مراسل فخري

2025.08.01

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
يظهر تصميم الصورة الكاتبة كارولين كيم، كما يظهر غلاف مجموعتها القصصية الأمير ذو الأفكار الحزينة وقصص أخرى. (الصور من الكاتبة كارولين كيم، الموقع الرسمي لمعهد ترجمة الأدب الكوري)

يظهر تصميم الصورة الكاتبة كارولين كيم، كما يظهر غلاف مجموعتها القصصية الأمير ذو الأفكار الحزينة وقصص أخرى. (الصور من الكاتبة كارولين كيم، الموقع الرسمي لمعهد ترجمة الأدب الكوري)



بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية إيمان الأشقر

يوافق يوم الذكرى الكوري السادس من يونيو كل عام، وهو مناسبة وطنية لتكريم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن. الهدف الأسمى ليوم الذكرى هو الحفاظ على الهوية الكورية من خلال العودة للجذور والتاريخ وسط زحام الحياة المعاصرة، وذلك هو ما تفعله الكاتبة كارولين كيم من خلال قصصها أيضا. رغم بعدها عن الوطن وهجرتها إلى الولايات المتحدة منذ أن كانت طفلة، حافظت كارولين كيم على هويتها وحرصت على تعريف ثقافة بلدها إلى العالم عبر قصص إنسانية مستمدة من التاريخ الكوري.

تكتب كارولين كيم قصصها باللغة الإنجليزية لتقدم أعمالا أدبية يسهل على الكوريين الأمريكيين وعلى غير الناطقين بالكورية بوجه عام قراءتها. من أهم أعمالها هي المجموعة القصصية 'الأمير ذو الأفكار الحزينة وقصص أخرى' الحائزة على الجائزة الأمريكية المرموقة درو هاينز للقصص القصيرة لعام 2020. تحتوي المجموعة على اثنتي عشرة قصة تدور في مختلف فترات التاريخ الكوري، تنقلت بين عصر جوسون، الحرب الكورية، الثمانينيات، والحاضر بكل سلاسة عبر قصص تعبر عن الغربة والاشتياق للوطن والهوية.

وقد تواصلت مع الكاتبة لتخبرنا أكثر عن مسيرتها، وعن أهمية دور الأدب في الحفاظ على التاريخ، وتمت المقابلة عبر الإيميل خلال الفترة من 6 يونيو إلى 21 يونيو 2025.

تظهر الصورة نسخ مطبوعة من المجموعة القصصية الأمير ذو الأفكار الحزينة وقصص أخرى. (الصورة من الكاتبة كارولين كيم وتم أخذ إذن استخدامها)

تظهر الصورة نسخ مطبوعة من المجموعة القصصية الأمير ذو الأفكار الحزينة وقصص أخرى. (الصورة من الكاتبة كارولين كيم وتم أخذ إذن استخدامها)


١- مرحبًا، من فضلك قدمي نفسك للقراء وأخبرينا عن مسيرتك ككاتبة

مرحبا، أنا كارولين كيم مؤلفة المجموعة القصصية 'الأمير ذو الأفكار الحزينة وقصص أخرى'. لطالما كنت قارئة شغوفة، لكنني لم أفكر في الكتابة إلا عندما التحقت بالجامعة وقرأت رواية المحاربة لماكسين هونغ كينغستون. لم أكن قد قرأت كتابا آسيويا أمريكيا من قبل، ولم أعرف أي كاتب آسيوي أمريكي لذلك ظننت أنه لا وجود لهم. جعلني ذلك أدرك أهمية التمثيل الثقافي في الأدب، وعلمت حينها أني سأقضي بقية حياتي في محاولة كتابة قصص تعطي القراء، خاصة الكوريين الأمريكيين، متعة رؤية أنفسهم في الصفحات.

تظهر الصورة الكاتبة مع أبنائها. (الصورة من الكاتبة كارولين كيم وتم أخذ إذن استخدامها)

تظهر الصورة الكاتبة مع أبنائها. (الصورة من الكاتبة كارولين كيم وتم أخذ إذن استخدامها)


٢- متى هاجرت إلى الولايات المتحدة؟ وهل واجهت أي صعوبات بسبب الفروق الثقافية؟

قد هاجرت مع عائلتي عام 1976 عندما كنت في السادسة من عمري. عشنا مع بعض الأقارب في بوسطن ثم انتقلنا إلى مدينة في شمال شرق ماساتشوستس. لم يعتد الناس هناك على التعامل مع الآسيويين، حتى أن الكثير منهم لم يكن يعرف بوجود كوريا ولطالما افترض الناس أني صينية أو يابانية عندما كنت صغيرة.

حاجز اللغة كان صعبا على والداي، وإلى الآن لم يتقناها بشكل كامل، لكني كنت صغيرة لذلك أتقنتها في وقت قصير واعتدت على الترجمة لوالداي.

