مجموعة من الصور لي أثناء احتفالي بالـ’سولال‘- الصور والتصميم من أمنيه أمير

بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية أمنيه أمير

وُلد قمر الشهر الجاري يوم التاسع والعشرين معلنًا عن بداية سنة قمرية جديدة وهي سنة الثعبان الأزرق. وكما هو معروف فرأس السنة القمرية هو من أشهر وأهم الأعياد الكورية، والذي يُسمى بالـ’سولال.

هذا العام احتفلت بالـ’سولال‘ لأول مرة في حياتي حيث سنحت لي الفرصة عندما أقامت أكاديمية ’ذا بلوسوم‘ الكورية لتعليم اللغة الكورية بالقاهرة بالأمس احتفالًا بعيد الـ’سولال‘ لتعريفنا بالعيد والعادات المرتبطة بالاحتفال به.

حضر الحفل حوالي 25 من طلاب الأكاديمية. استمر الحفل لساعتين وغمره دفئ عائلي شعرنا جميعًا به. خاصة وأن الأساتذة جلبوا معهم أطفالهم مرتدين الهانبوك بألوان مبهجة.

أبناء المعلمين يرتدون الهانبوك ويقومون بالانحناء للمعلم ’جوزيف‘ لتوضيح تقاليد الانحناء للآباء في عيد الـ’سولال‘- الصورة من أمنيه أمير

بما أننا نحتفل ببداية سنة الثعبان الأزرق، حرصت على ارتداء اللون الأزرق تماشيًا مع السنة الجديدة.

بدأ الحفل بتعريف أستاذي ومالك الأكاديمية ’ريو جوزيف‘ بعيد الـ’سولال‘ وبعض العادات الخاصة به كانحناء الأبناء لآبائهم تحية واحترامًا لهم. وكإطلاق الطائرات الورقة في السماء وقطع حبالها لتطير آخذة الحظ السيئ معها.

كذلك قام بتعريفنا بـ3 من الألعاب التقليدية الخاصة بالعيد لكي نلعبها معًا.

كانت الألعاب هي ’جيه كي تشا جي‘ (أو ’جيه كي‘ كما رأينا في ’لعبة الحبار‘) وهي ركل لعبة من قصاصات الورق بأقدامنا باستمرار دون أن تلمس الأرض، ولعبة ’كونغ-غي‘ حيث نقوم بإلقاء والتقاط كرات بلاستيكية صغيرة.

شاهدنا هاتان اللعبتان في الحلقة الرابعة من الموسم الثاني من مسلسل ’لعبة الحبار‘ التي حملت عنوان ’6 أرجل‘ حيث انقسم اللاعبون لمجموعات من 5 أفراد، وكل فرد منها عليه إنهاء لعبة حتى لا يتم إقصاؤه وفريقه من اللعبة. لهذا تحمست كثيرًا لتجربة اللعبتين.

لعبة الـ’كونغ-غي‘ كما ظهرت في المسلسل - الصورة من الصفحة الرسمية لمسلسل ’لعبة الحبار‘ على انستجرام

لعبة الـ’جيه كي‘ (أو: ’جيه كي تشا جي‘) كما ظهرت في المسلسل - الصورة من الصفحة الرسمية لمسلسل ’لعبة الحبار‘ على انستجرام

أما اللعبة الثالثة كانت ’يونّوري‘، وهي لعبة في فكرتها تشبه لعبة السلم والثعبان. نستخدم فيها 4 عصي خشبية عليها نقوش من حروف الهانجا بدلًا من النرد، وقطعتين ملونتين لكل فريق تُسمى الحصان نحركهما على ورقة مُقسمة لدوائر.

قبل اللعب انقسمنا لـ4 فرق لأننا سنتنافس ونجمع نقاطًا.

بدأنا الألعاب بلعبة الـ’كونغ-غي‘ وشاركنا في اللعب معلمونا الكوريون الذين قاموا بإعطائنا بعض النصائح والحيل لتعلم اللعبة والاحتراف فيها، كأن نتدرب أولًا على كرة واحدة لتعلم توفيق حركات اليد مع تركيز العين مع الكرة التي نحاول التقاطها.

حاولت أن أجرب اللعب وحدي لكنني كنت سيئة فيها للغاية. وحتى مع فريقي كنا نحن الفريق الخاسر.

محاولتي للعب الـ’كونغ-غي‘- الصورة من أمنيه أمير

محظوظة أنني لم أكن ضمن لاعبي ’لعبة الحبار‘ وإلا كنت تعرضت للإقصاء. لكنني استمتعت بها وسأستمر بالتدرب عليها بعد أن تعلمت من نصائح المعلمين.

