صورة توضح بوستر الجلسة الثالثة من طرف كوريا نت للمراسلين الفخريين. (الصورة من موقع كوريا نت الرسمية علي الفيسبوك)

بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية هدير متولي

مقدمة:

تسعى كوريا نت دومًا إلى الارتقاء بمستوى المراسلين الفخريين عبر تنظيم ورش عمل متخصصة تجمع بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي، لتزويدهم بأدوات تعزز حضورهم الإعلامي. وخلال هذا العام، أطلقت الشبكة سلسلة من الجلسات المتنوعة، كان مسك ختامها في 11 يوليو مع الجلسة الثالثة التي خُصصت للتصوير الفوتوغرافي. في هذا المقال، أروي تفاصيل مشاركتي في هذه التجربة المثرية، حيث استمتعت بتعلّم أسس التصوير وكيف يمكن للصورة أن تتحول إلى لغة نابضة تحكي القصة بعمق واحترافية.

صورة للدكتور مايكل هيرت مرفقة بحسابه على إنستغرام. (الصورة من المراسلة الفخرية هدير متولي)

حضور عالمي بروح واحدة

انعقدت الورشة في سيؤول بحضور مباشر للمراسلين المقيمين في كوريا، بينما شارك البقية عبر تطبيق زووم. وقد أتيحت لي فرصة الانضمام عبر الإنترنت في تمام الثامنة صباحًا بتوقيت مصر. أدار الورشة المصور المحترف الدكتور مايكل هيرت، الذي يمتلك خبرة تفوق عشرين عامًا في توثيق الحياة والثقافة الكورية بعدسته.

لقطة شاشة من الجلسة الثالثة توضح شرح الدكتور مايكل هيرت وبوستر المحاضرة. (الصورة من المراسله الفخرية هدير متولي)

قاعدة الأثلاث والتكوين البصري

من بين القواعد الجوهرية التي استعرضها المدرب جاءت قاعدة الأثلاث، التي تقوم على تقسيم الإطار إلى ثلاثة أقسام أفقية وثلاثة رأسية، ووضع العنصر الرئيسي في إحدى نقاط التقاطع لتحقيق التوازن البصري. كما شدد على أهمية الإضاءة وزاوية الالتقاط، فاختيار موقع العنصر وإبراز تفاصيله يُحوّل الصورة من لقطة عادية إلى مشهد بصري مؤثر.

لقطات شاشة من الجلسة الثالثة توضح شرح قاعدة الأثلاث وبعض الصور التي عرضها الدكتور مايكل للتوضيح. (الصور من الحساب الرسمي لكوريا نت على فيسبوك)

جانب مهم آخر ناقشه الدكتور مايكل هو قوانين الملكية الفكرية، حيث شدد على ضرورة الحصول على موافقة الأشخاص قبل نشر صورهم، حتى وإن كانوا في أماكن عامة. كما عرض حلولًا عملية مثل تضبيب الوجوه أو اختيار زوايا تُخفي الملامح، ما يضمن الحفاظ على الخصوصية وتفادي أي إشكاليات قانونية.

تدريب عملي للمشاركين لتعزيز الفائدة، طُلب من الحضور خوض تدريب قصير مدته 15 دقيقة: في سيؤول، التقط المراسلون صورًا لموضوع محدد مثل جماد أو مشهد من مقابلة. أما المشاركون عبر الإنترنت، فقد كان عليهم تصوير مشهد من نوافذهم يعكس بلدهم.بعدها استعرض الدكتور مايكل بعض الصور وقدم ملاحظاته التفصيلية، ما جعل التجربة أكثر تفاعلية وإفادة.

لقطات شاشة خلال شرح قواعد النشر. (الصور من حساب رسمي لكوريا نت على الفيسبوك)

صورة توضح الواجب المقدم من طرف الدكتور مايكل هيرت. (الصورة من المراسلة الفخرية هدير متولي)

لم تقتصر الورشة على الجانب الفني فقط، بل تطرقت إلى السرد القصصي عبر الصور. أوضح الدكتور مايكل أن الصورة يمكن أن تحاكي هيكل القصة المكتوبة: بداية، توتر أو صراع، ونهاية. فالقدرة على التقاط اللحظة المناسبة تمنح الصورة روحها وتجعلها وسيلة قوية لنقل الأحداث والمشاعر.

وصف الصورة: الأسئلة الخمسة

إلى جانب التقاط الصور، ناقش الدكتور مايكل أهمية صياغة وصف دقيق لها. فالوصف الجيد يجب أن يجيب عن الأسئلة الخمسة الأساسية: من؟ متى؟ أين؟ ماذا؟ ولماذا؟. هذا الربط بين الصورة والسياق يعزز قيمتها التوثيقية ويجعلها أكثر وضوحًا وفائدة للقراء.

قبل الختام، طُرحت العديد من الأسئلة من المراسلين سواء في القاعة أو عبر زووم. أجاب الدكتور مايكل عنها جميعًا، مستندًا إلى خبرته الطويلة ونصائحه العملية، وهو ما أضاف بعدًا تفاعليًا للورشة وأتاح للمشاركين فرصة لفهم أعمق للتصوير الصحفي.

لقطات شاشة خلال شرح جزئية الحكي عبر الصور. (الصور من هدير متولي)

الخاتمة:

بهذه الجلسة، أسدلت كوريا نت الستار على ورش المراسلين لعام 2025، والتي تنقلت بين الكتابة والخبرة العملية وصولًا إلى فن التصوير. كانت ورشة التصوير الفوتوغرافي محطة مميزة جمعت بين النظرية والتطبيق، وبين التقنية والقيمة الأخلاقية. تجربة أثبتت أن المراسل المبدع ليس فقط من يجيد الكتابة، بل من يعرف أيضًا كيف يجعل عدسته أداة لسرد القصة.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.