مراسل فخري

2025.07.11

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
صورة مجمعة للطبقين الكوريين التوكبوكي والرابوكي مع عنوان المقال في منتصف الصورة. (الصورة من زينب نيازي حسن)

صورة مجمعة للطبقين الكوريين التوكبوكي والرابوكي مع عنوان المقال في منتصف الصورة. (الصورة من زينب نيازي حسن)



بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية زينب نيازي حسن

منذ سنوات، كان الطبخ بالنسبة لي أكثر من مجرد نشاط يومي أو وسيلة لإعداد الطعام؛ بل هو شغف وهواية تمنحني الشعور بالسعادة والراحة. أجد متعة كبيرة في تجربة وصفات من مطابخ متنوعة حول العالم، وأحب استكشاف النكهات والثقافات المختلفة من خلال الطعام. ومع مرور الوقت، أصبحت الأطباق الكورية من أكثر الأكلات التي ارتبطت بها عاطفيًا، وأجد في تحضيرها لذة خاصة.

كوني من محبي الطعام وتفاصيله، لم يكن غريبًا أن يلفت المطبخ الكوري انتباهي بطابعه الفريد، ومكوناته المميزة، وتنوع أطباقه. لذا قررت أن أخوض تجربة جديدة، أبدأ فيها تحضير بعض الأكلات الكورية بنفسي، من داخل مطبخي في محافظة الأقصر، جنوب مصر، وأشارك تجربتي في إعداد طبقين من أشهر الأكلات الكورية الشعبية: التوكبوكي والرابوكي.

قبل البدء، شاهدت وصفات متعددة وفيديوهات تعليمية توضح خطوات التحضير، وحرصت على سؤال أساتذتي الكوريين عن تفاصيل الوصفات ونصائحهم الخاصة، كما قرأت كثيرًا عن تاريخ هذه الأكلات وأصلها في الثقافة الكورية، لأتمكن من إعدادها بطريقة أقرب ما تكون للأصل.

رغم أن بعض المكونات لم تكن متوفرة بسهولة، مثل توك، كعك الأرز الكوري، وغوتشوجانغ، معجون الفلفل الأحمر، فإنني لم أستسلم. حاولت إعداد بعض المكونات في المنزل، ولجأت إلى بدائل محلية مشابهة عندما تعذر تحضيرها، مما زاد التجربة تحديًا ومتعة في آنٍ واحد.

بدأت بالتوكبوكي، وهو طبق بسيط نسبيًا، لكنه غني بالنكهة. أولًا قمت بتحضير كعك الأرز بنفسي بدقيق الأرز المصري، وإضافة القليل من الملح ثم الماء الدافئ المائل إلى السخونة لتكوين العجينة المناسبة ثم قمت بتقطيعه بالشكل الذي أحبه ثم تسويته في الماء المغلي، وبعد ذلك أعددت الصلصة باستخدام الماء، الغوتشوجانغ، السكر، الثوم، وصلصة الصويا، ثم أضفت كعك الأرز والخضراوات وتركته يغلي حتى امتزجت النكهات معًا وتحول الطبق إلى مزيج لذيذ ومشبع.

صورة اثناء تقطيع كعك الأرز قبل التسويه. (الصورة من زينب نيازي حسن)

صورة اثناء تقطيع كعك الأرز قبل التسويه. (الصورة من زينب نيازي حسن)


صورة للمكونات التي استخدمتها في إعداد التوكبوكي الكوري. (الصورة من زينب نيازي حسن)

صورة للمكونات التي استخدمتها في إعداد التوكبوكي الكوري. (الصورة من زينب نيازي حسن)


صورة للتوكبوكي الذي أعددته بعد التسويه في شكله النهائي الشهي. (الصورة من زينب نيازي حسن)

صورة للتوكبوكي الذي أعددته بعد التسويه في شكله النهائي الشهي. (الصورة من زينب نيازي حسن)


ثم انتقلت لتحضير الرابوكي، وهو النسخة المعدّلة من التوكبوكي، بإضافة النودلز إليه والبيض (اختياري) مما يمنحه مذاقًا أكثر كثافة وقيمة غذائية أعلى. كانت لحظة إضافة النودلز ومراقبة الطبق أثناء نضجه من اللحظات المفضلة لي، فقد شعرت وكأنني أعيش تجربة كورية حقيقية من مطبخي المتواضع.

صورة لطبق الرابوكي بعد اضافة النودلز في شكله النهائي اللذيذ. (الصورة من زينب نيازي حسن)

صورة لطبق الرابوكي بعد اضافة النودلز في شكله النهائي اللذيذ. (الصورة من زينب نيازي حسن)


ما يجعل هذه التجربة مميزة ليس فقط مذاق الأطعمة، بل المشاعر التي صاحبت كل خطوة. من البحث والتجهيز، إلى الطهي والتذوق، شعرت أنني أقترب أكثر من الثقافة الكورية التي أحبها، وأعيش لحظات تعرُّف حقيقية على تراث غني ومطبخ نابض بالحياة.

أنصح كل محبي الطعام والتجربة أن يبدؤوا رحلتهم من مطبخهم. قد تبدو مجرد وصفة، لكنها في الحقيقة بوابة للتعرف على ثقافات، ووسيلة لبناء جسور بين الشعوب. ومن يدري؟ ربما تحمل لكم وجبة واحدة ذكريات لا تُنسى وانتماء لا يُوصف.



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.