مين هيوك جونغ هو فنان بيتبوكس فاز بالمسابقة الوطنية في عام 2005. (الصورة من حساب الإنستجرام الخاص بالفنان وتم أخذ إذن استخدامها)
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية مروة السنوسى
في عالم تتشابك فيه الثقافات وتتناغم الموسيقى عبر القارات، أتيحت لي الفرصة لإجراء مقابلة حصرية مع الفنان الكوري 'مين هيوك جونغ'، أحد أبرز فنانين 'البيتبوكس' في كوريا. من خلال هذه المقابلة التي أجريتها عبر البريد الإلكتروني بين ٣ مايو و٨ مايو ٢٠٢٥، استكشفنا رؤيته الفريدة في دمج الفن التقليدي مع الأساليب الحديثة، وكيف يمكن للموسيقى أن تصبح جسرًا ثقافيًا بين الشعوب. في هذا الحوار، يكشف لنا مين هيونغ جونغ عن رحلته الطويلة في عالم 'البيتبوكس'، ويشاركنا تفاصيل حول آخر مشاريعه الفنية، بما في ذلك عمله الذي قدمه في مصر.
هل أنتم مستعدون لاستكشاف كيف يمكن للفن أن يتجاوز الحدود ويجمع بين الثقافات؟ تابعوا قراءة هذا المقال لتتعرفوا على عالم 'مين هيوك جونغ' وابداعاته الفنية.
البيتبوكس هو فن إصدار الإيقاعات الموسيقية باستخدام الفم فقط، دون الاعتماد على أي آلات موسيقية. (الصورة من حساب الإنستجرام الخاص بالفنان وتم أخذ إذن استخدامها)
هل يمكنك أن تعرّف قراءنا بنفسك وتحدثنا عن بدايتك مع فن البيتبوكس؟
اسمي مين هيوك جونغ، أنا فنان بيتبوكس ومؤدٍّ كوري. بدأت ممارسة هذا الفن في سنوات المراهقة بدافع الفضول حول كيفية استخدام الصوت البشري لصنع الموسيقى. سرعان ما تحوّل الفضول إلى شغف، ثم إلى مهنة. كنت محظوظًا بالفوز بأول مسابقة بيتبوكس وطنية في كوريا كأصغر بطل في تاريخها، وهو ما منحني الثقة والدافع للاستمرار.
ما الذي ألهمك لاختيار البيتبوكس كتعبيرك الفني الرئيسي؟ وكيف يُستقبل هذا الفن في كوريا اليوم؟
البيتبوكس يتيح لي التعبير عن الموسيقى بطريقة مباشرة وشخصية، باستخدام جسدي فقط. في كوريا، بدأ هذا الفن يكتسب شعبية متزايدة خاصة بين الأجيال الشابة، لكنه لا يزال يُعتبر فنًا نخبويًا إلى حد ما. أشعر بالفخر لكوني جزءًا من الموجة التي تُسهم في انتشاره.
يُرتبط البيتبوكس غالبًا بثقافة الهيب هوب، فكيف ترى مكانته داخل المشهد الموسيقي الكوري الأوسع؟
رغم جذوره في الهيب هوب، فإن البيتبوكس يتمتع بمرونة كبيرة. في كوريا، أراه يندمج مع أنواع موسيقية مختلفة كالبوب الكوري والإلكتروني، بل وحتى الموسيقى التقليدية. أعتقد أن البيتبوكس في كوريا يتطوّر ليأخذ طابعًا فنيًا خاصًا يتجاوز حدود الهيب هوب.
يستخدم مين هيوك جونغ تقنيات البيتبوكس لإنتاج مجموعة واسعة من الأصوات باستخدام الفم فقط، بطريقة تثير الدهشة. (الصورة من تصويري أثناء حضوري الحفل كداعمة رقمية للسفارة الكورية)
كيف تستعد لعروضك الحية، خاصة تلك التي تُقدَّم لجمهور دولي مثل جمهور مصر؟
أركز على إعداد عرض متكامل يجمع بين التقنية والتواصل العاطفي. وعند تقديم عروض دولية، أحرص على إدخال إيقاعات وأصوات تتجاوز حاجز اللغة. وبصراحة، من أهم عناصر التحضير في العروض الدولية هو الثقة الكاملة بالمترجم.
كان أداؤك في احتفالية الذكرى الثلاثين مميزًا للغاية. ما الرسالة التي رغبت في إيصالها للجمهور المصري من خلال فنك؟
كنت أود أن أُظهر أن الإيقاع والصوت قادران على تجاوز الحدود. من خلال البيتبوكس، سعيت لنقل إحساس بالوحدة والطاقة الإبداعية. كما ضمّنت رسائل تعكس العلاقة بين بلدينا، آملاً أن ألهم استمرار تطورها. وبالطبع، اعتمدت على المترجم لنقل هذه المعاني بدقة.
