بوستر يعلن عن محتويات الجلسة الثالثة من ورشة كوريا نت، المتخصصة في أساسيات التصوير الفوتوغرافي للمراسلين الفخريين. (الصورة من كوريا نت)

بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية كريمه نبيل

تنظم كوريا نت سنويًا سلسلة من الورش التدريبية الموجهة للمراسلين الفخريين بهدف تزويدهم بالمهارات الصحفية وتزويدهم بأدوات احترافية تساعدهم على إنتاج محتوى عالي الجودة. في عام 2025، تضمنت السلسلة ثلاث جلسات متتابعة: الأولى حول ’أساسيات الكتابة الصحفية’، الثانية قدمها ’مراسلون ذوو خبرة لمشاركة نصائحهم’، أما الجلسة الثالثة والأخيرة التي أقيمت يوم 11 يوليو فقد خصصت ’لأساسيات التصوير الفوتوغرافي’، وهي التي سأتناولها في هذا المقال.

لقطة شاشة توضح موعد الجلسة الأخيرة من الورشة ورابط الانضمام عبر زووم للمشاركين عن بعد. (الصورة من كريمة نبيل)

الجلسة عقدت حضورياً في ’سيؤول’، ما أتاح للمراسلين المقيمين في كوريا فرصة التدريب العملي، فيما شارك المراسلون من مختلف أنحاء العالم عبر منصة زووم. حضرت هذه الورشة افتراضيًا في تمام الثانية ظهرًا بتوقيت كوريا، وكان مقدمها هو المصور الفوتوغرافي المعروف الدكتور ’مايكل هيرت’، الذي يملك خبرة واسعة تجاوزت العقدين في توثيق الحياة والثقافة الكورية.

منذ البداية، أوضح الدكتور ’مايكل’ أن هدفه ليس تكرار النصائح التقليدية المرتبطة بالكاميرات الاحترافية، بل التركيز على ما يناسب صُنّاع المحتوى اليوم، في زمن أصبحت فيه كاميرات الهواتف المحمولة الأداة الأساسية والأكثر استخدامًا. وأكد أن بساطة هذه الكاميرات ووجودها الدائم معنا يفتح المجال لالتقاط لحظات واقعية ومعبرة تعكس الحياة اليومية.

لقطة للدكتور مايكل هيرت أثناء تقديم الورشة، مع الإشارة إلى حسابه الرسمي على إنستغرام. (الصور من كريمة نبيل)

بعد ذلك، تطرق إلى قاعدة الأثلاث، وهي من أهم قواعد التكوين البصري في التصوير. شرح كيف يقسم إطار الصورة إلى ثلاثة أجزاء متساوية أفقيًا ورأسيًا، بحيث يكون من الأفضل وضع العنصر الرئيسي عند نقاط التقاطع الأربع، مما يمنح الصورة توازنًا وجاذبية أكبر. كما شدد على أهمية الانتباه للإضاءة وتوزيع العناصر داخل الكادر لتجنب التشويش البصري.

لقطة توضح قاعدة الأثلاث: صورة تبين تقسيم الإطار إلى ثلاثة أقسام أفقية ورأسية، مع وضع العنصر الرئيسي في إحدى نقاط التقاطع. (الصور من كوريا نت)

ولم يقتصر حديثه على الجوانب التقنية، بل تناول أيضًا جانبًا بالغ الأهمية وهو قوانين الملكية الفكرية وحقوق النشر. أوضح أنه لا يجوز تصوير الأشخاص دون إذنهم حتى في الأماكن العامة، كما عرض طرقًا عملية لتفادي إظهار وجوه المارة بشكل مباشر عبر تقنيات بسيطة تحترم خصوصيتهم.