أحيانا، أعتقد أن تلك التجارب التي مررت بها هي ما جعلتني كاتبة. اعتدت على التفكير في اللغة كثيرا، ورغبت دائما من ألا أقع في مواقف محرجة مع الكبار وتعلمت الاختصار وترجمة ما هو ضروري من الكلام. كما أن وجودي مع الكبار جعلني أتعرض لجميع أنواع البشر، الجيد منها والسيىء. أعتقد أن أعمالي تستمد الإلهام من دهشتي الدائمة بالطبيعة المعقدة للبشر.

٣- هل ساعدتك الكتابة عن التاريخ الكوري على فهم ثقافتك وجذورك بشكل أعمق؟

عندما انتقلنا إلى الولايات المتحدة، شجعنا والداي أنا وأخي على التكلم بالإنجليزية لنندمج بشكل أسرع لكن مع وجود عائلتين آسيويتين فقط في مدينة يبلغ عدد سكانها خمسة وثلاثين آلفا، كان الاندماج غير ممكنا. قد أمضيت شهرا واحدا في المدرسة في كوريا ولم أتعلم الهانغول، توقف تعلمي للكورية عند السادسة لذلك نسيتها بسهولة. لطالما شعرت بالإحراج عندما لم أستطع الإجابة حين يسألني أحدهم حول معنى شيء بالكورية أو عن أمر متعلق بكوريا، أزعجتني دائما الافتراضات بأني أعرف أشياءَ لا أعرفها، وضايقني مدى جهلي بثقافتي.

بعد مدة، سئمت من عدم المعرفة، وكان ذلك في بداية الألفينيات قبل انتشار موجة الهالليو والكي بوب حول العالم. لكن على الأقل كان الإنترنت متاحا، فبحثت عن الروايات الكورية المترجمة، وقرأت كتبا أكاديمية حول التاريخ الكوري، وشاهدت العديد من مسلسلات الدراما الكورية بترجمة إنجليزية رديئة للغاية. من ضمن المسلسلات التي لا أنساها هو مسلسل سيؤول 1945، فقد ساعدني على فهم الحرب الكورية أكثر من الكتب الأكاديمية.

بدأت بكتابة قصص حول التاريخ الكوري لأني أردت تخيل الأشخاص والأزمنة التي قرأت عنها. عندما قرأت عن الملك يونغجو الذي قتل ابنه سادو بوضعه في صندوق أرز خشبي، اشتعل خيالي وأردت أن أعرف جميع تفاصيل تلك القصة، وأن أرى لحظة بلحظة كيفية حدوث هذه المأساة. أردت أن أقرأ عملا أدبيا إنجليزيا حول تلك القصة لكن لم أجد أي أعمال، فلم يكن لدي خيار حينها سوى أن أكتبها. بعدها، أدركت أني أستمتع بكتابة القصص المبنية على أحداث من التاريخ الكوري.

تظهر الصورة مجموعة من كتب التاريخ الكوري المترجمة التي تقتنيها الكاتبة كارولين كيم. (الصورة من الكاتبة كارولين كيم وتم أخذ إذن استخدامها)

تظهر الصورة مجموعة من كتب التاريخ الكوري المترجمة التي تقتنيها الكاتبة كارولين كيم. (الصورة من الكاتبة كارولين كيم وتم أخذ إذن استخدامها)


٤- من وجهة نظرك، ما هو دور الأدب في الحفاظ على هوية الشعوب وتاريخها؟

أؤمن بأن كتابة القصص نابعة من رغبتنا في التواصل مع بعضنا البعض، وربط حاضرنا بماضينا حتى نستطيع معرفة ما مروا به وكيف نجوا منه. القصص هي دائما وثائق عن كيفية النجاة والاستمرار. لذلك من خلال قيام القصص بدورها الطبيعي، تحافظ بشكل تلقائي على التاريخ وتساعدنا على التواصل معه وفهمه. أعتقد أن كتابة القصص نابعة من رغبتنا الإنسانية العميقة في فهم أنفسنا.

تظهر الصورة الكاتبة مع ابنها الصغير. (الصورة من الكاتبة كارولين كيم وتم أخذ إذن استخدامها)

تظهر الصورة الكاتبة مع ابنها الصغير. (الصورة من الكاتبة كارولين كيم وتم أخذ إذن استخدامها)


٥- في مجموعتك القصصية 'الأمير ذو الأفكار الحزينة وقصص أخرى'، تنقلت عبر الزمن، دارت بعض القصص في الحاضر وبعضها في الماضي خلال الحرب الكورية وغيرها من الفترات التاريخية، كما اختلفت تركيبة الشخصيات وقصصها اختلافا جذريا.