بعدها حان وقت الطعام. قدم لنا الأساتذة طعامًا تقليديًا صنعوه بأنفسهم. ضمت المائدة أصنافًا عديدة وهي الـ’جابتشي‘، والـ’توكبوكي‘، والـ’توك‘، والـ’كيمباب‘، وفطيرة الكيمتشي، إلى جانب المشروبات الغازية.

مائدة الطعام- الصورة من أمنيه أمير

لم تكن أول مرة لي أن أجرب هذه الأصناف، إلا أن هذه المرة كانت مختلفة، فقد كانت مطهوة على يد الأساتذة فأشعرتني بدفء الطعام المنزلي والجو العائلي، لقد صُنع الطعام بحب واهتمام انعكسا على مذاقه.

بعد الطعام عدنا لنستأنف اللعب من خلال لعبة ’جيه كي تشا جي‘.

كل فرد من كل فريق يقوم بركل اللعبة بقدمه، على أن تُحتسب كل ركلة بنقطة واحدة، وإن لمست الأرض يخرج اللاعب من اللعبة. ثم نقوم بتجميع نقاط أفراد كل فريق ونضيفها إلى نقاط اللعبة السابقة.

رتبنا الأدوار بأن جمع الأستاذ ’جوزيف‘ شخصًا من كل فريق معًا ليلعبوا ’كاوي – باوي – بو‘ (مقص – حجرة – ورقة).

وبما أننا جميعًا مبتدؤون، كان أقصى عدد نقاط لكل فرد هو 3 نقاط. حتى أنني لم أحرز إلا نقطة واحدة.

ركلتي الوحيدة الصحيحة- الصورة من أمنيه أمير

شارك مع كل فريق معلم من المعلمين الكوريين لدعم الفريق. لعب المعلم ’نيكولاس‘ بتألق مع فريق منافس حيث أحرز وحده 33 نقطة حاسمًا اللعبة لصالحهم.

أما اللعبة الثالثة فكانت ’يونّوري‘. كانت المنافسة شرسة لأنها اللعبة الحاسمة، فالفريق الفائز يحصل على 100 نقطة إضافية، ويحصل أعضاؤه على هدية من كوريا.

كررنا لعبة ’حجرة – ورقة – مقص‘ لنرتب الأدوار.

حين يأتي دور فريق يقوم أحد لاعبيه بإلقاء العصي ويقوم بتحريك حصانه وفقًا لشكل العصي بعد إلقائها.

ويمكن للاعب أن يختار تحريك حصانه الثاني بحيث تكون لديه قطعتان على الورقة لكي يضمن استمراره في اللعب إذا أكل حصان لاعب آخر أحد حصانيه.

تتحدد عدد مرات تحرك الحصان كالآتي:

’دو‘: حركة واحدة. عندما تكون بطن عصى واحدة ظاهرة.
’كيه‘: حركتان. عندما تكون بطن عصوين ظاهرتين.
’كول‘: 3 حركات. عندما تكون بطن 3 عصي ظاهرة.
’يوت‘: 4 حركات + فرصة ثانية لنفس الشخص أن يلعب مرة أخرى. عندما تكون بطون العصي الـ4 ظاهرة.
’مو‘: 5 حركات + فرصة ثانية لنفس الشخص أن يلعب مرة أخرى. عندما تكون ظهور العصي الـ4 ظاهرة.

أثناء إلقائي للعصيّ الأربع- الصورة من أمنيه أمير

أحاول حساب عدد الحركات من شكل العصيّ- الصورة من أمنيه أمير

برغم أن فريقي كان خاسرًا في لعبتين حتى الآن، فاز فريقي مع آخر حركة تحركها حصاني.

حصلنا على النقاط الـ100 وعلى الهدية المميزة.

كانت الهدية بطاقة بريدية تذكارية من متحف كوريا الوطني لكل فرد من الفريق كان قد جلبها الأستاذ ’جوزيف‘ معه من كوريا.

انتهى الاحتفال بحصولنا على الهدايا، وانتهت معه سهرة لطيفة نسيت بها أسبوعًا مرهقًا من العمل دون راحة رغم مرضي، وبدأت به عطلة نهاية أسبوع بمزاج أكثر هدوءً.

هديتي عقب فوزي وفريقي باللعبة- الصورة من أمنيه أمير

وأنتم، كيف احتفلتم بالـ’سولال‘ وماذا تعرفون عنه؟

أتمنى لكم عامًا سعيدًا وحظًا وفيرًا. لا تنسوا أن تقطعوا خيوط الحظ السيئ وأن تتمنوا أمنياتكم للعام الجديد.

إلى اللقاء في مقالات وتجارب جديدة مع الثقافة الكورية!



dusrud21@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.