بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية غادة محمد
في يومٍ حافلٍ بالبهجة والاكتشاف، استضاف متحف الطفل فعالية ’قافلة الثقافة الكورية‘ أو ’كوريا كارافان‘ التي نظمها المركز الثقافي الكوري في مصر يوم 17 ديسمبر، لتُبحر بالحضور في رحلةٍ شيقة إلى عالم كوريا وثقافتها الغنية. لم تكن الفعالية مجرد عرضٍ للتراث الكوري، بل كانت تجربة غامرة تفاعلية، لامست قلوب الكبار والصغار على حدٍ سواء. شهدت الفعالية حضور مدير المركز الثقافي الكوري في مصر، السيد أوه سونغ-هو، الذي أكد على أهمية هذه الفعاليات في تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين. وأعرب عن أمله في استمرار التعاون الثقافي بين كوريا ومصر في المستقبل.
منذ اللحظة الأولى لدخول الأطفال وعائلاتهم بجانب محبي الثقافة الكورية من كل الأعمار، كان من الواضح أن المنظمين قد بذلوا جهدًا كبيرًا لخلق أجواء كورية أصيلة. انتشرت الأركان المتنوعة التي تُجسد جوانب مختلفة من الثقافة الكورية، بدءًا من ارتداء الهانبوك (الزي التقليدي الكوري)، الذي أضفى على الأطفال مظهرًا جذابًا وأشعرهم وكأنهم جزءًا من الثقافة الكورية، والتقاط الصور التذكارية به، مرورًا بتجربة الألعاب الكورية التقليدية مثل ’توهو‘ و’يوتنوري‘ التي تتطلب التعاون والتفكير السريع، مما أضاف جوًا من المرح والتنافس، وصولًا إلى تذوق الأطعمة الكورية الشهية التي أسرت الأذواق. ’قافلة الثقافة الكورية‘ كانت بمثابة رحلة عبر الزمان والمكان، حيث نقلت الحضور إلى عالم ساحر من الألوان والأصوات والتقاليد الكورية.
ومن أبرز ما لفت انتباه الحضور، ركن الواقع الافتراضي الذي أتاح لهم فرصة فريدة لاستكشاف أهم المعالم السياحية في كوريا. فقد تمكنوا من التجول في شوارع سيئول النابضة بالحياة وزيارة القصور الملكية القديمة، وكأنهم موجودون فعليًا في كوريا.
ولم تقتصر فعاليات القافلة على الأنشطة التفاعلية فقط، بل تضمنت أيضًا عروضًا فنية مبهرة، حيث قدم فريق ’سامولنوري فاروز‘ أو ’فراعنة السامولنوري‘ عروضًا حية أبهرت الحضور. وبصفتي أحد أعضاء هذا الفريق، أود أن أشارككم تجربتي الشخصية في هذه الفعالية المميزة.
تكون فريق ’فراعنة السامولنوري‘، وهو أول فريق جوجاك وسامولنوري في مصر، عقب انتهاء أكاديمية الجوجاك 2024 التي أقيمت في سبتمبر الماضي، وذلك شغفًا بالموسيقى الكورية التقليدية، وسعيًا لنشر هذا الفن الجميل في مصر. كنا نستعد لهذه الفعالية بحماسٍ كبير، ونُجري التدريبات المكثفة لإتقان العزف على الآلات الكورية التقليدية الأريعة للسامولنوري، ’الجانغجو‘ و’البوك‘ و’الجينغ‘ و’الكوينغاري‘، ولكن كل هذا الجهد أثمر في النهاية عن عرض ناجح. وقد شعرت بفخر كبير عندما رأيت كيف أن الموسيقى الكورية قادرة على تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية وأن توحد الأشخاص من مختلف الأعمار والخلفيات.
عندما بدأنا العزف أمام الجمهور، شعرتُ بالحماس. كان تفاعل الأطفال والكبار معنا مُلهمًا للغاية، حيث استمتعوا بالإيقاعات الحماسية والألحان التي نُقدمها. قدمنا عرضين خلال الفعالية، وشعرت بسعادة غامرة عندما رأيت البسمة على وجوه الحاضرين وتفاعلهم مع الموسيقى. لقد كان من دواعي سروري أن أساهم في تعريف الجمهور المصري بهذا الجانب الرائع من الثقافة الكورية.
لم تغفل الفعالية عن الجانب الترفيهي للأطفال، حيث تم عرض فيلم الكارتون الكوري الشهير ’بورورو‘، الذي نال إعجاب الصغار والكبار على حدٍ سواء. كما تم عرض مجموعة من كتب الأطفال الكورية، مما أتاح فرصة للتعرف على الأدب الكوري الموجه للأطفال.
كانت فعالية ’قافلة الثقافة الكورية‘ في متحف الطفل تجربة فريدة ومميزة، جمعت بين المتعة والمعرفة، وقدمت للجمهور المصري خاصة الأطفال لمحة رائعة عن الثقافة الكورية الغنية. لقد كانت فرصة رائعة للتعرف على هذا البلد الصديق عن كثب، من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة التفاعلية التي لا تُنسى. وبالنسبة لي كعضوة في فريق ’فراعنة السامولنوري‘، كانت فرصة رائعة للمساهمة في نشر هذا الفن الجميل، ورؤية تأثيره الإيجابي على الجمهور.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.