف الآخرين بأهميته وفرصه المميزة.
كي فريندس هو برنامج تطوعي عالمي للترويج للثقافة الكورية عبر الإنترنت بمشاركة متطوعين من مختلف الدول. (الصورة من صفحة برنامج 'كي فريندس' الرسمي على الفيسبوك)
أصدقاء كوريا هو برنامج تطوعي تنظمه وزارة الثقافة والرياضة والسياحة في جمهورية كوريا، ويهدف إلى نشر الحقائق وتصحيح المعلومات المغلوطة عن كوريا التي قد تنتشر في وسائل الإعلام أو على الإنترنت، بالإضافة إلى الترويج الثقافي والتوعوي بكل ما يتعلق بكوريا.
البرنامج يجمع متطوعين من مختلف أنحاء العالم كوريين وأجانب ممن يتحدثون الكورية ولديهم شغف بثقافة وتاريخ كوريا، للعمل على أنشطة فردية وجماعية تركز على تحسين صورة كوريا عالميًا.
عندما تم اختياري ضمن الفريق، كانت مهامنا الأساسية تشمل رصد الأخبار والتقارير الأجنبية التي تتحدث عن كوريا، وتحليل مدى دقتها، والإبلاغ عن المعلومات المغلوطة أو المشوهة، وكتابة تقارير تصحيحية بالتعاون مع المنظمين، والترويج لخدمة 'تصحيح المعلومات عن كوريا' من خلال منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر المقالات الفيديوهات والعروض التقديمية، إلى جانب العمل الجماعي داخل فرق منظمة، حيث كنا نتعاون على إنجاز مهام شهرية، مثل إنتاج محتوى مرئي أو عقد لقاءات تعريفية بكوريا.
المشاركة في ورش عمل وتدريب أونلاين، وكانت هذه التجارب غنية جدًا لأنها جمعتنا بمتطوعين من دول مختلفة وثقافات متنوعة، ولكن بشغف واحد: كوريا.
حصلت على شهادة مشاركة من وزارة الثقافة الكورية ضمن البرنامج لعام ٢٠٢٢ تقديرًا لمساهمتي في الترويج للثقافة الكورية عالميًا. (الصورة من إيمان طارق جمعة)
مشاركتي في برنامج 'أصدقاء كوريا' لم تكن مجرد نشاط تطوعي عابر، بل كانت تجربة غيّرتني على مستويات عديدة، أكاديميًا وشخصيًا.
أولًا، تعلمت كيف أُحلل المحتوى الإعلامي بشكل ناقد، وأميز بين المعلومات الصحيحة والمغلوطة عند الحديث عن كوريا. أصبحت أكثر وعيًا بكيفية تقديم كوريا في الإعلام العالمي، وتعلمت كيف أواجه الشائعات بالمصادر والتحليل، وليس بالمشاعر فقط.
ثانيًا، طورت مهاراتي اللغوية بشكل ملحوظ، خاصة في اللغة الكورية والإنجليزية، سواء في الترجمة أو في كتابة التقارير وصياغة المحتوى الرسمي. أصبحت أكثر احترافًا في التعبير، سواء في المقالات أو منشورات السوشيال ميديا، وهذا أفادني في دراستي بقسم اللغة الكورية في كلية الألسن.
ثالثًا، من خلال المهام الجماعية، تعلمت روح الفريق والتعاون الدولي. تخيلي أنك تعملين مع أشخاص من بلدان وثقافات مختلفة، لكن يجمعكم هدف مشترك: تقديم كوريا للعالم بشكل دقيق ومحترم. هذا التبادل الثقافي منحني وعيًا أعمق وفهمًا أوسع للعالم.
رابعًا، اكتسبت خبرة عملية مهمة في مجال الإعلام والترويج الثقافي، وهي مجالات مرتبطة بتخصصي وطموحاتي. كما أن المشاركة في ورش العمل واللقاءات التدريبية زادت من ثقتي بنفسي، وقدرتي على التقديم والتواصل.
وأخيرًا، حصولي على شهادة تقدير من وزارة الثقافة الكورية كان بمثابة وسام شرف أعتز به، وشعرت أن جهدي فعلاً كان له أثر، وأن صوتي كعربية يتكلم عن كوريا كان مسموعًا ومقدرًا.
مجموعة من الأنشطة الترويجية لبرنامج 'كي فريندس' على الفيسبوك، تشمل منشورات عن الثقافة الكورية، تحديات رقمية، مشاركة محتوى إبداعي، وتفاعل مع متابعين من مختلف دول العالم بهدف تعزيز التبادل الثقافي ونشر الصورة الإيجابية لكوريا. (الصورة من صفحة برنامج 'كي فريندس' الرسمي على الفيسبوك)
برنامج 'أصدقاء كوريا' لم يكن تجربة تطوعية فقط، بل كان فرصة لبناء جسر ثقافي حقيقي بيني وبين كوريا. واليوم، أشجع كل من يقرأ هذه السطور ويهتم بكوريا أن يخوض هذه الرحلة بدوره، فهي ليست مجرد مهمة، بل مسؤولية جميلة وممتعة.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.