تظهر هنا شهادة المراسلة الفخرية مريم طه وعلى اليسار هديتها التي تلقتها من كوريا وفي المنتصف صورتها التي تظهر مدي فرحتها بكونها جزء من تلك الرحلة الممتعة. (الصور من تصوير وتصميم المراسلة مريم طه)
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية مريم طه جاويش
فرحة لم تكن في الحسبان
في صباح التاسع والعشرون من شهر يونيو من عام 2025 وصلني طرد أنيق يحمل اسمي تطلعت إليه بلهفة فوجدته مرسل من بريد كوريا أسرعت أفتحه فوجدت بداخله هدية رقيقة جميلة تحمل بساطة كوريا وروحها الثقافية الأصيلة. حيث يحمل بين طياته مشاعر صادقة ورسالة تقدير لا تُقدّر بثمن. فتحت الغلاف ووجدت بداخله كارت ID يحمل شعار اعتراف بي كمراسلة فخرية، ونوتة ورقية أنيقة صُممت بعناية كورية، كأنها تقول لي: "أنتِ الآن جزء من هذه الرحلة الثقافية العظيمة".كانت تلك الهدية البسيطة في شكلها، ولكنها عظيمة في معناها، فقد وصلتني مباشرة من جمهورية كوريا كوني مراسلة فخرية كورية. لحظة فتحي للهدية كانت مزيجًا من الفخر والفرح والامتنان، شعرت وكأن العالم أصبح صغيرًا بما يكفي ليصلني شيء من قلب سيؤول إلى باب منزلي في مصر. كانت تلك اللحظة أكثر من مجرد استلام هدية، كانت لحظة اعتراف، لحظة انتماء، ولحظة فخر.
الصور تعبر عن الرحلة التي عبرت بها الهدية من قلب أسيا من مكتب بريد كوريا إلى يد ساعي البريد في أم الدنيا مصر. (الصور من تصميم وتصوير المراسلة مريم طه)
هدية من كوريا ومشاعر مراسلة فخرية
ما جعل تلك الهدية مميزة ليس قيمتها المادية، بل الرمزية، فقد كانت بمثابة اعتراف رسمي بأنني حلقة وصل بين ثقافتين عريقتين، وأن صوتي –كفتاة مصرية تحب كوريا– يمكنه أن يسهم في بناء أقوى رابطة تواصل بين الشعبين. شعرت حينها بمسؤولية جميلة، تدفعني لأن أكتب وأرسم وأتحدث بكل شغف عن كوريا، وأن أُظهر للعالم مدى عمق هذا التواصل الثقافي الذي لا يعرف حدودًا. فإن العلاقات بين كوريا ومصر لم تكن وليدة اللحظة. فقد بدأت رسميًا في عام 1995 حين تم توقيع اتفاقية إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لكنها على المستوى الشعبي بدأت في التبلور بوضوح مع ازدهار وتطور ذلك الاهتمام بين كوريا ومصر. بداية من التكنولوجيا إلى الفنون، وما بين التعليم والموضة ومن حيث بدأ التاريخ إلى أن وصل إلى الإبداع؛ حيث استطاعت كوريا أن تطرق باب المصريين، وقامت مصر بدورها بفتح أبوابها للثقافة الكورية من خلال المعارض الفنية، والمراكز الثقافية، وحتى المبادرات التعليمية. وهنا نجحت كوريا في أن تحجز لنفسها مكانًا في قلوب المصري.ين وقابلت مصر هذا التبادل الحضاري بكل حب وتقدير
الصور تعبر عن رحلتي كمراسلة فخرية. (الصور من تصميم وتصوير مريم طه)
رسالة شكر من المصرية الشغوفة بالثقافة الكورية
اليوم، شعرت بأنني لا أمثل نفسي فقط، بل أمثل مصر وشبابها الطموح، ذلك الجسر الحيّ بين حضارتين عريقتين: الحضارة المصرية التي علمت العالم الأبجدية والفن، والحضارة الكورية التي أبهرت الجميع بتطورها التكنولوجي المبهر. كوني جزءًا من هذا الحوار الثقافي الحي، لا يسعني سوى أن أشكر كل من ساهم في منحي هذه الفرصة الفريدة. أن أكون مراسلة كورية فخرية لا يعني فقط أن أكتب أو أشارك منشورات، بل يعني أن أكون صوتًا لجيل كامل يرى في كوريا مصدر إلهام، وشريكًا ثقافيًا يستحق أن نقترب منه أكثر. إن الهدية التي وصلتني لم تكن مجرد غرض مادي، بل كانت تذكيرًا بأن الشغف الصادق والثقافة يمكنهما أن يربطا بين الشعوب، وأن لكل منا دورًا في نشر المعرفة وبناء ذلك الترابط القوي. أتمنى أن أستمر في أداء هذا الدور بكل حب وفخر، وأن أُسهم في تعزيز هذا التواصل الرائع بين كوريا ومصر.
وفي الختام:- شكرًا كوريا علي تلك الهدية الرقيقة، وشكرًا لكوريا نت، على منحي هذه الفرصة التي سمحت لي أن أُعبّر بصدق عن شغفي، وأُترجم حبي للثقافة الكورية إلى رسالة محبة وتواصل من قلب مصر.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.