تُظهر الصورة مدخل قاعة السينما، بإضاءته الدافئة وتصميمه العصري، حيث تبدو الأرضية لامعة ولافتات الأفلام تزين الجدران. في مقدمة الصورة، تبرز يدي وهي تمسك بتذاكر السينما، في لحظة تعبّر عن الحماس والترقب قبل الدخول لمشاهدة الفيلم. (الصورة من رنيم ابوعياش)
بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية الأردنية رنيم ابوعياش
في الحادي والعشرين من سبتمبر لعام 2024 في قلب العاصمة عمّان، وتحديدًا على شاشات برايم سينما، عاشت المدينة حدثًا فنيًا غير مسبوق حين أُزيح الستار عن فيلم وثائقي يروي تفاصيل حياة النجم الكوري الشهير ’جونغكوك’، عضو فرقة ’بي تي اس’ العالمية. الحدث، الذي استمر لثلاثة أيام فقط، شكّل محطة فريدة في المشهد الفني المحلي، كونه المرة الأولى التي يُعرض فيها محتوى من هذا النوع على الشاشة الكبيرة في الأردن.
الصورة توضح شاشات العرض الكبيرة. (الصورة من رنيم ابوعياش)
منذ لحظات العرض الأولى، امتلأت القاعة بجمهور متنوع جمع ما بين الشغف والمحبّة، إذ غصّت بالمراهقين تحديدًا، ممن توافدوا بقلوبٍ ملهوفة لاكتشاف كواليس حياة نجمهم المفضّل. لقد بدا المشهد وكأنه مهرجان مصغّر لمحبّي الثقافة الكورية، وكانت السينما تضج بالحماسة، وكأن النجم ذاته حاضرٌ بينهم.
الفيلم سلّط الضوء على جانبٍ إنسانيّ قلّما يُرى على المسرح؛ حيث رافق الكاميرا ’جونغكوك’ في لحظاته الخاصة، قبل أن يصعد إلى خشبة المسرح، كاشفًا عن التحديات، والتوتّر، والجهد المضني الذي يسبق دقائق التألّق. لم يكن الفيلم مجرد عرض لسيرة ذاتية، بل كان أقرب إلى سلسلة حية تنبض بالمشاعر، تُبرز الإنسان خلف الأضواء، وتُجسّد صدقه مع جمهوره.
وما زاد التجربة بهجة، تلك اللحظات التي امتلأت فيها القاعة بأصوات الأغاني الحيّة، حيث عُرضت مجموعة من أشهر أداءاته على المسرح، فخُيّل للحضور وكأنهم في قلب حفل مباشر لفرقة ’بي تي اس’، ولكن هذه المرة على أرض عمّان.
لم يكن العرض مجرّد مشاهدة عابرة، بل تجربة متكاملة. مع كيس من الفشار بنكهة الكراميل، ازداد المشهد حلاوة، وكأن السينما نفسها شاركت الجمهور الاحتفال. كانت العيون مُرهفة، والقلوب مُعلّقة بكل تفصيلة تظهر على الشاشة، وكأنها تنبض بإيقاع قصة حلم تحقق.
الفُشار الذي كان يتواجد معي في صالة العرض. (الصورة من رنيم ابوعياش)
هكذا، سَطّر ’جونغكوك’ اسمه في تاريخ السينما الأردنية، ليس فقط كنجم عالمي، بل كحالة فنية استطاعت أن توحّد المشاعر، وتُقرّب المسافات، وتمنح عمّان طيفًا من سحر المسرح الكوري، في عرضٍ لا يُنسى
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.