هل سبق أن قدمت عروضًا في دول أخرى؟ وكيف يختلف تفاعل الجمهور الدولي عن الكوري؟
نعم، حالفني الحظ في تقديم عروض حول العالم. عادة ما يتفاعل الجمهور الدولي بطريقة أكثر انفتاحًا وحيوية، بينما يحتاج الجمهور الكوري لبعض الوقت ليشعر بالدفء. لكنني تعلمت أن الأداء الجيد قادر على كسر كل الحواجز. على سبيل المثال، عملي مع فريق 'اس دي جي' منذ أكثر من 15 عامًا بدأ كمجرد دعم تقني، وتحول لعلاقة طويلة الأمد.
يبدع مين هيوك جونغ في عروضه بالدمج بين الأداء الصوتي والعناصر البصرية المتزامنة مع الصوت لجذب الجمهور بطريقة تفاعلية مبهرة. (الصورة من تصويري أثناء حضوري الحفل كداعمة رقمية للسفارة الكورية)
في رأيك، كيف يمكن للبيتبوكس أن يساهم في التبادل الثقافي بين الشعوب؟
تشريح الفم البشري واحد في كل مكان، وطريقتنا في إصدار الأصوات مشتركة، ولهذا أرى في البيتبوكس أداة قوية للتواصل الثقافي. تخيلي لو أنشأنا برامج تعليمية تمزج بين الإيقاعات التقليدية في البلدين وأعدنا تقديمها بأسلوب البيتبوكس؟ أعتقد أنها ستكون وسيلة مبدعة وممتعة لبناء الجسور.
ما النصيحة التي تود تقديمها للشباب الطامحين لتعلّم البيتبوكس، سواء في كوريا أو حول العالم؟
بصراحة، أشعر بالغيرة من الجيل الجديد، فالمصادر المتاحة لهم اليوم هائلة. أنا من الجيل الأول للبيتبوكس في كوريا، وأسلوبي بات راسخًا منذ زمن. لكن كل الطرق التي سلكتها سواء كمغني، أو مقدم برامج، أو مراسل، أو الآن كمنسق موسيقى دي جي انطلقت من البيتبوكس. حتى وإن لم يكن الهدف النهائي، يبقى البيتبوكس خامة رائعة لبناء أي مستقبل إبداعي.
هل تعمل حاليًا على مشاريع أو تعاونات جديدة تود مشاركتها معنا؟
بالتأكيد. أطلقت ألبوماتي كرابر لأكثر من عقد، وعملت كمقدم محترف لسنوات. في الآونة الأخيرة، أستكشف عالم الـدي جي بهدف أن أصبح فنان أداء متكامل. أطمح إلى دمج البيتبوكس في عروض الـدي جي الخاصة بي لصنع أسلوب يميزني. كما أعمل حاليًا على الجزء الثاني من العرض الوسائط المتعددة الذي قدمته في مصر، وأعدكم بأنه سيكون مميزًا.
صورة تذكارية بعد العرض الخاص باحتفالية الذكرى الثلاثون للعلاقات الكورية المصرية بالقاهرة. (الصورة من الفنان مين هيوك جونغ وتم أخذ إذن استخدامها)
- أخيرًا، ما الذي تود أن يعرفه الجمهور المصري وقراء موقع كوريا نت عن موسيقاك؟
كما قلت على المسرح، مصر وكوريا تقعان على طرفين متقابلين من الكرة الأرضية، وهذا ما يجعل من الضروري أن نتكاتف ونتواصل عبر هذا العالم المستدير. آمل أن تظل الفنون والثقافة تلعب دورًا كبيرًا في هذا التقارب، وسعيد بأن أكون قد ساهمت ولو بجزء صغير في هذه الرحلة الجميلة.
في الختام، يُجسد الفنان مين هيوك جونغ روح الفن المعاصر الذي لا يعرف حدودًا. برؤية مبتكرة وشغف حقيقي، يسعى لنقل طاقة الموسيقى وصوت الإبداع إلى كل ركن من أركان العالم. من كوريا إلى مصر، ومن البيتبوكس إلى الدي جي، يُثبت أن الفن لغة عالمية توحّد وتُلهم. هذه المقابلة كانت فرصة لاكتشاف وجه آخر من أوجه التعاون الثقافي بين بلدينا، وفرصة لنقترب أكثر من الإبداع الكوري الذي لا يتوقف عن التطور والتجدد.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.