كيف قررت أن تضمي تلك القصص لنفس المجموعة؟

لم تكن لدي خطة محددة لكتابة تلك المجموعة. تدربت لفترة طويلة، واستغرق الأمر حوالي عشرين عاما لأستطيع كتابة الاثنتي عشرة قصة في هذه المجموعة. ذلك هو سبب التنوع في الحبكات وأسلوب الكتابة. في بداية الأمر، أقلقني عدم وجود أي روابط بين القصص، لكنني وجدت أفكارا متشابهة في جميع القصص كالهجرة، التنقل، والبحث عن وطن. ذلك ما جعلهم ينتمون لبعضهم البعض.

٦- كيف استقبل القراء أعمالك، خاصة من الكوريين الأمريكيين؟

كانت ردود الأفعال جيدة بوجه عام. واحدة من أكثر اللحظات التي أحببتها كانت عندما شاركت في نادي قراءة مهتم بالدراما الكورية، فقد فاجئني مدى معرفة المشاركين بعصر جوسون، كانت المعلومات التي لديهم أكثر من بعض الكوريين الأمريكيين الذين أعرفهم. أعيش في الولايات المتحدة منذ منتصف السبعينيات، وهذا شيئا ما كان يمكنني تخيل حدوثه في يوم من الأيام، تلك كانت صدمة لكنها صدمة سارة. أشعر بالفخر لأن القصص الكورية أصبحت تتلقى اهتماما واسعا حول العالم.

٧- هل تفضلين كتابة القصص القصيرة أكثر من الروايات؟ وما هي أوجه التشابه والاختلاف بين عملية كتابتهما؟

مقارنة القصص القصيرة بالروايات أمر صعب لأنهما مختلفان كثيرا، عند كتابة كل نوع منهما علي أن أكون كاتبة مختلفة. أنا جديدة في كتابة الروايات، لكن اكتشفت أن الأهم عند كتابتها هو قدرتك على الصبر، التحمل، والانضباط.

لا يمكن كتابة الرواية في جلسة واحدة كما هو ممكن أحيانا عند كتابة القصة القصيرة، كتابة الرواية تشبه ملء دلو بالرمال باستعمال معلقة. العامل الأهم عند كتابة رواية هو إيجاد فكرة جذابة تدفعك للكتابة يوما بعد يوم.

لكن رغم أن القصة القصيرة يمكن كتابتها في وقت قصير، لا يعني ذلك أن كتابتها سهلة. القصص القصيرة لا تتساهل في موضوع الحذف، يجب أن تكون دقيقا ومحددا وعليك أن تحذف كل ما هو غير ضروري. أنا أحب كتابة النوعين، فكلاهما يمنحاني سببا للحياة والخيال.

٨- من بين أعمالك، هل هناك عملا تشعرين بأنه يمثلك أكثر من غيره، ولماذا؟

لا أعتقد أن هناك قصة محددة تمثلني، ولكن القصة التي أختارها ليكون اسم المجموعة على اسمها مهمة بالنسبة لي. أتذكر أني قرأت مقولة للكاتبة العظيمة توني موريسون تقول فيها: إذا كان هناك كتاب تريد قراءته ولم يكتب بعد، فلابد أن تكون أنت من يكتبه. في ذلك الوقت، رغبت بشدة أن أقرا قصة عن الأمير سادو لأفهم كيف توصل أباه إلى قرار قتله، لكن لم أكن واثقة في قدرتي على الكتابة وبدا كتابتها حلما بعيد المنال. لكن رغبتي الشديدة في قراءة تلك القصة جعلتني طموحة وشغوفة، ودفعتني للكتابة.

تظهر الصورة غلاف الكتاب المجمع للقصص القصيرة الفائزة بجائزة أو. هنري لعام، التي كانت قصة الكاتبة كارولين كيم 'مكان للاختباء' من ضمنها. (الصورة من الكاتبة كارولين كيم وتم أخذ إذن استخدامها)

تظهر الصورة غلاف الكتاب المجمع للقصص القصيرة الفائزة بجائزة أو. هنري لعام، التي كانت قصة الكاتبة كارولين كيم 'مكان للاختباء' من ضمنها. (الصورة من الكاتبة كارولين كيم وتم أخذ إذن استخدامها)


٩- ما هي خططك المستقبلية؟

أعمل على كتابة رواية تاريخية حول الملكة مين التي كانت آخر ملكة في عصر جوسون واغتيلت من قبل قتلة يابانيون. الفترة الأخيرة في عصر جوسون مليئة بالحكايات الساحرة والشخصيات التي تفوق قصص حياتها الخيال.

في هذا المقال، عبرت الكاتبة كارولين كيم عن ضرورة الاهتمام بجذورنا الثقافية حتى لو ابتعدنا عن الوطن، كما أكدت على أهمية دور الأدب في الحفاظ على التاريخ والهوية الإنسانية للشعوب.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.