صورة الدكتور مايكل هيرت أثناء الشرح: الدكتور مايكل يقف أمام المشاركين ويشرح أساسيات التصوير الفوتوغرافي، مع عرض شرائح على الشاشة. (الصور من كريمة نبيل)

تضمن الجزء العملي من الورشة تدريبًا قصيرًا مدته 15 دقيقة. طُلب من الحضور في القاعة التقاط صور لموضوعات جامدة أو لمشاهد تعبر عن مقابلات صحفية، بينما كان على المشاركين عبر الإنترنت تصوير مناظر تعكس بلدهم أو ما يشاهدونه من نوافذ منازلهم. وبعد انتهاء التدريب، استعرض الدكتور مايكل بعض الصور وقدم ملاحظات بنّاءة عززت فهم المشاركين للجوانب العملية.

صور أثناء التدريب العملي: المراسلون يلتقطون صورًا لموضوعات مختلفة، سواء في القاعة أو عبر زووم، مع التركيز على تكوين الصورة والإضاءة. (الصور من كريمة نبيل وكوريا نت)

صورة توضح الأسايمنت المقدم من الدكتور ’مايكل هيرت’ أثناء الورشة. (الصورة من كريمة نبيل)

في القسم الأخير من المحاضرة، ركز الدكتور مايكل على فن السرد القصصي بالصور. شبه الصورة بالقصة المكتوبة التي تتكون من بداية وصراع ونهاية، مبينًا أن كل صورة يمكن أن تحمل رسالة أو لحظة حاسمة تسهم في بناء قصة متكاملة. كما قدّم إطارًا عمليًا لوصف الصور بشكل احترافي من خلال الإجابة عن خمسة أسئلة أساسية: من؟ متى؟ أين؟ ماذا؟ ولماذا؟

صورة توضيحية للأسئلة الخمسة التي أشار إليها الدكتور مايكل هيرت لضمان فهم شامل للصورة. (الصورة من كريمة نبيل)

اختُتمت الورشة بجلسة تفاعلية للإجابة عن أسئلة الحضور، حيث شارك الدكتور ’مايكل’ خلاصة خبرته الممتدة، مؤكدًا على أن قوة الصورة تكمن في صدقها وفي احترام حقوق الآخرين عند التقاطها ونشرها.

صورة من الجلسة الختامية للورشة، يظهر فيها الدكتور مايكل هيرت وهو يجيب على أسئلة الحضور ويشارك خبرته حول قوة الصورة واحترام حقوق الآخرين. (الصور من كريمة نبيل)

لقد كانت الجلسة تجربة ثرية ومُلهمة، ليس فقط للمراسلين الفخريين، بل لكل من يرغب في توظيف الصورة كأداة للتعبير والتوثيق. ومن المؤكد أن ما اكتسبناه من مهارات ومعارف خلال هذه الورشة سيُسهم في رفع جودة المحتوى الذي نقدمه ويمنحنا أدوات جديدة لسرد قصص مؤثرة من خلال عدساتنا.

صورة الاستبيان الموزع على المشاركين بعد انتهاء الجلسة لتقييم المحتوى والأسلوب ومدى استفادتهم العملية. (الصورة من كريمة نبيل)

بعد انتهاء الجلسة، تم توزيع لينك استبيان تقييم على جميع المشاركين، سواء الحاضرين في القاعة أو عبر الإنترنت، بهدف جمع آرائهم حول جودة المحتوى وأسلوب العرض ومدى استفادتهم العملية. تضمن الاستبيان أسئلة حول وضوح المعلومات، فعالية التمارين العملية، ومدى رضاهم عن النصائح المقدمة من الدكتور مايكل هيرت. كما أتاح لهم التعبير عن اقتراحات لتحسين الورش المستقبلية. من خلال الإجابات، لوحظ أن الغالبية شعرت بأن الجلسة كانت مفيدة جدًا وعملية، وأن التدريب العملي أعطاهم فرصة لتطبيق ما تعلموه مباشرة، مما ساهم في تعزيز مهاراتهم في التصوير الصحفي والسرد القصصي بالصور.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.